التقرير الشهري الصادر عن المركز السوري للحريات الصحفية عن الانتهاكات ضد الإعلاميين في سوريا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014

 نظام الأسد يرتكب مجزرة ذهب ضحيتها ثلاثة إعلاميين ويتسبب بفقدان إعلامي رابع لحياته

 

وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، والمعني برصد وتوثيق الانتهاكات بحق الصحفيين والنشطاء الإعلاميين في سوريا، خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر2014 مقتل خمسة إعلاميين، أربعة منهم خلال يومين في منطقة الشيخ مسكين بريف درعا، في حين كان الإعلامي الخامس قد فقد حياته في أيلول/ سبتمبر الماضي، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الإعلام الذين وثقت الرابطة مقتلهم منذ آذار/ مارس2011 إلى 266 صحفياً وناشطاً إعلامياً، 54 منهم قتلوا خلال هذا العام.

 

كما وثق المركز عدد من الاعتداءات التي قام بها حرس الحدود التركي على إعلاميين سوريين عبروا الحدود السورية التركية الى تركيا لحضور نشاطات إعلامية هناك و ذلك من نقاط عبور يستخدمها اللاجئون عادة بعد إعلاق البوابات الحدودية في المنطقة، هذا بالاضافة إلى خطف تنظيم الدولة “داعش” لمراسل ومصور في قناة تلفزيونية قرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، واحتجاز قوة تابعة للإدارة الذاتية في عفرين لمراسل موقع الكتروني على خلفية كتابته لتقرير إخباري، بالاضافة الى انتهاكات أخرى.
يُذكّر المركز السوري للحريات الصحفية، وهو إذ يشجب الانتهاكات بحق الإعلاميين، جميع الكتائب والمجموعات المسلحة التي تجد نفسها في خطٍ مناهض لنظام الأسد وتنظيم الدولة “داعش”، اللذين يرتكبان الفظاعات بحق الإعلام والإعلاميين، إلى ضرورة احترام حرية العمل الإعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات.

 

 

أولاً: مقتل إعلاميين

1. مقتل مراسل قناة الأورينت نيوز يوسف الدوس بتاريخ 08.12.2014 في منطقة الشيخ مسكين بريف درعا، وذلك أثناء توجهه مع زميليه المراسل رامي العاسمي والمصور سالم خليل إلى تلك المدينة لتغطية المعارك الدائرة فيها بين الجيش الحر وجيش نظام الأسد، حيث كان يوسف يقود سيارة الفريق الإعلامي للأورينت، عندما استهدفتها قوات نظام الأسد من مسافة قريبة بصاروخ حراري موجه مخصص للمدرعات وهو ما أدى الى مقتل أعضاء الفريق الإعلامي جميعاً. يوسف الدوس هو عضو في رابطة الصحفيين السوريين وقد قام بتغطية معظم المعارك في حوران.


2. مقتل مراسل قناة الأورينت نيوز رامي العاسمي بتاريخ 08.12.2014 في منطقة الشيخ مسكين بريف درعا وذلك أثناء توجهه مع زميليه المراسل يوسف الدوس والمصور سالم خليل إلى تلك المدينة لتغطية المعارك الدائرة هناك بين الجيش الحر وجيش نظام الأسد. رامي العاسمي هو عضو في مكتب “داعل” الإعلامي، وقد عمل أيضاً ناشطاً إعلامياً منذ بداية الثورة حيث غطى العديد من المعارك، وكان من ضمن فريق الأورينت الذي تعرض للقصف بصاروخ حراري موجه مخصص للمدرعات أطلقت قوات نظام الأسد من مسافة قريبة وأصاب السيارة التي كان يستقلها الفريق ما أدى الى مقتل جميع أفراده.

3. مقتل المصور في قناة الأورينت نيوز سالم خليل بتاريخ 08.12.2014 في منطقة الشيخ مسكين بريف درعا وذلك أثناء توجهه مع زميليه المراسلين يوسف الدوس ورامي العاسمي إلى تلك المدينة لتغطية المعارك الدائرة هناك بين الجيش الحر وجيش نظام الأسد. غطى سالم خليل ووثق بعدسته الكثير من المعارك والأحداث في مدينة درعا، وكان من ضمن فريق الأورينت الذي أُصيبت السيارة التي كان يستقلها بصاروخ حراري موجه مخصص للمدرعات أطلقته قوات نظام الأسد من مسافة قريبة ما أدى الى مقتل الجميع.

4. مقتل مراسل موقع الجزيرة نت مهران بشير الديري بتاريخ 10.12.2014 على طريق الشيخ مسكين ـ ابطع أثناء توجهه لتغطية المعارك في منطقة الشيخ مسكين بريف درعا بين الجيش الحر وجيش نظام الأسد، وذلك عندما اصطدمت السيارة التي كان يستقلها بسيارة تابعة لاحدى كتائب الجيش الحر بعد قيامه بإطفاء أنوار سيارته تجنباً لنيران قوات نظام الأسد. مهران الديري كان يعمل لحساب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) قبل أن ينشق عنها مع بداية الثورة السورية.

5. مقتل عضو إعلام وحدات حماية الشعب الـ”ي.ب.غ”، المصور أحمد سعدو “مظلوم باكوك” بتاريخ 28.09.2014 وذلك بانفجار لغم أرضي قرب مفرق “ربيعة” الحدودي بين سوريا والعراق في محافظة الحسكة، وذلك حسب النتائج التي توصل اليها مركزنا بعد تحقيقات مطولة. المصور أحمد سعدو كان قد تفرغ للعمل الإعلامي قبل شهرين من مقتله، حيث توجه في ذلك اليوم في مهمة إعلامية إلى منطقة “ربيعة” التي تشهد عادةً اشتباكات بين وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم الدولة “داعش”.

ثانياً: الانتهاكات الأُخرى

1. اعتقال مراسل شبكة ولاتي نت” وجريدة “صدى عفرين” علي عبد الرحمن عند منتصف ليلة 03.12.2014 من منزله في مدينة عفرين من قبل مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “قوة مكافحة الارهاب”، وقد اقتادته المجموعة التي لم تعرف عن هويتها وقتها إلى جهة مجهولة دون أن تترك له المجال لجلب طرفه الاصطناعي أو ملابسه، ليتبين بعد إطلاق سراحه بتاريخ 06.12.2014 بأنه كان محتجزاً لديها وتبعيتها لـ”آسايش” حكومة الإدارة الذتية التي تحكم “كانتون عفرين”، وهي الجهة التي كانت قد أنكرت وجوده لديها عند مراجعة أهله لها، وقد حققت معه على خلفية كتابته تقريراً خبرياً عن اختطاف القوة نفسها لأحد الأشخاص.

2. تعرض مراسل راديو “روزنة” آختين أسعد للضرب المبرح من قبل حرس الحدود التركي “الجندرمة” بتاريخ 06.12.2014 وذلك في المنطقة الحدودية السورية- التركية المحاذية لمدينة القامشلي في محافظة الحسكة بعيد دخوله إلى الأراضي التركية لحضور نشاط إعلامي في مدينة غازي عنتاب، حيث قامت قوات حرس الحدود التركي بضرب آختين أسعد بأخمص البنادق ولكمه وركله، وقد خلف الاعتداء كسراً في أحد أضلاعه إضافة الى كدمات في وجهه.

كما تعرض مراسل إذاعة “ولات اف ام” جوان تتر بدوره للضرب المبرح على أيدي حرس الحدود التركي في ظروف مماثلة أثناء توجهه للمشاركة بنشاط إعلامي في تركيا بتاريخ 08.12.2014، مما تسبب له بكدمات على وجهه ورضوض في جسده، في حين تم احتجاز الصحفي وعضو رابطة الصحفيين السوريين محمود عبدو عبدو لأكثر من ثلاثين ساعة لدى “الجندرمة” التركية بتاريخ 18.12.2014 بعد دخوله الأراضي التركية لحضور نشاط إعلامي.

3. قيام وزارة إعلام نظام الأسد بإيقاف مراسل قناة “الميادين” في حمص طارق علي عن العمل لمدة مفتوحة بتاريخ 07.12.2014، بعد بثه تقريراً من “حقل الشاعر” قام خلاله بتغطية المعارك الدائرة بين قوات نظام الأسد وتنظيم الدولة “داعش”، حيث اعتبر النظام التقرير الخبري خرقاً للمناطق العسكرية التي يمنع التصوير فيها إلا بإذن وزارة الإعلام، وذلك حسب تقرير نشرته جريدة الأخباراللبنانية.
4. اختطاف تنظيم الدولة “داعش” لمراسل قناة “روداو” فرهاد حمو والمصور مسعود عقيل بتاريخ 15.12.2014 وذلك على الطريق الدولي في المنطقة الواصلة بين قرية “تل علو” والقامشلي أقصى شمالي شرقي محافظة الحسكة، حيث كانا على طريق العودة إلى القامشلي بعد الانتهاء من مهمة إعلامية في تلك المنطقة، و قد تم نقلهما إلى بلدة “تل حميس” و من ثم “الشدادي” في ريف القامشلي للتحقيق معهما حسب مصادر عائلتيهما.

5. إصابة مراسل قناة الجزيرة عمرو حلبي بجروح في حلب صباح يوم 27.12.2014، فقد استهدف أحد الصواريخ التي أطلقتها قوات نظام الأسد على مدينة حلب المنزل الذي كان يقطنه عمرو حلبي مع الفريق الإعلامي المرافق له ما أدى الى إصابته في يده وتدمير أجزاء من المنزل.

6. استهداف مكتب “وكالة سوريا برس للأنباء” في دوما بريف دمشق بصاروخ موجه من طيران نظام الأسد فجر يوم 29.12.2014 ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المكتب وفقدان الوكالة الاتصال مع مدير مكتبها آرام الدوماني لمدة ثلاثة أيام، ليتبين فيما بعد وجوده في مشفى ميداني وقد تعرض لإصابات طفيفة. آرام الدوماني كان قد تعرض مساء 28.12.2014 لرصاص قناص خلال قيامه بالتصوير في الغوطة الشرقية لإنتاج فيلم وثائقي عنها، وقد تعرض في الفترة الأخيرة لتهديدات على خلفية عمله الإعلامي.

 

7. إعتقال جبهة النصرة لمدير مكتب كفر نبل الإعلامي في ريف إدلب رائد الفارس و أحد مصوري المكتب حمود جنيد صباح يوم 30.12.2014 على أحد حواجزها في مدينة معرة النعمان، و قد قامت الجبهة باطلاق سراحهما في ساعة متأخرة من الليل دون أن تتوضح ملابسات ما جرى. و كان رائد الفارس قد نجا من محاولة اغتيال في بداية العام الجاري نتيجة اصابته بعدة طلقات نارية من مجهولين، و قد سبق ذلك اقتحام عناصر من تنظيم الدولة “داعش” لمكتب كفر نبل الإعلامي و تخريب معداته و اعتقال عدد من العاملين فيه أُفرج عنهم لاحقاً.
المركز السوري للحريات الصحفية

رابطة الصحفيين السوريين

31.12.2014

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…