ابراهيم محمود
تلعب الوصاية السياسية دوراً كبيراً في تشويه مفهوم السياسة بالذات، وعلى قدر ما تكون هذه الوصاية مشخصة ومنفَّذة بالقول والفعل، ومن أي طرف كانت، فإن العلاقة بين ممثلها ومن تمثّل فيه، تجعل الممثّل لها في مقام السيّد، والممثَّل فيه في موقع العبد، وترتقي هذه العلاقة إلى مستوى الفاجعة الإنسانية، عندما يرفض الأول تسميته سيداً، ومقابله عبداً. وعلى مدى عقود زمنية طويلة، حكمت هذه العلاقة شعوباً مستعبَدة من قبل أنظمة خارجية وداخلية، وعلى أرضها، ليكون عنف الوصي أكثر فظاعة، عندما يجرَّد المستعبَد من صفة الاثني، الشعب، وتكون علاقة الاستعباد طبيعية، والكُرد، تاريخياً، ربما كانوا الشعب الأكثر إيقافاً وإتلاف مفهوم ” شعب “، لتكون كل محاولة استقلال تحويلاً له إلى ” عميل ” بالجملة .
في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد الغزو الداعشي ومن رتّب له محلياً وإقليمياً، واهتمام الولايات المتحدة الأميركية، ومن معها من الدول الأوربية وسواها، بمأساة الكرد، والكرد الإيزيديين في الواجهة، وتصاعد الاهتمام إلى مستوى دعم البيشمركة بالسلاح، لاستفحال الخطر الداعشي وما هو خفي في سيناريو لعبته، إلى تسليط الأنظار على ما يجري في العراق طبعاً من مآس مختلفة، من منظور الوصاية السياسية تجاه الكرد بالذات، وربما بدافع الشعور المتراكم تاريخياً، بأنه قد آن الأوان لأن يسمى الشيء باسمه، أن يكون الكرد كرداً.
لا أحد من المعنيين بالسياسة الأميركية تجاه شعوب العالم، والكرد ضمناً، بغافل عن السياسات المزدوجة الممارسة تاريخياً تجاه الكرد، لتصل في حدها الأقصى إلى مستوى ” التعاطف ” الإنساني المتقطع، لا أكثر، والانسحاب من الساحة التي تعلِم بحقيقتها، ومن ثم ترْك ” الفريسة : الكردي ” لأهواء المتحكم بمصيرها، وما ترتب على ذلك من كوارث ” على الأقل، كما ورد في كتاب الأميركي جوناثان راندل: أمة في شقاق: دروب كردستان كما سلكتها ” يُترجم ذلك. لوحظ جرّاء هذا ببلاغة مذهلة، على مستوى المعنيين بمجريات الأحداث، من قبل الكثير من الساسة العرب، قبل سواهم، لأن أمر العراق يعنيهم من منطلق تلك الوصاية السياسية السيئة الصيت، إلى جانب محرّري نشرات الأخبار المختلفة، إلى جانب كم وافر من المدججين بتلك الفكرة الممضي عليها من داخل الحلقة الموبوءة للوصاية آنفة الذكر، وباعتبارهم طغاة صغاراً وإمعيين لسياسييهم رغم ادعاء أنهم ذوي استقلالية في التفكير والتدبير والتنظير، ومن بينهم مثقفون، وحتى في مقام ” المفكرين “، وعبر برامج تلفزيونية موجهة لهذا الغرض، تكون الخميرة الحية ” والفاسدة ” لهذا الحراك : العراك” الإيديولوجي بالصوت والصورة إعلام مشاهديهم من ” أهل الضاد “، هي في استعادة التهمة المخضرمة تاريخياً، ومن قبل السياسات العربية القوموية الطابع والشعبوية التوجه، وضخها بحمولة استعدائية أكثر تناسباً مع الجاري: الكردي عميل أميركي، كما أنه عميل اسرائيلي، واستناداً إلى تواريخ تزكّى لتثبيت التهمة .
لم يحرّك مأساة تنفيذ كبرى السياسات التصفوية بحق الكرد ” الأكراد ” من وجهة نظر هؤلاء، الحد الأدنى من شعور غالبية هؤلاء المصطفين وراء سياسييهم بدرجات متفاوتة، كما تابعتهم في العديد من كتاباتي، وفي العراق بالذات في مأساة ” حلبجة 1988 ” وما بعدها، لتبقى مجموعة تهم مترادفة: الأكراد الانفصاليون، الأكراد العملاء، الأكراد المتطرفون، الأكراد العصاة، الأكراد الانتهازيون…الخ، مسيّرة لغالبية المواقف السياسية العربية وكتابات كبار مثقفيها. لحظة النظر في سلوكيات الغالبية الكبرى، وربما الجميع دون استثناء للأنظمة العربية في المنطقة، وتلك الدول المجاورة لها عبر أنظمتها، وحتى بالنسبة لعتاة المنظّرين الإيديولوجيين المعادين لسياسة الولايات الأميركية قبل غيرها تجاه القضايا العربية ” فلسطين بالذات ” وراهناً بالدقة أكثر، وهم ينعمون بالجنسية الأميركية ” منير العكش، وغيره “، لحظة النظر هذه، يرى الملاحِظ أن هذه الأنظمة الناطقة بالضاد، وتلك المجاورة لها، منخرطة حتى شحمة أذنيها المسمَّكة في عملية التبعية والسعي إلى استرضاء الولايات المتحدة الأميركية، واعتبارها ” القطب العالمي الأوحد ” مباشرة أو في الخفاء، رغم كل المحاولات التي يراد منها لفت أنظار قصيري النظر من ” مواطنيها ” باختلاف مراتبهم، أنها مغايرة لها .
لا أحد من المعنيين بالسياسة الأميركية تجاه شعوب العالم، والكرد ضمناً، بغافل عن السياسات المزدوجة الممارسة تاريخياً تجاه الكرد، لتصل في حدها الأقصى إلى مستوى ” التعاطف ” الإنساني المتقطع، لا أكثر، والانسحاب من الساحة التي تعلِم بحقيقتها، ومن ثم ترْك ” الفريسة : الكردي ” لأهواء المتحكم بمصيرها، وما ترتب على ذلك من كوارث ” على الأقل، كما ورد في كتاب الأميركي جوناثان راندل: أمة في شقاق: دروب كردستان كما سلكتها ” يُترجم ذلك. لوحظ جرّاء هذا ببلاغة مذهلة، على مستوى المعنيين بمجريات الأحداث، من قبل الكثير من الساسة العرب، قبل سواهم، لأن أمر العراق يعنيهم من منطلق تلك الوصاية السياسية السيئة الصيت، إلى جانب محرّري نشرات الأخبار المختلفة، إلى جانب كم وافر من المدججين بتلك الفكرة الممضي عليها من داخل الحلقة الموبوءة للوصاية آنفة الذكر، وباعتبارهم طغاة صغاراً وإمعيين لسياسييهم رغم ادعاء أنهم ذوي استقلالية في التفكير والتدبير والتنظير، ومن بينهم مثقفون، وحتى في مقام ” المفكرين “، وعبر برامج تلفزيونية موجهة لهذا الغرض، تكون الخميرة الحية ” والفاسدة ” لهذا الحراك : العراك” الإيديولوجي بالصوت والصورة إعلام مشاهديهم من ” أهل الضاد “، هي في استعادة التهمة المخضرمة تاريخياً، ومن قبل السياسات العربية القوموية الطابع والشعبوية التوجه، وضخها بحمولة استعدائية أكثر تناسباً مع الجاري: الكردي عميل أميركي، كما أنه عميل اسرائيلي، واستناداً إلى تواريخ تزكّى لتثبيت التهمة .
لم يحرّك مأساة تنفيذ كبرى السياسات التصفوية بحق الكرد ” الأكراد ” من وجهة نظر هؤلاء، الحد الأدنى من شعور غالبية هؤلاء المصطفين وراء سياسييهم بدرجات متفاوتة، كما تابعتهم في العديد من كتاباتي، وفي العراق بالذات في مأساة ” حلبجة 1988 ” وما بعدها، لتبقى مجموعة تهم مترادفة: الأكراد الانفصاليون، الأكراد العملاء، الأكراد المتطرفون، الأكراد العصاة، الأكراد الانتهازيون…الخ، مسيّرة لغالبية المواقف السياسية العربية وكتابات كبار مثقفيها. لحظة النظر في سلوكيات الغالبية الكبرى، وربما الجميع دون استثناء للأنظمة العربية في المنطقة، وتلك الدول المجاورة لها عبر أنظمتها، وحتى بالنسبة لعتاة المنظّرين الإيديولوجيين المعادين لسياسة الولايات الأميركية قبل غيرها تجاه القضايا العربية ” فلسطين بالذات ” وراهناً بالدقة أكثر، وهم ينعمون بالجنسية الأميركية ” منير العكش، وغيره “، لحظة النظر هذه، يرى الملاحِظ أن هذه الأنظمة الناطقة بالضاد، وتلك المجاورة لها، منخرطة حتى شحمة أذنيها المسمَّكة في عملية التبعية والسعي إلى استرضاء الولايات المتحدة الأميركية، واعتبارها ” القطب العالمي الأوحد ” مباشرة أو في الخفاء، رغم كل المحاولات التي يراد منها لفت أنظار قصيري النظر من ” مواطنيها ” باختلاف مراتبهم، أنها مغايرة لها .
حسن إذاً، أين ذهبت وتذهب صفة ” العمالة ” ؟ في كتابه المشهور ” الثقافة والامبريالية ” يذهب المفكر الفلسطيني والمتأمرك والعالمي ادوارد سعيد” 1935- 2003 “، إلى أنه من السهل رؤية مسعى كل سياسي عربي إلى الحصول على ” الـ: غرين كارت: البطاقة الخضراء ” لدخول الولايات المتحدة الأميركية. وهو نفسه كان يضفي على تمتعه بالجنسية الأميركية قيمة خاصة لا نظير لها خارجاً، وهو كان ينطلق من هذا الموقع الأميركي له في تحرير كتاباته ” ينظَر آخر مقال لي عنه في صحيفة : الخليج الثقافي، الإمارات، 11 آب 2014 ” . حسن إذاً، إذا كان كل هؤلاء الذين لا يكفون عن التغني بمآثر السياسة الأميركية، والـ” حكمة ” الأميركية في المحصّلة، والهرولة بصيغ شتى إلى لفت أنظار سياسييها الكبار والصغار، ونيل حظوة ما في قاطرة السياسة هذه، لماذا يكون ذلك حلالاً عليهم حراماً على الكرد ؟ لهذه الأسباب، الكردي عميل أميركي. نعم، أفضل من أن يكون أضحية تاريخية مستمرة ومسمنة لممثل الوصاية السياسية العربية وأهوائه، وبطشه ومسعاه المستمر إلى إبقاء الأضحية في خانة ” العبد ” أو ” المستعبَد ” .” هنا أيضاً، أحيل القارىء إلى النظر في كتاب أوفرا بينغيو: كُرد العراق : بناء دولة داخل دولة ” والثري جداً بمعلوماته في هذا السياق … ربما لهذه الأسباب، يكون النشيد القومي الكردي المهابادي أصولاً، ” مقيتاً ” من وجهة نظر هؤلاء: أيها الرقيب- حية هي الأمَّة التي تكون لغتها الكُردية- لا يقهرها سلاح أي زمان – لا يدّعي أي كان أن الكرد هم أموات- أحياء هم الكرد – ورايتهم لن تنتكس ..