لوند حسين/ ألمانيا: 13.11.204
في مقالة للأستاذ سيامند حاجو رئيس تيار المستقبل الكُردي في سوريا، تحت عنوان “السياسة الكُردية الراهنة: أخطاء وأخطار”، بدأها بشرح هدف السياسة ووظيفتها، إلا أنه سرعان ما انتقل نحو أحداث مدينة كوباني متحدثاً عن نوايا حزب العمال الكُردستاني “PKK”.
ويظهر للقارئ الهدف الحقيقي للمقال المذكور، الذي ينحصر في التهجم على أحزاب المجلس الوطني الكُردي، لاسيما الحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا، ولم ينفك رئيس التيار خريج (جامعة برلين/ العلوم السياسية) عن مفسرٍ للأحلام وقارئٍ للكف؛ وكأنه لايعلم أو تناسى “لا أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين سياسياً”.
وهنا لا يسعنى سوى تذكيره ما جرى في كوردستان العراق والاقتتال الأخوي بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، بعد انتخابات البرلمان 1992 والخلافات بين الطرفين الأساسيين حول تقاسم السلطة، لتتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وتتوسط بين الطرفين.
وأعتقد أنه يتذكر خطاب الرئيس البارزاني عقب زيارته لبغداد والحوار مع السفاح صدام حسين، قالها بالحرف: “إن ذهابي لبغداد كان بمثابة المشي على جثث الشهداء، وتعلمون أن صدام قتل الآلاف من البارزانيين، فلو كنت أفكر بعائلتي لما ذهبت؛ لكن زرت بغداد لأن مصحلة شعبي يتطلب ذلك.
وعلى سبيل ذكر الرئيس مسعود البارزاني، فقد ورد في مقالة حاجو “في ذات الوقت سيتمكن البرزاني العاجز عن استرداد سنجار – أو الممنوع عن ذلك من قبل الأمريكان لأسباب تتعلق بأولوياتهم – من أن يحسب نفسه على “المحررين” لمدينة كوباني، هذا التحرير غير الحقيقي.”
هنا أتوجه للسيد حاجو، لماذا وضع كلمة المحررين في أقواس، يتضح من كتابته أنه أراد شرحها للقارئ البسيط عندما ألحق بها “هذا التحرير غير الحقيقي”. إذاً فإنه لا يعتبر البارزاني من المحررين مطلقاً، ضارباً بعرض الحائط كل التاريخ النضالي للبارزانيين، فقط لأن البارزاني لايهتم به وبتياره الذين لا يتعدون أصابع اليد؛ حيث تعرضوا للانشقاق وأعلنوا ولادة تيارين، أحدهما في الداخل والثاني يقوده حاجو في الخارج.
ولكن لم يقف حاجو عند هذا الحد من الإساءة لشخص الرئيس البارزاني والطعن في مصداقيته، ليكمل لنا قراءته للكف قائلاً: “على الرغم إذا من أن ليس في جعبة مسعود البرزاني ما يقدمه لكُرد سوريا غير سلطة الـ(PKK)، فإن أحزاب المجلس الوطني الكُردي ما تزال ترقص على أنغام مزماره.”
إذاً فحسب تفسير رئيس تيار المستقبل الكُردي (كتلة الخارج)، فالرئيس البارزاني يعمل باتجاه تعزيز سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والنظام السوري؛ لكن الأنكى في كل ذلك استخدام ألفاظ مسيئة بحق الرئيس البارزاني حيث أورد كلمة (الرقص على أنغام مزماره)؛ هنا أتوجه بالسؤال للسيد حاجو، الذي ينتمي لعائلة كُردية عريقة، ناضلت من أجل رفع الاضطهاد عن الشعب الكُردي، والتاريخ الكُردي يشهد لهم بذلك؛ ما هو سبب استخدامه لهذه الألفاظ بحق شخص الرئيس البارزاني، الذي يشهد له العدو قبل الصديق، بأنه خيرُ من يمثل الشعب الكُردي في أجزائه الأربعة.
أعتقد أنه كان حرياً بالسيد حاجو أن ينتقد سياسات الرئيس البارزاني، والتي تختلف عن سياسات تياره، بأسلوب رصين وأخلاقي، بعيداً عن استخدام ألفاظ لا تليق بمقامه السياسي!!