منسق الكوملة الكردية: إرسال البشمركة لكوباني دعم معنوي فقط

رأى المنسق العام لقوات الكوملة الكردية في سورية أن إرسال قوات البشمركة لمدينة عين العرب (كوباني) يحمل معنى معنوياً قومياً لأكراد سورية أكثر مما يحمله من دعم عسكري لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية 
ونوه فارس مشعل تمو في حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأن إرسال ما يقرب من 150 من مقاتلي البشمركة للمدينة “يحمل معاني الدعم المعنوي في الدفاع عن الشعب الكردي أينما كان أكثر مما يحمله من دعم عسكري بغض النظر عن حجم القوة وقوامها”. وأضاف “إن قوات البشمركة لها احترام كبير في الشارع الكردي العام سواء في شمال أو جنوب أو غرب أو شرق كردستان، وتحتل مكانة تاريخية في العاطفة القومية والذاكرة النضالية التحررية الكردية، ولمجرد وجود قوات البشمركة في كوباني مهما كان قوامها سيؤدي إلى التفاف الشباب الكرد حولها والاستبسال في التصدي لهجوم قوى الإرهاب الداعشي على كوباني”، وفق تعبيره.
وحول مستوى التنسيق مع قوات البشمركة، وإمكانية التعاون مع وحدات حماية الشعب والأسايش التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، قال تمو “لم نبدأ بعد بالتنسيق معها وننتظر الرد من قبل قيادات البشمركة للموافقة على التنسيق مع قيادة المجلس الثوري الكردي السوري (كوملة) للانضمام إلى ثوار كوباني وأبنائها والقيام بواجبنا في الدفاع عن المدينة”. وأضاف “بالتأكيد في حال مشاركتنا سنكون جزءاً من غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل القوى المشاركة في الدفاع عن كوباني”. وتابع “أما عن التنسيق بشكل منفرد مع وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) فهو أمر مستبعد حالياً لأنه لازال على علاقة وثيقة بنظام الأسد في مناطق أخرى ومازال مستمراً بقمع واعتقال الشباب الكرد في المناطق الكردية، والكثير من النشطاء والثوريين والسياسيين الكرد مغيبين في سجون هذا الحزب ومنهم أعضاء وذوي قيادات من الكوملة لا نعلم عن مصيرهم شيئاً، وتنسيقنا معه الآن أو في المستقبل مرهون بفك ارتباطه مع نظام الأسد والاعتذار من الشعب الكردي والانتماء إلى إرادة الشعب السوري بكافة مكوناته القومية والدينية في الحرية والديمقراطية والتعايش المشترك وإخلاء سبيل كافة المعتقلين السياسيين من النشطاء والثوار الكرد من سجونه”، وفق تعبيره
وأعرب المعارض السوري الكردي عن قناعته بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة تسليح قوات كردية سورية بدلاً من الاستعانة بقوات كردية عراقية، وقال “كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية تسليح قوات كردية سورية ثورية غير حزبية لأن هناك عشرات الآلاف من الشباب الكرد السوريين المستعدين تماماً للدفاع عن مناطقهم، وعن عموم سورية، ويفتقدون الدعم اللوجستي والعسكري والسياسي من قبل المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي الداعم لباقي الكتائب العسكرية السورية. وأردف “كما يبدو هناك اتفاق دولي وإقليمي عن الإحجام والمنع التام عن أي دعم عسكري أو لوجستي لأي فصيل ثوري كردي سوري ينتمي لثورة الشعب السوري لأسباب تتعلق باتفاقيات دولية وإقليمية توافقية لمستقبل سورية على حساب ثورة الشعب السوري ومطلبه بالحرية والانعتاق من حكم الطاغية”، وفق تقديره
ولم يُبد تمو مخاوفاً من احتمال توسّع نفوذ قوات البشمركة في الشمال على حساب بقية القوى الكردية السورية، وقال “لا نخشى تواجد قوات بشمركة إقليم كردستان العراق على الأراضي الكردية السورية لأن البشمركة في الضمير الكردي هي المدافع عن الشعب الكردي أينما كان”. وتابع “نعتقد أن قيادة إقليم كردستان العراق تدرك تماماً حساسية المرحلة وتحترم خصوصية الأوطان ولن تسمح بحدوث أي أزمة سياسية بهذا الشان كي لا تضيع في غياهبها الحقوق القومية والوطنية المشروعة للكرد السوريين، لذا نعتقد بأن الغاية من إحضار البيشمركة بتعداد رمزي للمؤازرة والمساندة المعنوية هي أبعد ما تكون لبسط النفوذ أو السيطرة الدائمة، ونحن على ثقة بحنكة ودراية قيادة إقليم كردستان العراق بالسياسة الدولية وعلمها بأن الكرد السوريين هم أصحاب الحق بحماية مناطقهم وتحرير سورية إلى جانب شركائهم في الوطن السوري” على حد قوله.
وقال المعارض السوري “نحن نرحب بقدوم البشمركة لمؤازرة ومساندة أبناء كوباني للدفاع عنها سواء وافقت قيادتها على التنسيق مع قيادة الكوملة أم لم توافق، فنحن مستمرون بالدفاع عن أبناء شعبنا الكردي خاصة والسوري عامة من مواقع تواجدنا الميدانية، وبإمكانيات قتالية ضعيفة تفتقد التمويل والتسليح والتهميش الإقليمي والدولي. لا نمتلك سوى دمائنا لنضحي بها في خدمة أبناء شعبنا السوري بكافة مكوناته وننحني أمام تضحيات الثوار الكرد من أبناء كوباني المدافعين عنها فكل منا يقوم بواجبه النضالي في التحرر وفق إمكانياته وطاقاته ومكان تواجده”، وفق تعبيره
وفيما إن كان نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي قد تراجع وباتت الساحة الكردية تشهد تأسيس موازين قوى جديدة، قال تمو “نعتقد أن ما يجري في كوباني وتخلي نظام الأسد عن حماية حزب الاتحاد الديمقراطي هناك كما يحميه ويمنحه القوة في القامشلي وعفرين أسقط عنه قناع تجبّره وغروره كالحزب الواحد الأوحد كردياً والقادر على حماية الشعب الكردي بمفرده دون مساعدة الكرد السوريين وحراكهم الثوري السوري”. واضاف “كذلك الأمر بالنسبة للحركة السياسية الكردية بأحزابها المتنوعة أيضاً بات ضعفها وتخبطها مكشوفاً للشعب الكردي وانصياعها ورضوخها التام لتسلط حزب الاتحاد الديمقراطي أدى إلى سقوطها النهائي لدى الرأي العام الكردي، لذا بالتأكيد ستشهد المرحلة القادمة ظهور موازين قوى كردية جديدة”، حسب تأكيده
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…