جيان زكريا الحصري
الى الموقعيين والمدافعين عن ما يسمى اتفاقية ي ب ك والجبهة الشامية الاسلامية في كوردستان سورية اذا كنتم لا ترأفون بالناس والعقول فتراءف بأنفسكم فبنود الوثيقة الموقعة بين ي ب ك والجبهة الشامية الاسلامية منشورة وواضحة ، وقد اكد رئيس هيئة الدفاع في مدينة عفرين عبدو إبراهيم ، أنّ ما ورد في بيان الجبهة الشّامية عن الاتفاق بينهم وبين وحدات الحماية حقيقيّ، ويتضمن ثلاثة بنود وهي:
أولاً: توحيد النظام الداخلي لدى الطّرفين ليشمل جميع المحاكم، والحكم بشرع الله.
ثانياً :فتح مكاتب شرعية ودعوية لدى الطرفين ومتابعة شؤون المساجد بما فيه إقامة صلوات الجمعة وخطبها في حلب ومنطقة عفرين وقراها.
ثالثاً : ملاحقة المفسدين والمسيئين أينما كانوا لمحاسبتهم وإعادة الحقوق لأهلها وتأمين الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من قبل الموقعين على هذا البيان.
واذاً أين كلامكم ودفاعكم من هذه البنود ، واين ادارة ما يسمى الكانتون من هذه الوثيقة ، ولماذا ي ب ك هي من وقعت وليس ادارة الكانتون وخاصة ان مضمون الاتفاق يخص الشؤون المدنية ، وما دخل ي ب ك في تطبيق الشريعة وفتح محاكم يحكم بشرع الله في عفرين وهي من المفروض جهة عسكرية ، وما رأي وزير الاوقاف في الكانتون حسب البند الاول ، ماذا سيكون وضع الاخوة الايزيدين ومن المعروف ان كورداغ مركز اساسي للديانة من بند نشر الفكر الدعوي الاسلامي والمحاكم الشرعية هل ستفرضون عليهم الجزية ام تجبرونهم على دخول الاسلام ومن يرفض هل ستعتبرونه كافراً يستحق القصاص ام تطردونهم من الكانتون بحسب البند الثاني وماذا سيكون ردكم اذا طالبوا بأزالة تمثال زارداشت الذي وضعتمه في ساحة عفرين بحجة انه يمثل رمز للكفر والمجوسية بنظرة الجماعات الاسلامية ، ما المقصود بمحاسبة المفسدين في البند الثالث ومعروف ان هذا المصطلح يستخدم للدلالة الى من لا يلتزم بفراض الدين وهي مختلفة بحسب تفسير كل جماعة فبرأي البعض المرأة التي لا تلبس الخمار مفسدة في الارض والاحزاب العلمانية وكل الجماعات الغير اسلامية تفسد في الارض وحتى الالعاب الرياضية مفسدة للشباب ودراسة الفلسفة زندقة فكيف ستدرسون فلسفة القائد أبو وماذا سيكون موقف هذه المحاكم الشرعية من وحدات حماية المرأة وتجنيد الفتيات ، وما المقصود من جملة المناطق المحررة دون تحديدها وتوضيحها ،هل المحررة من النظام ام من داعش ام من شعبها لأنه لم يمر بكل البيان كلمة النظام ابداً ، والواضح من بنود البيان ان الجبهة الشامية هي من ستفتح محاكم شرعية ومكاتب دعوية وهي من ستتولى ادارة شؤون المساجد وخطب الجمعة في عفرين لأنه ليس من المنطق ان تقوم ي ب ك بفتح هذه المكاتب الشرعية والدعوية في المناطق العربية وتخطب خطبة الجمعة في مساجد الصاخور او اعزاز او دارة عزة او السفيرة او الميسر ، بمعنى اخر ان مكان تطبيق كل بنود البيان هي عفرين وريفها ، لأنه لا مصلحة ل ي ب ك او البيدا وهو حزب علماني بنشر الدعوة الاسلامية مثلاً في منطقة طريق الباب وباب الحديد او العامرية او حيان ، ومن ناحية اخرى توقيع ي ب ك عبر هذا البيان على نشر الفكر الدعوي الاسلامي وفتح محاكم شرعية وأقامة الصلوات الجمعة وخطبها في عفرين يعتبر اقراراً وتأييداً لمزاعم داعش وغيرها من الفصائل التكفيرية بعدم وجود الاسلام او الصلوات وبحسب البيان ان الجبهة الشامية هي المكلفة وبموافقة ي ب ك بنشر الاسلام في عفرين ( شو يعني اهل عفرين كانوا كفار حتى الآن ) .
من كلفكم اوصياء على الشعب في عفرين وأعطاكم الحق بأن تكفر الكورد ، ولنفترض ان الجبهة الشامية ارادت واعتماداً على بنود الاتفاقية البند الثاني (نشر الدعوة ) ان تهاجم قرية ايزيدية بحجة انهم غير مسلمين كونكم اعطيتم الجبهة حق نشر الاسلام فخيروا الايزيديين بين الدخول في الاسلام او…..فماذا أنتم فاعلون وقد وقعتم على ذلك ، أعتقد ان هذا البند بمثابة فرمان بأبادة الايزيديين ، لأنه ومن منطلق الاسلام الدعوي وبحسب معرفتنا بطبيعة هذه الحركات الاسلامية فأنهم يحللون قتل غير المسلم وسبي نسائهم ونهب أموالهم .
ان موافقتكم على فتح محاكم شرعية في عفرين للجبهة يعني صار بعفرين ثلاثة جهات لها المحاكم ( محاكم الكانتون – محاكم النظام – محاكم الجبهة الشامية ) فأيهم ستكون لها الولاية ، وسماحكم على انشاء محاكم شرعية يعني انكم وضعتم رقبة الناس تحت سيف غريب ، لأن هذه المحاكم وبحكم الشرع سوف تتدخل بكل صغيرة وكبيرة ولا سيما المادية وتفرض على الناس ( الزكاة – الجزية – العشور – الفيئ – الغنائم …..الخ ) والامور الاجتماعية والثقافية من (الزواج – الطلاق –الحجاب – الاعياد …..الخ ) والدينية من( تطبيق السنة – الفرائض – الالتزام بالاداب – فرض مناهج اسلامية سلفية دعوية على المدارس ،……) والامور المدنية والسياسية من( تكفير جهات – الرجم – الجلد – قطع اليد …) .
ان قول البعض من المدافعين عن الاتفاقية أنها تكتيكية لا يغير من حقيقتها ولا يخفف من خطورتها ولا يجعلها كذلك ابداً ، لأنه يمكن استخدم التكتيك في الامور الثانوية وليس الاساسيات والامور المصيرية ، فعندما تقر بنشر الدعوة الاسلامية فهذا يعتبر أعتراف منك بعدم وجود الاسلام في عفرين ، وهذا ليس تكتيكاً بل من اخطر الاشياء التي يمكن للمعادين ان يبنوا عليها ، وهي تشبه كمن يقول ( لا يوجد اكراد في سورية ) ثم تقول بأنك مارست التكتيك ، فعندما تضع الشعب الكوردي تحت رحمة جماعات لا ترحم وغير معروفة الولاء فهذا ليس تكتيكاً وأنما هو حكم اعدام وتدمير للمجتمع الكوردي ، ولن يغير بالامر شيئاً قول البعض أننا نضحك عليهم ولن نطبقها ، لأن حتى الخداع يجب ان يكون في الامور التي لا تمس مقومات الكورد ويجب ان تتوقع وتضع في حسابك ان الاخر ايضاً يمارس التكتيك ويضحك عليك ويريد توريطك في امور لن تستطيع التنصل منها مستقبلا .
اما بخصوص من يقول ان الاتفاقية جاءت لحماية الكورد وعفرين ودفع الخطر عنهم دون ان تمر كلمة واحدة في البيان عن ذلك ولو تلميحاً فهم اما بسطاء جداً ويصدقون كل ما يقال لهم دون تفكير ، او أنهم يقصدون بأنها صك استسلام جاء تحت الضغط والتهديد وكانوا مجبرين على الموافقة عليها مقابل رفع الخطر ، لأنه ليس من المنطق القول ( أنني اقتلك حتى تعيش ) .
اذاً يا سادة كيف تستطيعون القول ان المقصود بالبيان ليست عفرين وانما المناطق خارج عفرين الواقعة بين عفرين وحلب أي المناطق العربية خارج الكانتون فهل ستذهبون انتم وبقية خبراء الادارة الديمقراطية الى وابو الظهور وحريتان ومارع وحلب لنشر الاسلام مثلا ، كيف استطاع ي ب ك اعطاء الجبهة الشامية الاسلامية مهمة دخول عفرين ونشر ما تريد بين اهلها ومقابل ماذا ، كيف تريدون ان نصدقكم وهل تصدقون انتم انفسكم عندما تقولون ان الاتفاقية عسكرية ولحماية عفرين والدفاع عنها وهي لم تتضمن كلمة واحدة لا عن الشؤون العسكرية ولا داعش ولا النظام ،واذا كانت الاتفاقية مهمة ومفيدة وانجاز ل ي ب ك وعفرين كما تقولون فلماذا التستر عليها وعدم نشرها من قبل ي ب ك وادارة الكانتون ولم نسمع بها الا من طرف الجبهة الشامية بعد نشرها ، وهل هذه الاتفاقية هي الوحيدة ام هناك اتفاقيات غيرها كثيرة واكثر خطورة ومع اطراف اكثر عداوة للكورد ، اعتقد ان مرافعتكم كانت غير موفقة واثبت عبر دفاعكم الغير مبرر انكم لا تعلمون شيئاً عن أي شيئ كما الاخرين من المسؤولين الصوريين ومهمتكم الوحيدة هي الدفاع عن أي شيئ مقابل اي شيئ وان وصل الامر بدفاعكم عن اعداء الكورد ومهمتكم ليست سوى تلقي الاوامر من جهات غير معروفة هي من تدير كل شيئ وليس لكم سوى التصفيق.
واخيراً اقول لست ضد التنسيق والتعاون مع اي طرف معتدل من المعارضة بل طالبنا بضرورة وحتمية التنسيق والتعاون والتكامل مع المعارضة العربية التي تعترف بالحقوق القومية للكورد ويراعي خصوصيتهم ان على المستوى السياسي اوعلى المستوى العسكري لاسقاط النظام الاستبدادي الدموي البعثي وبناء سورية جديدة تعددية ديمقراطية تسودها العدالة والمساواة .