من يحق له تقييم الإيزيدية ؟

ابراهيم محمود

أحسب أن الربط بين مفهوم الإبادة الجماعية، وما يتعرض له الإيزيديون منذ مطلع الشهر الآبي لعام 2014 من فظائع في نطاق السعار الداعشي، رغم وجاهته، يتطلب ضبطاً في المفهوم، بما يتناسب ومسار هذه الفظائع .

إن أبسط ما يقال في الإبادة الجماعية هو تعرض شعب أو جماعة ما لاضطهاد عرقي أو ديني أو هما معاً، إلى درجة التصفية العضوية لأفرادها، سوى أن الوضع ” المطبَّق ” على الإيزيديين لا ينحصر في مجرد الإبادة هذه، لحظة التذكير بخطف نسائهم وبيعهن إلى جانب إخضاعهن لرغبات الخاطفين القتلة، وقبلها يكون التمكن من رجالهن ذبحاً أو تمثيلاً بهم.. .
نحن إزاء جريمة خاصة: جريمة إنسانية تتحدى شرعة الأمم المتحضرة وأولي أمر الإسلام ” السمح “، لا بد من النظر في الأرضية التي تقوم عليها، وتعرية كل من له صلة بها بالمقابل:
إن النظر في التاريخ العملي وعلى صعيد تدوينه مطلوب هنا.
لقد جرت محاولات مختلفة من قبل السلطات المتعاقبة في بغداد بالذات” في سبعينيات القرن الماضي ” إلى اعتماد سياسة التعريب للكرد قبل صدام وفي أيامه خصوصاً، أما بالنسبة للإيزيديين، فكان اضطهادهم مضاعفاً: فصلهم كلياً عن الكرد، واعتبارهم عرباً، ورغم ذلك، كانت أساليب التعامل معهم تنطلق من اعتبارهم كرداً عملياً.
راهناً، وفي مجمل القنوات الإعلامية : العربية والإسلامية ، يجري تهميشهم أكثر، بصفتهم أقلية مذهبية محدودة، أو عراقية أحياناً، أو عدم التطرق إلى كرديتهم ، بقدر ما ينظَر إلى ” داعش ” باعتباره ” تنظيم دولة ” وما يترتب على تعبير كهذا من اعتراف به. لم لا، وهو ” التنظيم ”  الذي لا يدّخر جهداً – وللأسف- في تنفيذ رغبات الملايين من العرب الذين يشددون على أن الكرد هم أصل البلاء، وأن الإيزيديين، ” حلال قتلهم، وكل ما يعتمَد ضدهم : حتى سبي نسائهم وبيعهن في سوق النخاسات العربية- الإسلامية معاً. يا للعار الذي لم يتنبه له كثير من كردنا المتأسلمين ! “.
الإيزيديون وحدهم في العراء، أكثر من سواهم بكثير من خلال تجريدهم من انتمائهم الكردي، دون التخلي عن ” مجابهة الخطر الكردي “، حيث الكرد أنفسهم معتبَرين عرباً لدى نسبة ملحوظة من العروبيين والمتأدلجين بما هو عروبي وإسلامي معرَّب، وبالتالي، يكون أي تصرف متشدد : تأديبي ضدهم مشروعاً. فيلتقي الطرفان:
الكردي المرتد عن أصل ” عروبته ” وإرجاعه إلى جادة الصواب القومية العربية، والإيزيدي الذي يصنّف عدواً لما هو إسلامي من قبل أصل عقيدته، فيكون أي تصرف قمعياً استئصالي، كما يجري الآن في محله .
إنها عملية إبادة شديدة الخصوصية وسط صمت عربي- إسلامي مريب، لا تدخر القنوات الإعلامية العربية- الإسلامية: السمعية والبصرية، جهداً في تلقيم جماهيرها الرعوية ” الشعبوية ” في إبراز معركة المصير: محق الكرد وضمناً: الإيزيديين، دون ذلك، كيف يمكن الكشف عن الذهنية الاستئصالية للذين يمارسون مثل هذه الإبادة المتعددة الأبعاد؟
يلاحَظ هنا كيف يجري تصريف هذه الأعمال التصفوية، وفي الأوج: سبي النساء الكرديات، الإيزيديات طبعاً، وليس النساء الأخريات ” لماذا لا يسبي داعش نساء العرب وفي أماكن كثيرة سيطر عليها ؟ أم ترى يجب علينا تجاهل الأرضية المذهبية القوموية العروبية هنا ؟ “
ما يجب التنويه إليه، هو سعي متأسلمينا الكرد، أو كردنا المتأسلمين، وهم في غاية الحماس، إلى أن الجاري لا صلة له بالإسلام إطلاقاً إطلاقاً، مع اندفاع محموم إلى اختيار أمثلة من التاريخ الإسلامي: في نصوصه ووقائعه، وإثبات لا إسلامية ” داعش ” ومن يدعمون داعش في المنطقة وخارجها من العرب وغير العرب، وكأن الأمثلة مسماة باسمهم، وهم معنون بها ؟!
أذكر مثلاً، بما أدلى به الشيخ ” بدران الجابري ” بصفته- الآن- رئيس المكتب التنفيذي لثورة العراق، وفي قناة ” اورينت ” تحديداً، وهي ” ثورية  ؟ ! “، وعبر برنامج ” ضيف المشرق ” بتاريخ 13 آب 2014، على أن ” داعش ” فصيل عراقي مقاوم، واعترض على العبارة، أي إننا أمام ” تنظيم دولة العراق والشام ” .
وحين ينبري شخص متعدد المواهب في عروضه العروبوية والانتهازية، وهو ” مشعان الجبوري ” في مظهر المدافع الثوري الخاص جداً عن العراق، وهو يقول (هدفي أن أخلّص العراق من الاحتلال الكردي )…الخ. لنتخيل إذاً ” قومية داعش ومغازي داعش المعرَّبة كثيراً”.
يعني ذلك، وجود أرضية لكل مشاهد التصفية الجسدية والنفسية للكرد، وللإيزيديين بالذات.
أما على صعيد الإيزيدية، فمن العجب العجاب حتى الآن، أن يمضي كثير من كردنا، وعلى مستوى ثقافي وفكري، وفي منابر ثقافية وإعلامية مختلفة، في تأكيد إسلامهم، واعتزازهم بدينهم، و” تبرئة ” الإسلام من ” لوثة ” داعش، ومن مع داعش بالذات.. لهم الحق في ذلك، الحق في أن يسموا دينهم كما هو، ولكن تجاهل ربط الدين بالواقع وحيثياته يفضي إلى ما لا يشتهيه أي منهم في النتائج العملية، وما يخص ” جوهر الدين” ووجوده واقعاً، ولكن الحق الأول أيضاً، يفترض عليهم أن يؤكدوا كرديتهم بداية، كما يتصرف خصومهم من حولهم في تعزيز عروبتهم وجعْل الإسلام علامة العروبة الفارقة بتشكيلتها البعثية وغيرها، وتأكيد الكردية يتم بالتعبير الشفاف والدقيق على إزيدية الأصل: الكرد هم إيزيديون قبل أن يكونوا مسلمين، والإيزيدية ذاكرة الكردي قبل أن ” يفقدها ” أو ينزعها عنه، ويحوّل ركبه إلى الإسلام ، ولا بأس بالتحول هذا، إنما تجاهل إيزيديته يكون بمثابة شرعنة كل سلوك تصفوي بحق من هم إسلاف لهم: الإيزيديون (ليراجع أهل التاريخ كتاب نيكيتين حول صلة الكرد بالإيزيدية، وحتى بالنسبة لباحث عربي عتيد هو أديب معوض، وهو يشدد على إيزيدية الكردي..!!).
في السياق هذا، نكون إزاء مفارقة تاريخية كبرى، عندما يحكم أحدهم على عقيدة بما شاء من الأحكام التعسفية، والتبرير لقتل أهلها أو تقييم العقيدة هذه، كون الإيزيدية أقدم من الإسلام بما لا يقاس، وبالتالي، يكون الإيزيدي هو المفترض وجوده متكلماً ومقيّماً هذا الذي ظهر بدين مختلف وبعيد عن بيئته ومجتمعه لاحقاً، والأهم من ذلك، حين يجري الحديث وعلى مستويات مختلفة عن المجتمع الإسلامي، والتشريع ألإسلامي، والاقتصاد الإسلامي، والجنس الإسلامي، والسماحة المثلى للإسلام، وكيفية التعامل مع غير المسلم في ظل تدهور الأوضاع بصورة مريعة في المجتمعات التي تعتبر الإسلام دينها الأوحد، وهو وجه جلي من وجوه الأزمة الخانقة للأنظمة التي تحكم هذه المجتمعات في المجمل.
بصدد الإيزيدية، وما يمكن أن يشدّد عليه هنا هو لزوم خروج الكردي بوعي أكثر عمقاً والتزاماً بأمنه الاعتباري، بالتعبير عن حقيقته الإيزيدية في الصميم، ولا مناص من ذلك: الكردي إيزيدي أولاً، والإيزيدية عقيدة الكردية قبل كل شيء.
هذا ليس ارتداداً عن دينه، إنما بمثابة التنبه إلى تاريخ الكردي وما يجب عليه الأخذ به كغيره.
أشير هنا إلى الفيلسوف سارتر الذي صرخ في سنوات الحرب العالمية الثانية، حيث كان اليهود يتعرضون للهولوكست : محرقة اليهود النازية، أي لأعمال إبادة على يد النازية، صرخ كفيلسوف، وكيهودي : إن الدم اليهودي يسيل فوق رؤوسنا. تلك كانت صرخة تنبيه من منتم إلى مجتمعه وتاريخه وأهله وناسه، صرخة إيقاظ الذاكرة الجمعية لكل عبري إلى أن يعرف موقعه حيث يقيم، ولم يكن تصرفه عنصرياً، بالعكس، كان في أكثر حالات صفاء ووضوح صورة أمام العالم أجمع، ولتنبيه العالم إلى فظائع النازية. أم تراه كان عنصرياً، كحال الكاتب هنا ؟!
الإيزيدية بالنسبة للكردي تقابل اليهودية بالنسبة للعبري. نعم، هو أبسط واجب أخلاقي يجب تمثله من قبل الكردي حيث يكون : الدم الإيزيدي يسيل فوق رؤوسنا ..
دون ذلك يعيش الكردي خزي انتمائه إلى الكردية، خزي العلاقة مع من ينفذ فيه عملاً إبادياً، دون ذلك يكون الكردي شريك قاتله، وقاتل من يفرّق بينه وبين بني جلدته وهو من ينتمي إليهم وليس العكس، دون ذلك، لا يمكن للكردي أن يكون نزيل تاريخ، وأهلاً لتاريخ يسمى باسمه، وهو ” يتفرج ” على مأساة تعنيه في الصميم…
ملاحظة:
آثرت إرفاق هذا المقال بمقال ” رسمي “: ولمن يرغب في المتابعة، وهو يمثّل وجهة نظر صحيفة عربية” رأيها “، تصدر في عاصمة الثقافة والتنوير الحداثيين: لندن، وهي في قوانينها المدنية” القدس العربي “، وقد نشر حديثاً جداً، باعتباره رأي القدس. إن قراءة المقال ونفث السم فيه: بنية وتركيباً وتوجيهاً، يفصحان عن توجه قوموي، عروبي، حيث يُسمى الإيزيديون بعيداً عن أي صلة لهم بالكرد، وفي النطاق نفسه، يكون الحديث عن الكرد، وما يجري في إقليم كردستان العراق، كما لو أنهم حولوهم إلى أداة لهم، بناء على تقييمات خارجية وموجَّهة، ليكون الإيزيدي واقعاً بين ” مطرقة ” الداعشي و” سندان ” الكردي الغريب عنه، كما يظهر.
سوى أن اللافت هو السؤال الذي يتشكل في نهايته ويوجَّه إلى المعني بالجاري من العرب والمسلمين (الواقع انه وحده «الهوس الجنسي» لداعش والذي يمثل قاسما مشتركا في سلوكها وقوانينها وسياساتها في العراق وسوريا، قادر على تفسير ذلك الاضطهاد والاجرام بحق النساء بشكل عام. ومن الطبيعي ان يتعاظم هذا «الهوس» امام النساء الشقراوات من الطائفة الايزيدية، وان يتسابق الجميع الى هذا «النوع من الجهاد» وسط صمت عربي واسلامي ودولي مريب.) .
طبعاً، لا يُنسى أن يشار هنا إلى كيفية التعامل مع الآخرين أسرى وسبايا، وقد سكت  أهل الحل والعقد بصدد هذه القضية تاريخياً” كما تشير الصحيفة، وهذا يسجَّل لها “، وكأني بهم يفصحون عن وجود رغبات فاعلة في سلوكياتهم في التمتع بأعراض الآخرين، كما يجري الآن، والآخرون ليسوا دون أسمائهم ونسبهم الاثني، أما ” أهل الحل والعقد ” من الكرد، فسكوتهم مضاعف: كونهم إمعة غيرهم، ولأنهم يؤثرون تاريخاً للآخر مفروض عليهم، وبالتالي يضيع النسَب الاثني، ويصبح في عهدة من يصرّفه على طريقته….
وبالمقابل، فقد آثرت إرفاق هذا المقال بمقال آخر وهو يتحدث هذه ” العقيدة الغامضة: الإيزيدية “، من الخارج، وهو تمثيل لحقيقة تعني من يريد النيل منها ومن معها، إنه مقال طويل نسبياً، نشرته صحيفة ” القدس العربي ” ذاتها، وآثرت فتح صفحتها لقراء مختلفي التوجهات، وهم يتحدثون عن الإسلام وموقع الإسلام من الأديان الأخرى، والإيزيدية كعقيدة مقيَّمة من هذا المنظور، وليجري الحديث عن جوانب أخرى على حساب المقال الأصل: الدروز ومن يكونون.
لعل في المقروء ما يعلّم أكثر تجاه المستجدات.
 إنما ثمة ما يجعل المأساة مضاعفة بالمقابل: مأساة التفكير والتدبير إزاء هذا الحماس للإسلام، وحكم الإسلام على غير المسلمين، وكيفية التعامل مع النصوص الدينية، أي باعتبارنا ” رعايا ” الدولة الإسلامية، ومن يديرها.. إن قراءة التعليقات تفصح عما هو كارثي ، ولعله متوقع في ضوء العلاقة المتينة بين رؤوس تقطَع، وأجسام تلغَّم، وأعراض تنتهك بالجملة، والإيزيدية في الواجهة، وعلى الملأ يتقفه كثيرون، ونسبة منهم كرد ” أصحاء ” على أن ليس للإسلام صلة بكل ما يجري، ولا بد أن أولي أمر المسلمين، ورموز السلطة في العالم الإسلامي غالباً، يشعرون براحة كبيرة، وهم يعبثون بمصائر ” الجميع ” .
م: لم أتدخل في صياغة أي عبارة من باب التصويب، وخاصة في المقال الثاني وردود القراء، وبالوسع مراجعته هو والذي قبله في مصدرهما.
===
«داعش» واضطهاد الايزيديين
رأي القدس
AUGUST 15, 2014
تتضارب الانباء حول مصير الآلاف من العراقيات الايزيديات بعد سقوط مدينة سنجار في ايدي تنظيم «الدولة الاسلامية» الاسبوع الماضي. حسب شهادة سيدة ايزيدية نجحت في الفرار الى جبل سنجار، فان نساء المدينة تحولن الى سبايا، وان «داعش» اقام اسواقا للرقيق حيث تباع الواحدة منهن بخمسة عشر الف دينار عراقي (نحو ثلاثة عشر دولارا) فقط، فيما قالت شهادات اخرى ان الأسعار تتراوح بين خمسمئة وثلاثة آلاف دولار بالنسبة للفتيات الصغيرات اللاتي يتم تهريبهن عبر تجار البشر للعمل في مواخير بدول غنية في الشرق الاوسط. 
وتقول تقارير ان داعش تسعى الى القضاء على الطائفة الايزيدية بدعوى انها «تعبد الشيطان» عير وسيلتين الاولى: قتل كل رجل او شاب بالغ، والثانية: اغتصاب او تزويج او بيع النساء كـ «جوار» بغرض افساد النقاء العرقي لتلك الطائفة وتحويلها الى طائفة من المؤمنين. وهو ما يفسر «عدم المغالاة» في اسعار بيعهن رغم جمالهن. 
ويشاع أن الطائفة الإيزيدية هي في الأصل أقلية آرية، احتفظت ببشرة أكثر بياضا من بقية أبناء البلد، وبتميز أبنائها بالشعر الأشقر والعينين الزرقاوين، عن طريق الزواج بين أبناء الطائفة فقط.
والإيزيديون يتبعون المذهب الإيزيدي، الذي انتقل عبر الأجيال منذ أكثر من 4000 سنة، وهو يتكوّن من عناصر من عدة ديانات لكن البعض يزعم انهم «عبدة شيطان» بسبب معتقداتهم غير العادية، التي تنبع من الإيمان القديم بما يسمى الزرادشتية، الدين الذي كانت تدين به فارس فترة طويلة قبل وصول الإسلام.
ويدّعي أبناء الطائفة أنهم تعرضوا لموجات متعاقبة من الاضطهاد بدءا من قبل الحكام الترك العثمانيين الى الزعيم الراحل صدام حسين، ما خفض عدد الإيزيديين من ملايين إلى حوالي 700 ألف شخص فقط.
لكن يبدو ان داعش انفردت بابتكار «استراتيجية الإبادة الجماعية بالتهجين» هذه كوسيلة للقضاء على هذا المكون الثقافي والاجتماعي الأصيل والنادر فيالعراق.
ومع تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل، باستثناء الغارات الامريكية المحدودة التي استهدفت منع سقوط اربيل في ايدي داعش، وليس انقاذ الايزيديين كما زعم اوباما، ذكرت بعض الأنباء أن زعماء في تلك الطائفة اضطروا أن يطالبوا بغارات تقتل تلك النسوة المختطفات، معتبرين ان الموت أكرم لهن من حياة الذل والعار والعبودية.
وهذه ليست المرة الاولى التي يستخدم فيها الاغتصاب والاسترقاق كسلاح عسكري في حروب العصر الحديث لكن قد تكون هذه المرة الاولى التي يستخدم فيها الجنس ليس لإلحاق هزيمة بعدو او اجباره على التراجع، لكن لتحقيق اهداف ايديولوجية وعرقية، بينما تضعه في مكانة «الجهاد».
ومن الثابت في التاريخ الاسلامي ان اي حرب ينتج عنها اسرى وسبايا ايضا، الا ان هذا يستلزم وجود معركة عسكرية، وهو ما لم يحدث في سنجار، حيث ان قوات البشمركة هربت من المدينة قبل عدة ايام من وصول قوات داعش. وما يؤكد هذه الرواية ان مسعود بارزاني قرر امس اقالة كافة القيادات الامنية والعسكرية في سنجار واحالتها الى التحقيق بعد هروبهم المخزي من المدينة. وحسب اي شرائع دينية او قانونية كان من الواجب حماية اهل سنجار باعتبارهم مدنيين في زمن حرب بدلا من قتل رجالهم وسبي نسائهم. ومع ذلك، يجد المتصفح لبعض منتديات الانترنت من يبرر جريمة داعش في حق الايزيديات بالاشارة الى واقعة مثيرة للجدل في التاريخ الاسلامي، وهي حديث منسوب للرسول الكريم يقول فيه «اغزوا تغنموا بنات بني الاصفر» وذلك اثناء الاعداد لغزوة تبوك، وللأسف لم يتصد أي من علماء الدين الاسلامي للرد على هذه المزاعم حتى الان.
الواقع انه وحده «الهوس الجنسي» لداعش والذي يمثل قاسما مشتركا في سلوكها وقوانينها وسياساتها في العراق وسوريا، قادر على تفسير ذلك الاضطهاد والاجرام بحق النساء بشكل عام. ومن الطبيعي ان يتعاظم هذا «الهوس» امام النساء الشقراوات من الطائفة الايزيدية، وان يتسابق الجميع الى هذا «النوع من الجهاد» وسط صمت عربي واسلامي ودولي مريب.
http://www.alquds.co.uk/?p=207407
======
الإيزيديون.. عقيدة غامضة تؤمن بالله دون نبي وتعتبر إبليس “ملك مقدس″
AUGUST 10, 2014
أربيل ـ من إدريس أوكودوجو وصالح بيليجي ـ توجهت الأنظار إلى الديانية الإيزيدية (الغامضة)، عقب استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش الإرهابي، لمناطق تقطنها أغلبية إيزيدية في العراق، بسبب عقيدتهم الدينية.
ويرفض الإيزيديون الربط بين اسم ديانتهم مع يزيد بن معاوية، الذي أمر بمحاربة حفيد الرسول “الحسين بن علي”، حيث استشهد الأخير مع (72) من أصحابه في واقعة كربلاء جنوب العراق.
ويأتي مصطلح الإيزيدي، من كلمة (يزد) أو (يزدان)، وذلك لاعتقاد هذه الفئة بـ (إله) بهذا الاسم، ويطلق الإيزيدون على أنفسهم هذه التسمية نسبة إلى كلمة “إزداي”، التي تعني “الشعب الذي يؤمن بالله من دون نبي”، في لغتهم.
 ويطلق على أصحاب هذه الديانة كلمة “يزيدي”، في اللغات التركية، والإنكليزية، والعربية، و”إيزيدي” في اللغة الكردية، التي يتحدث الإيزيدون بإحدى لهجاتها.
ويعتقد الإيزيديون أن إبليس هو ملك مقدس، ويسمونه “ملك طاووس″، وأنه رسول أرسله الله، ورمز للخير، لذلك يعتقد الكثيرون أن الإيزيديين هم “عبدة الشيطان”.
 كما يؤمن الإيزيديون أن “الشيخ عدي بن مسافر”، تلقى وحيا من السماء، وأنهم شعب اختارهم الله، ويعتبر مرقده الكائن في منطقة “شيخان” بمحافظة نينوى مكانا مقدسا، حيث يوجد معبد “لالش” المقدس، الذي يحج إليه الإيزيديون في العراق، ومن جميع أنحاء العالم.
والديانية الإيزيدية ليست تبشيرية، ولا يسمح لأحد باعتناقها، كما يعتبر ترك الديانة “خطيئة كبيرة”، ويتزاوج الإيزيدون فيما بينهم، ويعتبر الزواج من أصحاب الديانات الأخرى عندهم خطيئة.
وللإيزيدية “كتابان مقدسان هما كتاب رش “الكتاب الأسود”، و”كتاب جيلوة”، الذي يؤكد على التوحيد، ولا يشير إلى النبوة بشيء.
ويقدر عدد الإيزيديين  بعشرات آلاف في العراق، الذي يعتبر مركز الديانية الإيزيدية، ويقطن أغلبهم في قضاء “سنجار”، و”شيخان”، و”الحمدانية”، كما توجد مجموعات منهم في بعض ولايات تركيا، كما تعيش جالية إيزيدية في ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا.(الاناضول)
http://www.alquds.co.uk/?p=204790

===========

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…