إنا لله وإنا إليه ” كرد ” ! هذا ليس تجنياً على الواقع، إنما هو التجني على الواقع نفسه، فيما عمِد إلى التجاوب مع المتقاعسين عمداً، والمضخمّين لجوانب مركَّبة أكثر من غيرها من باب التضليل، مما جرى ويجري، والمتواطئين مع الجاري، تعبيراً عن ” أخوة ” دينية كردية مزعومة، رغم هول المصاب الجمعي الجينوسايدي. ولكل مصيبة، مأساة ما يمنحها حجمها ويحدد شكلها، ويعين حدود قيامتها وانتشارها، وطريقة بثها أو التصوير والتعبير، والواجب الأخلاقي والإنساني والنسَبي الكردي يلزمني أن أكون بالمرصاد ممن يحاول تحت وطأة فعل أخلاقي، أو هوى ما، المس بحقيقة الجاري وخلفيته .
إنا لله وإنا إليه ” كرد ” ! ليس تلاعباً بالعواطف، أو ربما تصريفاً ما يخص صدى العبارة الدينية ” الإسلامية “، لما يعنيها في الحياة والموت، إنما هو الدفع بالعبارة الدينية إلى مختبر الواقع، ومحك المعاش تحديداً وتعرية للفعل المشخص. ومواجهة ليس القتلة ” المجاهدين ” الحداثيين، التكفيريين، المتأسلمين فقط، فهم قتلة فقط، وماذا تنتظر من القاتل إلا أن يقتل بالفعل، ويبث الرعب في النفوس، ليشكل أفظع صورة عما يحركه ديناً ودنيا، إنما حتى مواجهة من يحاول ” إعراب ” فعل القتل، والقتلة في مناح تثير الدهشة أكثر، كما هو الحال مع طرق صياغة الأخبار، والمنانشيتات الخبرية التلفزيونية، وفي الصحافة ” الحية “: العربية قبل غيرها، وفي صفحات ” التـ”ـفـ “صل ” الاجتماعي، بالنسبة لعنصرية التعابير ووخامة الدائر للنفوس والمكوّن الفعلي لها ثقافياً.
إنا لله وإنا إليه ” كرد ” ! هذا ليس انفصالاً عما لا أدريه وأدريه بسلالة ” سام ” أو ” حام ” أو ” يافث “، أو ما إذا كان هناك سلالة أخرى، لم يأت على ذكرها الراوية التوراتي، ومن تتوْرتَ تالياً، ليس خروجاً عن صف ” المجموعة الإنسانية- الدينية ومذاهبها “، إنما هو الإخلاص لحقيقة المرتَكب والمنتخب والمرتجع، على طريقة ” لكل قاعدة شواذها “، رغم أن العبارة قد تكون مقلقة للبعض أو للكثيرين أحياناً، لأن ثمة من لا يريدها حتى بالطريقة هذه، إن انطلقنا من وقائع التاريخ ومدائح أسياده إزاء ” ضحاياهم “: من الرجال، وسباياهم من النساء، واللعبة ” شغالة ” ومستعادة، كما يظهر، وذراريهم ” أولادهم، أطفالهم ” الممثل فيهم برعب خاص .
إنا لله وإنا إليه ” كرد ” ! في ضوء المتاح والمباح حتى الآن، ليس تعالياً على كل ضحية داعشية ومن هم ” جمهور ” داعش بأكثر من لغة، ومن يروج لداعش، ومن ينصر داعش، ومن يتابع داعش عن كثب، ومن ينسى أن داعش في شر أعمالها، ستخرِج الإسلام في أسوأ طبعة اعتبارية في التاريخ” الإسلام البدائي “، والذي يتهدد كل من يفكر، أو يحاول أن يفكر، أو أن يحاول محاولة في أن يفكر، طالما أن أطرافه تكفيه في تقطيع أوصال الضحايا، وما يجلوه غريزياً ومنمَّى يترجم سلوكه الفعلي. ليس تقليلاً من عذابات أي ضحية داعشية، من أي دين أو مذهب أو اثنية، إنما حق الكردي على الكردي قبل سواه في عملية الإبراز والتشديد عليه، طالما أن ثمة قريبين مقربين منه، ويغضون الطرف، بكل صفاقة عما يجري.
حق الكردي على الآخرين، إذ لم يكف أولاء عن كتابة التاريخ، وإعادة كتابة التاريخ، ولي سهم فيه وككردي، وهم يقللون منه كثيراً، وكأنه تاريخهم. أكثير علي إذاً أن أسمي نفسي كردياً، وحيث يتنكَّر لحقيقتي، وأن أكتب تاريخي الكردي الذي لم يُكتَب أصلاً ، وأؤرشف للجرائم التي ارتكبها الأعداء، إنما في الواجهة: الأخوة الدينيون وربما شركاء لهم ” من لحمي ودمي “، وحتى اللحظة، ومن المدعشنين ؟!