رسالة عبد الحليم خدام إلى مقاتلي الثورة في جنوب سورية

أيها الأخوة المناضلون من أجل إسقاط نظام القتل والتدمير والفساد والإعتقال والتهجير .
أيها المجاهدون من أجل حماية وحدة شعبنا والحفاظ على قيمنا ومبادئنا وعلى حرمة وطننا .
أيها المكافحون من أجل مستقبل آمن لشعبنا ولأجيالنا القادمة .
وحدتكم أيها المقاتلون هي الخطوة الأولى في إقدام المقاتلين في كل محافظة على توحيد قواهم في سبيل الوصول إلى تشكيل قيادة للثورة , وهذه القيادة هي الوسيلة الأهم لإسقاط النظام ومحاسبة جميع اللذين إرتكبوا جرائم القتل والإبادة .
إقدام المقاتلين في جنوب سورية على توحيد قواهم هو القرار الصحي.
أيها الأخوة 
في ظل الإنقسام العربي والتردد وفي ظل الإنقسام الدولي , فريق يقدم المساعدات العسكرية للطاغية بشار الأسد ونظامه على حساب دماء شعبنا وأمنه وإستقراره وفريقا آخر ركز إهتمامه بإتجاه واحد وتجاهل دماء السوريين وجرائم النظام , وأعطى فرصة بهذه السياسة إلى النظام القاتل في سورية للإستمرار في إرتكاب جرائمه .
لقد أخطأ الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال مبعوث يحمل مشروعا لحل الأزمة السورية نتائجه التالية :
آ- اعطاء الشرعية الدولية للنظام القاتل خلافا لميثاق الأمم المتحدة الذي يدين الأنظمة الديكتاتورية والتي تحرم شعبها من ممارسة حق تقرير المصير لأن المشروع الذي يحمله المبعوث يتعارض مع الحقوق الشرعية للشعب السوري .
ب – المشروع كما أعلن المبعوث الدولي يركز على وقف القتال في جزء من مدينة حلب ,بينما تتابع القوة العسكرية للنظام في استخدام كل وسائل القوة التي تملكها مدعومة من روسيا وإيران .
ج – هذا المشروع إذا وضع على طاولة البحث سيؤدي إلى تصاعد التطرف ,عندما بدأت جرائم القتل في سورية في منتصف آذار عام 2011 طالبت المجتمع الدولي تشكيل تحالف عسكري دولي لإنقاذ الشعب السوري لأن إستمرار هذا الوضع سيؤدي إلى نار تشتعل في سورية وتمتد إلى دول المنطقة وستصبح سورية ملاذا للمتطرفين في العالمين العربي والإسلامي ومع الآسف فإن أصحاب القرار تجاهلوا هذه الخطورة وبعد مضي سنتين من صبر السوريين ومحاولتهم الدفاع عن أنفسهم لجأوا إلى حمل السلاح ولم يكن لديهم طريق آخر غير ذلك لأن دماؤهم كانت تنزف كشلالات من الدم ولم يتحرك المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته وعلى هامش تطرف النظام واستبداده بدأت مظاهر التطرف والتي بقيت في إطار الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري , النظام وحلفائه شنوا حملة إعلامية على السوريين الذين يدافعون عن أنفسهم واتهموهم بالتطرف والإرهاب ومع الآسف فإن بعض الدول تأثرت بهذه الحملة وبدأت تساهم في تهمة التطرف مع العلم أن بعض التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية ليست من صنع الشعب السوري علما أنها تشكلت في إيران ونمت في العراق .
د – هذا المشروع سيؤدي إلى تفكيك وحدة سورية الجغرافية والسياسية ويذكرنا بنكبة شعب فلسطين والدور الذي لعبته بعض الدول الكبرى في تلك النكبة .
ه – الذين يحاربون دفاعا عن شعبهم وسعيا للخلاص من الإستبداد والظلم والقهر هم طليعة الكفاح من أجل إسقاط النظام وبناء نظام سياسي للدولة يحقق العدالة والمساواة والحرية لكل المواطنين بغض النظر عن التكوينات الإجتماعية والسياسية والدينية والقومية .
و– خلال الحرب العالمية الثانية أقدم النظام النازي على إحتلال أجزاء من أوروبا فتحول الوطنيون الذين واجهوا العدوان إلى مقاومين وحملوا السلاح لمواجهة جيوش النازية , وكانت هذه المجموعات تضم اليمين واليسار ,فهل يصح إتهامها بالتطرف ؟ من يدافع عن شعبه وعن حريته وحرمة وطنه هو مناضل يستحق الإحترام والتقدير ولذلك علينا جميعا أن نعمل على وحدة السوريون ووحدة المقاتلين لإنقاذ بلادنا وإعادة الحرية والعدالة والمساواة في ظل نظام ديمقراطي .
وخلاصة القول أن مهمة مبعوث الأمم المتحدة لاتتناسب مع معاناة السوريين ومع حقوقهم لأن هذا المشروع لم يأخذ بالإعتبار وحدة الشعب السوري وحقه في تقرير المصير وبالتالي أعتقد أن ليس بين السوريين من يمكن أن يتعاون مع هذا المشروع بسبب أهدافه التي تتعارض مع أهدافنا الوطنية .
مثل هذه المشاريع لن تؤدي إلا إلى أخطار كبيرة تلحق الأضرار الكبرى في سورية كوطن وفي سكانها كشعب , وبالتأكيد فلن يستطيع هذا المبعوث أن يحقق إلا الضرر لشعبنا ولوطننا .
أيها المناضلون وحدتكم هي التي تحقق أهدافنا الوطنية وهي التي ستسقط النظام بإذن الله , ولايخشى أحد من إختلال توازن القوى لسببين :
الأول أن الشعوب عندما تحزم أمرها تحقق النصر , فثورة الجزائر مثلا لم يكن هناك توازن قوى عسكرية بين الثوار والقوات الفرنسية , ولكن صمود الثورة حقق النصر وخرجت القوات الفرنسية من الجزائر , ومثال آخر فيتنام في صراعها مع الأمريكان لم تكن قواها توازي القوى الأمريكية ومع ذلك فقد نجحت الثورة الفيتنامية عبر صمودها .
الأمر الثاني أن وحدة السوريين القتالية والمدنية ستغير موازين القوى , وستعيد الدول العربية النظر في مواقفها بإتجاه تقديم العون الحقيقي لأشقائها في سورية كما أن الدول الأجنبية ستعيد حساباتها .
وحدتكم أيها المقاتلون ووحدة الشعب السوري هي الجدار الذي يحمي الوطن ويوفر الأمن والإستقرار والحرية والعدالة في البلاد في دولة تأخذ شرعيتها من الشعب .
سلام الله عليكم وأسأله أن يعين شعبنا
عبد الحليم خدام 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…