عبد العزيز التمو
ان المجازر التي ترتكبها داعش، احد اعمدة محور الشر والارهاب العالمي بحق المدنيين العزل في ريف كوباني، بحق المدنيين الكرد والشيوخ والنساء هو ليس بالجديد من اعمال هذا التنظيم التكفيري الارهابي، ولم يكن انقلابا على سياسته او برنامج عمله ف داعش منذ دسها بين صفوف الثورة السورية تسير وفق خطط وبرامج عمل وضعت لها في مركز صنع قرارها ،ويكون تنفيذها وفق التسلسل الزمني واولويات التنفيذ على كل الارض السورية، ولكن اليات التنفيذ واسلوب تنفيذ جرائمها بحق الكرد تختلف عن بقية المناطق السورية فهي في كل حروبها مع الجيش الحر تنفذ الاعدامات بحق المقاتلين من الكتائب التي تحاربها او قياداتهم وتكتفي بالبيعة من قبل المدنيين، او تقديم الولاء والطاعة لها من قبلهم، ولكن في المناطق الكردية حيث تنتهج نهج الابادة الجماعية والجرائم المنهجية بحق المدنيين قبل المقاتلين من وحدات الحماية الشعبية ال ypg التي تحاربهم .
وحتى ان قام البعض من المدنيين الكرد بإعلان البيعة لهم فهي ترفض هذه البيعة ، وتعتبرهم اعداء الخلافة والمرتدين الكفرة وتامر بقطع رؤوسهم ، وتحلل اموالهم ونسائهم وفق سياسة مخطط لها في تهجير الكرد وتطهيرهم عرقيا ،وتوضح ذلك من خلال الفتاوى التي اصدروها في كل من تل عرن وتل الحاصل وتل ابيض وريف كوباني في تحليل دمائهم وارضهم واموالهم وعرضهم حتى وصلت تلك الجرائم الى مستوى الجرائم ضد الانسانية، والان وبعد ان استفحل هذا التنظيم واعلن خلافته الرسمية في العراق والشام وسيطرته على اغلب المناطق السورية التي كانت تسمى محررة من سيطرة النظام ،يحاول هذا التنظيم الى بسط نفوذه على كافة المعابر الحدودية مع تركيا ،ويستعد لشن هجوم واسع على مدينة كوباني ،وارتكابها بالأمس مجازر بحق الشيوخ والنساء والاطفال العزل في القرى الكردية في ريف جرابلس هو خير دليل على ان النية المبطنة لهذا التنظيم بالانتقام من الكرد بحجة انتمائهم لقوات ال ypg او حزب ال ب ي د دون اعتبارهم من المسلمين ، والذي لا يجوز هدر دمائهم او اموالهم حتى تثبت بالبينة القطعية بانهم مرتدين عن الاسلام والدين الحنيف ،وهذه الجرائم بحق الكرد ليس لها علاقة بالإسلام او بالمسلمين وانما ترتكب بحقهم من منظور قومي عروبي اسوء من القوميين البعثيين سابقا .
والان وبعد ان اصبح الخطر يهدد الكرد في سوريا يهدد وجودهم كشعب امتدت جذوره التاريخية الى حقب زمنية بعيدة قبل الاسلام ، وترسخت ابان الخلافة الاسلامية ،وارتبط تاريخهم مع الاسلام ابان الدولة الآيوبية التي اسسها صلاح الدين الايوبي ،وخاصة في سوريا قبل مصر وجميع بلاد الشام حيث القلاع الشامخة لاتزال اكبر برهان على وجود الكرد التاريخي في سوريا ،وامتزجت دماء الشباب الكرد في الارض السورية في كل حروب التحرير في العصر الحديث ومنذ تأسيس الدولة السورية ،وروت دمائهم ارض الجولان في كل معارك الكرامة السورية مع اسرائيل ،لابد من اعادة النظر من قبل جميع المكونات الكردية الحزبية ،والغير حزبية ،القبائلية ،والثقافية ،والمدنية ، والشبابية ،فسقوط كوباني بيد التكفيريين ليس نكبة لسلطة الامر الواقع التي فرضتها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ال ب ي د وسياساتها القمعية الخاطئة تجاه الشعب الكردي في عموم روج افا كردستان ،والجرائم التي ارتكبوها بحق الشباب الكرد في عفرين وتل غزال وعامودا والاغتيالات بحق القادة والناشطين الكرد ضد نظام الاستبداد الاسدي ،والتي ألت الامور الى ما وصلنا اليه حاليا ،حيث تفكك المجتمع الكردي الى كيانات وكانتونات صغيرة ضعيفة لاحول لها ولا قوة، وحيث كما كان متوقعا بان النظام السوري سوف يتخلى عن حليفه الاساسي حزب الاتحاد الديمقراطي بمجرد ان يسترد البعض من قوته ،واعادة تجديد البيعة لبشار الاسد ،وسكوت المجتمع الدولي عن جرائمه بحق السوريين واظهاره بمظهر المنتصر على الارض دوليا ،وسيطرة التكفيريين الموالين له على اغلب المناطق المحررة ،انتفت الحاجة الى وجود هذا الحليف الكردي الذي انتهى دوره في مسلسل الاحداث في الثورة السورية ،وحيث ترك ابشع صورة لنظام حكم كردي في منطقته لا يختلف عنها في سلطة امراء الحرب ممن يسمون انفسهم بالمجاهدين في بقية المناطق السورية ،بحيث اصبح الكردي اشد كرها لهذا الحزب وقواته القمعية من بقية المكونات الاخرى السورية . وسقوط كوباني هو سقوط الأحزاب الكردية في سوريا جميعها ،والحاجة الملحة الان الى الدفاع عن هذه المدينة المنكوبة منذ اكثر من عامين من القمع والحصار والاعتقال والفقر والتهجير، بات واجب على الجميع (الشعب الكردي وليس الاحزاب فقط) وطبعا ليس لكوباني سوى اهلها وناسها بعيدا عن الحزبية والتعصب الحزبي الذي لم يعد يجدي نفعا ولايشبع جائعا او يروي عطشانا كرديا فالوجود يا كرد كوباني اهم من هذا جميعا ومالكم غير الله .
05.06.2014
والان وبعد ان اصبح الخطر يهدد الكرد في سوريا يهدد وجودهم كشعب امتدت جذوره التاريخية الى حقب زمنية بعيدة قبل الاسلام ، وترسخت ابان الخلافة الاسلامية ،وارتبط تاريخهم مع الاسلام ابان الدولة الآيوبية التي اسسها صلاح الدين الايوبي ،وخاصة في سوريا قبل مصر وجميع بلاد الشام حيث القلاع الشامخة لاتزال اكبر برهان على وجود الكرد التاريخي في سوريا ،وامتزجت دماء الشباب الكرد في الارض السورية في كل حروب التحرير في العصر الحديث ومنذ تأسيس الدولة السورية ،وروت دمائهم ارض الجولان في كل معارك الكرامة السورية مع اسرائيل ،لابد من اعادة النظر من قبل جميع المكونات الكردية الحزبية ،والغير حزبية ،القبائلية ،والثقافية ،والمدنية ، والشبابية ،فسقوط كوباني بيد التكفيريين ليس نكبة لسلطة الامر الواقع التي فرضتها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ال ب ي د وسياساتها القمعية الخاطئة تجاه الشعب الكردي في عموم روج افا كردستان ،والجرائم التي ارتكبوها بحق الشباب الكرد في عفرين وتل غزال وعامودا والاغتيالات بحق القادة والناشطين الكرد ضد نظام الاستبداد الاسدي ،والتي ألت الامور الى ما وصلنا اليه حاليا ،حيث تفكك المجتمع الكردي الى كيانات وكانتونات صغيرة ضعيفة لاحول لها ولا قوة، وحيث كما كان متوقعا بان النظام السوري سوف يتخلى عن حليفه الاساسي حزب الاتحاد الديمقراطي بمجرد ان يسترد البعض من قوته ،واعادة تجديد البيعة لبشار الاسد ،وسكوت المجتمع الدولي عن جرائمه بحق السوريين واظهاره بمظهر المنتصر على الارض دوليا ،وسيطرة التكفيريين الموالين له على اغلب المناطق المحررة ،انتفت الحاجة الى وجود هذا الحليف الكردي الذي انتهى دوره في مسلسل الاحداث في الثورة السورية ،وحيث ترك ابشع صورة لنظام حكم كردي في منطقته لا يختلف عنها في سلطة امراء الحرب ممن يسمون انفسهم بالمجاهدين في بقية المناطق السورية ،بحيث اصبح الكردي اشد كرها لهذا الحزب وقواته القمعية من بقية المكونات الاخرى السورية . وسقوط كوباني هو سقوط الأحزاب الكردية في سوريا جميعها ،والحاجة الملحة الان الى الدفاع عن هذه المدينة المنكوبة منذ اكثر من عامين من القمع والحصار والاعتقال والفقر والتهجير، بات واجب على الجميع (الشعب الكردي وليس الاحزاب فقط) وطبعا ليس لكوباني سوى اهلها وناسها بعيدا عن الحزبية والتعصب الحزبي الذي لم يعد يجدي نفعا ولايشبع جائعا او يروي عطشانا كرديا فالوجود يا كرد كوباني اهم من هذا جميعا ومالكم غير الله .
05.06.2014