البيان الختامي للاجتماع الموسع لمنظمة RONAK

تحت شعار
(تأصيل كينونة الكردي السوري: روناك مشروع أمل) عقدت منظمة RONAK اجتماعها الموسع في مدينة قامشلو، يومي 25 – 26 /
9 /2014 ، بحضور أعضاء مجلس المنظمة، والمكتب التنفيذي، والهيئة الاستشارية
للمنظمة، ومندوبين منتخبين عن إدارات جميع المدن الكردية وعن العاصمة دمشق، بدأ
الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكورد والوطن والعالم، وعزف النشيد
الوطني الكردي (أي رقيب)، ثم افتتح رئيس مجلس المنظمة الجلسة الأولى بكلمة موجزة
تناول فيها الأحداث الراهنة في المنطقة، والعدوان السافر الذي تتعرض له مناطقنا
الكردية، ومنطقة كوباني خصوصاً، من قبل القوى الظلامية، وما ينتج عنه من قتل
وتهجير ونزوح، وانتهاك للأعراض والممتلكات، ثمّ عرض النشاطات التي قامت بها
المنظمة منذ تأسيسها، بناءً على رؤية المنظمة التي جوهرها انبعاث كينونة الشخصية
الكردية وتأصيلها، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها المشروعة،
وذلك
بالتمركز حول الشعب، وتمكين القوة الذاتية وتنشيط عواملها، ورفد هذا المنحى الذاتي
بالبعد الاستراتيجي للعلاقة الكردستانية، وعلاقات التعاون المتبادل مع معظم القوى
الديمقراطية في البلاد والعالم، انطلاقاً من كون RONAK منظمة مؤسساتية متنها الحقوق القومية الكردية،
ومبناها المبادئ الإنسانية، فهي حصيلة الاشتغال على الخصوصية الكردية في بعدها
الوطني، و إطارها الإنساني، وذلك يستوجب تعاملا جديدا مع الحالة السياسية والفكرية
بالعبور من البنى الحزبية التقليدية إلى البنى المؤسساتية التخصصية التي تعطي
الأهمية القصوى للعمل الوظيفي بعيداً عن المناصب والمفاهيم الفئوية والإيديولوجية
المنغلقة، هذا الفهم الجديد يعدُّ إسهاماً في رسم ملامح المرحلة التاريخية الراهنة
بمحمولها الثوري الداعي للتغيير والانفتاح والتشاركية، بعيداً عن التطرف والإقصاء،
والمراهنة على الانغلاق والتعصب، من هنا تتجه منظمة RONAK نحو التواصل والحوار مع جميع المكونات في
المجتمع، لتسهم في تعزيز فكرة الشراكة، وبناء علاقات صحيحة تقوم على الثقة وقبول
الآخر، و العمل على إقامة دولة المؤسسات، وإرساء نظام حكم ديمقراطي لامركزي يعتمد
مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، ويضمن الحقوق القومية للكورد. 
وترى
منظمة
RONAK في انعدام
التجربة المؤسساتية الديمقراطية، في الحركة الكردية، والاستئثار بجميع مفاصل
الحياة وإدارتها وفق رؤية أحادية القطب، وانتفاء الرؤية الفكرية الناظمة لأي عمل
سياسي، والممارسات الملتبسة، وتباين الأهداف، يجعل من الانضمام إلى أي من هذه
المحاور مغامرة غير مأمونة العواقب، إلا إذا تمّ صياغة مشروع قومي ووطني واضح
المعالم، مما يستلزم من قطبي الحركة الكردية في سوريا توفير سنن جديدة وآليات عمل
وقواعد ناظمة؛ لتمهّد لإمكانية توحيد قدرات وطاقات الحركة الكردية، وتطويعها في
خدمة تحقيق الأهداف القومية والوطنية، ولا يمكن الاكتفاء بالمنظور التقليدي القومي
البحت للوصول إلى الأهداف المرجوة، بل لا بد من مراعاة ظروف السياق التاريخي
الراهن للأحداث بما تحكمه من التزامات وطنية وكردستانية وإقليمية وعالمية، ولذلك
لا يجدي الحياد الصامت أو السلبي، إذ لا يمكن المراهنة على النأي بالنفس لأن
الأطراف جميعها تتحمل مسؤولية تردي الوضع الكردي، وما تتعرض له منطقتنا من خطط
منهجية للتهجير والتغيير الديموغرافي.
وإذا
كانت منظمة
RONAK ترسم هدفها
الاستراتيجي في الوصول إلى دولة كردستان المستقلة، فإن هذا الهدف الاستراتيجي
يستدعي خطوات مرحلية طويلة الأجل، وكي لا نقع في فخ الأوهام، فإننا نأخذ الظروف
التاريخية جميعها بعين الاعتبار، ومنها الانبعاث الحضاري للشعب الكردي ورفع سوية
الوعي أولاً، وبناء مجتمع منفتح يبتعد عن الدوران حول الذات، وخلق أرضية فكرية
وسياسية وثقافية واقتصادية متناغمة مع الفيض الشعوري والعاطفي القومي، وتأمين كل
أسباب القوة، لذلك ترى منظمة
RONAK أن الحقوق
القومية الكردية يمكن تحقيقها على مراحل بدءاً من الحكم الذاتي وصولاً إلى حق
تقرير المصير، هذا النمط محكوم بوجود مؤسسات دولة للتفاوض ونيل الشرعية، وأن تكون
هذه الدولة ديمقراطية تؤمن بالتعددية وتعبر عن إرادة الشعب، فإن وجود مؤسسات
الدولة المدنية الديمقراطية المتحررة من هيمنة الاستبداد ونظرية القطب الواحد،
تعدّ مرتكزاً لاستعادة الحقوق المسلوبة، بيد أن غياب القرار السوري المستقل بسبب
استباحة الوطن من قبل دول إقليمية وعالمية، ومن قبل منظمات وأحزاب خارجية، لها
أجنداتها التي تتناقض والمصلحة الوطنية والقومية، وفي ظل غياب مشروع الحل السياسي
الوطني، كل ذلك سيؤدي إلى التقسيم والفوضى وانهيار الدولة، وانكفاء كل مكوّن على
ذاته، وفي هذه الحالة فإن الكرد مدعوون إلى تأسيس كيانهم الجغرافي والحفاظ على
وجودهم – خاصة وأن سياسة التغيير الديموغرافي للمنطقة، والإخلال بالثوابت
السوسيولوجية للوجود الكردي، باتت متسارعة الخُطا – ومستلزمات عمل من هذا القبيل
تستدعي جمع الإمكانات الذاتية إلى الدعم الاستراتيجي الكردستاني، والتعاون مع
القوى والفعاليات الوطنية الديمقراطية من المكونات الأخرى، ويستدعي أيضا نضجاً
ووعياً قومياً وسياسياً يستدرك الخلافات، ويؤسس لقوة كردية مؤسساتية موحدة.
إن
منظمة
RONAK تراهن على
الإرادة الصادقة لأبناء الشعب الكردي المخلصين، لحماية الهُويّة والخصوصية
الكردية، أولاً، والسعي لتقرير المصير حقاً شرعياً، ثانياً. ويتطلب ذلك تجاوز حالة
الانشقاق والضعف، عبر العمل الميداني، وبذل الجهد لتشكيل نظام مؤسساتي جديد يجمع
الشعب الكردي في بوتقة واحدة، من هنا فإن منظمة RONAK ترفض المواجهة و التناحر الداخلي، وتفتح باب
التعاون والاتحاد مع جميع الفعاليات في سبيل الوصول للهدف الأسمى تحت سقف المصلحة
القومية العليا. 
واختتم
الاجتماع بانتخاب أعضاء جدد في مجلس المنظمة لتمثيل الفروع المستحدثة للمنظمة على
مستوى المدن الكردية، والعاصمة دمشق.
الخلود
لشهداء ثورة الحرية وشهداء كردستان والعالم.
قامشلو
26 / 9 / 2014
المكتب
التنفيذي لمنظمة RONAK 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…