ابراهيم محمود
يجدر التأكيد والتشديد في الحال على أن الكرد اليوم، وأينما يكونون يعيشون حالة أكثر من حرب مصيرية واختبارية لقدراتهم النفسية والثقافية والسياسية والتاريخية، وكلٌّ في موقعه داخل حدود كردستان وخارجها، على الأرض، وفي الإعلام، في الحديث اليومي الشارعي والمنزلي، وعلى مستوى الذات الفردية ومع الوسط المحيط، مع داعش ورموزها وامتداداتها المحلية والإقليمية، رغم محاولات ظاهرة من قبل المعنيين بأمرها إلى التنصل منها، خصوصاً بعد تصعيد الموقف الأميركي والأوربي وغيرهما ضد هذا التنظيم الإرهابي بامتياز، سوى أن المتابع لما يجري في إقليم كردستان راهناً، لا بد أن يتلمس في ذلك حروباً متعددة تجري معاً .
يجدر التأكيد والتشديد في الحال على أن الكرد اليوم، وأينما يكونون يعيشون حالة أكثر من حرب مصيرية واختبارية لقدراتهم النفسية والثقافية والسياسية والتاريخية، وكلٌّ في موقعه داخل حدود كردستان وخارجها، على الأرض، وفي الإعلام، في الحديث اليومي الشارعي والمنزلي، وعلى مستوى الذات الفردية ومع الوسط المحيط، مع داعش ورموزها وامتداداتها المحلية والإقليمية، رغم محاولات ظاهرة من قبل المعنيين بأمرها إلى التنصل منها، خصوصاً بعد تصعيد الموقف الأميركي والأوربي وغيرهما ضد هذا التنظيم الإرهابي بامتياز، سوى أن المتابع لما يجري في إقليم كردستان راهناً، لا بد أن يتلمس في ذلك حروباً متعددة تجري معاً .
نعم، إنها حروب إقليم كردستان، حروب غير مسبوقة، ولا أعتقد أن ثمة مثيلاً لحروب كهذه خيضت من قبل دولة قائمة بذاتها، وفي الظروف التي يعيشها الإقليم الذي لم يتبصر طريقه كإقليم حتى الآن، فكيف النظر إليه في مقام دولة، ولا بد من ذلك حتى يتمكن المتابع الحيادي الجمع بين قائمة الحروب ” الفريدة من نوعها ” في مختلف جهاتها: جبهاتها.
هنا، وهنا، ولئلا يختل مفهوم الحياد البحثي في النظرة الكاشفة والراصدة، ليس في الإمكان تجاهل الجاري في ” روجآفا ” من مجابهة الكرد قبل سواهم، لأجلاف داعش، وأوكار داعش، وزنابير داعش، وبطولاتهم المسجَّلة.
أما بالنسبة لإقليم كردستان فالحديث عن نوعية التحدي الذي يعيشه: حكومة وشعباً وكل المعنيين بالجهتين، وهما معاً، يشكل استثناء قاعدياً استناداً إلى طبيعة التحدي المركَّب والمخاطر المحدقة وهو المشهود له بالتحرك على ” حد شفرة “.
لنصل ما بين الحروف ونقاطها:
ربما أشرنا في أكثر من مقال منشور سابقاً، إلى التجربة الخاصة والجديدة التي يخضع لها الإقليم تبعاً لما يتصدى له من أخطار مصيرية، إذ كان في مختلف عهوده موزعاً على مستوى كرد الإقليم بين حروب متنقلة ضد حكومات المركز السابقة، والدخول في تراجيديا نزوح ولجوء وترحيل في جهات مختلفة، كان الكرد هنا يعيشون حربهم في الوجود، حرب تمثيل هويتهم القومية بالحرف، بصفتهم كرداً، لا عرباً أو فرساً أو تركاً، وهم يجدون أنفسهم في كل إعلان تحد للمركز بين مطرقته وسندان الحكومات الأخرى: المجاورة: الإيرانية، التركية.
راهنا، لأول مرة، كما نوَّهت، يدخل الإقليم دون امتلاكه للتجربة الضامنة للنجاح، نظراً لضراوتها، في حروب متعددة، رغم أن الظاهر هو وجود من هم دون جيش دولة، سوى أن نوعية التحدي تصعد بهؤلاء الدواعشيين إلى مستوى إرهاب دولة أو أكثر، وأن أي حديث عن أنهم مجرد شراذم حديث خرافة في البنية والتبني والتغذية والتغطية الإعلامية..الخ.
يعيش الإقليم مخاض حروب عسيرة، تستدعي استثمار قواه الاحتياطية بالمقابل، كل حرب ضروس نظيرة تلك التي تجاورها، أو تكون في نطاقها ومعها بالتلازم:
البيشمركة على جبهة ممتدة مشرقاً ومغرباً، وباعتماد صنوف أسلحة متطورة جداً، وأساليب عنف دموية غير مسبوقة في التاريخ الحديث من جهة الدواعشيين، والبيشمركة في الداخل، على حدود المجتمع، وهي في يقظتها تحسباً لأي طارئ، وقوات الأسايش في الجوار، وفي الداخل وهم ” جميعاً ” يصلون ليلهم بنهارهم، قدر مستطاعهم، استعداداً لأي مباغت يتهدد أمن الإقليم، وسلامة الإقليم، وما عمل من أجله الإقليم، إلى جانب القوى الأمنية في مهامها الأكثر دقة، في مراقبة كل حركة في الإقليم من كل جهة، لأن الظرف استثناء الاستثناء في الظروف .
ما يحفّز على هذا التأكيد، هو هذا النزوح ” الأممي ” إلى داخل الإقليم، لا بل في عمقه، إلى درجة استحالة القول بأن الخطر الذي قد يتهدد الإقليم وجوداً وهوية في الداخل جرّاء هذا النزيف/ النزوح/ اللجوء الكارثي من نواحي الموصل وفي الجوار إلى داخل الإقليم وفي الأطراف كذلك، أقل خطراً من حرب الجبهة، لا بل إن وتيرة الخطر أكثر بروزاً، حيث الجبهة تقع ضمن مسافة مرئية للنظر وللكشف، وهذا غير ممكن ضبطه في الداخل:
أمم منكوبة، ولأول مرة في العالم الحديث، كما ذكرت، وتبعاً لإمكانات الإقليم، ومقدرات الإقليم، وطاقات الإقليم الأمنية والاقتصادية والاحترازية…الخ، تجد خلاصها المحتسب وهي في الحزام الجغرافي الإقليمي أو في داخله: كرد من روجآفا، عرب متدفقون بمئات ألوفهم من جهة الموصل وأبعد، أثوريون من ذات الجهة، كرد إيزيديون، شبك..الخ، هذا التنويع الأممي/ الاثني، مع ما يترتب عليه من احتكاكات جانبية ومن حساسيات، ومن دواعي أمنية، ووجود ” عدوى ” دواعشية عبر متسللين إلى الداخل تحت تسمية ” نزوحية “، حتى لو كانوا كرداً، وما يتطلبه كل ذلك من رفع سقف المتابعة والمراقبة لحدود الإقليم من الداخل، وكما أدرِك ذلك من خلال كشف أكثر من محاولة للمس بأمن الإقليم وسيادته الذاتية، إنما لتلغيم الوضع، خلاف كل سياسات الدول الأخرى في الجوار، حيث المخيمات حدودية ومحروسة ومراقبة في المجمل، وكل حركات الإفراد تخضع لآلية مراقبة أمنية دقيقة، بما يتناسب وتقديرات الدولة وحساسيتها للجاري.
ولأن الإقليم في نطاق ما دون الدولة تسمية، ولأنه في إطار إرادة شعب يبحث عن مسمى دولة ترعى حقوقه، ولو ضمن دولة” عبر المركز ” فإن ذلك لا يعفي من التنبيه إلى صعوبة الامتحان ومساعي جهات حكومية ودولية حدودية وأبعد منها، إلى النيل من هذا المولود السياسي المتشكل حديثاً على أرضه التاريخية طبعاً، من باب ما هو استباقي، أي جهة الإيحاء المعمول إلى أن الإقليم وبما يمثله سياسياً ليس في مستوى اسمه وما يتحرك في نطاقه عملياً .
حروب يخوضها الإقليم على مستوى بيشمركته، أسايشه، زيرفانه، أهله، ومن هم حريصون على بقائه، ولأجلهم، لا يمكن تجاهل الإرادة الحديدية الملموسة في هذا السياق من التحدي والانبناء، رغم كل المتردد عن وجود عثرت، بله، أخطاء، وهي موجودة، ولا بد أن توجد، إن قارناً بين الجاري هنا وفي نطاق دول لها تاريخها واستقلاليتها، وهنا، إن قارنا بين الضغوط التي تمثلها عمليات النزوح والانفجار السكاني جرّاء هذا النزوح إلى قلب الإقليم، وهي تتحدي سلطات الإقليم، والأهالي في السعي إلى تأمين ما يلزم دفعة واحدة، ومعاً.
ربما، هذه التجربة شديدة الفرادة، كانت وراء لفت أنظار العالم أجمع، والدول الكبرى في المقدمة، حيث يؤخَذ مفهوم ” المصلحة ” بمعناها الواسع، وأكثر من ذلك، حين تأتي النتائج العملية ملموسة شاهدة على أن الإقليم في ضبطه لأموره، وربما، دون توقع من أي طرف محلي، إقليمي، دولي غالباً، يمكنه صعق قطعان داعش ومباغتتها والمراهنين على داعش الخطر الذي يتهدد العالم أجمع في العقيدة المفبركة والطاعونية، والموقف من الجاري عالمياً، وكيفية إدارة المصائر بأسلوب دموي، وأن هذا التسابق بين هاتيك الدول لا يعدو أن يكون اعترافاً مشرفاً بسلطة الإقليم، وسياسة الإقليم مع ” أممه ” المنكوبة، وإسراعاً إلى دعمه، لأن المحصّلة هي حمايتها هي ذاتها، إن نظِر في هذا الخطر الداعشي الذي لا يضع حدوداً له.
أما بالنسبة لإقليم كردستان فالحديث عن نوعية التحدي الذي يعيشه: حكومة وشعباً وكل المعنيين بالجهتين، وهما معاً، يشكل استثناء قاعدياً استناداً إلى طبيعة التحدي المركَّب والمخاطر المحدقة وهو المشهود له بالتحرك على ” حد شفرة “.
لنصل ما بين الحروف ونقاطها:
ربما أشرنا في أكثر من مقال منشور سابقاً، إلى التجربة الخاصة والجديدة التي يخضع لها الإقليم تبعاً لما يتصدى له من أخطار مصيرية، إذ كان في مختلف عهوده موزعاً على مستوى كرد الإقليم بين حروب متنقلة ضد حكومات المركز السابقة، والدخول في تراجيديا نزوح ولجوء وترحيل في جهات مختلفة، كان الكرد هنا يعيشون حربهم في الوجود، حرب تمثيل هويتهم القومية بالحرف، بصفتهم كرداً، لا عرباً أو فرساً أو تركاً، وهم يجدون أنفسهم في كل إعلان تحد للمركز بين مطرقته وسندان الحكومات الأخرى: المجاورة: الإيرانية، التركية.
راهنا، لأول مرة، كما نوَّهت، يدخل الإقليم دون امتلاكه للتجربة الضامنة للنجاح، نظراً لضراوتها، في حروب متعددة، رغم أن الظاهر هو وجود من هم دون جيش دولة، سوى أن نوعية التحدي تصعد بهؤلاء الدواعشيين إلى مستوى إرهاب دولة أو أكثر، وأن أي حديث عن أنهم مجرد شراذم حديث خرافة في البنية والتبني والتغذية والتغطية الإعلامية..الخ.
يعيش الإقليم مخاض حروب عسيرة، تستدعي استثمار قواه الاحتياطية بالمقابل، كل حرب ضروس نظيرة تلك التي تجاورها، أو تكون في نطاقها ومعها بالتلازم:
البيشمركة على جبهة ممتدة مشرقاً ومغرباً، وباعتماد صنوف أسلحة متطورة جداً، وأساليب عنف دموية غير مسبوقة في التاريخ الحديث من جهة الدواعشيين، والبيشمركة في الداخل، على حدود المجتمع، وهي في يقظتها تحسباً لأي طارئ، وقوات الأسايش في الجوار، وفي الداخل وهم ” جميعاً ” يصلون ليلهم بنهارهم، قدر مستطاعهم، استعداداً لأي مباغت يتهدد أمن الإقليم، وسلامة الإقليم، وما عمل من أجله الإقليم، إلى جانب القوى الأمنية في مهامها الأكثر دقة، في مراقبة كل حركة في الإقليم من كل جهة، لأن الظرف استثناء الاستثناء في الظروف .
ما يحفّز على هذا التأكيد، هو هذا النزوح ” الأممي ” إلى داخل الإقليم، لا بل في عمقه، إلى درجة استحالة القول بأن الخطر الذي قد يتهدد الإقليم وجوداً وهوية في الداخل جرّاء هذا النزيف/ النزوح/ اللجوء الكارثي من نواحي الموصل وفي الجوار إلى داخل الإقليم وفي الأطراف كذلك، أقل خطراً من حرب الجبهة، لا بل إن وتيرة الخطر أكثر بروزاً، حيث الجبهة تقع ضمن مسافة مرئية للنظر وللكشف، وهذا غير ممكن ضبطه في الداخل:
أمم منكوبة، ولأول مرة في العالم الحديث، كما ذكرت، وتبعاً لإمكانات الإقليم، ومقدرات الإقليم، وطاقات الإقليم الأمنية والاقتصادية والاحترازية…الخ، تجد خلاصها المحتسب وهي في الحزام الجغرافي الإقليمي أو في داخله: كرد من روجآفا، عرب متدفقون بمئات ألوفهم من جهة الموصل وأبعد، أثوريون من ذات الجهة، كرد إيزيديون، شبك..الخ، هذا التنويع الأممي/ الاثني، مع ما يترتب عليه من احتكاكات جانبية ومن حساسيات، ومن دواعي أمنية، ووجود ” عدوى ” دواعشية عبر متسللين إلى الداخل تحت تسمية ” نزوحية “، حتى لو كانوا كرداً، وما يتطلبه كل ذلك من رفع سقف المتابعة والمراقبة لحدود الإقليم من الداخل، وكما أدرِك ذلك من خلال كشف أكثر من محاولة للمس بأمن الإقليم وسيادته الذاتية، إنما لتلغيم الوضع، خلاف كل سياسات الدول الأخرى في الجوار، حيث المخيمات حدودية ومحروسة ومراقبة في المجمل، وكل حركات الإفراد تخضع لآلية مراقبة أمنية دقيقة، بما يتناسب وتقديرات الدولة وحساسيتها للجاري.
ولأن الإقليم في نطاق ما دون الدولة تسمية، ولأنه في إطار إرادة شعب يبحث عن مسمى دولة ترعى حقوقه، ولو ضمن دولة” عبر المركز ” فإن ذلك لا يعفي من التنبيه إلى صعوبة الامتحان ومساعي جهات حكومية ودولية حدودية وأبعد منها، إلى النيل من هذا المولود السياسي المتشكل حديثاً على أرضه التاريخية طبعاً، من باب ما هو استباقي، أي جهة الإيحاء المعمول إلى أن الإقليم وبما يمثله سياسياً ليس في مستوى اسمه وما يتحرك في نطاقه عملياً .
حروب يخوضها الإقليم على مستوى بيشمركته، أسايشه، زيرفانه، أهله، ومن هم حريصون على بقائه، ولأجلهم، لا يمكن تجاهل الإرادة الحديدية الملموسة في هذا السياق من التحدي والانبناء، رغم كل المتردد عن وجود عثرت، بله، أخطاء، وهي موجودة، ولا بد أن توجد، إن قارناً بين الجاري هنا وفي نطاق دول لها تاريخها واستقلاليتها، وهنا، إن قارنا بين الضغوط التي تمثلها عمليات النزوح والانفجار السكاني جرّاء هذا النزوح إلى قلب الإقليم، وهي تتحدي سلطات الإقليم، والأهالي في السعي إلى تأمين ما يلزم دفعة واحدة، ومعاً.
ربما، هذه التجربة شديدة الفرادة، كانت وراء لفت أنظار العالم أجمع، والدول الكبرى في المقدمة، حيث يؤخَذ مفهوم ” المصلحة ” بمعناها الواسع، وأكثر من ذلك، حين تأتي النتائج العملية ملموسة شاهدة على أن الإقليم في ضبطه لأموره، وربما، دون توقع من أي طرف محلي، إقليمي، دولي غالباً، يمكنه صعق قطعان داعش ومباغتتها والمراهنين على داعش الخطر الذي يتهدد العالم أجمع في العقيدة المفبركة والطاعونية، والموقف من الجاري عالمياً، وكيفية إدارة المصائر بأسلوب دموي، وأن هذا التسابق بين هاتيك الدول لا يعدو أن يكون اعترافاً مشرفاً بسلطة الإقليم، وسياسة الإقليم مع ” أممه ” المنكوبة، وإسراعاً إلى دعمه، لأن المحصّلة هي حمايتها هي ذاتها، إن نظِر في هذا الخطر الداعشي الذي لا يضع حدوداً له.
بناء عليه، وكما هو الممكن قوله، وكمتابع، حسبي القول: إن ما جرى ويجري، سيدفع بالذين يقدّرون خطورة هذا الجاري، وما ينجزه الإقليم من دحر لداعش وتبعات داعش بمساعدة دولية لا بد منها خبراتٍ وأسلحةً، سيدفع بهم إلى القول غداً أو بعد غد: الإقليم قبل الغزو الداعشي، والإقليم بعد الغزو الداعشي، وربما هي لحظة تاريخية ستسجَّل في العالم أجمع مفخرة له !