ليس غريباً مناهضة الآبوجيين الصغار، و تحت شعارات غبية لا يفهمها رافعيها لمشروع الدولة القومية الكُردية، فقد سبق لقائد حزب العُمال الكُردستاني أوجلان و قبل عشرات السنين أن اعتبر وجود كيان كُردي حتى و ان كان بدرجة أقل من دولة خنجراً في خاصرة الأُمم الأُخرى، وقد دخل في حروب عبثية مع اقليم كُردستان في سبيل افشال تجريته التحررية، كلفت الكُرد وقتها دماءً و دماراً.
يُعادي آبوجيو اليوم الدولة الكُردية بالقول مرةً بأن الوقت غير مناسب لإعلانها و أُخرى بأن أوانها قد فات، و يتحدثون عن أخوة الشعوب التي يمكن أن تخلق الدولة الوليدة الفتنة بينها و تدفعها للتحارب، في حين تذهب الحماقة ببعضهم الى حد القول بأن الدولة مشروع امريكي ـ انكليزي ـ تركي لمحاربة حزب العمال الكُردستاني، و من يستمع لهؤلاء يظن بأنهم يحكمون امبراطوريةً قومية بحيثُ أنهم باتوا يعافون الدولة و أصبحوا يبحثون عن شكل أكثر تقدماً، في حين أنهم لم يبنوا سوى امبراطورية من الأكاذيب و لم يثبتوا سوى معاداتهم للكُرد، و إلا لماذا ستكون دولة الكُرد مصدر فتنة و تحارب في حين أن دول الآخرين هي مصادر للتحابب و التقارب.
في المناطق الكُردية السورية لم يسبق ان قُتل الكُرد بهذه الكمية الكبيرة منذُ تأسيس الدولة السورية حتى في عملياتٍ عسكرية، و اذا ما قارنا بين من قُتلوا على أيدي الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد و من قُتلوا بأيادي الآبوجيين، و معظمهم من المدنيين سيرجح ميزان الدم لصالح الأيادي الآبوجية، هذا ناهيك عن الآلاف الذين أوقعهم الحزب في فخٍ نُصب باحكامٍ في الجبال، و كثير من الشهداء هناك ذهبوا غدراً بطعنةٍ في الظهر أو بعد محاكماتٍ ميدانية صورية أجراها جهلة الحزب و قتلته.
لم يشهد تاريخ كُرد سوريا مثل كل تلك الدماء التي أسالها الآبوجيون و لم تعرف الأمهات الكُرديات السوريات الدموع إلا بسبب هذا الحزب و بعد دخول مسؤوليه الى البلاد، و المعروف أن الأم الكُردية لا تبكي لاستشهاد ابنها و لكن طعنة الغدر في ظهرٍ انسانٍ برئ تبكي حتى الحجر، لأن الأمر يصل الى حد الجريمة الموصوفة ضد الانسانية.