بيان صادر عن المركز السوري للحريات الصحفية حول إعدام داعش للصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف

تلقى المركز السوري للحُريات الصحفية في رابطة الصحفيين
السوريين ببالغ الصدمة و الحزن نبأ قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام
“داعش” بقتل الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف، الجريمة التي جاءت تتويجاً لسلسلة
من جرائم هذا التنظيم المتطرف بحق الإعلاميين الأحرار في سوريا، و قد كانت إحداها
قيامهُ في بداية كانون الثاني/يناير الماضي بقتل أربع نشطاء إعلاميين سوريين دفعة
واحدة هم قتيبة أبو يونس، أمين
ابو محمد، سلطان الشامي و محمد قرانية وذلك خلال مجزرة جماعية مروعة إرتكبها بحق
خمسين مدنياً في مقره بمشفى العيون التخصصي بحي قاضي عسكر في حلب، إضافةً الى
جرائم ذبح لإعلاميين سوريين، و قد طالت يده أيضاً الصحفي الأمريكي جيمس فولي قبل
اسبوعين بالأسلوب الهمجي ذاتهُ.
إن تبرير التنظيم المتطرف لجريمته الجديدة ضد الصحفي
سوتلوف و إعتبارها رداً على قيام إدارة الرئيس الأمريكي أوباما بقصف مقراته، و إستعمال دماء
ستيفن البريئة في كتابة “رسالة ثانية إلى أمريكا”، كما جاء في عنوان
الفيديو الذي بثته “داعش” لعملية الذبح يفتقر الى المنطق، فستيفن هو مثل
من سبقه من الصحفيين الذين سلبهم التنظيم حياتهم شخصٌ مدني مستقل، و هو حاصل على
دبلوم الصحافة من جامعة فلوريدا، و صحفي متعاون مع عدة مجلات امريكية منها
“تايم، كريستيان ساينس مونيتور، نشرة فوريجن بوليسي و صحيفة وورد أفيرز”،
و كان قد أُختطف في شمالي سوريا صيف عام 2013، و كانت والدته قد وجهت والدته
إلتماساً الى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ترجوه فيه أن يعفو عن ولدها. 
 
يذكر المركز السوري للحريات الصحفية بهذه المناسبة
الأليمة بالظروف الغامضة التي اختفى فيها ستيفن سوتولوف و من قبله جيمس فولي،
و الذي رجحت عائلته و مؤسسة “غلوبال بوست” الإخبارية وقتها، و بعد
تحقيقات أجرتها لمدة خمسة أشهر إحتجازه في أحد المراكز التابعة للنظام السوري قرب
العاصمة دمشق بعد اختطافه من قبل
مسلحين موالين لهُ فور عبوره الحدود التركية بسيارة الى داخل سوريا.

يتوجه
المركز السوري للحُريات الصحفية بهذه المناسبة الأليمة بالتعازي الحارة الى السيدة
شيرلي سوتولوف والدة الصحفي جيمس سوتولوف و عائلته و أصدقائه. 

  المركز
السوري للحُريات الصحفية
رابطة الصحفيين السوريين
دمشق، في 03.09.2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…