شفان ابراهيم
ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة المزايدات والمهاترات التي حاولت بعض الأطراف الكوردية زج أسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا, في أتونها لضعضعة ثقة الشعب الكوردي وجماهيره العريضة به.
إن إصرار تلك الأطراف على أرفاق أسم البارتي بالتخريب داخل المجلس, هو فقط لإظهار الحزب الجديد في موقف المعادي لوحدة الصف الكوردي. وتمييع الحقيقة أمام الشعب الكوردي, وطمس الحقائق والانقلاب على قرارات المجلس التي كانوا هم الأساس في إصدارها, وكأن احترام الكلمة والالتزام بها أصبحت من التواريخ المهمة, يمكن لبعض أحزاب المجلس الاحتفال بها ذات مرة
مع كل التقصير في أداء الحزب منذ إعلان الوحدة الاندماجية وإلى اليوم, ومع كل الآمال التي باتت تحتار وتتحسر على قوتها في السابق مقارنة باليوم, إلا أن البارتي يبقى الرقم الأصعب والمستحيل تجاوزه في أية اتفاقات ومشاريع كوردية أو كوردستانية.
الهدف من وراء إجهاض البارتي
يدرك الجميع أن بارتي ديمقراطي كوردستان في أجزائه الأربعة يحمل مشروعه القومي الكوردستاني, وهو حامل لواء القومية وبناء الدولة الكوردية. خاصة وأن البارتي في جنوب كوردستان أصبح وبفضل قيادة الرئيس البارزاني القطب الأكبر والأكثر استقطاباً للجماهير الكوردية في الأجزاء الأربعة, إضافة إلى تمحور اغلب صناع القرار في العالم حول هولير. وفي السياق ذاته فإن الثورة السورية ومع انحرافها عن مسارها وعن أهدافها, قد أفضت إلى سيناريوهات ستتبلور قريباً على شاكلة مشاريع استخراج الحالة السورية من رهاناتها الحالية إلى توافقات دولية, وفي أضعف الأيمان فإن المناطق الكوردية ستكون في أولويات جميع الاتفاقيات, خاصة وأن العيش المشترك بين مكونات الشعب السوري أصحبت من المستحيلات, وإن مشاريع كالتقسيم, أو اللامركزية, والدولة الاتحادية هي من بين ابرز المشاريع المطروحة, والعامل الأبرز في سيطرة البارتي الديمقراطي الكوردستاين-سوريا لزمام الأمور في كوردستان سوريا موجودة وواضحة العيان, وليس أقلها دعم ومساندة التحالف الدولي لأي قوة كوردية معتدلة وفاعلة, وليس هناك قاعدة جماهيرية ومآزره شعبية أكثر أو أكبر من البارتي في كوردستان سوريا.
أحزاب المجلس تتخلى عن تعهداتها
العقدة اليوم هي حول ما إذا كان الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا سيمثل بأربعة مقاعد في المرجعية السياسية الكردية أم بمقعد واحد..؟؟ في الوقت الذي تلكأت أحزاب الاتحاد السياسيي في عقد مؤتمرها لصالح حسابات التمثيل في المجلس, وفق اتفاقات ضمنية بين تلك الأحزاب, لكن أحزاب المجلس حسم هذه الإشكالية قبل انعقاد المؤتمر التوحيدي لأحزاب الاتحاد السايسي الأربعة, وأقرت بأنها كانت أحزاب أصيلة ذات عضوية كاملة في المجلس, وبناء على هذا الطرح خُففت مخاوف وهواجس أحزاب الاتحاد السياسي من إشكالية ظهور قوة معارضة لتمثيلها بأربع ممثلين في المجلس. علماً أن الاعتراض ليس على التمثيل أنما على التوحيد, وفي الوقت الذي حث اجتماع المجلس تلك الأحزاب على الذهاب إلى المؤتمر التوحيدي وبارك لهم انعقاده وأقر لهم وبإجماع الأصوات بحق الحزب الموحد الجديد الاحتفاظ بمقاعد الأحزاب الأربعة والاستمرار بإشغال مقاعدها في كافة مؤسسات ولجان المجلس لحين انعقاد المؤتمر الثالث. لكنها وبمجرد انعقاد المؤتمر التوحيدي وفي أول اختبار حقيقي لصحة مواقفهم ومصداقية قراراتهم, أتقلبت بعض الأطراف على تعهداتهم وتراجعت عن كلمتها, ولا يتوافر أي سبب وراء ذالك سوى الانتقام من البارتي ومن أية محاولة اتفاق أخرى بين أي حزب كوردي وأخر.
بعض الأحزاب الكوردية من البناء إلى الهدم
أي خنساً للكوردايتي هي هذه الجدلية, في الانشقاقات الحزبية سواء قبل تأسيس المجلس أو بعده, كانت أغلب الأحزاب الكوردية المناهضة للبارتي الديمقراطي كوردستان-سوريا, تهلل وتصفق لهم, تحضر مؤتمراتهم الانشقاقية, وتستقبلهم كأحزاب ذات مصداقية, لكن في أول عملية وحدوية على أسس واضحة, وفي أحلك الظروف وأكثرها صعوبة, أصبحت تتسابق للنهش من جسده, وكأن لسان حالهم يقول ( إن انشققتم, واختلفتم, وتخاصمتم…فنحن السند والأخ والداعم, وإن اتفقتم, وتوحدتم, في سبيل القضية…فنحن لكم بالمرصاد)
إن محاولات تقليل حظوظ الحزب الوليد في المجلس, ما هي إلا رغبات دفينة للنيل من الحقيقة, والانتقام من أي مشروع يناضل في سبيل القضية الكوردية, هي أحقاد دفينة يستخرجها هؤلاء في كل فرصة تسنح لهم ذلك. أية رهانات تستند عليها تلك العقليات التي عطلت كل المجلس وقراراته فقط للنيل من البارتي من جهة, وإظهاره للرأي العام الكوردي على أنه من يتحمل المسؤولية, مع ذلك فالبارتي مستعد لدعم ومؤازرة المرجعية بكل شيء دون أن يتمثل بأي مقعد….