م. رشيد
قبل الخوض في أسباب وتداعيات نكبة
كوباني الأسيرة الجريحة لا بد من طرح عدة أسئلة منطقية ملحّة بحاجة إلى إجابات
جريئة وصريحة:
كوباني الأسيرة الجريحة لا بد من طرح عدة أسئلة منطقية ملحّة بحاجة إلى إجابات
جريئة وصريحة:
1) أليس من المفروض ومن منطلق قومي ووطني
وأممي وإنساني إغاثة كوباني وإنقاذها من بين براثن وأنياب داعش الإرهابي والوحشي؟
وأممي وإنساني إغاثة كوباني وإنقاذها من بين براثن وأنياب داعش الإرهابي والوحشي؟
2) أليست كوباني جزءاً من سوريا الدولة
والسيادة والوطن ومن واجب النظام السوري الدفاع عنها وحمايتها ؟
والسيادة والوطن ومن واجب النظام السوري الدفاع عنها وحمايتها ؟
3) أليست كوباني منطقة كوردية صرفة وعلى
الكورد أن يهبوا لنجدتها على اعتبارها معركة وجود بغض النظر عن التحفظات والاشتراطات؟
الكورد أن يهبوا لنجدتها على اعتبارها معركة وجود بغض النظر عن التحفظات والاشتراطات؟
4) أليست داعش منظمة إرهابية من منظار دولي،
ويشكل خطراً على أمن وسلامة المجتمع الدولي برمته، وبالتالي من واجبه المبادرة
بشكل عاجل وجدي لمحاربته وانهاء مأساة كوباني وويلاتها؟
ويشكل خطراً على أمن وسلامة المجتمع الدولي برمته، وبالتالي من واجبه المبادرة
بشكل عاجل وجدي لمحاربته وانهاء مأساة كوباني وويلاتها؟
5) أليست تركيا الجارة القوية، والتي تربطها أواصر
القربى والدين على جانبي الحدود التي تجاوزها داعش وأخواتها، وينبغي عليها التدخل
لفك الحصار وانهاء الدمار؟
القربى والدين على جانبي الحدود التي تجاوزها داعش وأخواتها، وينبغي عليها التدخل
لفك الحصار وانهاء الدمار؟
إجابات تلك الأسئلة تمرعبر سلسلة من العمليات
المعقدة والدقيقة، تتحكم بها ضوابط ومعايير وحسابات داخلية وأخرى خارجية، لذلك
أتخاذ القرارات اللازمة صعبة ومكلفة ومحرجة لجميع الأطراف المعنية والمهتمة،
ولكنها إسعافية وضرورية.
المعقدة والدقيقة، تتحكم بها ضوابط ومعايير وحسابات داخلية وأخرى خارجية، لذلك
أتخاذ القرارات اللازمة صعبة ومكلفة ومحرجة لجميع الأطراف المعنية والمهتمة،
ولكنها إسعافية وضرورية.
فالنظام السوري تعامل مع المناطق الكوردية ومنها
كوباني انطلاقاً من خصوصيتها الجغرافية والديموغرافية وحساسية أوضاعها الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية، فسعى منذ بداية الأزمة على تحييدها وارباكها، وسحب إداراته
منها، وغضَّ النظر عن تشكيل حكومات محلية تتحمل مسؤوليات الإدارة وتقديم الخدمات
والحماية، إلى جانب ذلك فرض عليها حصاراً شاملاً ، تركها عرضة لهجمات المجاميع
المسلحة بمختلف صنوفها ومسمياتها لتواجه مصيرها، عقاباً لما أقامته من مظاهرات
واعتصامات سلمية تأييداً وتضامناً مع باقي المناطق السورية الثائرة ضد الاستبداد
والفساد.
كوباني انطلاقاً من خصوصيتها الجغرافية والديموغرافية وحساسية أوضاعها الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية، فسعى منذ بداية الأزمة على تحييدها وارباكها، وسحب إداراته
منها، وغضَّ النظر عن تشكيل حكومات محلية تتحمل مسؤوليات الإدارة وتقديم الخدمات
والحماية، إلى جانب ذلك فرض عليها حصاراً شاملاً ، تركها عرضة لهجمات المجاميع
المسلحة بمختلف صنوفها ومسمياتها لتواجه مصيرها، عقاباً لما أقامته من مظاهرات
واعتصامات سلمية تأييداً وتضامناً مع باقي المناطق السورية الثائرة ضد الاستبداد
والفساد.
أما على الصعيد الكوردي فبعد إنهيار الهيئة
الكوردية العليا المشكلة بموجب اتفاقية هولير بين المجلسين الكورديين، وتفرّد مجلس
شعب غربي كوردستان(EGRK) بتشكيل الادارة الذاتية في المناطق
الكوردية على شكل كانتونات منفصلة، وفرضها كسلطة الأمر الواقع، وتحفّظ المجلس
الوطني الكوردي (ENKS) الشريك المفترض عليها، مما أفقدها هيبة
وشرعية التمثيل الحقيقي للشعب الكوردي وطموحاته، وحجب عنها الكثير من الدعم الدولي
والكوردستاني، وبخاصة إقليم كوردستان العراق الذي اشترط رئاسته تقديم المساندة
والمؤازرة بتوحيد الصف والخطاب الكورديين، إضافة إلى ذلك فبعض القرارات والاجراءات
التي اتخذتها الادارة مثل
منع أية جهة من حمل السلاح لغاية الدفاع خارج إطار قوات حماية الشعب(YPG) والآسايش(Asayiş) التابعة
للادارة، واحتكارها لقرار الحرب والسلم، واصدار قانوني التجنيد الاجباري وترخيص
الأحزاب السياسية وغيرها، خلقت لدى باقي الأطراف غير المشاركة التذمر والنفور،
وبالتالي عدم الانخراط في مؤسساتها ودوائرها، والنأي بالنفس عن المسؤولية
التاريخية عما يترتب عنها من تداعيات ونتائج مستقبلاً، كما أن المعوقات الجغرافية
والحدودية حالت وتحول دون وصول الامدادات والتعزيزات إلى كوباني من قبل أطراف
كوردية راغبة ومتحمسة لذلك.
الكوردية العليا المشكلة بموجب اتفاقية هولير بين المجلسين الكورديين، وتفرّد مجلس
شعب غربي كوردستان(EGRK) بتشكيل الادارة الذاتية في المناطق
الكوردية على شكل كانتونات منفصلة، وفرضها كسلطة الأمر الواقع، وتحفّظ المجلس
الوطني الكوردي (ENKS) الشريك المفترض عليها، مما أفقدها هيبة
وشرعية التمثيل الحقيقي للشعب الكوردي وطموحاته، وحجب عنها الكثير من الدعم الدولي
والكوردستاني، وبخاصة إقليم كوردستان العراق الذي اشترط رئاسته تقديم المساندة
والمؤازرة بتوحيد الصف والخطاب الكورديين، إضافة إلى ذلك فبعض القرارات والاجراءات
التي اتخذتها الادارة مثل
منع أية جهة من حمل السلاح لغاية الدفاع خارج إطار قوات حماية الشعب(YPG) والآسايش(Asayiş) التابعة
للادارة، واحتكارها لقرار الحرب والسلم، واصدار قانوني التجنيد الاجباري وترخيص
الأحزاب السياسية وغيرها، خلقت لدى باقي الأطراف غير المشاركة التذمر والنفور،
وبالتالي عدم الانخراط في مؤسساتها ودوائرها، والنأي بالنفس عن المسؤولية
التاريخية عما يترتب عنها من تداعيات ونتائج مستقبلاً، كما أن المعوقات الجغرافية
والحدودية حالت وتحول دون وصول الامدادات والتعزيزات إلى كوباني من قبل أطراف
كوردية راغبة ومتحمسة لذلك.
أما المعارضة السورية الخارجية المتمثلة
بالائتلاف الوطني، فقد قاطعت الادارة الذاتية وامتنعت عن أي شكل من التعاون أو
التنسيق معها، تحت مبرر أن المؤسسين لها والقائمين عليها متعاونين مع النظام
ويخدمون أجنداته ويعادون الثورة وأهدافها، وبذلك خسرت الادارة أيضاً الدعم
والمساندة سياسياً ومالياً وعسكرياً من قبل الائتلاف وحلفائه.
بالائتلاف الوطني، فقد قاطعت الادارة الذاتية وامتنعت عن أي شكل من التعاون أو
التنسيق معها، تحت مبرر أن المؤسسين لها والقائمين عليها متعاونين مع النظام
ويخدمون أجنداته ويعادون الثورة وأهدافها، وبذلك خسرت الادارة أيضاً الدعم
والمساندة سياسياً ومالياً وعسكرياً من قبل الائتلاف وحلفائه.
أما تركيا التي تعرّف الـ (PYD) على أنه جزء
من منظومة الـ (PKK)، والتي تعتبرها منظمة إرهابية تحاربها وكل
ما يمت بها من صلة منذ عقود بكل الوسائل المتاحة لإنهائها عسكرياً (على الأقل)،
بالتلازم مع العملية السلمية القائمة بين زعيم الـ (PKK) عبد الله
أوجلان المعتقل في إمرالي عبر قنديل وأردوغان رئيس السلطة
التركية بوساطة كوردستانية ورعاية أمريكية، إضافة إلى ذلك فإن تركيا لا تسمح
بتكرار تجربة كوردستان العراق بتأسيس إدارة كوردية على حدودها الجنوبية ولا سيما
بقيادة الـ (PYD)، الذي تعتبره تركيا جزء من محور النظام
السوري-الايراني-العراقي (الشيعي)- الروسي، المعارض والخصم لمحور الائتلاف السوري-
التركي –الخليجي (السني) الغربي.
من منظومة الـ (PKK)، والتي تعتبرها منظمة إرهابية تحاربها وكل
ما يمت بها من صلة منذ عقود بكل الوسائل المتاحة لإنهائها عسكرياً (على الأقل)،
بالتلازم مع العملية السلمية القائمة بين زعيم الـ (PKK) عبد الله
أوجلان المعتقل في إمرالي عبر قنديل وأردوغان رئيس السلطة
التركية بوساطة كوردستانية ورعاية أمريكية، إضافة إلى ذلك فإن تركيا لا تسمح
بتكرار تجربة كوردستان العراق بتأسيس إدارة كوردية على حدودها الجنوبية ولا سيما
بقيادة الـ (PYD)، الذي تعتبره تركيا جزء من محور النظام
السوري-الايراني-العراقي (الشيعي)- الروسي، المعارض والخصم لمحور الائتلاف السوري-
التركي –الخليجي (السني) الغربي.
أما الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا، فإنها
تصنف منظومة الـ (PKK) ارهابية في قوائمها السوداء، وبأنها تعمل
ضمن الخندق المعادي لأمنها ومصالحها وحلفائها، لذلك لا تمانع الضغط عليها لإضعافها
وإنهاكها، عسى أن تغير من مواقعها وتوجهاتها على الخارطة السياسية، وتدخل ضمن
مخططاتها ومشاريعها الشرق أوسطية المستقبلية عبر بوابة الحلف المشكل حديثاً
لمحاربة تنظيم داعش، مراعية الشروط التركية العضو الفاعل في حلف الناتو.
تصنف منظومة الـ (PKK) ارهابية في قوائمها السوداء، وبأنها تعمل
ضمن الخندق المعادي لأمنها ومصالحها وحلفائها، لذلك لا تمانع الضغط عليها لإضعافها
وإنهاكها، عسى أن تغير من مواقعها وتوجهاتها على الخارطة السياسية، وتدخل ضمن
مخططاتها ومشاريعها الشرق أوسطية المستقبلية عبر بوابة الحلف المشكل حديثاً
لمحاربة تنظيم داعش، مراعية الشروط التركية العضو الفاعل في حلف الناتو.
إن تنظيم داعش المصمّم في مراكز صنع القرار الدولية،
والمصنّع في مخابر أنظمة الحكم الإقليمية، والمدار من قبل أجهزة استخبارات عالمية
مختلفة، والذي نما سريعاً وكبر حجماً وازداد بأساً ككرة الثلج المتدحرجة حتى أصبح
يشكل خطراً على جميع من ساهموا في بنائه ورعايته وتمويله وتسليحه، بتجاوزه الخطوط
الحمر في مهامها الأساسية التي تأسس من أجله وهي تنفيذ أجندات محددة الأهداف
زماناً ومكاناً، بفعل التناقضات والصراعات القائمة في داخله بين القوى المكونة
والمحركة والمديرة له، وذلك بسبب الاختلاف في أهدافها ورؤاها وتوجهاتها الجامعة للنعرات
العنصرية والطائفية إضافة إلى النزعات الوحشية من نهب وسلب وسبي وجمع للغنائم..، والتي
تمارسها الجحافل الملتحقة بها في غزواتها.
والمصنّع في مخابر أنظمة الحكم الإقليمية، والمدار من قبل أجهزة استخبارات عالمية
مختلفة، والذي نما سريعاً وكبر حجماً وازداد بأساً ككرة الثلج المتدحرجة حتى أصبح
يشكل خطراً على جميع من ساهموا في بنائه ورعايته وتمويله وتسليحه، بتجاوزه الخطوط
الحمر في مهامها الأساسية التي تأسس من أجله وهي تنفيذ أجندات محددة الأهداف
زماناً ومكاناً، بفعل التناقضات والصراعات القائمة في داخله بين القوى المكونة
والمحركة والمديرة له، وذلك بسبب الاختلاف في أهدافها ورؤاها وتوجهاتها الجامعة للنعرات
العنصرية والطائفية إضافة إلى النزعات الوحشية من نهب وسلب وسبي وجمع للغنائم..، والتي
تمارسها الجحافل الملتحقة بها في غزواتها.
إذاً: كوباني الأسيرة المقاومة، كوباني المأساة
والمعاناة والعذابات هي ضحية لـ:
والمعاناة والعذابات هي ضحية لـ:
- لتطلعاتها في البيت السوري نحو المزيد من الحرية
والكرامة والديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.. - لانتمائها الكوردستاني وخصوصياتها الكوردية كما تقره
العهود والمواثيق الدولية من حقوق قومية ووطنية وإنسانية عادلة ومشروعة. - للصراعات العرقية والدينية والمذهبية والقبلية… منابع
الهلاك والدمار للمنطقة وشعوبها. - للصراعات الكوردستانية والاقليمية والدولية، وتوفقاتها وحساباتها
ومساوماتها وصفقاتها. - للعصبيات الحزبية والشخصية، والعقليات الديكتاتورية الشمولية،
والثقافات الاقصائية الاستبدادية، والعداوات الدائمة والمستمرة. - لحالة الانقسام والتشرذم في البيت الكوردي، وغياب اطاره
الجامع والشامل بمشروعه السياسي وآليات تنفيذه وبرامج تحقيقه. وأخيراً:
إن المؤامرة كبيرة والتحديات خطيرة، والأحداث متسارعة والأوضاع متغيرة وحبلى
بالمفاجآت ومفتوحة على كل الاحتمالات، بالأمس كان شنكال واليوم كوباني وغداً (..؟؟..)،
فما على القوى الكوردستانية إلا مراجعة مواقفها ومواقعها، والسعي الجاد والسريع لتجاوز
الخلافات الحزبية والسياسية والشخصية..، وتوحيد الصفوف والارادات والامكانات وزجها
في المعركة المصيرية ضمن المرحلة التاريخية الراهنة، الصعبة والحرجة والدقيقة بظروفها
وشروطها ومعطياتها وتداعياتها..————— انتهت
—————05.10.2014