التقرير الشهري الصادر عن المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين:

توثيق مقتل خمسة صحفيين خلال شهر كانون الثاني2015 بالإضافة إلى انتهاكات أخرى منها حرق صحف و منعها من التداول

وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، والمعني برصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة ضد الصحفيين والمواطنين الصحفيين في سوريا، مقتل خمسة صحفيين ومواطنين صحفيين خلال شهر كانون الثاني/ يناير2015، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الإعلام الذين وثقت الرابطة مقتلهم منذ آذار/ مارس2011 إلى 271 إعلامياً.وقد أنهى تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) شهراً دموياً آخر، فقد خلاله أربعة مواطنين صحفيين لحياتهم، بالإضافة لقيام التنظيم بإعدام صحفي ياباني مستقل كان قد خطفه وهدد بقتله، بعد أن باءت جميع محاولات ثني “داعش” عن تنفيذ تهديده بالفشل.

كما وثق المركز اعتداءات نفذتها عدة كتائب إسلامية، منها اعتداء “جبهة النصرة” على مراكز إعلامية في كفر نبل وكذلك قيامها بحرق عدد من الصحف في حلب ومنعها من التداول، هذا بالإضافة إلى عدد آخر من الانتهاكات، منها قصف مقر إذاعي في حلب بصاروخ وخطف مواطنين صحفيين في ريف إدلب، إلى جانب استمرار تنظيم “الدولة الإسلامية”والنظام السوري في انتهاك حقوق كلٍ من الصحفي البريطاني جون كانتلي والصحفي السوري مازن درويش، الأول عبر إظهاره في مقطع فيديو دعائي جديد لمصلحة التنظيم، والثاني عبر تعطيل محاكمته ونقله من قبل النظام إلى السجن المركزي في محافظة حماة، بعيداً عن دمشق التي كان موقوفاً في سجنها المركزي ويخضع للمحاكمة فيها.
يُذكّر المركز السوري للحريات الصحفية، وهو إذ يشجب الانتهاكات بحق الإعلاميين، جميع الكتائب والمجموعات المسلحة التي تجد نفسها في خطٍ مناهض لنظام الأسد وتنظيم الدولة “داعش”، اللذين يرتكبان الفظاعات بحق الإعلام والإعلاميين، بضرورة احترام حرية العمل الإعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات.
أولاً: مقتل إعلاميين
1. مقتل د. ضرار جاحد عضو المكتب الإعلامي في بلدة ابطع في محافظة درعا، وعضو لجان التنسيق فيها، بتاريخ 02.01.2015، وذلك بأربع رصاصات أطلقها مجهولون.انتسب ضرار جاحد مؤخراً الى مؤسسة “شاهد” الإعلامية في محافظة درعا، وعمل ضمن فريق إعلامي يغطي الأحداث في ابطع وما حولها. هذا ولا زال المركز السوري للحريات الصحفية يحقق في معلومات مفادها بأن الاعتداء المسلح استهدف اجتماعاً في منزل د. ضرار كان يحضره بالإضافة إليه ثلاثة من إعلاميي الكتائب المسلحة، فقد الجميع حياتهم في الاعتداء.
2. وفاة الإعلامي محمد النجار “قيس الحلبي” بتاريخ 05.01.2015 في مشفى مدينة “كلس” التركية، بعد نقله إليها نتيجة إصابته برصاص قناص تابع للنظام السوري أثناء تغطيته للاشتباكات في منطقة الملاح شمال حلب بتاريخ 15.12.2014.وقد بقي محمد النجار في غيبوبة نتيجة إصابته في رأسه، وفشلت جميع محاولات إنقاذ حياته.
3.مقتل مراسل “شبكة حلب نيوز”وليد القاسم بتاريخ 26.01.2015 في ريف حلب في ظروفٍ لا زال الغموض يكتنفها. القاسم كان قد عاد بتاريخ 12.10.2014 برفقة ستة من مقاتلي ألوية “فجر الحرية”بعد قيامه بتغطية إخبارية لصالح شبكة “حلب نيوز” على إحدى جبهات القتال مع تنظيم “داعش”،حيث اختفت آثاره بعد أن تم احتجازه لدى “دار القضاء” التي أعلنت أنها أخلت سبيله دون أن يظهر له أثر بعد ذلك. وقد أعلنت “دار القضاء” وعبر كتاب أصدرته بأنه جرى قتل القاسم من قبل “مجموعة عاملة على الأرض”، قائلةً إنها ستقوم “بالإجراء المناسب”. لكن اتحاد الإعلاميين في حلب أدان في بيانٍ له تستر “دار القضاء” على الفاعلين، بينما كانت “شبكة حلب نيوز” قد ذكرت بأن لديها معلومات تؤكد وجود القاسم لدى جبهة النصرة التي لم تزود الشبكة بأجوبة قطعية عند سؤالها عنه.
4. مقتل سعيد طه البرناوي مسؤول المكتب الإعلامي التابع للمكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية بتاريخ 29.01.2015 في مدينة دوما، نتيجة قصف قوات النظام السوري للمدينة الواقعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
5. قيام تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) بإعدام الصحفي الياباني كينجي غوتو بتاريخ 31.01.2015. كينجي غوتو هو صحافي مستقل أسس في عام 1996 في طوكيو شركة إنتاج تزود قنوات التلفزة اليابانية بتحقيقات صحفية عن الشرق الأوسط، وقد أعدمه “داعش” بعد أسبوعٍ من إعدامه لرهينة ياباني آخر كان قد خطف في آب/ أغسطس 2014 في سوريا، كان غوتو قد توجه إلى سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 للبحث عنه لكنه خطف بدوره. وقد بث “داعش” مقطع فيديو لعملية الإعدام التي جاءت بعد فشل مفاوضات تبادل الأسرى مع الأردن لاستبدال غوتو مع امرأة اشتركت بتفجيرات تسببت بقتل مدنيين قبل سنوات في العاصمة الأردنية.
ثانياً: الانتهاكات الأخرى
1. إصابة مراسل ومصور وكالة الأناضول في حلب مصطفى سلطان بجروح في يده وخاصرته بتاريخ 01.01.2015، خلال تغطيته الاشتباكات بين قوات النظام السوري ووحدات من الجبهة الإسلامية في منطقة “البريج” شمالي حلب. وقد ذكر مصطفى سلطان في تصريح خاص بوكالة الأناضول بأن إصابته جاءت نتيجة قصف قوات النظام السوري للمنطقة. وأضاف قائلاً: “أثناء قيامي بالتصوير بالكاميرا الخاصة بي، شعرت بشظية قد أصابتني، فسقطت على الأرض، وقد تمكن المعارضون المسلحون من نقلي من منطقة الاشتباكات”، مضيفاً أنهم قدموا له الإسعافات الأولية، وأنه تم استخراج الشظايا من جسمه.
2.استهداف المبنى الذي يبث منه راديو الكل في حلب بصاروخ من قبل طيران النظام السوري بتاريخ 01.01.2015،ما أدى إلى توقف البث نتيجة إصابة سطح المبنى، وقد تم إصلاح الأعطال بعد ذلك بقليل وبالتالي مواصلة البث.
3. مواصلة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش)إظهار الصحفي البريطاني المحتجز لديه جون كانتلي في مقاطع فيديو دعائية لمصلحته، وقد جاء المقطع الجديد بتاريخ 04.01.2015 من مدينة الموصل العراقية التي يسيطر عليها التنظيم.فقد ظهر كانتلي وهو يتجول في الموصل ويزعم بأن الحياة طبيعية فيها، وذلك بعد ظهوره السابق في مدينتي الرقة وكوباني/عين العرب السوريتين.
4. اختطاف معد باريش ووثاب العزو، عضوي المكتب الإعلامي “لسراقب اليوم” بريف إدلب بتاريخ 06.01.2015 من قبل جبهة النصرة، عندما كانا على الطريق من حلب إلى سراقب. وقد قامت الجبهة بالإفراج عنهما بتاريخ 31.01.2015.
5. اعتقال آزاد جمكاري مراسل شبكة “روداو” في مدينة ديرك/المالكية بتاريخ17.01.2015 من قبل قوات الآسايش التابعة للإدارة الذاتية، وذلك أثناء قيامه بإعداد تقرير صحفي. وقد تم الإفراج عن آزاد بعد ساعة من احتجازه دون أن تتبين دوافع توقيفه.
6. قيام شعبة المعلومات، وهي جهاز أمني تابع لكتائب إسلامية في حلب،بحرق العدد الأخير من صحف “سوريتنا، عنب بلدي، صدى الشام وتمدن” بتاريخ 18.01.2015 بسبب اتهام هذه الصحف بـ”تأييد تلك الجرائد والمجلات لصحيفة شارلي ايبدو التي أساءت إلى النبي، وذلك حسب “شعبة المعلومات”، في إشارةٍ إلى احدى هذه الصحف أخباراً وتحقيقات عن الاعتداء الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية بتاريخ 07.01.2015. هذا وقد أصدرت “شعبة المعلومات” وقتها منعاً بتداول الصحف المذكورة، علما بأن فصائل كبرى في حلب نفت صلتها بـ”شعبة المعلومات”.
7. إلقاء “شعبة المعلومات” القبض على المواطن الصحفي جمعة موسى المعروف باسم “جمعة الخطاط” و”الإعلامي المرح” بتاريخ 19.01.2015 في حلب على خلفية عمله في توزيع أعداد من صحف “الشبكة السورية للإعلام المطبوع”، وقد تم إطلاق سراح موسى بعد يومين علماً بأن عمل الشبكة السورية للإعلام المطبوع لا زال متوقفاً بشكل جزئي حتى تاريخ إعداد هذا التقرير بسبب وجود إشكالات مع الفصائل المقاتلة.
6. اقتحام عناصر من جبهة النصرة للمركز الإعلامي في كفر نبل بريف إدلب بعد خلع بابه، وقد شمل الاقتحام الذي وقع بتاريخ 20.01.2015 مقر “راديو فرش” و”مركز مزايا النسائي، وقام العناصر المسلحون بإطلاق النار داخل المركز. وذكر الإعلامي هادي العبدالله على صفحته على الفيسبوك بأنه جرى الاعتداء عليه بالضرب وتم شتم الموجودين بعد احتجازهم، وكانت الحجة التي أبلغها لهم العناصر قبيل مغادرتهم للمكان هي شكوكهم بأن طباعة مجلة “سوريتنا” تتم في تلك المقرات، مع العلم بأن تلك المجلة تطبع في الخارج.
7.نقل مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش من سجن دمشق المركزي إلى سجن حماة المركزي بتاريخ 30.01.2015. مازن درويش واثنان آخران من زملائه في المركز معتقلون منذ شباط/ فبراير2012. وقد جرى تأجيل النطق بالحكم في قضية “الترويج للأعمال الإرهابية” التي يحاكمون بموجبها المرة تلو الأخرى، مع العلم بأن القضية مشمولة بالعفو الرئاسي الصادر في حزيران/ يونيو2014. وتشكل عملية نقل مازن درويش مخالفة قانونية أخرى لقانون الاختصاص المكاني، وفي وقتٍ تثار فيه الشكوك من أن يكون النقل وسيلةً أخرى لإبقاء القضية مفتوحة إلى أجل غير مسمى، هذا عدا عن أن إبعاده عن عائلته ومحاميه يشكل عقوبة إضافية بسبب خطورة التنقل حالياً في سوريا، إضافة إلى ظروف سجن حماة المركزي الصعبة.
المركز السوري للحريات الصحفية
رابطة الصحفيين السوريين
04.02.2015

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…