في العام الخامس للثورة: جردة حساب

صلاح بدرالدين
    بما أن الثورة وطنية
شاملة وعبرت أهدافها عن طموحات السوريين في كل مكان وجاءت بارادة السوريين لذلك
لافضل لمنطقة على أخرى ولالمكون على آخر في مسألة اندلاعها فكل بقعة في البلاد كانت
في غليان حيث خرجت مظاهرة يوم الثلاثاء 15/3/2011 “يوم غضب سوري”، تلك المظاهرة
التي خرجت من أمام الجامع الأموي باتجاه سوق الحميدية، “ولم يتجاوز عدد المتظاهرين
فيها الـ 15 شخصاً. ثمّ توسعت وبعدها جاء اعتصام الداخلية في 16 – 3  والاعتقالات
التي حدثت خلال المظاهرة والاعتصام،
 أما البداية الأخرى للثورة، فكانت في 18/3/2011 أو ما سمّي بـ”جمعة الكرامة” في
مدينة درعا، عندما خرجت المظاهرة تنديداً بالممارسات الإجرامية للعميد “عاطف نجيب”
ابن خالة بشار الأسد، والذي كان رئيساً لفرع الأمن السياسي في درعا ثم توسعت
الانتفاضة السلمية لتشمل كل المدن والبلدات واكتملت شروط تحولها الى ثورة وطنية بعد
التحاق أفراد وتشكيلات عسكرية بصفوف الشعب وبدأ التفاعل بين الجيش الحر والحراك
الشبابي الشعبي الثوري .


  مؤتمر أنطاليا

    بين 31 – 5
الى 3 – 6 – 2011 عقد أول مؤتمر للمعارضة السورية في مدينة أنطاليا التركية، تحت
اسم “المؤتمر السوري للتغيير”، حضرته 300 شخصية معارضة سورية، كان من أهم مقرراته
المطالبة باستقالة الرئيس، وتسلّم “فاروق الشرع” للسلطة مؤقتاً، بينما ينتخب مجلس
جديد للشعب، وكانت الغلبة في عضوية اللجنة المنتخبة للعلمانيين فقط اخواني واحد من
أصل تسعة حيث وقف العلمانييون والكتلة الكردية سوية وفي موقف سياسي واحد ورفع في
مؤتمر أنطاليا لأول مرة علم الاستقلال، وليكون قد قطع شعرة معاوية مع نظام الإجرام،
.
وبعد أن امتنعت اللجنة التحضيرية عن دعوة الأحزاب الكردية التي لم تشارك في
التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام ودعت عوضا عنها ( 30 ) شخصية وطنية كردية مستقلة من
الداخل والخارج أعلنت مجموعة مؤلفة من 12 حزبا سياسيا كورديا مقاطعتها لمؤتمر
المعارضة السورية. قائلة، إن أي مؤتمر يعقد في تركيا لا بد أن يعود بالضرر على
القضية الكوردية في سوريا، لأن تركيا ضد تطلعات الكورد ليس في كوردستان الشمالية
وحدها، بل في أجزاء كوردستان الأربعة، ولا سيما في كوردستان سوريا ( من سخرية القدر
أن الأحزاب ذاتها اجتمعت منذ يومين بوزير الخارجية التركي بعد تجاهل طلب اللقاء 
لعدة أعوام ) .
  ومن أجل الاطلاع أكثر على أهمية ذلك المؤتمر وخطابه السياسي
المتقدم أدعو القراء الى الامعان في الكلمة التي ألقيتها بالجلسة الافتتاحية باسم
المكون الكردي المشارك :
   السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
( واحد واحد
واحد الشعب السوري واحد ) .
     يسرني أن أقف بينكم الآن في هذا اللقاء الوطني
بين ممثلي مختلف الأطياف والمكونات والتيارات والشخصيات السياسية لأعبر لكم عن مدى
اعتزاز من أمثل بانتفاضة شعبنا العظيم وابداع شبابنا من القامشلي الى درعا ولنقف
اجلالا واكبارا أمام دماء شهدائنا الأبرار التي تسقي شجرة الحياة من أجل غد أفضل
وحياة سعيدة ووطن لكل بناته وأبنائه وهنا اود التأكيد باسم المكون الكردي في
المؤتمر على المبادىء التالية :
   أولا – الانتفاضة الوطنية السلمية المندلعة
منذ أكثر من شهرين تحت شعار – الشعب يريد اسقاط النظام – هي مصدر الشرعية الوطنية
في هذه المرحلة .
  ثانيا – مهامنا خارج الوطن تكمن في دعم ونصرة الانتفاضة بكل
ما يؤدي الى استمراريتها وبما يوفر من مستلزمات الانتصار ونحن هنا وفي جميع المحافل
الأخرى يمكن أن نعبر عن أهداف الانتفاضة ونلتزم بارادة شعبنا في الداخل من دون
الادعاء بتمثيلها سياسيا أو رسميا أو الوصاية عليها .
  ثالثا – كل المكونات
الوطنية السورية من قومية ودينية ومذهبية تشترك بالانتفاضة جنبا الى جنب ويدا بيد
لأن مصلحة الجميع تكمن في ازالة الاستبداد واستعادة الكرامة وتعزيز الوحدة الوطنية
في ظل الحرية والمساواة .
   رابعا – هناك اجماع كلي على الطابع السلمي
للانتفاضة وعلى نبذ كل ما يفرق بين السوريين لدوافع عنصرية أو أصولية أو مذهبية
.
    خامسا – اننا كمكون وطني كردي نؤكد على أننا شركاء في الوطن وقد نختلف في
الاجتهادات ولكن في اطار الاتحاد ونتحد في اطار التعدد ونحن كشعب كتب علينا أن نكون
في صف المعارضة الوطنية منذ ماقبل الانتداب وخلاله وكذلك مابعد الاستقلال وحتى الآن
قدمنا الشهداء من أجل الحرية في كل العهود وبينهم شيخ الشهداء الخزنوي ونتعرض
للاقصاء والحرمان من كل الحقوق بما فيها حق المواطنة , وقد ساهمنا في تحقيق استقلال
سوريا وبنائها ومن مصلحتنا أن يزول نظام الاستبداد وايجاد البديل الوطني واعادة
بناء الدولة السورية المؤسساتية التعددية واقامة النظام السياسي الديموقراطي تنتفي
في ظله كافة اشكال الاضطهاد والتمييز وتحترم طموحات كافة المكونات وتنجز الحل
السلمي وعبر الحوار للقضية الكردية وعلى أساس التوافق وتلبية الحقوق المشروعة على
قاعدة الشراكة المصيرية العادلة وبما يلبي أهداف ومطالب الشعب الكردي المشروعة حسب
ارادته الحرة في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة الموحدة كما نؤكد على حقوق
شركائنا في الوطن من الكلدو آشور والتركمان والأرمن وغيرهم .
   سادسا – نطمح في
ايجاد القواسم المشتركة من أجل تحقيق شعار الانتفاضة الرئيسي وهو اسقاط النظام
والحفاظ على طابعها السلمي وصيانة الوحدة والتفاهم بين الجميع وابداء التفهم تجاه
الآخر المختلف لنكون من الآن الأرضية المناسبة لبناء دولة المستقبل ونزيل كل مايؤدي
الى الخلاف لمواجهة التحديات من أي صوب جاء وخاصة لافشال مخطط النظام وأن نتعاون
جميعا ومن الآن على التشاور والتناقش في سبيل التحضير لصيغة دستور جديد لسوريا
القادمة يؤكد على التعددية ويعترف بالكرد كقومية ثانية ويضمن حقوقهم وسائر المكونات
الأخرى .
أيها الشركاء :
   نحن معا في ساحة النضال وفي معركة المواجهة مع
نظام الاستبداد وفي صفوف الانتفاضة وسنبقى معا في ظل سوريا الديموقراطية القادمة
متحدين ومتعايشين باخاء ووئام وفي ظل الشعار الخالد : آزادي آزادي آزادي والسلام
عليكم .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…