ما بعد داعش

إبراهيم اليوسف 

  
لاشك في أن ما قامت به أمريكا، على صعيد توجيه الضربات الجوية  في إقليم كردستان، إلى متلازمة المركب الداعشي
الأكثر خطورة في الألفية الثالثة، يمثل خطوة متقدمة، ولو جزئياً، بالنسبة إلى سلوكها،
كدولة كبرى في العالم، تجد نفسها معنية بما يدور في كل بلد، وكل مدينة، وفي كل
غرفة نوم، إذا ما قارنا ذلك بصورة أمريكا التي انهارت إلى الحضيض في  سوريا، بعيد إعلاناتها الرخيصة، بدءاً من فضيحة
خطوط رئيسها الحمراء، ومروراً بإدعاءاته التحرك إثر مجازر الكيمياء في الغوطتين،
والتعري أمام الملأ، ليكون موضع أهزوءة، من قبل المراقبين، ما جعل بعضهم
يراه”أسوأ رئيس دخل البيت الأبيض” حتى الآن. 
مؤكد، أن أمريكا، بإقرارها، بمبدأ تنفيذ الضربات الجوية، ضد داعش، بعيد
المحطة السنجارية/الشنكالية، وإعلان أبي بكر البغدادي، التبجحي، عندما وجه مرتزقته
إلى عاصمة إقليم كردستان/هولير بأنه سيصلي خطبة جمعة الأسبوع المقبل في أحد
جوامعها، حاولت أن تستعيد جزءاً من هيبتها المفقودة، بل سمعتها التي تمرغت في
المستنقع، بعد أن مارست لعبة “استدامة الحرب في سوريا”، ما جعل العالم
كله يعرف، أن هناك دولاً كبرى عديدة، لها اليد الطولى في ما يتم، ولعل أمريكا، على
رأس هذه القائمة، كما روسيا، وإن تناقضتا في طريقة استخدام “الفيتو” في
ما يخص مصير النظام، فوق طاولة مجلس الأمن، حيث موقفها من جهة، وموقف روسيا
والصين، هما في الأصل: وجهان لموقف واحد..، لأن النظام السوري الذي أرعبته الثورة
منذ منتصف آذار2011، ما كان ليمارس مجزرته المفتوحة، على امتداد أكثر من أربعين
شهراً، لولا أنه منح الضوء الأخضر، الذي تم الاشتغال عليه، إقليمياً، ودولياً، ما يجعل  دولاً كثيرة، شريكة، في دماء السوريين، سواء
أكانت وقفتها إلى جانب النظام، مباشرة، أم غير مباشرة، بل سواء أعلنت شجبها
للنظام، عبر طرح مهزلة “الخطوط الحمراء”، أو وعيد توجيه الضربات لرأس
النظام، عقب مجزرة كيماوي “الغوطتين”. 
ولا تتوقف مسؤولية أمريكا، عند هذا الحد، في غض النظر، أو التواطؤ، أو الصمت،
تجاه ما يجري في سوريا، وهو استهداف لمكانتها، كدولة”عملاقة”، بل
تتعداها إلى تحملها مسؤولية ولادة حالة مسوخ التكفيريين، إما عبر ارتباط حبل
مشيمتهم بالرحم الأمريكي، أو عبر توفير أجواء انتعاشهم، في مستنقع الدماء،
والدمار، وبعيداً عن منطق التكهن، فإن أمريكا-الآن-في موقع المرافعة عن ذاتها،
لاسيما من خلال أمرين، هما: اعتبارها القوة العظمى المسؤولة عن الأسرة الدولية،
وثانيهما:ثبوت الأدلة، في محكمة الواقع، عن تورطها، في استيلاد التكفيريين،
جميعاً، بمن فيهم داعش، ضمن مشروعها، في مواجهة الإرهاب، دون أن يرمش لها جفن، وهي
تغرق منصة الاختبار السوري، بكل هذا الدم، وهو يأتي تنفيذاً لإعلان افتراضي
استباقي، من لدن النظام السوري، حول خطر التكفيريين المحدق، عندما فعل ذلك -بثقة-
باعتباره أحد مولدات هذا الإرهاب، حيث نحن -هنا- أمام ملف، من وقائع، ظهرت على نحو
أوضح، منذ سقوط بغداد 2003، وتدريب قطعان الإرهابيين في عدد من المدن السورية، ضمن
إطار حرب النظام الاستباقية، دفاعاً عن كرسيه، وحتى تفاصيل التعايش مع داعش، رقيَّاً،
عبر المساومة على كل شيء، من أجل نجاته، عبر سياسة خلط الأوراق التي لايزال يعول
عليها. 
لا حاجة، للتحدث عن السيرة الذاتية، لداعش، في مثل هذا المقام، وكيفية
تناميه البنيوي، السرطاني، بحق، و لاعن شرايين تغذيته، ودواعي تأسيسه، ودعمه، من
قبل جهات متعددة، متضادة، متلاغية، وإن كنا، في هذا الحال، أمام  طفرة إرهابية، لها خصوصيتها، في مدى مقدرتها الكيميائية
والفيزيائية، على الاستفادة من المتناقضات، جميعها، وهو ما ظهر من خلال ارتباك النظام
الإيراني، أمام محطات أدائه، في ما بعد مجريات الموصل، حيث كانت أمريكا أول من
استشعرت ذلك، عندما خرج عن بعض خططها، وتعهداتها، كما يظهر، وإن كنا نجد بعض الدول
-كما تركيا- في موقع  جد حرج، أمام إعلان
مكافحته، دولياً، حيث يتم التعاطي، من قبل كل منها، على نحو مختلف،  مع إعلان “الحرب على داعش” ولعل تحفظ  تركيا في المؤتمر الجِّدِّي في أيلول الجاري2014،
 يكشف النقاب عن أمور أخرى، خارج حتى
الرؤية الأخوانية من التحالف الدولي ضد داعش، وهي تتحمل جزءاً مباشراً، من
المسؤولية، على اعتبار أن الثلاثين ألف أجنبي داعشي، أو يزيد، قد دخل أكثرهم إلى
سوريا، عبر الحدود التركية، ولما يزل التدفق مستمراً، على قدم وساق صوب منصة الدم
السوري، رغم أن ملف تغذية “الإرهابيين” كما ملف دعم “النظام”
لابد من أن يفتحا، على نحو أشمل، وأدق، في أوانه، مادام أن كل مفرداتهما، مدون،
وأن كل مدان، لابد أن تظهر أوراقه، على حقيقتها، مادام أن السوري، لاشيء يخفى عليه
البتة، ويعرف، من صديقه، ومن عدوه، في مختبر تجاربه الجلية..! 
وما دمنا، في إطار الحديث عن مولدات، ومرضعات، داعش، وحواضنه التي ظهرت، في
مابعد، فإن معرفة بديهية أن الغرب-من خلال بعض أطرافه- ضالع في هذه الصناعة،
الشوهاء، مصدرة الشرور، لا يحتاج  إلا إلى
إدراك أن مجرد صمت كبريات هذا الدول، وغضها النظر عما دار في سوريا، على امتداد
اثنين وأربعين شهراً، بما يخالف تقاليد، وواجبات الأسرة الدولية، بل و القانون
الدولي، يعني شراكته، في هذه الجريمة التي لن تغتفر، ولو عبر إقدامه  على القضاء على داعش نفسه، ألف مرة، على
التوالي. 
وبعيداً عن التشكيك في طبيعة الضربات الجوية التي لا يمكن الاستهانة بها،
فهي عامل مهم، في الحسم، وهي  المنجز
العسكري اليتيم من  صلب النظرية
الأوبامية”، في سياساته، التي بلغ الإرهاب فيها أوجه” وإن كان يعتد بحدث
يتيم هو عملية مقتل ابن لادن كأضحية انتخابية شخصية ” حيث بات “الإرهاب”
يتحول من مشروع “العصابة” إلى مشروع “الدولة”، و يخرج من
“المخابىء والكهوف” إلى”الثكنات والساحات” المكشوفة، بل إن ما
ينسف مصداقية نواياه، في الحرب على داعش، هو الجدولة الزمنية، بما يضاعف عمر ظهوره
على المسرح السوري، حيث أن من شأن عامل الزمن أن يفقس بيوض وفيروسات وخلايا داعش،
ويفاقمها، كي تكون جغرافيا المقبرة المختارة للإرهاب مفتوحة على الدم، والخراب،
والتوتر، لاسيما أن صورة ما كان يجري في العراق، ماثلة، أمام الأعين. 
وهنا، فإنه لابد من التوكيد، أن داعش رغم اعتباره، كما تمت الإشارة، أعلاه،
محض فيروس وبائي إيبولي، عابر، وقتي، وليس عابراً للزمن،  أو للجغرافيا، كما يتم تصويره، وكل تصاويره
الاستباقية، أو المرافقة، من ضمن مشروع استيلاده، أصلاً، بيد أنه مولد فيروسات، في
الوقت ذاته، ما يجعل المكان السوري، مساحة ثأرات، متوالية، حتى بعد مرور السنوات
الثلاثة المزعومة لتقويضه شبه الكلي، ممكنة، التكثيف إلى ثلاثة أشهر، أو ستة أشهر،
على أبعد احتمال، حيث أن “الإرهاب” لامستقبل له، أينما كان، بيد أن
الجدولة الأمريكية، أو التحالفية، الدولية، بعد خطوات تهيئة مناخات ولادة الإرهاب،
في هذه الجغرافيا، جاءت موازية لإغراق سوريا، في المزيد من بحار الدم، مايدل على
أن القضاء على داعش، يقرن، بالإجهاز، على الاستقرار، في سوريا، خلافاً لكل
التوقعات، بل أن هؤلاء الذين تحولوا إلى حواضن لداعش، وتنقلوا، من حالة إلى حالة،
ناصرياً، وبعثياً، وعبر ممرات متعددة، منها النصرة، وداعش، وهلمجرا، فإنهم، لو ظهر
بديل عن داعش، بمسمى، واسم، آخرين، وبضروع مالية، أو معنوية، مدرارة، لكانوا معه،
أيضاً، وهذه الزئبقية، الانقلابية، حتى على الذات، من نتاج تربية النظام
الاستبدادي، على مدى عقود متواصلة. 
ومن اللافت، أن بند قطع الدعم عن داعش، يحمل في عمقه معنى مناقضاً، وهو أن
بعض الداعين إليه، يقرون -ضمنياً- بقيامهم، بهذه المهمة، لاعتبارات تتعلق ب “مصير
سوريا”، ومحاولة التدخل في تشكيل تركيبة النظام المقبل، و “خريطة
البلاد” والتدخل في كيفية علاقاتها المستقبلية، مع المحيطين العربي،
والإقليمي، بل والدولي، بما في ذلك ملف: إسرائيل، وهو ما يجعل من سؤال دعم
الإرهاب-عامة- وداعش-خاصة- مفتوحاً، بل يتطلب التركيز عليه، من قبل النخب،
والمؤسسات المستقلة، لكشف أوراق هؤلاء جميعاً، لأن أية محاولة لترويج مقولة، أن
داعش أصبح أغنى تنظيم إرهابي، نتيجة 
المردود النفطي، الذي ربطه بأسواق مفتوحة، عبر تركيا على نحو خاص، هي
محاولة لتبرئة ذمم من دعموا داعش، من وراء الكواليس، على نحو سري، لأغراض، ودوافع
خاصة، بكل طرف، ما جعل السؤال عن ضرورة معرفة داعمي هذا التنظيم، الأكثر أهمية، في
إطار الحرب عليه، بل أن الأهم في الأمر، أن تدفق الأسلحة، والأموال، قبل وصول
داعش، إلى وضع يده على منابع النفط، والإتجاربه، إقليمياً، ودولياً، هو المطلوب
معرفته..؟! 
ما بعد داعش: 
لاشك، أن داعش، عبارة، عن مشروع قتل ودمار مؤقت، وأن الدراسات العميقة التي
تناولته، منذ أن أصبح ضمن مساحة الرؤية، دون تلسكوبات، بعيد مرور أكثر من عام، على
الثورة السورية،  قدم مفاتيح، ومقاربات
مهمة، لفهم طبيعته، دون القفز من فوق حقيقة  أولوية إمكان تنفيذه للمهمات الموكلة إليه، وسط
توافر أدوات تشكله، البنيوي، كقوة، لافتة، ذات حضور دموي، تم الإعداد له، في مراكز
ومؤسسات كبرى، عبر تدريب كوادره، والترويج لهم، واكتساب المتطوعين إلى صفوفه،
وتوفير الغطاء المالي واللوجستي له، إلى أن أصبح واقعاً، بل ما فوق الواقع –وهو في
حدود افتراضيته..!- لاسيما أن مأجوريه باتوا يوجهون الأنظار إلى حالة تراجيدية
دموية قصوى، بالتوازي مع المأساة السورية الكبرى التي يصنعها، النظام، وأدواته،
ومحركوهم من ذوي الأصابع الإقليمية، والدولية. 
ثمة مرحلة انتقالية، أشد خطورة، ستمر بها سوريا، بعد هزيمة داعش العيانية،
وسقوط مشروع الدولة الواقعية،  منذ أن
انتقل التصنيف السوري،من حالة، ثنائية، معارض، أو موال” إلى حالة ثنائية”:معتدل
أم راديكالي؟، بل إلى حالة نائية” داعشي” أم” أنتي داعشي”؟، حيث
تم تشويه  بعض الأوساط الاجتماعية الريفية،
البسيطة، داخل البلاد، لأن حضور هؤلاء خارج البلاد، وفي صفوف النازحين،
والمهاجرين، يصل الصفر، رغم استخدام المال الهائل، لشراء الذمم، عبر محاولة
استغلال عنصر الحاجة لدى بعضهم، لاسيما إذا أقررنا بالواقع المزري لأوساط هائلة،
من أهلنا السوريين، في ظل فهم شعار”الجوع كافر” و”المخيم
كافر”، و” الحاجة كافرة”وإن كان إباء السوري واضحاً، رغم كل ما يتعرض
له، حيث أنه “يموت” ولايرضع من “ثدي المذلة” وقد انطلقت
ثورته، من هذا الرفض القاطع لمصالحة الإذلال. 
ومن بين مفردات المرحلة المقبلة: استمرار بقايا فلول الإرهابيين، بمواصلة،
ثأراتهم “التفجيرية”، واستمرار الاغتيالات الفردية، والجماعية، ودخول
عدد ممن تنكبوا بأهليهم، هنا وهناك، على الخط، عبر الشروع بعمليات انتقام، من
شأنها نسف استراتيجية إلى الاستقرار، إلى حين.  إذ سيجري كل ذلك، ضمن حالة فقدان الثقة، بمن
تدعشوا، لاسيما من كانوا أدوات تنفيذ جرائمه، من الحاضنة الاجتماعية له، وذلك، في
موازاة مما جرى-بشكل مماثل- في فضاء الثورة، بعد أن تمت عسكرتها التي طالما تم
التحذير منها. 
لقد أوصل النظام السوري البلاد، إلى قاع الهاوية، وهو لما يزل في خدر أوهامه،
باستمراريته، بل إن هذا النظام الذي طالما رفع شعار” رفض التدخل
الخارجي” استعان بأشكال مباشرة، وغير مباشرة، من هذا التدخل، في إطار
استدامة، عمر الحرب التي أشعلها، في سوريا، مادام أنه يكفل استدامة عمر كرسيه، بل
أن الكائنات الشريرة التي ارتبطت به، في المسرح العراقي، تحت تسميات متعددة، كانت
أكثرمن خدمته، وإن كانت ستنقلب عليه، وهي تستبصر مشروعها الخاص، بعد سلسلة مشروعات
أخرى، جرى لأصحابها، أنهم أيضاً، استشعروا بانقلاب الحالة الأشد خطورة من بينها -داعش-
على مخططاتها، إلى درجة استهدافها، وهوما دعا إلى قرع جرس الإنذار-عالمياً – بعد أن
تم استهداف عروشها، ما أعاد المنطقة-مرة أخرى- تحت قبضة التدخل الخارجي، المباشر،
في صيغة “النظام العالمي الجديد”، كحالة، محلوم بها، في المخيال السوري
العام-في ظل ما يجري- لتثبيت أواصرالاستقرار، رغم الأكلاف الباهظة لهذا التدخل. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…