المرتكزة على الحياة الغريزية اللاواعية إذا جاز التعبير ثم تتالت المراحل حتى وصلنا إلى العصر الحديث عصر (الأنا) والتعقل أنا أفكر إذاً أنا موجود .
وليس فقط الأنا الفردية فحسب بل الجماعية والهوية القومية.
قبل ذلك لم يكن قد أخذ الفكر القومي أفاقها ربما في اليونان القديم أنحاز بعد الفلاسفة نحو اليونانيين معتبرين الأثينين أسياد وما تبقى هم عبيد , ولم يصنف أفلاطون في طبقاته طبقة العبيد بل أعتبرهم أدواة ناطقة.
وبأختصارلم يكن في المرحلة القد يمه والوسيطة منهج قائم على سياسة طمس, وتجاهل, وإقصاء الهوية القومية للأخر, والتصاعد على حساب الأخر بالشكل الدقيق والمؤدلج.
إن الأجندات والإيديولوجيات قد ظهرت وأطفت إلى السطح في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأصبح الكل يحارب الكل أي تجلت النزعة القومية المنطلقة من اللغة والتاريخ والجغرافية ووضعت الأسياج بين المكونات الاجتماعية وربما كان السياج فاصلاً أحياناً حتى بين العقول الد وغمائية المنطوية ذلك أدى بهم أن يسعو بأن يجعلوا من أنفسهم (سو برمانات) كأمثال النازي هتلر وما شابه ذلك من عقول عرقية قومجية متناسية إنسانية الإنسان , والطموح الإنساني بالتساوي , والواجب الكانطي الذي يقول إذا كان إنقاذ البشرية متوقفة على قتل طفل بريء فهو جريمة أي الواجب يجب أن يكون منزهاً عن الغاية عموماً كل هذا قد مضى أصبح ماضياً والماضي قد مضى وأنقضى.
لكن المؤسف هو أن نجد في وقتنا الراهن في هذا العصر مثقفين ومفكرين شوفينين قوميين متعصبين إلى درجة إقصاء الأخر بالقول وإن أستطاعو بالفعل أيضاً.
في هذا العصر الذي دار ويدور الحديث فيه حول الذاتية حول العودة إلى الطبيعة البشرية بصيغة عصرية أي إلى البراءة الإنسانية , الإنسان هذا المركب المتساوي بالطموح والمشاعر.
حقاً لمن المؤسف والمخجل أن نشاهد أستاذ جامعي يسعى بكل الوسائل أن يكون قومياً متعصباً واصفاً الأثنيات والقوميات والأقليات الأخرى بقوله (كم زعران يريدون الحقوق) والكثير من الكلمات الغيرلائقه به قال ذلك على شاشة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس الذي كان ضيف البرنامج بتاريخ 27/2/2007/ متحججاً بأن هناك أمة فرنسية وأمة بريطانية وو..
فلماذا لاتكون لنا أمة.
فلتكن لكل قومية أمة ولكل شخص أمة وللعالم برمته أمة لنقل الأمة العالمية لتتمتع ضمنها كل فرد بالخصوصية الفردية , والجماعية , والقومية على أساس التسامح والمساواة لا على أساس الرفض والأنانية القومية .
لقد ذ كرت أنفاً بأن الفكر الراهن يدور حول الذاتية إي الإرادة الفردية وهذا يدل على أن الحرية يجب أن تكون عنصراً فاعلاً.
لكن الحرية التي يجب أن تنتهي عندما تبدأ حرية الأخر أي أن لاتحد من حرية الأخر الحرية التي يجب أن تكون شرط ذاته لا شروط مفروضة عليها لكي تبقى حية.
ما يهمنا من كل ما تقدم هو أن يسعى كل مثقف وكل مفكر بأن يعالج المشاكل الراهنة بعقلية راهنة ومعاصره وليس بالعقلية القروسطية فالحياة والكون كله غير ثابت بل متغير فلتتغير الروىء وتتسع الأفاق بتغيير الزمان لأن الثبات أمام التغيير هو موت فلذلك نلاحظ حتى رجال الدين ينظرون إلى قابلية التغيير والتأويل في العد يد من المواضيع.
وإلا فإن الواقع لن يتسع وسيبقى ضيقاً أمام التفكير الضيق.