جان كورد
26.03.2007
26.03.2007
أثناء لقاء بالتوكي للسيد فريد الغادري مع مستعمي غرفة ” سه رهلدانا بن خه تى” الكوردية بمناسبة نوروز، حيث استغل السيد فريد الغادري المناسبة الوطنية الغالية والعزيزة على قلوب أبناء وبنات الأمة الكوردية والعديد من الشعوب الأخرى في المنطقة لتوجيه تبريكاته وتقديم التهاني لشعبنا الكوردي في غرب كوردستان
شارك بعض السياسيين والمثقفين الكورد بمداخلاتهم في الحديث بحرارة، ومنهم الأستاذ إبراهيم إبراهيم وإبراهيم خليل حمو ومروان عثمان السياسي والأديب المعروف الذي سجن في سوريا بسبب القضية الكوردية وتدخلت أوساط أوروبية وأمريكية للافراج عنه، ويعيش الآن في المهجر…
ورد مصطلح “الوطن النهائي للكورد” في مداخلة الأستاذ مروان عثمان، وهذا ليس بجديد، فقد أصّرالأستاذ فراس قصاص في سنوات سابقة، على حشر هذا المصطلح في وثائق التحالف الديموقراطي السوري، الذي تكوّن عام 2003 من كل من حزب الإصلاح السوري برئاسة السيد فريد الغادري وبارتي ديمموقراطي كوردستاني – سوريا برئاسة الدكتور توفيق حمدوش وحزب الحداثة والديموقراطية لسوريا برئاسة الأستاذ فراس قصاص، وشخصيات كوردية وسورية مستقلة… ومع الأسف انفرط عقد هذا التحالف الأول بين قوى كوردية وعربية في سوريا لأسباب لا مجال لذكرها الآن….
المقصود من كلام الأستاذين المثقفين هو التأكيد على الالتزام الكوردي الطوعي والذاتي بالوطن السوري إلى الأبد من خلال احقاق الحق واعطاء كل ذي حقه حتى يشعر الكوردي بأن هذا هو وطنه، وأنا لا أشك مطلقاً بهدف السيدين المحترمين من استخدام هذا المصطلح للتقريب بين المعارضين السوريين، إلاّ أن استخدامه لاينطبق على شروح أي قاموس من قواميس اللغة المعروفة، بدءاً من “لسان العرب” وإلى يومنا هذا، حيث ينتشر العديد من القواميس العصرية التي وردت فيها مصطلحات لم تكن معروفة لدى فطاحل اللغة العربية… كما أن هذا المصطلح لم يرد يوماً في أية وثيقة سياسية – ديبلوماسية دولية أو اقليمية تتعلّق بحق تقرير المصير للشعوب، لا بعد تأسيس عصبة الأمم ولا بعد قيام هيئة الأمم المتحدة، ولا أثناء حكم الشيوعية في جزء كبير من الكرة الأرضية، ولا أدري لماذا لايستخدم هكذا مصطلح في فلسطين أو كوسوفو أو شرق تيمور أو الجبل الأسود، وانما يستخدم لدى الحديث عن الكورد وكوردستان…
قد نقول عن هذا الوطن بأنه “وطن صغير” مثل بعض الأوطان التي تعيش فيها شعوب لايزيد عدد سكانها عن مئات الألوف، أو تم قص أطرافه وحشره في مناطق ضيّقة ومتباعدة كما هو وضع الشعب الفلسطيني حالياً، أو أن نقول بأنه “وطن كبير” يمتد كالحديد في الحرارة ويصبح غداً أكبر كما ورد في نشيد بعثي عروبي ” وطني امتد وصار كبير وبكرا أكبر راح يصير” ، ولكن من سمع يوماً ب” الوطن المؤقت!”، فهل تعتبر البلدان الأوربية بالنسبة للمهاجرين منهم إلى استراليا والولايات المتحدة الأمريكية بأنهم خلّفوا وراءهم ” وطناً مؤقتاً” ليعيشوا ويمتزجزا ب “وطنهم النهائي!”…؟
المقصود من كلام الأستاذين المثقفين هو التأكيد على الالتزام الكوردي الطوعي والذاتي بالوطن السوري إلى الأبد من خلال احقاق الحق واعطاء كل ذي حقه حتى يشعر الكوردي بأن هذا هو وطنه، وأنا لا أشك مطلقاً بهدف السيدين المحترمين من استخدام هذا المصطلح للتقريب بين المعارضين السوريين، إلاّ أن استخدامه لاينطبق على شروح أي قاموس من قواميس اللغة المعروفة، بدءاً من “لسان العرب” وإلى يومنا هذا، حيث ينتشر العديد من القواميس العصرية التي وردت فيها مصطلحات لم تكن معروفة لدى فطاحل اللغة العربية… كما أن هذا المصطلح لم يرد يوماً في أية وثيقة سياسية – ديبلوماسية دولية أو اقليمية تتعلّق بحق تقرير المصير للشعوب، لا بعد تأسيس عصبة الأمم ولا بعد قيام هيئة الأمم المتحدة، ولا أثناء حكم الشيوعية في جزء كبير من الكرة الأرضية، ولا أدري لماذا لايستخدم هكذا مصطلح في فلسطين أو كوسوفو أو شرق تيمور أو الجبل الأسود، وانما يستخدم لدى الحديث عن الكورد وكوردستان…
قد نقول عن هذا الوطن بأنه “وطن صغير” مثل بعض الأوطان التي تعيش فيها شعوب لايزيد عدد سكانها عن مئات الألوف، أو تم قص أطرافه وحشره في مناطق ضيّقة ومتباعدة كما هو وضع الشعب الفلسطيني حالياً، أو أن نقول بأنه “وطن كبير” يمتد كالحديد في الحرارة ويصبح غداً أكبر كما ورد في نشيد بعثي عروبي ” وطني امتد وصار كبير وبكرا أكبر راح يصير” ، ولكن من سمع يوماً ب” الوطن المؤقت!”، فهل تعتبر البلدان الأوربية بالنسبة للمهاجرين منهم إلى استراليا والولايات المتحدة الأمريكية بأنهم خلّفوا وراءهم ” وطناً مؤقتاً” ليعيشوا ويمتزجزا ب “وطنهم النهائي!”…؟
وطن الكورد له إسم جميل يطلقه بعض الكورد على بناتهم لجماله ويقدّمون دماءهم في سبيله ويقدّم زعماؤهم أعناقهم على المقاصل والمشانق رافعي الرؤوس دفاعاً عن هذا الوطن الذي يسمونه ب “كوردستان”، وهو لم يكن يوماً وطناً مؤقتاً، مهما تباعدت المسافة بينه وبين أبنائه وبناته، إذ عندما تسأل الطفل الكوردي في شوارع ستوكهولم أو لندن أو لوس انجلوس أو في أواسط كازاخستان وقيرغيزيا: أين وطنك؟ فإنه يجيبك مباشرة “كوردستان” وفي معظم الأحوال لم يرهذا الطفل في حياته هذا الوطن، ولم يلد هناك…
فلماذا يتم استثناء الكوردي في هذه النقطة من استخدام المصطلحات المعروفة عالمياً ودولياً؟
يمكن القول بأن الوطن الكوردي مجزّأ ومقسّم ومغتصب، ويمكن القول بأن الشعب الكوردي في سوريا لايستطيع اليوم تحرير جزئه الكوردستاني اليوم لأسباب عديدة، سياسية واقتصادية ودولية، ذاتية ومعنوية… ولكن لايعقل أن نعتبر سوريا “وطناً نهائياً” و كوردستان ” وطناً مؤقتاً” لمجرّد أن الظروف الجيوبوليتيكية الحالية لاتساعد على هذا التحرير…وبرامج الحركات السياسية تتلاءم مع الظروف الدولية المتغيّرة…
نعم ، الكورد يمكن لهم العيش مع شركائهم السوريين الآخرين ضمن سوريا تسمح لهم بشراكة عادلة، أي سوريا ديموقراطية اتحادية وحديثة يتمتّع فيها الشعب الكوردي بحقه القومي… كما هو الوضع الحالي لاخوتهم الكورد في العراق، ولكن هذا لايعني أن الكورد تخلّصوا من وطنهم المؤقّت ليمتزجوا ب”وطنهم النهائي”….
فلا أحد يدري ما يخبئه المستقبل لهم ولسوريا… فهاهم اليهود قد شكّلوا اسرائيل بعد أكثر من 70 سنة من اختمار الفكرة في عقول زعمائهم، والكورد لم يتخلّوا يوماً عن فكرة تحرير وتوحيد وطنهم كوردستان، وكانت آخر الثورات المشهورة في كوردستان في القرن الماضي تحت شعار ” الاستقلال” وقد قدّمت قوافل من الشهداء أرواحها في سبيل ذلك، وحتى الثورات التي بدأت تحت شعار ” الحكم الذاتي” أو “خودموختاري” فإنها لم تتخلّ نهائياً عن الفكرة الأصيلة المختمرة في عقل الأمّة الكوردية… وهل يمكن نسيان الشعار الكبير لقائدنا التاريخي الكبير البارزاني الخالد ” كوردستان يان نه مان – كوردستان أو الفناء”؟…
فلا أحد يدري ما يخبئه المستقبل لهم ولسوريا… فهاهم اليهود قد شكّلوا اسرائيل بعد أكثر من 70 سنة من اختمار الفكرة في عقول زعمائهم، والكورد لم يتخلّوا يوماً عن فكرة تحرير وتوحيد وطنهم كوردستان، وكانت آخر الثورات المشهورة في كوردستان في القرن الماضي تحت شعار ” الاستقلال” وقد قدّمت قوافل من الشهداء أرواحها في سبيل ذلك، وحتى الثورات التي بدأت تحت شعار ” الحكم الذاتي” أو “خودموختاري” فإنها لم تتخلّ نهائياً عن الفكرة الأصيلة المختمرة في عقل الأمّة الكوردية… وهل يمكن نسيان الشعار الكبير لقائدنا التاريخي الكبير البارزاني الخالد ” كوردستان يان نه مان – كوردستان أو الفناء”؟…