أعزائي الكرام، قادة وزعماء حركتنا الوطنية الكوردية في غرب كوردستان

جان كورد
 12.04.2007

منذ أن انتسبت إلى حزب البارتي الديموقراطي الكوردي في سوريا عام 1968 تعلمت جدولة الموضوعات التي كانت تبحث في كل اجتماع من الاجتماعات الحزبية ( مقررات الاجتماع السابق، الوضع السياسي، الوضع التنظيمي، الوضع الثقافي، الوضع المالي، المشاكل الموجودة، مقترحات الرفاق، النقد والنقد الذاتي، وأخيرا تحديد موعد ومكان الاجتماع القادم…)

ولكن مع الأسف الشديد لم يمر اجتماع تم فيه ممارسة النقد الذاتي من قبل المسؤولين والأعضاء بشكل جيد… وفي حين كان هناك تدقيق في مجال التأكيد على ضرورة تسديد الاشتراكات الشهرية، كانت نقطة النقد والنقذ الذاتي تؤجل في معظم الأحيان إلى الاجتماع التالي، وكان أمثالي الذين يسارعون إلى نقد ذاتهم كواجب حزبي يمارسونه يعتبرون جاهلين بالسياسة وأغرار ويصبحون “مسخرة”  للآخرين… أذكر هذا هنا لأنتقل إلى نقد ذاتي سياسي لم يمارس حتى بعد انعقاد مؤتمر باريس الأخير الذي شارك فيه 11 تنظيم كوردي سوري وأقّر في وثيقته المعلنة وجود جزء من كوردستان، كوردستان سوريا، في البلاد السورية، تم ضمّه إلى سوريا بموجب اتفاقية استعمارية سرّية في عام 1916 هي معاهدة سايكس – بيكو الانجلو فرنسية… مما يعتبر قفزة نوعية في مجال نضالاتكم السياسية التي كنتم ترفضونها من قبل بقوّة بحجج وذرائع تتعلق ب”الظروف الموضوعية والذاتية!”  للحركة الوطنية الكوردية في غرب كوردستان..

إضافة إلى نقطة أخرى هامة هي تأكيد ممثليكم الصريح في هذا المؤتمر على ضرورة اقامة العلاقات الوثيقة مع العالم الحر الديموقراطي وعلى أهمية دور “العامل الخارجي” في تفعيل وتنشيط المساعي الرامية لفرض حل ديموقراطي وعادل للقضية الكوردية على الوسط السياسي العام في البلاد… كان عليكم، من باب النقد والنقذ الذاتي الذي تعلمناه من بعضكم فيما مضى أن تنتقدوا – على الأقل- ولو لمرة واحدة فقط أنفسكم ذاتياً على فترة الرفض والممانعة التي مررتم بها لسبع سنوات خلت، منذ أن طرح بعضنا هذه الأفكار عليكم من خلال اعادة احياء بارتي ديموقراطي كوردستاني – سوريا في عام 2000…
على كل حال، ها نحن قد دخلنا مرحلة جديدة ونأمل أن لاتصاب الحركة في هذا المجال بانتكاسات مرّة أخرى…
برأيي هناك نقطة يجب العودة إليها من باب الاستنتاج المنطقي، وآمل أن لايفهمني بعضكم فهماً خاطئاً… فطالما اعترفتم وأقررتم بوجود منطقة في سوريا تسمى ب “كوردستان سوريا” فلا بد أن تغيّروا أسماء أحزابكم أيضاً من “الكوردي السوري” و “الكوردي في سوريا” و “الكوردي – سوريا” إلى “ الكوردستاني – سوريا” أو في “غرب كوردستان” لتتلاءم التسمية مع الواقع الحقيقي الذي تم اقراره من قبل أحزابكم في المؤتمر المذكور، وحسب ما نراه منشوراً في بياناتكم ووثائق مؤتمراتكم وتصريحاتكم ومقابلاتكم ومناقشاتكم في غرف البالتوك، وبخاصة فإن لفظ “الكوردي” فيه بعض النزعة القومية التي تمقتوها مثل غيركم من الديموقراطيين والوطنيين، وأنتم تعلمون الفارق الكبير بين “الكوردستاني” و “الكوردي” في هذا المجال، إذ تعيش أقليات قومية ودينية وكذلك بعض العرب أيضاً بين ظهراني الشعب الكوردي في كوردستان سوريا هذه، وكما أن الأحزاب الكوردية في جنوب كوردستان قد تخلّت منذ زمن بعيد لهذا السبب ولأسباب أخرى عن تسميتها بالحزب الكوردي، فعليكم أيضاً السعي أيضاً إلى اجراء اللازم ليتناسب مع الواقع المعترف به من قبلكم، وإلاّ فإن مقررات مؤتمركم الباريسي الأخير ستذهب أدراج الرياح بمجرّد اثارة بعضهم للخلافات بينكم، وبالتالي تعود حليمة إلى عادتها القديمة كما تقول العرب…
النقطة الأخرى هي التي تتعلّق بالحقوق القومية، السياسية والثقافية، للشعب الكوردي في هذا الجزء الكوردستاني، فطالما تتحدثون عن شعب يعيش على أرضه وله هويته القومية المتمّيزة، فمن الضروري احترام مواد الشرعة الدولية المتعلّقة بفكرة حق تقرير المصير للشعوب دون استثناء، هذا الحق الذي ينطبق نيله على شعبنا أيضاً وواضح وضوح الشمس في المعاهدات والوثائق الدولية، وبخاصة ما تم اقراره دولياً في عام 1966… ولكن طالما نحن نؤمن بالعيش المشترك مع الشعوب السورية الأخرى ضمن وحدة هذه البلاد وعلى أساس التكافؤ والاحترام المتبادل، لابد من الاتفاق على صيغة برنامجية لتأطير هذه الحقوق التي كانت تبدو فيما مضى، قبل اقراركم بوجود منطقة اسمها كوردستان سوريا، وكأنها حقل لاحدود له ولايعلم أحد أين يبدأ وأين ينتهي، وما عليكم سوى القيام بنقد ذاتي بنّاء واقرار الشق الهام المتعلّق بهذا الوجود، ألا وهو اقرار النضال من أجل سوريا اتحادية (فيدرالية) موّحدة ومتكاملة على أساس الاتحاد الاختياري بين شعوبها و (أقلياتها!) يتمتّع فيها الشعب الكوردي بالحكم الذاتي كحد أدنى من الحقوق التي تتلاءم وتلك المعاهدات الدولية  وواقع وجود منطقة / مناطق كوردستانية ذات معالم متميّزة عن بقية المناطق السورية قومياً وثقافياً… وآمل أن يتحقق هذا قريباً من خلال مؤتمر مشترك لفصائلكم الحزبية أو بشكل افرادي، حسب مؤتمر كل فصيل منكم على حدة…
النقد والنقد الذاتي، إن كان جاداً ومتواصلاً في الحزب، أي حزب كان، فإنه يصون الديموقراطية ويعزز النضال ويدفع إلى التطوّر، وبدونه يبقى الماء راكداً وتتم محاربة واقصاء الذين يعملون فيه من أجل التغيير نحو الأصح والأفضل….

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…