العدو الحقيقي للشعب الكُردي

حسين جلبي

ليس غريباً مناهضة الآبوجيين الصغار، و تحت شعارات غبية لا يفهمها رافعيها لمشروع الدولة القومية الكُردية، فقد سبق لقائد حزب العُمال الكُردستاني أوجلان و قبل عشرات السنين أن اعتبر وجود كيان كُردي حتى و ان كان بدرجة أقل من دولة خنجراً في خاصرة الأُمم الأُخرى، وقد دخل في حروب عبثية مع اقليم كُردستان في سبيل افشال تجريته التحررية، كلفت الكُرد وقتها دماءً و دماراً.

أوجلان و حزب العمال الكُردستاني قتلوا و كذلك تسببوا بقتل عشرات آلاف الشبان الكُرد في ظروفٍ غامضة، منهم ألوف الكُرد السوريين الذين دُفعوا بتشجيعٍ من النظام السوري لحتفهم في الجبال أو من خلال عمليات اغتيال جسدية و معنوية نفذها الحزب بشراسة لم يستعملها مع أعدائهُ المفترضين،
 كما دمر أنصار الحزب البنية الاجتماعية و الاقتصادية للمناطق الكُردية تحت شعار اقامة كُردستان الموحدة و المحررة، و قد خوّنوا حتى قبل سنين قليلة كل من طالب بما دون ذلك الشعار، أما اليوم فقد أصبحت إقامة الدولة الكُردية أو المطالبة بأي شكل من أشكال الحقوق القومية الكُردية حتى و ان كانت مُجرد إنصاف الكُرد من المظالم العنصرية التي الحقتها بهم الأنظمة التي حكمت بلادهم تهمة يلاحق هو و جماعته الكُرد بها و يعملون تصفيتهم، و هكذا تغير شعار الحزب من اقامة دولة قومية كُردية موحدة و محررة الى محاربتها في كل مكان حتى و ان كان ذلك في افريقيا كما كانت تقول تركيا يوماً، و أصبح تلميع أتاتورك و الدفاع عن وحدة تركيا و سلامة أراضيها في وجه “داعش” هي الهدف و المبتغى لأشاوس الحزب.

يُعادي آبوجيو اليوم الدولة الكُردية بالقول مرةً بأن الوقت غير مناسب لإعلانها و أُخرى بأن أوانها قد فات، و يتحدثون عن أخوة الشعوب التي يمكن أن تخلق الدولة الوليدة الفتنة بينها و تدفعها للتحارب، في حين تذهب الحماقة ببعضهم الى حد القول بأن الدولة مشروع امريكي ـ انكليزي ـ تركي لمحاربة حزب العمال الكُردستاني، و من يستمع لهؤلاء يظن بأنهم يحكمون امبراطوريةً قومية بحيثُ أنهم باتوا يعافون الدولة و أصبحوا يبحثون عن شكل أكثر تقدماً، في حين أنهم لم يبنوا سوى امبراطورية من الأكاذيب و لم يثبتوا سوى معاداتهم للكُرد، و إلا لماذا ستكون دولة الكُرد مصدر فتنة و تحارب في حين أن دول الآخرين هي مصادر للتحابب و التقارب.
في المناطق الكُردية السورية لم يسبق ان قُتل الكُرد بهذه الكمية الكبيرة منذُ تأسيس الدولة السورية حتى في عملياتٍ عسكرية، و اذا ما قارنا بين من قُتلوا على أيدي الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد و من قُتلوا بأيادي الآبوجيين، و معظمهم من المدنيين سيرجح ميزان الدم لصالح الأيادي الآبوجية، هذا ناهيك عن الآلاف الذين أوقعهم الحزب في فخٍ نُصب باحكامٍ في الجبال، و كثير من الشهداء هناك ذهبوا غدراً بطعنةٍ في الظهر أو بعد محاكماتٍ ميدانية صورية أجراها جهلة الحزب و قتلته.
لم يشهد تاريخ كُرد سوريا مثل كل تلك الدماء التي أسالها الآبوجيون و لم تعرف الأمهات الكُرديات السوريات الدموع إلا بسبب هذا الحزب و بعد دخول مسؤوليه الى البلاد، و المعروف أن الأم الكُردية لا تبكي لاستشهاد ابنها و لكن طعنة الغدر في ظهرٍ انسانٍ برئ تبكي حتى الحجر، لأن الأمر يصل الى حد الجريمة الموصوفة ضد الانسانية.

ذهبت أجيال كُردية كثيرة و هي تحلم برؤية العلم الكُردي الذي سقته دماء الشهداء مرفرفاً بين أعلام باقي الدول، و اليوم عندما يقترب الحلم من أن يصبح حقيقةً على أيدي بشمركة كوردستان نجد أن أول من يعمل على عدم تحقيقه و يعاديه هو حزب العمال الكُردستاني الذي يهيأ نفسه ليكون أول من ينقض عليه، لذلك استحق هذه الحزب و أنصاره لقب أعداء الشعب الكُردي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…