منْ يستحقُّ تمثيل كورد سوريا.!؟.

خليل مصطفى

 استجابة لمطلب صديقي الأستاذ حسين أحمد (موقع كردنامه)، بأن أشارك (المُثقفين الآخرين) في الاجابة على الأسئلة التالية: أوَّلاًــ هل تعتقدون بأن الشخصيات الحزبية والمُستقلة المُعلنة أسماءها، تستطيع أن تتحمل مسئولياتها الوطنية والسياسية والأخلاقية في المستقبل. ثانياً ــ وهل تُمثل إرادة الشعب الكوردي في كوردستان سوريا. ثالثاً ــ وهل بيدها مفاتيح الحل والربط، فيما يتعلق بمسألة حقوق الكورد في سوريا.!؟ 
وعليه: ارتأيتُ دمج الأسئلة معاً، كي أجلب انتباه النُّخب الثقافية عموماً (الواعية خصوصاً)، والقوى السياسية (داخل وخارج المجلسين والمرجعية)، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، والشخصيات الوطنية المستقلة (في الداخل والخارج).!
وبالتالي ليستخلوا الجواب من الآتي: إن المستقبل الجميل لكورد سوريا، تصنعه عقول نُخبهم المثقفة الواعية، وبالعمل المُشترك (والحركة المنفتحة)، مع كافة القوى الفاعلة على الأرض، وعبر تجسيد الأفكار الواقعية القابلة للتنفيذ، لا عبر الشعارات الوردية والأوهام.! كما فعل (وما زال) مِمَّنْ يُسمَّونَ زُعماء (بل مخاتير) الأحزاب السياسية.!؟ فأولئك كانوا (ولتاريخه) يحلمون بالسلطة وأبَّهة كراسيها، طمعاً بامتيازاتها المعنوية والمادية، فهم (أبداً) لم يفكروا في مواجهة مشاكل ومآسي أبناء مجتمعاتهم.!؟ بل إنهم عمِلوا (ناضلوا) للتشتيت شملهم بدل تجميعهم، وللكراهية بدل المحبة، وللحسد بدل الإيثار، وللانتقام بدل التسامح، وللعاطفة بدل العقل والمنطق، وللأكاذيب بدل الحجة الدامغة.!؟ فلا أدري مَنْ خوَّلهم ليستفردوا ويتحكَّموا بمصير كورد سوريا، فأولئك زُعماء الأحزاب السياسية في سوريا (وعلى هواهم) تصرفوا بالآتي:
 1ــ شكَّلوا وبنوا المجلس الوطني الكوردي السوري، ودون شك هم الذين اختاروا الشخصيات المُستقلة (بسيطة، وربما مُتواضعة ثقافياً وسياسياً) من الموالين لهم في السَرَّاءِ والضرَّاء.2ــ شكَّلوا وبنوا المرجعية السياسية (بذات الأسلوب الأعوج). لماذا: كي يتحكموا (كما يشائون) بمصير كورد سوريا (حقوقهم ومصالحهم الدُّنيا والعُليا).!؟ بينما من الواجب على من يدخل المجلس الوطني الكوردي السوري، والمرجعية الكوردية السياسية لكورد سوريا (روج آفا)، أن يكونوا أعضاء جديرون بتمثيل كوردها.!؟ لأنَّهما (المجلس والمرجعية) ليستا ملتقى تجتمع فيهما شخصيات تهوى البروزة وإصدار البيانات الورقية.!؟ بل ليكونوا أعضاء يُمثلون حقيقة كورد سوريا، لأنهم سيواجهون مرحلة حساسة جد صعبة. فإن كانت لديهم مشاعر الإحساس بالمسئولية تجاه شعبهم، وقوَّة البصيرة تجاه عمق معاني مهامهم (وخاصَّة المرجعية)، والمتمثلة بالبنود الإستراتيجية التالية: 1ـ رسم الاستراتيجيات العامة لكورد روخ آفا (سوريا).
 2ـ تجسيد موقف كوردي موحد تجاه مطالب كورد سوريا.
 3ـ الشراكة في إدارة جميع هيئات الإدارة الذاتية الديمقراطية.
 4ـ تطوير شكل الإدارة الذاتية الديمقراطية.
 5ـ العمل لتوسيع مشاركة ممثلي المكونات الأخرى.!؟
 إذاً: فمُمثِّلوا كورد سوريا يجبْ أن يكونوا أناس قديرين، أصحاب فكر علمي وسياسي، ويمتلمون الخبرة في مجالات البحث والتحليل والإعداد والتخطيط والإشراف.! أي: رموزاً أكفاء مُختارة مِنَ بين كافة الأحزاب السياسية، وبالاضافة لـ رموز أكفاء مُختارة مِنَ بين النُّخب المثقفة الواعية المستقلة (فعلياً)، وأيضاً شخصيات مُختارة لتمثل: منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والشخصيات الوطنية المستقلة (من داخل سوريا وخارجها).! 
ومن الضروري أن توفر في مُمثِّل كورد سوريا خصال، تأهله لـ يُحقق السعادة لعامة شعبه الكوردي، ولكافة أبناء وطنه السوري. ولعل أهمها:
 1ـ أنه عفيف وعزيز النفس، أمين، صادق، مُخلص في أداء مسئولياته.
 2 ـ أن يكون متواضعاً يحترم المتواضعين، وطوداً شامخاً أمام الانتهازيين والمُرائين والمتعجرفين.
 3 ـ أن يحترم طموحات وآمال شعبه، فلا يخدعهم، ولا يُسوّف ويُماطل (في سلوكياته معهم).
 4 ـ أن يعمل لمصلحة عامة شعبه، وليس لأجل تأمين مصالحه الشخصية ومصالح جماعته الحزبية (أو مَنْ يتحالف معهم خلف الكواليس).
 5 ـ أن يكون أميناً على حقوق ومصالح الشعب الكوردي في سوريا، أثناء المُفاوضات مع أطراف المُعارضة السورية.
 6 ـ يكون أميناً على الأموال العامة، لا يُسرف بتبذيرها على الشكليات والكماليات المُحققة لرغباته الذاتية.
 7 ـ أن يكون قدوة سليمة لأبناء شعبه (في أقواله وأفعاله).
 8 ـ أن يكون حريصاً على اختيار المسئولين (المُخلصين) لإدارة المناطق الكوردية.
 9 ـ أن يكون أميناً وحريصاً على نشر ثقافة السلام والمحبة في سوريا عامة والمناطق الكوردية خاصة.
 10ـ أن يسمع لمطالب شعبه، ويكون خادماً مُطيعاً (مُخلصاً) يسعى لتحقيق مطالب الناس.
 11ـ أن يكون قائداً وحاكماً ومُشرفاً (نزيهاً) على انتخاب المُرشحين (الأكفاء) لإدارة شئون البلاد والعباد، أثناء الانتخابات المحلية والعامة.
 12ـ أن يكون الأب المسئول عن مُستقبل شعبه ووطنه، عبر ضرورة إهتمامه بإعداد الشباب ليكونوا خلفاء لهم مُستقبلاً.
 وبالمُحصِّلة فإن: غالبية شخصيات المجلس الوطني الكوردي السوري الحالي، لم يُنتخبوا من قبل كورد سوريا، وبالعودة لماضيهم (السياسي والوطني والأخلاقي) فإن غالبيتهم (الحزبيون والمستقلون) لا يستحقون تمثيل أكراد سوريا.
 ثُم: وبكل واقعية وموضوعية، فإن مفاتيح القضية الكوردية في سوريا (حلها على مراحل) ليستْ بيدهم (قطعاً)، بل إنهم سيتفاوضون مع كافة أطراف المُعارضة السورية، حول التوافق على وضع دستور جديد لسوريا، والمُشاركة في وضع القوانين، والاشتراك في رسم وإصدار القرارات الاستراتيجية الخاصة بالكورد، والعامة بالوطن السوري، ولذلك المطلوب (لتمثيل كورد سوريا) غير الشخصيات الحالية، لأنها (بصراحة) كانت (وما زالتْ) شخصيات ضَّعيفة، تميزت بسلوكياتها السلبية، فهي أصبحتْ معروفة من قبل مُمثلي كافة المُعارضة السورية، وبالتالي سينعكس مردودها التفاوضي (مُستقبلاً) سلبياً على حقوق كورد سوريا.!؟
 من سلسلة”خليليات” الفيسبوكية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…