التقرير الشهري الصادر عن المركز السوري للحُريات الصحفية:

 مقتل ناشطَين إعلامييَن ببرميلٍ متفجر و كمينٍ نصبهُ مجهولون، و «الدولة
الإسلامية» تعدم صحفياً أمريكياً ثانياً خلال شهر سبتمبر/أيلول2014
 

  
وثق المركز السوري
للحُريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، و المعني برصد وتوثيق الانتهاكات بحق الصحفيين والنشطاء
الإعلاميين في سوريا مقتل إعلامييَن سوريين و آخر أمريكي خلال شهر أيلول/سبتمبر2014،
ليرتفع بذلك عدد ضحايا الإعلام الذين وثقت الرابطة مقتلهم منذ آذار/مارس2011 إلى 255
إعلامياً. 
كما وثق المركز إنتهاكات مختلفة أُخرى تحمل مسؤوليتها مناصفةً النظام السوري و الدولة الإسلامية “داعش”، و من بين الحالات التي وثقها المركز إصابة مراسل وكالة “سمارت” برصاصة قناص في حلب و محاولة لإغتيال مراسل تلفزيون الأورينت في إدلب، بالإضافة إلى إقدام الأجهزة الأمنية اللبنانية على احتجاز ناطق بأسم الهيئة العامة للثورة السورية على أراضيها. 
يُذكر المركز السوري للحُريات
الصحفية، و هو إذ يشجب الإنتهاكات بحق الإعلاميين جميع الكتائب و المجموعات
المسلحة التي تجد نفسها في خطٍ مناهض للنظام و داعش، اللذان يرتكبان الفظاعات بحق
الإعلام و الإعلاميين إلى ضرورة احترام حرية العمل الإعلامي والعمل على ضمان سلامة
العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الإنتهاكات. 

أولاُ: مقتل إعلاميين:

1. قيام تنظيم “داعش” بذبح
الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف البالغ من العمر 31 عاماً بتاريخ 2أيلول2014 في
مكانٍ ما في الصحراء، و قد نشر داعش شريط فيديو للعملية على مواقعه موجهاً من
خلالها ما قال بأنها رسالة ثانية الى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأولى التي كان
قد وجهها من خلال قتل الصحفي جيمس فولي في شهر آب الماضي، و قد كرر داعش بأن
العملية جاءت رداً على الهجمات الأمريكية التي استهدفت مواقعه.
الصحفي سوتلوف كان قد اختفى في شهر آب2013 حينما كان يغطي الأحداث في سوريا،
و قد عمل كصحفي مستقل مع عدد من المؤسسات الإعلامية  مثل “تايم” و”فورين بوليسي”
و”كريستيان ساينس مونيتور” “ووورلد أفيرز جورنال”، وغطى
أحداثاً في أرجاء مختلفة من العالم مثل البحرين ومصر وتركيا وليبيا وسوريا.
2. مقتل الناشط الإعلامي محمد القاسم البالغ 24 عاماً من العمر و ذلك بتاريخ 11أيلول2014
في مدينة “معرة النعمان” بريف إدلب بعد أن تم استهداف السيارة التي كان
يستقلها مع قائد كتيبة مقاتلة تابعة لفيلق “الشام” بالرصاص من قبل
مسحلين مجهولين، ما أدى إلى مقتلهما معاً على الفور.
عمل الإعلامي محمد القاسم منذ عام مراسلاً لراديو “رزونة” في إدلب، كذلك
قام بإعداد و كتابة تقارير لعدد من المحطات التلفزيونية و مواقع منها الجزيرة نت وأُخرى
أجنبية، كما عمل خلال الشهرين الأخيرين مراسلاً ميدانياً لمركز “أخبار سوريا”
في محافظة إدلب بأسم حركي هو “خالد المحمد”.
3. مقتل الصحفي
عبد الله حماد، 28 عاماً بتاريخ 15أيلول2014
خلال قصف طيران النظام مدينة “تلبيسة” بريف حمص بالبراميل المتفجرة،
حيثُ ظهر عبدالله مضرجاً بدمائه بعد القصف.
حماد هو أحد مؤسسي “رابطة إعلاميي الثورة في حمص”، و قد عمل بشكل خاص
على توثيق حصار أحياء حمص القديمة خلال فترة وجوده فيها قبل أن يغادر المدينة مع
مسلحي المعارضة إلى الريف الحمصي بعد توقيع هدنة بين القوات النظامية
والمعارضة، بعد ذلك تابع عمله الإعلامي على جبهات “تلبيسة وأم شرشوح” وغيرها
في ريف حمص الشمالي. 

ثانياً: انتهاكات أخرى:

1. إصابة الناشط الإعلامي و مراسل
وكالة “سمارت” كرم المصري 24 عاماً بجروح بتاريخ 2أيلول2014 في حي صلاح
الدين بحلب، و قد أصيب كرم برصاص قناص تابع للنظام السوري خلال قيامه بإعداد تقرير
عن أحد المقاتلين في جبهة صلاح الدين ما أدى إلى إصابة ساقه اليسرى ليتم نقله
بعدها إلى أحد المشافي الميدانية حيث تلقى العلاج وتم إخراجه بعد أربع ساعات.
2. إعتقال عناصر عسكرية من مُديرية المخابرات في
الجيش اللبناني للناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أحمد القصير و ذلك في
وقتٍ متأخر من ليلة 18أيلول2014 من وسط عائلته في منزلها بمنطقة “بنت جبيل” في
لبنان، حيث قاموا بإستعمال الشدة معهُ و ضربه و تعذيبه أثناء التوقيف، و قاموا
كذلك بمصادرة حاسوبه و هاتفه.
الإعلامي القصير يتواجد على الأراضي اللبنانية منذُ بعض الوقت لوجود خطر على حياته
في سوريا بعد ملاحقته من قبل النظام السوري بسبب نشاطه الإعلامي، و قد تم تجاوز
المدة القانونية للتوقيف المنصوص عليها في القانون اللبناني حسبما ذكر محاميه، كما
لم يجري تعيين طبيب مدني شرعي للكشف عليه و علاجه من آثار الإعتداء عليه حسب طلب
المحامي.
3. قيام “داعش” بإرغام
الصحفي البريطاني المحتجز لديه “جون كانتلي” على الظهور في شريط فيديو مرتدياً ملابساً برتقالية
اللون جالساً خلف طاولة في غرفة اتشحت بالسواد بتاريخ
18أيلول2014 و هو يقرأ رسالة تحت عنوان “استمعوا إلى رسائل الرهينة البريطاني
جون كانتلي”.
جون كانتلي الذي كان يعمل لبعض الصحف والمجلات في بريطانيا من ضمنها
“صنداي تايمز، الصن وصنداي تلغراف” كان قد
اختفى في سوريا في تشرين الثاني2012 في ظروفٍ غامضة، ليعود ويظهر ضمن شريط الفيديو
المثشار إليه.
4. محاولة إغتيال مراسل قناة “الأورينت” زكي الأدلبي من خلال زرع عبوة
ناسفة في سيارته ظهر يوم 29أيلول2014 في مدينة بنش بريف إدلب، و قد أصيب الإدلبي
بجروح عديدة منها واحد في العمود الفقري و تم نقلهُ إلى مشفى ميداني للعلاج.
الإعلامي زكي الإدلبي من خريجي كلية الإعلام و من أقدم مراسلي تلفزيون الأورينت في
إدلب، حيثُ كان يعمل منذ ثلاث سنوات بإسم مستعار في البداية إلى أن بدأ يقدم
تقاريره بأسمه، و قد نجا من عدة محاولات إغتيال.
5. إحتجاز “داعش” لأربعة من العاملين في “مركز القورية
الإعلامي” في ريف ديرالزور لعدة ساعات بتاريخ 14أيلول2014 بداعي وجود دلائل
على قيامهم بالتلفظ بكلام مسئ للتنظيم و عناصره، و بعد التحقيق معهم جرى إطلاق
سراح ثلاثة منهم بعد التعهد بعدم تكرار نشر أية مادة “إعلامية مسيئة”
إلا بعد توفر “دليل قاطع” أما الإعلامي الرابع فقد وجهت لهُ تهمة “الكفر”،
لكن جرى إطلاق سراحهُ بعد يومين.
و قد أصدر مركز “القورية” بياناً على صفحته على “الفيسبوك”
أعلن فيه توقفه عن العمل. 

المركز
السوري للحُريات الصحفية
رابطة الصحفيين السوريين


دمشق 30.09.2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…