محمد قاسم (ابن الجزيرة)
ibneljezire@maktoob.com
ibneljezire@maktoob.com
في حياة المجتمعات –دوما – لحظات حرجة تأتي كنتيجة لبعض أخطاء الحياة الطبيعية أو تلك التي تكون من يد الإنسان نفسه (تربية خاطئة –وهي الأغلب-أسلوب خطأ في معالجة الأمور والأحداث، غلبة الحالة الانفعالية أثناء التعامل معها…).
لذا فالمشكلة ليست في الحدوث ، وإنما المشكلة في التناول
ولعل العنصر أو الجانب المهم في مثل هذه الحالات هو الإعلام (الانترنيت – التصريحات – الاتصالات المختلفة – جميع أنواع الهواتف – والأكثر إشكالية هو الإشاعات والتي تساعد وسائل الاتصال على نشرها – عفوا أو قصدا-
لا حظنا هذا في أحداث 12 آذار(الانتفاضة)، ونلاحظ هذا في الحدث الذي حصل في ديرك يوم الاثنين مساء 3/32007 وكان نتيجته مقتل شاب وجرح اثنين.
والمشكلة هنا هي بشكل عام، وبشكل خاص في حالتنا هذه هي التربية الخاطئة التي يقوم بها البعض، عن عمد أو جهل – سواء من الطرف الكردي (المسلم) أو الطرف السرياني (المسيحي) تساهم في تعبئة النفوس سلبا من كل طرف تجاه الطرف الآخر.
ومما يؤسف له أن هذه التربية – أحيانا – تكون من ناتج الأسلوب الذي تكرسه السلطات -عمدا أو جهلا- إضافة إلى الذين يتعاطون مع السياسة من خلفية تاريخية ماضية، يحشرونها في الحاضر مزاحما له ولقيمه وواقعه ، فيجعلون الحاضر دوما أسير الماضي بتفسيرات خاصة تكيَّف مع اتجاه مصالحهم.
فأما دور السلطات فهو في عدم الإنصاف بين المواطنين في الوظائف والمراتب والخدمات…، وما يتفرع عن ذلك.
مما يوفر مناخا طيبا لنمو بيئة غير طبيعية، لدى الطرف المستفيد من الحماية السلطوية له، ومن ثم استثمار الوضع الوظيفي السلطوي للتجاوز على حقوق الآخرين،ولحرمانهم من استحقاقاتهم المواطنية، وأحيانا استثمار ذلك في الميدان السياسي أيضا، ومن الطبيعي أن ذلك سيوجد رد فعل- إضافة إلى ظروف التخلف والمعاناة التي، يرون في الآخرين سببا في جزء منه على الأقل – سواء نحو السلطة، أو نحو الذين يحتمون بالسلطة في أداء ممارسات خاطئة (هي غالبا ما ممارسات تصب في مصالح شخصية ،ولكنها دائما تطلى بطلاء مذهبي طائفي لحمية هذه المصلحة الشخصية ذاتها، إضافة إلى مخلفات التربية النفسية الخاطئة).
وأما دور الطرف المستفيد من الحالة المذكورة فهو: أنه يعرف عدم اعتدال الميزان،ولكنه يستمرئ ذلك بنوع من الدهاء ظنا منه أن الزمان لا يزال على حاله،ولا ينتبه إلى أن معطيات الحياة، وتبدلات الظروف، تحتم عليه نوعا من إعادة النظر في أسلوب التفكير،وطبيعة العلاقة مع المحيط،سواء كان ذلك مع السلطة اومع الجماعات والمكونات المتعايشة معها في الأرض نفسها (الوطن).
وإذا كانت الأمور تجري في الماضي بدون انتباه إلى الأخطاء المرتكبة فيها، بسبب الجهل أو البعد عن الشأن العام، فإنها الآن تمر تحت مجهر الوعي والألم…مما ينعكس موقفا ينمو ببطء ولكنه هادر..! فما أن تأتي فرصة – مهما كانت – حتى يخرج إلى الواقع في صورة احتجاج،أو عنفوان،أو ربما اندفاع أيضا،قد يؤثر سلبا على ذاته وعلى محيطه.وهو ما هو حاصل في 12 آذار 2004 وهاهو يحصل اليوم أيضا مع اختلاف في الأسلوب.
في آذار وعلى مدى يومين أو أكثر كانت المسيرات بل المظاهرات تهدر في الشوارع،ولكن يدا لم تمتد إلى الممتلكات الخاصة بشيء من العبث،فالحركة كانت موجهة للسلطة وسوء تصرفها مع مواطنيها في ملعب القامشلي.
أما اليوم فقد امتدت يد العبث – على غير ما رغبة من الأهالي- إلى ممتلكات خاصة ، وكاد العبث يعم على أسس فيها طائفي ة- للأسف – كان الفعل، رد فعل على مقتل شاب وجرح اثنين (أحدهما في خطر) في عراك بين بعض الشباب من الطرفين ولكن يبدو ان أحد الطرفين قد مارس أسلوبا فيه تجاوز سواء لجهة عدد المشاركين، أو النتيجة التي حصلت..
والحادثة تبقى – في الحصيلة – بين مجموعة لا تمثل كلا الطرفين كهدف وكاستراتيجية -افتراضا على الأقل- ولكن المسؤولية الأدبية تبقى لذوي هؤلاء الشباب المعتدين أو الأصح المتجاوزين.
وعليهم ان يحسنوا التصرف ، لا أن يحاولوا التهرب من المسؤولية،مما يزيد الطين بلة.
إذا رغبوا في حياة مستقرة وسلم أهلي نصبو جميعا إليه.
هكذا هو طبيعة التعايش الممكن، فلا يمكن لأي كان – فردا او شعبا – أن يستولي على كل شيء متجاهلا المتعايش معه، وهذا يصدق بالنسبة إلى الطرف او الأطراف الأخرى أيضا، ولكن المهم والأهم أن تقوم السلطة بدور الحاكم العادل والمنصف..
لئلا تنشأ عن سلوكها غير العادل ، الكراهية بين الجماعات الوطنية المختلفة – مهما كان نوعها – ومنذ القديم قال حافظ إبراهيم شعرا (وهو يعبر عن ما شعر به أو قاله رسول كسرى في عمر بن الخطاب-والحكاية معروفة):
أمنت لما أقمت العدل بينهمُ ونمت نوما قرير العين هانيها
ولكن هذا الواقع نتج عن كون الخليفة عادلا، فهو القائل في عام الضيق مخاطبا بطنه:
(قرقري أو لا تقرقري فو الله لن تذوقي السمن قبل امة محمد).
وهو القائل –لمن نصحه-:
(لا خير فيكم إن لم تقولوها،ولا خير فينا إن لم نسمعها منكم).
وأما دور الإعلام الخطر فهو في عدم كفاءة ناقل الخبر، وفي عدم تحري الحق سواء منه أو من الذي يتلقى الخبر (الموقع الانترنيتي خاصة….).
الإعلام وسيلة هامة في التنوير شريطة ان يكون من يقوم بالإشراف عليها،و العمل فيه شاعرا بمسؤولية موقعه،وأقصد مسؤوليته تجاه ذاتها الحية الواعية وذات الضمير الأخلاقي المسؤول عما يترتب على عمله.
وهذا ما لا نجده – أحيانا كثيرة – في الإعلام الرسمي والإعلام غير الرسمي في مجتمعاتنا.
وأخيرا أوجه نداء:
نرجو من أبناء شعبنا – وخاصة الشباب منهم – أن يكونوا على قدر عال من الشعور بالمسؤولية تجاه سلوكهم في مواقف كهذه،حتى يغنموا بدلا من أن يندموا،وبلا شك ينبغي أن يكون للعقلاء صوت،وأن يستمع الشباب إلى ذوي العقول (أكبر منك بسنة أخبر منك بشهر).
وكما يقول الرسول (ص): (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا).
لا حظنا هذا في أحداث 12 آذار(الانتفاضة)، ونلاحظ هذا في الحدث الذي حصل في ديرك يوم الاثنين مساء 3/32007 وكان نتيجته مقتل شاب وجرح اثنين.
والمشكلة هنا هي بشكل عام، وبشكل خاص في حالتنا هذه هي التربية الخاطئة التي يقوم بها البعض، عن عمد أو جهل – سواء من الطرف الكردي (المسلم) أو الطرف السرياني (المسيحي) تساهم في تعبئة النفوس سلبا من كل طرف تجاه الطرف الآخر.
ومما يؤسف له أن هذه التربية – أحيانا – تكون من ناتج الأسلوب الذي تكرسه السلطات -عمدا أو جهلا- إضافة إلى الذين يتعاطون مع السياسة من خلفية تاريخية ماضية، يحشرونها في الحاضر مزاحما له ولقيمه وواقعه ، فيجعلون الحاضر دوما أسير الماضي بتفسيرات خاصة تكيَّف مع اتجاه مصالحهم.
فأما دور السلطات فهو في عدم الإنصاف بين المواطنين في الوظائف والمراتب والخدمات…، وما يتفرع عن ذلك.
مما يوفر مناخا طيبا لنمو بيئة غير طبيعية، لدى الطرف المستفيد من الحماية السلطوية له، ومن ثم استثمار الوضع الوظيفي السلطوي للتجاوز على حقوق الآخرين،ولحرمانهم من استحقاقاتهم المواطنية، وأحيانا استثمار ذلك في الميدان السياسي أيضا، ومن الطبيعي أن ذلك سيوجد رد فعل- إضافة إلى ظروف التخلف والمعاناة التي، يرون في الآخرين سببا في جزء منه على الأقل – سواء نحو السلطة، أو نحو الذين يحتمون بالسلطة في أداء ممارسات خاطئة (هي غالبا ما ممارسات تصب في مصالح شخصية ،ولكنها دائما تطلى بطلاء مذهبي طائفي لحمية هذه المصلحة الشخصية ذاتها، إضافة إلى مخلفات التربية النفسية الخاطئة).
وأما دور الطرف المستفيد من الحالة المذكورة فهو: أنه يعرف عدم اعتدال الميزان،ولكنه يستمرئ ذلك بنوع من الدهاء ظنا منه أن الزمان لا يزال على حاله،ولا ينتبه إلى أن معطيات الحياة، وتبدلات الظروف، تحتم عليه نوعا من إعادة النظر في أسلوب التفكير،وطبيعة العلاقة مع المحيط،سواء كان ذلك مع السلطة اومع الجماعات والمكونات المتعايشة معها في الأرض نفسها (الوطن).
وإذا كانت الأمور تجري في الماضي بدون انتباه إلى الأخطاء المرتكبة فيها، بسبب الجهل أو البعد عن الشأن العام، فإنها الآن تمر تحت مجهر الوعي والألم…مما ينعكس موقفا ينمو ببطء ولكنه هادر..! فما أن تأتي فرصة – مهما كانت – حتى يخرج إلى الواقع في صورة احتجاج،أو عنفوان،أو ربما اندفاع أيضا،قد يؤثر سلبا على ذاته وعلى محيطه.وهو ما هو حاصل في 12 آذار 2004 وهاهو يحصل اليوم أيضا مع اختلاف في الأسلوب.
في آذار وعلى مدى يومين أو أكثر كانت المسيرات بل المظاهرات تهدر في الشوارع،ولكن يدا لم تمتد إلى الممتلكات الخاصة بشيء من العبث،فالحركة كانت موجهة للسلطة وسوء تصرفها مع مواطنيها في ملعب القامشلي.
أما اليوم فقد امتدت يد العبث – على غير ما رغبة من الأهالي- إلى ممتلكات خاصة ، وكاد العبث يعم على أسس فيها طائفي ة- للأسف – كان الفعل، رد فعل على مقتل شاب وجرح اثنين (أحدهما في خطر) في عراك بين بعض الشباب من الطرفين ولكن يبدو ان أحد الطرفين قد مارس أسلوبا فيه تجاوز سواء لجهة عدد المشاركين، أو النتيجة التي حصلت..
والحادثة تبقى – في الحصيلة – بين مجموعة لا تمثل كلا الطرفين كهدف وكاستراتيجية -افتراضا على الأقل- ولكن المسؤولية الأدبية تبقى لذوي هؤلاء الشباب المعتدين أو الأصح المتجاوزين.
وعليهم ان يحسنوا التصرف ، لا أن يحاولوا التهرب من المسؤولية،مما يزيد الطين بلة.
إذا رغبوا في حياة مستقرة وسلم أهلي نصبو جميعا إليه.
هكذا هو طبيعة التعايش الممكن، فلا يمكن لأي كان – فردا او شعبا – أن يستولي على كل شيء متجاهلا المتعايش معه، وهذا يصدق بالنسبة إلى الطرف او الأطراف الأخرى أيضا، ولكن المهم والأهم أن تقوم السلطة بدور الحاكم العادل والمنصف..
لئلا تنشأ عن سلوكها غير العادل ، الكراهية بين الجماعات الوطنية المختلفة – مهما كان نوعها – ومنذ القديم قال حافظ إبراهيم شعرا (وهو يعبر عن ما شعر به أو قاله رسول كسرى في عمر بن الخطاب-والحكاية معروفة):
أمنت لما أقمت العدل بينهمُ ونمت نوما قرير العين هانيها
ولكن هذا الواقع نتج عن كون الخليفة عادلا، فهو القائل في عام الضيق مخاطبا بطنه:
(قرقري أو لا تقرقري فو الله لن تذوقي السمن قبل امة محمد).
وهو القائل –لمن نصحه-:
(لا خير فيكم إن لم تقولوها،ولا خير فينا إن لم نسمعها منكم).
وأما دور الإعلام الخطر فهو في عدم كفاءة ناقل الخبر، وفي عدم تحري الحق سواء منه أو من الذي يتلقى الخبر (الموقع الانترنيتي خاصة….).
الإعلام وسيلة هامة في التنوير شريطة ان يكون من يقوم بالإشراف عليها،و العمل فيه شاعرا بمسؤولية موقعه،وأقصد مسؤوليته تجاه ذاتها الحية الواعية وذات الضمير الأخلاقي المسؤول عما يترتب على عمله.
وهذا ما لا نجده – أحيانا كثيرة – في الإعلام الرسمي والإعلام غير الرسمي في مجتمعاتنا.
وأخيرا أوجه نداء:
نرجو من أبناء شعبنا – وخاصة الشباب منهم – أن يكونوا على قدر عال من الشعور بالمسؤولية تجاه سلوكهم في مواقف كهذه،حتى يغنموا بدلا من أن يندموا،وبلا شك ينبغي أن يكون للعقلاء صوت،وأن يستمع الشباب إلى ذوي العقول (أكبر منك بسنة أخبر منك بشهر).
وكما يقول الرسول (ص): (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا).