بقلم: عبدالرحمن آبو
يتسم المشهد السياسي الكوردي في كوردستان- سوريا راهناً, بالكثير من المتناقضات, ويكتنفه الغموض و كذلك الرؤية الضبابية غير الواضحة, بالرغم من أنّه كان من المفترض, أن تكون اللوحة السياسية الكوردية, في ظلّ هكذا ظروف داخلية تمرّ بها سوريا وثورتها المظفرة, وإقليمية, ودولية ( التحالف الدولي وحربه ضد الإرهاب العالمي )..فريدة من نوعها, من حيث التوجّه والدلالات, والمقصد ..تشهدها تلك الساحات الساخنة.. أكثر وضوحاً, واستقطاباً, ومحوراً هاماً يلتف من حوله كل المعارضين الحقيقيبن السوريين بمختلف أطيافهم ..وبوصلة لتوجيه ما يلائم الوضع السوري عامة..كما كانت الحركة التحررية الكوردستانية العراقية..في الفترات السابقة..التي حوّلت أربيل إلى ( هانوي ) العراق… إلاّ أنّ الذي يحصل هو عكس المرجو والمطلوب وذلك للأسباب الآتية:
– انقسام ساحة كوردستان- سوريا بين مسارين … مسار ولد من رحم المعاناة لواقع الشعب الكوردي في سوريا, وكضرورة ملحّة للتعبير عن حقوقه القومية المشروعة, وهو امتداد طبيعي لأول تنظيم سياسي كوردي 1957م ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا ), وهو يمثّل المصالح الحقيقية والطموحات القومية لشعبنا الكوردي, وهذا المسار قد بين موقفه الواضح منذ البداية من مجمل القضايا الوطنية السورية ( كجزء حقيقفي, وشريك فعلي في الثورة السورية ), والقومية الكوردية ( الديمقراطية لسوريا, والفيدرالية لكوردستان – سوريا )..أمّا المسار الآخر أتى وفق أجندات إقليمية, وعلى أنقاض بعض فصائل الحركة التحررية الكوردية, وتناقضاتها, وهي مشبعة بثقافة غريبة بعيدة كل البعد عن القيم النضالية المتعارفة لشعبنا الكوردي وحركته التحررية.
– الاختلاف في الرؤية السياسية والتنظيرية بين المسارين تجاه مختلف القضايا الوطنية, والقومية ..وخاصة تجاه الثورة السورية وتداعياتها على كافة الصعد.
– كل جهة تعمل وفق مسارها الداخلي, والإقليمي, والدولي, والكوردستاني..
– عدم احترام التعهدات , و التنصّل منها بمجرّد اجتياز و عبور نهر دجلة باتجاه كوردستان- سوريا..! وتفسيرها حسب ما يبتغيه كل طرف وخاصةً مجلس ( تف دم ).
– عدم وجود آليات ملزمة لتطبيق التعهدات والتوافقات الموقّعة.
– غياب الطرف الراعي للاتفاقية الموقّعة بين الطرفين المتناقضين
ووفقا للسابق لا يمكن البتة الجمع بين المسارين, أو توحيد الحالة الكوردية…أو منح صك النجاح كما كانت حال ومصير التوافقات الكوردية السابقة ( اتفاقيات هولير1-2 ) التي تمت بجهود مشكورة من قبل حكومة كوردستان, وبرعاية القائد القومي مسعود البارزاني…
أمّا وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها ساحة كوردستان – سوريا, والهجمة العدوانية الشرسة على كوباني من قبل تنظيم داعش الإرهابي وتداعياتها, التي استوجبت تدخّل التحالف الدولي على أثر نداء الرئيس مسعود البارزاني, وكذلك دعوة سيادته من جديد للمجلسين الكورديين المتناقضين!؛ بغية توحيد الصف الكوردي للوقوف معا في وجه التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الأمة الكوردية..تلك الدعوة التي تكلّلت بـ ( توافق دهوك 22/10/2014 ) الذي لم يرى النور إلى الآن.. للأسباب الآنفة الذكر. إلاّ أنه لا بدّ من الإقرار بأنّ هناك عوامل جديدة تفرض ذاتها من سياسية, وأخرى ميدانية, وكوردية, ودولية..)..قد تكون السبب في إخراج ( توافق دهوك )من غرفة الإنعاش ووضعه حيّز التطبيق بنسبٍ قابلةٍ للحياة, وبالتالي الإذعان لمسلمات وقواعد عديدة تمليه الواقع الكوردي, أهمّها ( لا سبيل أمام الكورد إلا العمل الكوردي المشترك, ولا بدّ من قبول الآخر المختلف سياسياً , وأنّ قوتهم تكمن في الوحدة ولا سواها,وأنّ بوابة الكورد إلى العالم تمرّ حتماً من هولير, وشخص الرئيس مسعود البارزاني, ومن الحكمة والمنطق احترام إرادة شعبنا الكوردي, وتوقه إلى الحرية والانعتاق ..).
8/11/2014 – عفرين
…بمناسبة صدور العد الممتاز- 500 – من جريدتنا ( كوردستان ) أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان إلى كل العاملين والمساهمين الذين يعملون ليل نهار بغية إظهار بعض جوانب الحقيقة الكوردية على مرآة كوردستان, عبر الكلمة الحرّة الجريئة, والموقف الصائب ..وصولا للمبتغاة وعيونها المكحلة…