المفارقة الكبرى أن – المؤتمرات – جميعها من دون استثناء اما تدعي تمثيل الثورة أو الانتماء اليها أو الحرص على صيانتها أو الدعوة الى نصرتها وتتشارك في الخلط المتعمد بين الثورة من جهة و – المعارضة – من جهة أخرى ولاتستحوذ على أي تخويل من قوى الثورة في الميدان وقد ينجح بعضها استثناء في احضار أحد ثوار الداخل من الجيش الحر أو التنسيقيات لاكتساب الشرعية والتمثيل شكلا وفي سبيل الدعاية أمام وسائل الاعلام .
المفارقة الأخرى أن أي من هذه المؤتمرات لم يعقد في المناطق المحررة بالداخل السوري وفي حين يتمنى كل وطني سوري حريص على القضية السورية أن يقوم الداخل وخاصة تشكيلات وضباط وقادة الجيش الحر بعقد ولو مؤتمر واحد من أجل إعادة الهيكلة والخروج بقيادة سياسية – عسكرية مشتركة وهو السبيل الوحيد لانهاء الأزمة وتحسين شروط الانتصار فانه وبالوقت ذاته لاتثير – المؤتمرات – المتتالية انتباه السوريين بل أن العديد من المناضلين ينأون بأنفسهم عنها لأنها لاتؤثر إيجابا في عملية الصراع ولاتغير شيئا ولاتحقق إرادة الثوار فقط يتم تبذير الأموال في غير محلها هذا اذا لم نقل أن غالبيتها قد تكون مخترقة بشكل وبآخر من جانب أجهزة النظام أيضا.
اذا استثنينا – مؤتمر أنتاليا – في العام الأول للثورة (والذي كان لي شرف تمثيل الكتلة الكردية فيه والتكلم باسمها) والذي كان بحق اللقاء الأول بين القدر الأكبر من ممثلي مختلف المكونات الوطنية السورية ووضع المبادئ الأساسية للمعارضة وأعلن بصراحة أنه لايمثل الثورة ولايقودها بل يعبر عن أهدافها ويخدمها وتم تغطية مصاريفه من جانب عدد من رجال الأعمال السوريين المستقلين فان كل المؤتمرات التي سبقته أواللاحقة بدءا من مؤتمر اعلان – المجلس الوطني السوري – وحتى الآن قيل عنها الكثير وتعرضت الى الطعن والتشهير ان كان بسبب افتقارها الى الآليات الديموقراطية وعدم المشاركة الفعالة والعادلة من جانب مكونات المجتمع السوري القومية والدينية والمذهبية والتيارات السياسية الوطنية وخضوعها في انتقائيتها لمتطلبات الآيديولوجيا المستحضرة من – الاخوان المسلمين – أو حول الجهات الممولة وأهدافها وخدمة أجندة أطراف النظام الإقليمي الرسمي.