بيان المنظمة الوطنية للشباب الكورد (soz) الى الرأي العام بشأن المرجعية السياسية

السلطة والنظام والمؤسسات المدنية هي التي تدير الدولة وشؤونها في أي مجتمع كان ، هذه السطة تتشكل من الفعاليات المجتمعية التي تنسق فيما بينها لتنتج نظاماً يستمد شرعيته من الشعب الذي تمثله مكوناته ضمن هذه السلطة ، وعلى هذا الشكل تتحقق الشرعية للحكومات والسلطات .
وفي ظل الحالة السورية المعقدة وغياب السلطة والأمن للدولة ، وتفرد معظم المكونات في أدارة نفسها أمنياً وخدمياً وسياسياً كانت الحاجة ضرورية جداً لوجود ممثل للشعب الكوردي .
كانت هناك ضرورة كبيرة لتوحيد الخطاب بين المجلسين الكورديين وباقي الفعاليات لأدارة وتمثيل المناطق والشعب الكوردي ، وبمباركة من أقليم كوردستان العراق تم تشكيل الهيئة الكوردية العليا والتي لاقت ترحيباً كبيراً من الوسط الكوردي ولكنها فشلت بسبب عدم جدية وجاهزية المجلس الكوردي وأستبدادية مجلس غرب كوردستان وأنفراده في السلطة .
هذه الأمور وغيرها من الأسباب أدت الى أنهاء الهيئة الكوردية العليا ، ورغم ذلك لم تتعلم هذه الأحزاب والقوى من التجربة الخاطئة وأستمرت في نفس النهج ولم تقم بأي تغيير في المرحلة التالية ألا وهي أتفاقية دهوك ، أتفاقية دهوك التي أنتجت المرجعية السياسية هي النسخة الثانية من أتفاقية هولير التي أنتجت الهيئة العليا .
أن تكرار الخطأ بنفس الأسلوب وأنتاج نفس المأساة هو يدل على وجود الخلل في بنية المؤسسين .
لقد تمت أضاعة أهم الفرص من قبل القائمين على الحالة الكوردية وتم أستهلاك الطاقات وقتل الثقة بين الشعب وبين ما أدعى تمثيله ، والمؤسف هو هذه المصطلحات الكبيرة التي يطلقونها على مشاريعهم الفاشلة والتي يتم فيها أستغلال عواطف الشعب الكوردي عبر شعارات فارغة .
لم نتفاجىء من الآليات التي أستخدمها مسؤولو المرجعية السياسية في تشكيل جسم المرجعية ككل لأننا نعتبر أتفاق دهوك بنفسه غير شرعياً ، فالفعاليات تم أقصائها حتى قبل الأعلان عن المرجعية .
نحن في منظمة ( سوز ) نرى أنه من الخطأ التوقيع على هذه الأتفاقيات قبل الجاهزية لها ، ويجب أن تتوفر الشروط لذلك ، وهناك الكثير من القضايا العالقة التي يجب حلها حتى قبل الدخول في النقاشات .
المرجعية تأسست مثلما آرادها القائمون وليس كما يجب أن تكون ، الأحزاب الكوردية قامت بأفراغ مضمونها لتتحول الى مرجعية حزبية ومناطقية .
يتحدثون عن الأتفاقيات وما يزال المعتقلون الكورد السياسيين في سجون الكورد .
تم أقصاء منطقة عفرين التي تشكل نسبة كبيرة من الشعب الكوردي وإيضاً كوباني التي يتحدث عنها كل العالم في هذه اللحظة ، والتي أعطت ثقلاً أضافياً للقضية الكوردية في سوريا دولياً ، الى جانب الوجود الشعبي الكوردي الكثيف في تلك المنطقة .
تم أقصاء المرآة الكوردية من المرجعية وهي التي أصبحت قدوة يقتدي بها نساء العالم .
تم أقصاء الشباب وهم من قاد الثورة السورية في المناطق الكوردية بأرقى الطرق الحضارية وقدموا التضحيات للحفاظ على النهج السلمي للثورة المشروعة ، ويملكون من الطاقات لأدارة المرحلة الحالية والمستقبلية .
ما يحدث الآن من تجاوزات هو أستهتار بدماء شهداء الكورد والثورة السورية ، ما يحدث هو أنحراف عن نهج العميد مشعل التمو والشيخ معشوق وباقي شهدائنا ورموزنا .
ما يقومون به الآن وعبر هذه الوسائل هو لأمر مخزي في حضرة عذابات ونضال معتقلينا الذين يعيشون في الظلام ويواجهون الجلاد من أجل حرية شعبنا وكرامته .
ما يحدث الآن هو أستهتار بمصير الشعب الكوردي الذي يواجه الآن معركة الوجود أو اللاوجود .
لولا تضحيات قواتنا الكوردية ( ال ي ب ك والبيشمركة ) والتي أعطت المثال الأسطوري عن المقاومة والنضال والتضحية لكانت القضية الكوردية في مهب الريح بسبب ممارسات الأحزاب الكوردية السياسية .
هذه المرجعية السياسية ستكون فاشلة كما غيرها ولا نتوقع أي نتائج جديدة عنها سوى المزيد من التشتت وأضاعة الفرص ولا يمكننا بناء الأمال على العواطف عبر التصفيق والتطبيل .
نحن بحاجة الى مشروع سياسي يرتقي الى مستوى تضحيات قواتنا الكوردية الذين قدموا ويقدمون أرواحهم في سبيل أعلاء شأن هذا الشعب المحق والمظلوم .
ندعوا كل القوى الشبابية ومنظمات المرأة وفعاليات المجتمع المدني الى توضيح رؤيتها وموقفها وبذل الجهود لبناء مشروع يحقق مطالب الشعب الكوردي في هذه المرحلة المفصلية والفرصة التاريخية ، ونبدي جاهزيتنا ورغبتنا بالمشاركة في مشروع واضح من شأنه أخراج الحالة الكوردية من آزمتها .

المنظمة الوطنية للشباب الكورد (soz) 

18/12/2014

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين تمر سوريا بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية مُعقّدة ، يجد الإنسان السوري نفسه في ظلِّها أمام تحدّي التوفيق بين هوياته المتعدّدة. فهو من جهة ينتمي إلى الوطن السوري، وهو الانتماء الجامع الذي يحمل الهوية وجواز السفر والشهادة ، ومن جهة أخرى، يرتبط بانتماءات فرعية عميقة الجذور، كالقومية أو العرق أو الدين أو الطائفة. ويخلق هذا التنوّع حالة من…

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…