إسماعيل حمه
كشفت هجمات مسلحي الدولة الإسلامية داعش على شنكال وزمار وغيرها من المناطق الكردستانية بأن الوضع الكردي العام والعلاقات الكردية الكردية ليست بخير, وان ثمة تناقض عميق ومخيف بين اجندات الاحزاب الكردستانية وتكاد تتقاطع بعضها مع أجندات العدو بحيث لم يعد ممكنا الاستخفاف بها أو التغاضي عن مدى خطورتها على مستقبل الشعب الكردي ومستقبل قضيته القومية, فبدل أن توحد هذه الاحداث ومحنة اخواننا في شنكال وكل المواقع التي تعرضت للإرهاب موقف الشعب الكردي واحزابه إزاء الأخطار التي برزت مع هجوم داعش على إقليم كردستان ثمة من حاول ولازال يحاول عبر وسائل اعلامه تناول هذه الاحداث بطريقة ثأرية كيدية مثيرة للإشمئزاز فيها الكثير من معاني التشفي والانتقام,
حيث لا زالت تصور إنسحاب البيشمركة من شنكال وغيرها من المناطق على انه انكسار وهزيمة كبرى للبيشمركة ولحكومة إقليم كردستان, رغم الهجوم المعاكس الذي بدأت تشنه البيشمركة والانتصارات الميدانية التي تحققها كل يوم, ورغم معرفتنا بأن المعارك العسكرية لا يمكن تصورها انجازات وإنتصارات على طول الخط, وتعمل بشتى السبل على تجييرمعاناة ومآساة الاخوة الإيزيدين التي هزت وجدان ضمير كل كردي فضلا عن الضمير العالمي لأجندات حزبية بصورة بالغة السوء مقابل تسويق انتصارات وهمية تنسبها لنفسها في استهتار مخيف بوعي الشعب الكردي وقدرته على التمييز بين الصح والخطأ.
ولذلك اخشى أن هذه الأحداث, والبروباغندا التضليلية والغوغاء التي يمارسها البعض إزاءها, قد لا تسمح بتوفير أية فرص لتوحيد مواقف الاحزاب الكردستانية الآن وربما مستقبلا أيضاً, وفقا لتمنيات البعض منا, هذه الوحدة التي اعتبرناها دائما شرط من شروط نجاح الكرد في مواجهة التحديات والمخاطر التي نواجهها كل يوم في ظل الاوضاع المتحركة والمتقلبة من حولنا وفي المنطقة, بل أكاد اجزم بأنها تنكأ الجراح وتزيد من حجم الشرخ بين الاطراف الكردستانية, واتمنى ان اكون على خطأ, الأمر الذي يستدعي من هذه الأحزاب وقف هذه المهزلة الإعلامية ومراجعة مواقفهم وسياساتهم على وجه السرعة والوقوف أمام مسؤولياتهم القومية والوطنية والجنوح الى العقلانية والعمل على التحررمن تأثيرات الأجندات التي لا تخدم تطلعات وطموحات الشعب الكردي, وليتأكد الجميع إن كان ثمة خطر يواجه إقليم كردستان فهذا الخطر سيطالنا جميعاً آجلا أم عاجلاً ولن يكون احد منا بمنأى عنه أينما كان وأيا كان موقعه.
وينبغي أن ندرك بأنه رغم معاناة اهلنا في شنكال وغيرها من المناطق ورغم كل الألم الذي يحدثه المشهد الكردي العام على الصعيد الإعلامي في هذه اللحظات, وسوء تناول الوضع من قبل إعلام بعض الأحزاب الكردستانية يجب ان نعترف بأن الدبلوماسية الكردية في إقليم كردستان تحقق نجاحات وانتصارات باهرة وكبيرة جدا واستطاعت في فترة قياسية جدا استجرار دعم دولي وإقليمي لم نكن نتوقعه, لا بل لم نكن نحلم به في أي وقت من الأوقات, بل يكاد يكون استثنائيا, ففي أية ازمة تحركت الولايات المتحدة الأمريكية بهذه السرعة كما تحركت حيال تهديدات داعش لإقليم كردستان ومعناناة اخوتنا في شنكال وبدأت بتنفيذ ضربات عسكرية موجعة ضد داعش واعلنت التزامها لأول مرة وبشكل رسمي بأمن اقليم كردستان..؟؟ فهذا إنجاز دبلوماسي كبير جدا سيكون له وقع كبير على الصعيد الميداني والعسكري سيمكن قوات البيشمركة من الحاق الهزيمة بالإرهاب في أقرب وقت ممكن, مثلما كنا على يقين بأن هذه قوات ستلحق الهزيمة بالإرهاب حتى بدون هذا الدعم الدولي, وينبغي ان تكون هذه الإنتصارات الدبلوماسية والعسكرية مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا علينا أن نركز عليها في هذه اللحظات التاريخية فهو البلسم لكل الجراح, وترك كل ما من شأنه الإستمرار والإمعان في نكأ الجراح كما لازال يفعلها البعض من إعلامنا الحزبي عبر إستمرار ترديد اسطوانة ما يسميها بهزيمة البيشمركة في شنكال وغيرها من المناطق وإدعاء ترك اخواننا وإخوتنا الإيزيدين فريسة للإرهاب.