الكُرد في «تُمّ» المدفع، و«حلفاؤهم ؟!» وراء المدفع

 ابراهيم محمود

الفاتح عينيه على وسعهما، بالنسبة للعمليات الحربية الجارية بين قوات البيشمركة في إقليم كردستان، وقطعان داعش، وهي تتوغل بها ووراءها عميقاً في ” الأراضي المتنازع عليها أبعد أبعد عراقياً ” ، لا يظهر أمامه في مرآة المستجد سوى المزيد المزيد من انخراط حكومة الإقليم الاضطراري في معركة ليست تقليدية طبعاً، مع الدواعش وحلفائها المفترَضين والمعلومين، من خلال بيشمركتها وأسايشها ورجالات أمنها إلى جانب نسبة من احتياطييها وكل مواطنيها، معركة لا يُسمَع عبرها سوى أصداء لغة واحدة، هي لغة الكردي في الغالب، كون قطعان داعش يتقدمها إرهابها، مثلما يترجم إرهابها آثارها، ولا تميل إلى الكلام، كون المأثور عنها هو ما يُرى عبر الموجَّه من صور رعبة فعلية ومركَّبة عن إرهابها ” المجيد ؟ ” .
الفاتح عينيه على وسعهما، بالنسبة للمستجد على ” الأرض ” العراقية ” لا يجانبه صواب التحديد في المشهد الحربي: العسكري الفعلي، إن أعدَم وجود عراقيين ” ناطقين ” بلغة ضاد، على أرض واسعة، وعرة، متصدعة، مختلفة في تضاريسها مستسلمة للهيب شمس له شهرته في تسخين المساحات الواسعة في الجوار الموصلي والممتد في جهاتها، أو أفصح بالحرف الواحد: ليس من عراقي بمحارب، إلا إذا استثنينا جل الأفّاقين الزُّعران الملتحين المشكّلين قطعان داعش  هي ذاتها من ” نطاف ” عراقية وأرحام عراقية ليس إلا، كما تقول وقائع تترى على الأرض، وكما يقول شهود عيان لم يتعودوا التحريف في تسمية المرئي أمامهم كالذي تستأجرهم جماعات سلطوية، أو يؤجرون أنفسهم في خدمة جهات سلطوية، وأبواق سلطوية، ولأن اللغة الواحدة تعجز عن الوصل بين أفرادها، أو هكذا هو الاتفاق الرهيب فيما بينهم.
الفاتح عينيه على وسعهما، كما تقول الوقائع الحية، أن جل العراقيين لهم عملياتهم الحربية الخاصة، كما أن لهم عقود عمل فيما بينهم، كما يبدو، جهة التفاعل الخاص، في أداء مهام خاصة قتالية جانبية، أو باسم الطأفنة الميمونة، والأسلمة المللية والنحلية المباركة” ربما لو استفاق الشافعي عبدالقاهر البغدادي” ت429هـ-1037م ”  صاحب كتاب : الفَرْق بين الفِرق “، ومن منظور مذهبي عقيدي انقسامي، وقبل قرون زمنية عشرة، لهاله ما يرى، وأتلف مدونته الموسوعية الكبرى، عاجزاً عن إضافة المزيد، وأن انقساماتهم المذهبية الواحدة تكفيهم، وعروض أسعار ” أمرائهم ” وسادتهم المستحدثين، والقيّمين عليهم عن قرب وعن بعد، أن مخططاتهم التصفوية الداخلية وفيما بينهم أشغلتهم عن فتح أي جبهة مع أي كان، حتى لو أن داعش هو استنبات محلي في المجمَل، وأن المستنبَت السام جداً واللافت في التحرك والقدرة على إتلاف المكان وأهله أسباب حياة وسبل عيش سوية، لا يخفي بصمات محلية عراقية، وبالتالي، فإنهم غير قادرين بالخروج على عقودهم الطويلة الأجل، لأن ثمة” كما يظهر ” غرامات تأخير، وملاحقات قضائية خاصة، وطرق انتقام خاصة لا تستثني أي كان وما في حكم كان وكائن أرضياً، ووحدهم الكرد، حتى ممن يقيمون بعيداً عن ” ساحات الوغي ” غير التقليدية، يكتوون، وأي اكتواء، بنار المستجد الرهيب، بقدر ما يتخوفون مما يمكن أن يحصل ويحصل ويحصل في أية لحظة .
الفاتح عينيه على وسعهما، يصطدم بهذا التوسع الكردي المضطر إليه حباً بأرض تعنيه، كما كانت تعني أسلافه القدماء، وحباً باستواء الحياة عليها، التوسع في حدود تحت رسم توفير الأمان أكثر، وليس الرغبة في سفك دم أي كان، كما لو أن الكردي وحيد ساعته، وحيد ميدانه المعروف بصورته واسمه وصوته وسلاحه، ربما كما هو وضوحه الكثير مذ كان، أن الجاري معركته الوحيدة وليس معركة العراقيين بالإجماع، لأن ثمة خللاً نحوياً ومنطقياً في التسمية، جهة ” العراكيين ” فيما بينهم، أو باتفاق ما، ما عاد في مقدورهم الخروج من أتون ما انطلقوا منه، وأن الأحداث المتوالدة شاهدة عيان هذا الرعب العراقي- العراقي، والتي خلخلت الوضع العراقي ديموغرافياً، وآذنت لدماء مستهتَر بقيمتها، ونتائجها، في أن تجرف الأخضر واليابس في طريقها، بقدر ما تأتي بحريقها اللهاب على كل صلة بما هو ديني يُعتدُّ به، ولتترك لحكومة الإقليم الكردي أمر القائم والآتي، كما لو أن الذي استغرقت في وحله ومستنقعه وأوبئته أفقد هؤلاء الملايين كل صواب لهم، وأقصاهم عن حياة تعنيهم بقدر ما تعني أطفالهم وحفدتهم واسم عراقهم ” العربي الإسلامي المجيد ؟” والثروات التي تضمن جعل العراق جِناناً، فيما لو ” لو ؟! ” انتفى الاستغراق المشئوم، وأنهم سلموا رقابهم لعبث أقدار هم صانعوه.
الفاتح عينيه على وسعهما، لا بد، ولا بد، ولا بد، لو آثر الحياد الفعلي، لاعترف على الملأ، وعبر منابع إعلامية مختلفة، أن الكردي في المجمل هو الذي يواجه قطعان داعش، ومراهني داعش، وأنه الوحيد الأوحد الذي يقدّر حق الحياة في نفسه ولنفسه وعلى نفسه، ويعيش هذا الحق في أبعاده المختلفة، غير عابىء بمن لا يعبأ حتى بمصيره المريع، مدعي الشراكة العراقية.
الفاتح عينيه على وسعهما، لا بد أن يتساءل عن مآل هذا اللون من الحرب التي تتهدد شعوباً وأمماً، حيث يظهر العراق وما يلي العراق غرباً مسرحه الحي المفتوح، ومردوده الكوارثي كما هو المعلوم حتى كتابة هذه المفردة، وإلى أي ساعة، ودقيقة وثانية، سيتحمل الكردي في كل فئاته وأجناسه ولهجاته وقدراته، هذا العبء الذي لا دخل له فيه، إلا إذا شُدّد على أن داعش ” بضاعة ” كردية، وأن الفتنة في أصل بزوغ وباء داعش كردية، كما هو ظن جل الذين لا يريدون رؤية الكردي إلا من هذا المنظور، وفي هذا السياق، وتبعاً لهذا الترتيب المنطقي لأحداث يشتبك معها وضدها الكردي؟!

الفاتح عينيه على أتم وسعهما لا يرى سوى الكرد في ” تم ” المدفع، و” حلفائهم ؟!” وراء المدفع، وليدفع من يدفع، المهم هو أن الساحة باسمها المعلوم تسمّي الكُردي مواجهة، وبطولة مجابهة، واقتدار عزيمة، والمأسوي المفارق، هو هذا التكتم الإعلامي العربي كثيراً وصنوه الإسلامي على هذا الافتداء الكردي، والبروز الكردي، وقد أسقِط في أيدي مرابيه بالجملة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…