سعود ملا : النظام السوري يقدّم لداعش الإمكانات المادية والاستخباراتية


حاوره في هولير: عمر كوجري


قال سعود ملا سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في حوار ” كوردستان” معه إن رفاقنا في الحزب حاولوا إيصال صوت مأساة كوباني إلى كل مكان، وأوضح أن الرئيس مسعود بارزاني يثبت في كل مواقفه بأنه يحمل هموم الشعب الكوردي في عموم كوردستان، وتحركدبلوماسياً، واستطاع إقناع التحالف الدولي بوجوب ضرب تجمعات داعش في كوباني، وفيما يلي نص الحوار:

هل أنت راض عن أداء الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في ظل الوضع الراهن، ومأساة كوباني؟
في البداية، أشكر رفاقنا الحزبيين في القواعد والقيادة، وجميع كوادرنا الحزبية الذين قاموا بأداء واجبهم بحسب إمكانياتنا في تقديم شيء ما لكوباني، ولو كنا نملك إمكانيات أكثر لما بخلنا، وكوباني تحتاج جهوداً كبيرة قد تكون بمستوى دول لا أحزاب.
بشكل عام، أداء رفاقنا كان جيداً، وضمن حدود طاقاتنا، ففي أزمة كهذه حتى الدول قد تغدو مقصرة، وتعلمون بأنه هجرت معظم أو كل القرى أثناء تقدم تنظيم داعش الإرهابي، وهجر من المنطقة أكثر من مئتي ألف كردي، وهم الآن يعيشون ظروفاً سيئة في بعض البلدات والقرى القريبة من الحدود بين كوباني وتركيا، وبعضهم يفترش العراء، وينام في الحدائق والجوامع والساحات العامة.
إنّ رفاقنا في الحزب وعبر ممثليه في الائتلاف والمجلس الوطني الكوردي حاولوا إيصال صوت مأساة كوباني إلى كل مكان، وأتمنى من جميع الرفاق تقديم كل ما يستطيعون لأجل إغاثة أهلنا في كوباني.


هل خاطب حزبكم المجتمع الدولي بشكل مباشر، وعبر لقاءات ثنائية، وزيارات للدول المعنية بشأن هذه المأساة؟

تحركنا عبر ممثلينا في الائتلاف، والمجلس الوطني الكوردي، وطلبنا من كل من التقينا بهم الإسراع لمساعدة كوباني بكل السبل وعلى وجه السرعة، ففي اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، التقى ممثل حزبنا ونائب رئيس الإتلاف السوري المعارض ببعض الوفود الدبلوماسية، وتحدث عن الموضوع السوري بشكل عام، وعن كوباني بوجه خاص، وتم الالتقاء بالوفود الفرنسية والامريكية والبريطانية، وجرى وضعهم في صورة ما يحدث في كوباني من مأساة.


ما رأيك بموقف الرئيس مسعود بارزاني حيال كارثة كوباني؟

الرئيس مسعود بارزاني يثبت في كل مواقفه بأنه يحمل هموم الشعب الكوردي في عموم أنحاء كوردستان، ومنذ اليوم الأول من مأساة كوباني، تحرك دبلوماسياً، واستطاع إقناع التحالف الدولي بوجوب ضرب تجمعات داعش في كوباني أيضاً بعدما كان القصف الدولي محصوراً في الرقة وغيرها، وتدفقت قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية نحو كوباني، من ” مؤسسة بارزاني الخيرية، ومكتب رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، ولولا حكمة الرئيس بارزاني لربما حل بكوباني ما هو أسوأ، وللعلم فإن بارزاني لم يفرّق بين شنكال وكوباني، ولولا صعوبة الوصول إلى هناك لوصلت طلائع البيشمركه إلى كوباني، ولطردت داعش منها.


لو لم يكن موضوع “شنكال” يؤرق الرئيس بارزاني، أما كان أداء رئاسة وحكومة كوردستان أفضل؟

بالطبع، وليس موضوع  وجود داعش في شنكال فقط، هذا الوجود الداعشي الذي يتمدد على مسافة 850 كيلو متر، فإقليم كوردستان محاصر حتى الآن من الحكومة الاتحادية، والمالكي، وبعده العبادي للآن لا يرسلان ميزانية الإقليم، كذلك يتمنعان عن دفع رواتب موظفي كوردستان، ولذلك فالظروف المالية لكوردستان صعبة حالياً، وإلا لما كانت رئاسة الإقليم وفرت أية مساعدة ومن أي نوع لنا.


لماذا توجّه تنظيم داعش نحو أراض كوردية في جنوبي وغربي كوردستان؟

العالم كله بات يعرف بأن داعش هو تنظيم مأجور، ويشتغل لصالح النظام السوري والإيراني ومحورهما، وإن مثل هذه المنظومات الإرهابية المأجورة لا تريد خيراً لكوردستان، وتتربص لها بالشر، وهم يريدون قتل أي حلم كوردي في التحرر والانعتاق، ويقتلون الكورد رغم أنهم مسلمون سُنّة، مع أنهم يقولون أن معركتهم هي ضد كل من يعادي “الطائفة السنية” وبخصوص زحف داعش نحو منطقتي شنكال وكوباني، فالسبب يعود إلى قدر من الضعف من الناحية العسكرية ولعدم تواجد جيش جاهز لحماية هاتين المنطقتين الكوردستانيتين، وطول الحدود، وصعوبة ضبطها، وللأسف حتى الآن، الموقف العربي الرسمي وحتى الشعبي إزاء شنكال وكوباني مازال هشاً وضعيفاً.


ولكن، الآن التحالف الدولي هو بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، وخاصة دول الخليج.

ربما هذه النظم تخشى من تمدد داعش صوب بلدانها، لهذا تراها تتسارع للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية للتخلص من داعش بمعية التحالف الدولي المتشكل حاليا وتحت راية المجتمع الدولي والإرادة الدولية.


أحدث أي لقاء بين المجلس الوطني الكوردي ومسؤولين من “كانتون كوباني” قبل وأثناء اجتياح داعش لمنطقة كوباني؟

حصل لقاء في كوباني بين وفد من المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي ووفد من الكانتون، طلبنا منهم أن تكون لنا قوة عسكرية باسم المجلس الوطني الكردي المحلي في كوباني، لكن طلبنا قوبل بالرفض من جهتهم، وأكدوا أنهم لن يقبلوا بأية قوة عسكرية إلا تحت جناح الـ YPG ونحن رفضنا ذلك. كل هذا قبل وصول داعش واستفحال خطر هذا التنظيم الإرهابي وسيطرته على المنطقة، بالمختصر لم نلمس أية استجابة ايجابية منهم، وقد تعامل حزب (pyd) معنا بفوقية وعقلية حزبوية ضيقة، وهذا ما سيلحق أفدح الضرر بالكورد في غربي كوردستان، حيث بات من الضروري التخلي عن العصبيات الحزبية الضيقة والمبادرة فورا إلى تشكيل قوة عسكرية كوردية مشتركة، والتفكير جيداً في كيفية توفير سبل حماية أهلنا في غربي كوردستان.


لديكم قوات عسكرية مدرّبة للدفاع عن غربي كوردستان؟

يوجد في اقيم كوردستان، قوات “بيشمركة غربي كوردستان” تم تشكيلها بناء على طلب من شباب كورد أرادوا التطويع في قوات البيشمركة، يمكنهم أن يكونوا نواة لجيش كوردي في كوردستان سوريا، هذه القوات مدربة منذ أكثر من سنتين، وهناك متطوعون آخرون جاهزون مدربون موجودون الآن في غربي كوردستان، إذا توفرت الظروف المؤاتية لهم فسيساهموا بدورهم في حماية شعبنا ضد أي تهديد مستقبلاً.


لكن تشكيل جيش في غرب كوردستان، ليس بالأمر السهل؟ فكيف ستتصرفون إذا قررتم ذلك؟

ربما إمكانياتنا المادية واللوجستية أقل من إنجاح هذه الفكرة التي باتت مقترحاً واقعياً ملحاً ، ولكن إن حدث هذا الأمر، أتوقع أن تقوم رئاسة إقليم كوردستان بمساعدتنا، ومد يد العون لنا من ناحية التمويل والتأهيل والتدريب، وربما نقرر طلب المساعدة من دول التحالف أيضاً، وهم بالنهاية يريدون شريكاً على الأرض.


أحدثت لقاءات بين حزبكم وحزب (pyd) في الفترة الأخيرة؟

في قامشلو لم يحصل أي لقاء مع حزب (pyd) منذ إعلان حزبنا الذي تم تشكيله في المؤتمر التوحيدي المنعقد في أوائل نيسان المنصرم 2014 بين أربعة أحزاب كانت منضوية في اطار الاتحاد السياسي الديمقراطي الكوردي في سوريا، ولكن حدث لقاء يتيم في أوروبا، وتمت مناقشة نقاط عديدة، لكنهم كالعادة ظل مسؤولو (pyd) متمسكين بمواقفهم، لأنهم لا يؤمنون بمبدأ الشراكة والاعتراف بالآخر، أصلاً فكرة الشراكة عندهم مرفوضة، نحن طالبنا أن تكون اللقاءات في الوطن لا على المستوى الحزبي بل على مستوى المجلس الوطني الكوردي، لكنهم اشترطوا علينا أن ننضم إلى “كانتوناتهم” بلا شروط وكأحزاب منفردة، هذا أقصى ما قدموه.


كنت تتوقع أن تتمدد داعش في منطقة كوباني بهذه السرعة؟

كان ذلك متوقعاً وواضحاً، فخلال مدة قصيرة سقطت أكثر من ثلاثمائة قرية بيد داعش، بالطبع لم يكن من الإنصاف مقارنة أسلحة داعش بأسلحة المقاتلين الكورد، النظام السوري على الدوام يقدم لداعش كل الإمكانات المادية والاستخباراتية، ولم يقصف في بالمطلق أي موقع لداعش مع أنها اهداف سهلة، وواضحة، كما أن داعش حصلت على أسلحة متطورة من الجيش العراقي الذي انسحب من مساحات واسعة، وتركها فسحة مستباحة تسرح وتمرح فيها الجماعات الإرهابية، وكذا من الفرقة 17 من الجيش السوري في الرقة، ومن مطار الطبقة العسكري، وإرهابيو داعش يمتلكون تمويلاً ضخماً لأنهم يحتلون الكثير من آبار النفط في سوريا، ويبيعون النفط حتى للنظام السوري، إضافة إلى بيع الحبوب وغيرها، وبتصوري إن التنظيم يحصل على تسهيلات وأموال من دول ومنظمات عالمية كثيرة راعية وداعمة له.
ولكن ورغم قوة داعش، استطاع اقليم كوردستان بإرادة قيادته السياسية الموحدة تحت راية سيادة الرئيس مسعود بارزاني وبعزيمة بيشمركته وشجاعتهم، وبالتعاون مع التحالف الدولي من إلحاق هزيمة كبيرة بداعش وأخواتها، وهاهم يواصلون دك مواقعهم، وتحرير الأرض الكوردستانية التي احتلوها قبل أشهر في شنكال وغيرها، وتتواصل انتصارات البيشمركة يوماً بعد آخر.


كيف تقيّم الأداء الحالي للمجلس الوطني الكوردي؟

المجلس أداؤه ضعيف ولا ينسجم مع المهام الموكولة إليه ومع المطلوب والملح، وهو يتحرك ضمن إمكانياته المحدودة أصلاً، وأغلب قرارات المجلس تأتي توافقية، ولهذا لابد من عقد مؤتمره، وتشكيل قيادة جديدة تستوعب التحديات الجديدة، خصوصاً بعد تمدد داعش في كوباني ، والخوف من تمددهم في مناطق أخرى في غربي كوردستان، كما نريد للمجلس أن يفعل نشاطه وديناميكيته ضمن الائتلاف أيضاً، ويكون بحق صوت الكورد في غربي كوردستان.


هل ثمة من يماطل في تأخير عقد المؤتمر الثالث للمجلس الوطني الكوردي؟

ليس موضوع مماطلة، ربما الظروف الحالية الأمنية الصعبة في سوريا وغربي كوردستان ، وصعوبة التنقل وقطع الطرق بين المناطق الكوردية، لا تساعد كثيراً على عقده، نحاول جدياً في تأمين الظروف اللازمة، وإلا سيتم التمديد، وهذا مالا نريده.


سؤال أخير: صرحت قبل أيام أن لديكم جيشاً جاهزاً لدخول كوباني، ماذا تقول؟

أنا لم أقل ذلك بالضبط، وإنما قلت أن المجلس الوطني الكوردي المحلي في كوباني قرر إنشاء قوة مسلحة للمشاركة في القتال ضد داعش لطردها من منطقتهم، ومكتب الأمانة العامة صادق على ذلك القرار، ولكن مع الأسف رفض مسلحو حزب (pyd) طلب مجلسنا في المشاركة بالدفاع عن كوباني، رغم أن الأحداث تتطور بسرعة في بلادنا، والوضع صار أخطر من أية أجندات حزبية ضيقة. 


صحيفة” كوردستان” العدد 498 

15-10-2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…