مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة

إبراهيم اليوسف
www.alyosef.org
dylynet@hotmail.com

استهلال أوّل :
قبل كل شيء ، لا يسعني , كإعلامي كرديّ ،ّسوري ، إلا وأن أشكر كلا من فضائيتي : ك.ت ف – و-  روج ت ف ، هاتان الفضائيتان اللتان سلّطتا الضوء , على انتفاضة قامشلو , منذ12-3-2004وحتّى اللّحظة , كلّ منهما على طريقتها

وكنت واحداً ممن يتم ّالاتصال بهم,من قبلهما ، هاتفياً ، في  كل مناسبة، ربّما لأنني كنت  من  إعلاميي هذه الانتفاضة  المباركة, منذ أول لحظة وحتى الآن , وهو ما أعده وساماً على صدري …….!.
ولا أخفي ، أنّني وباعتباري أكتب باللغة العربية , فإنني لا أتلكأ البتّة في التعبير عما أريد قوله , بهذه اللغة ، في الوقت الذي يكاد رصيدي الشّخصي من لغتي الأم ، لا يسعفني , كما أروم ، حين يكون اللقاء بالكردية، وهي حقيقة أعترف بها ،  وإن كنت أكتب بالكردية، أيضا ً, ولو قليلا , وعلى نحو متواضع ، ولكن،  يبدو أن ممارسة الكتابة بغير لغة الأم، منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، وبشكل متواصل ، تترك سطوتها ، وإن كانت لي كتابات متقطّعة ، للأسف ، باللغة الأمّ ، منذ بداياتي , وأن لي قصائد مغنّاة ، تعود إلى ربع قرن , كقصيدة – kaniwar!!!   hey    hey-  التي يغنّيها صديقي الفنان كانيوار ، الذي كان عضواً في فرقتي المسرحية حتّى1979……!.
استهلال ثان :
ليس من عادتي , أن أقوم بتحويل المداخلات الإذاعيّة والتلفزيونيّة إلى كتابات مقروءة , وإن كان ذلك مهماً لاختلاف دائرة القرّاء أحياناً ، ربما نتيجة -الكسل الهائل- الذي لا يتوقعه أحد في شخص مثلي , يبدو متابعاً , قراءةً وكتابةً،  لكل ما يبدو من حولي، هذا الكسل الذي يكمن وراء عدم تفرّغي لمراجعة مخطوطات كثيرة لي* , لدفعها إلى الطباعة , منها ما ينتظر الطباعة منذ 1986 وكأنّ لسان حالي هو : إن وجدت الأجيال المقبلة في ما كتبت خيراً , ًفهي لن تقصّر في طباعته , وإلا فإلى الجحيم ، أما أنا، فحسبي، أنّني استخدمت كلمتي كما أروم , غير نادم , مرّة واحدةً, على نصّ كتبته , لأنّني أزعم بأنّني أعيش كلمتي , في كلّ مرة، فهي : أنا باختصار , وان كانت لا تعجب بعضهم , هنا، أو هناك، شأن أيّ كلمة تتوغّل لمعاينة الجرح , كما أريد وأحلم  لكلمتي، ولعلّي هنا أيضا سأستمرّ على عادتي , لا لأن أستعيد المداخلة بكاملها, بل لأن  جزءاً منها، فحسب , نظراً للالتباس الذي حدث في إيصال رسالتي في برنامج – روني roni- الأحد 18-3-2007 والذي كان يديره الزّميل سامي وكان ضيفا البرنامج :  د.

عبد الباقي كولو من خارج الاستديو , و أ .

حكمت عزيز(الذي ظلا على اتصال بالبرنامج حتى نهايته ،  ود.

آلان أموني من باريس ، كمداخلين ، وإن كانت لي مداخلتي , فإنني أرى أن الوقت المخصص للمداخلات غير كاف , وهو ليس “ذنب” البرنامج ، المتميّز حقّاً ، من خلال تألق مقدّمه ، إذ دائما يبقى الكثير مما لا يقال , من قبل من يتمّ استضافتهم عبر الهاتف ، وهو ما سأحاول أن أتلافاه , هنا، ولو إلماحاً ، ناهيك عن محاولتي إضاءة اللّبس الذي فات المعقّبين على بعض ما قلت، موضحاً ما أمكن  !.
الجالية الكردية :
حين أتحدّث عن انتفاضة 12آذار , فإنني في كلّ مرّة , أرى أن ما قام  به الشّباب الكردي في الشّتات ، من جهود عملاقة في مؤازراة ذويهم , حيث قطعوا آلاف الكيلو مترات مشياً على الأقدام , تحت رحمة البرد والمطر والثلج ، ووقفوا أمام سفارات العالم , كي يوصلوا أنين جرحاهم , وصوتنا المدوّي , إلى أربع جهات العالم، ولا أريد الاسترسال في عدّها …!.
 وأنا شخصياً ، أحد هؤلاء الشّهود على ما قاله الصديق حكمت عزيز , حول دور الجالية في مظانّها، بل لديّ من المعلومات بأكثر مما لديه – حتّى في ما راح يدافع عنه , لأنّني كنت في اللّجة , واطّلعت عقب الانتفاضة –بأسابيع-  على ما يجري في أوربا، وكان هو ممن التقيتهم ، في مدينة بادي زوفن الألمانية ، وأعرف تماماً- من كان فاعلاً حقيقياً هناك  , بل أن دعوتي إلى – أوربا – كانت بتزكية من هذه الجالية , بما فيهم نواة – مجموع الأحزاب التي كانت – بالاشتراك مع المستقلّين – ممن كانت لهم جميعاًعلاقة بلقاء باريس2004 الذي كنت من مدعويه، وكان من بيننا الكاتب محمد الحسناوي الذي قضى في الغربة منذ أيام، وآخرون ، تحدّثت عنهم من قبل في رصدي لزيارتي الأوربية !.
لقد كان دور الجالية الكردية , جبّاراً حقا ً- وأنا لا أنظر إلى ذلك من خلال مبلغ ال50 يورو ، وأكثر، الذي قد يدفعه الكردي في أوربا ، من أجل ثمن علبة الدواء، لأحد الجرحى من أهله ، أجل ، بل من خلال جملة الفعّاليات الكبرى التي قامت بها، وهي أعظم من أيّ دعم ماديّ، حيث كانوا خير سند لنا ، نستمدّ من شجعانها قوتنا ، وهو الكلام الذي سمعه الآلاف منهم مني سواء عبر البالتوك أو سائر وسائل الإعلام*….!
ولكن، وهنا أعني كذلك الصديق د.

عبدالباقي كولو – الذي التقيته في هولير2004 ، وتالياً في بيتي في قامشلي ، أيضاً ، موفداً من صديق عزيز ، والذي دعاني إلى (( الإنصاف! )) ببساطة وعفوية غير مدروسة، أثناء الحديث , مسوغة في نظري ، لأنّني كنت أتحدّث عن جريح اسمه مسعود سيد دخيل، وآخر اسمه محمد حمزة محمد ، أولهما: مشلول , نهائياً، كيس دمه قربه ، على مدار الأربع والعشرين ساعة منذ ثلاث سنوات ونيّف ، نتيجة إصابة عموده الفقري بطلق ناريّّ ، من قبل أحد المجرمين ، وثانيهما: ثمّة رصاصة لا تزال مستقرّة في جمجمته , وهما بحاجة إلى المعالجة في الخارج, وكانت صرختي المدويّة أن يسعى أخوتنا في الجالية الكرديّة لدعوتهما لمعالجتهما ، هذا نوع المساعدة التي طلبتها , على غرار قريبي – مسعود حمزة – الذي تماثل للشفاء ، بعد معالجته في أوربا، وبفضل الجالية الكردية، للعلم أن مسعود سيّد دخيل هو أيضاً من أقربائي ، بالإضافة إلى الجريح محمد حمزة….!.
وحين كانت نبرة ندائي للجالية الكردية واخزاً ، فلأنّني – شخصياً – راسلت ولعدّة مرات الكثير من المعنيين ، معتمداً على وثائق طبية، بوضع هذين الجريحين الكرديّين، لمنظمات، وأشخاص، في أوربا ، دون جدوى حتى الآن، أجل -هذا تحديداً – ماشدّدت عليه، وأشدّد، لا الدّعم المادي*……!
ومن هنا، فإن أنصاف الحقائق وصلت إلى المتابع ، في ما يتعلق بمداخلتي الشخصية ، وبقيت كلمة الفصل لهؤلاء الزّملاء ، دوني، في ته الحلقة المتميزة تقديما ً، وضيوفاً، وزملاء مداخلين….!
ولعلّ ، الفقرة الأخيرة التي كنت أريد قولها ، تتعلق ب- مباركتي – لمؤتمر باريس الأخير الذي جرى في منتصف آذار الجاري ، حيث اغتبطت لأنّ أحد عشر حزباً كرديا ً التقى هناك ، وتمّ الخروج بجملة قرارات مهمّة ، لتشكيل – نواة- مرجعية كردية ، وتخيّر خمسة أعضاء من المؤتمر، لصياغة مسوّدة بهذا الخصوص ، تقدّم خلال ستّة الأشهر المقبلة ، وإقرار تشكيل لجنة من أجل شهداء 12 آذار ، وهو ما كنت- من جهتي – قد طلبته أكثر من مرّة،  وتوثيق كلّ مايتعلق بالانتفاضة ، بل وإعادة قراءة وثائقها ، وتحليلها ، وكان آخرها مداخلتي في فضائية روج12 -3-2007( برنامج (Raste  rast ، الذي يقدّمه الصديق أجدر شيخو ، ناهيك عن مساندة القضية الكردية في كافة أجزاء كردستان ، وإدانة هجمات الجيشين التركي والإيراني على أهلنا الكرد، وسوى ذلك …!.
إضاءات أخيرة:
·   أجل ، كنت أتوقع أن يطلب كلّ من الصديقين العزيزين د .عبد الباقي و أ .حكمت أسماء ذين الجريحين لمتابعة أمورهما، بغرض السعي لعلاجهما في الخارج ( وهو أقوى أنواع الدّعم ) لأنني- أكرّر- لم أعن الدعم المادي ، الذي لايمكنني الإشارة إليه، في مثل هذه الطريقة, بل هو ليس من شأني…!.
·   د .

رضوان علي الذي عرفته في مدينة الحسكة فنّاناً و إنساناً ناضجاً دمث الأخلاق ، في سنوات73-74- 75 وكان  يكبرني بسنوات ، و تفصل غرفتي عن غرفته سنتمترات قليلة، فحسب ، وأنا في المرحلة الإعدادية، أقرض برد غرفة مأجورة وحيدا بعيداً عن ذوي الذين كانوا في القرية ، اغتبطت عندما علمت بأنه طبع كتابه عن الانتفاضة، وأعتقد كان ينبغي الحديث عن كيفية إيصال – هكذا كتاب – إلى عامّة القرّاء ، خاصةً وأنني صحافيّ كرديّ ، كنت أستنسخ مايؤلفّه – من قبل –  عن طريق الفوتوكوبي- وإن عدم حصولي على مؤلفه- المشكور عليه هذا – في عصر الصورة الألكترونية ، نتحمل أنا- كقارىء متابع- وهو معاً المسؤولية ، مناصفة ، وإن كنت قد اطلعت على بعض منه ، فحسب ، ألكترونياً ، ومن هنا أرى ضرورة نشر الكتاب الكردي- ألكترونيا- ليتمكّن كل المهتمين من اقتنائه ، في زمن انكسار هيبة الرّقابة، بل سقوط جدرها، إلى غير رجعى ، إن شاء الله….! .
·   أوجه نداء في هذه المناسبة لمن لديه من الأصدقاء بعض أرشيفي الذي تعرض لأكثر من حملة في حاسوبي إرساله إلي ، وأخص ما نشر في مواقع : عفرين- أخبار الشرق- كلنا شركاء- وغيرها من المواقع، مع العلم أن الصديق سيروان حج بركو – مشكوراً – وضع بين يدي ما نشر لي فى موقع عامودا.

نت
·   * في إمكاني تسمية من تمت مراسلتهم والاتصال بهم من أجل وضع هؤلاء الجرحى، وهم مشكورون، وإن لم تتكلل جهودهم بالنجاح …!
·   في مداخلاتي الأخيرة تحدّثت عن ضرورة عدم فتور العزيمة والتراخي: لقد جاء في موقع عامودا .

نت أنه رغم نداء الأحزاب الكردية  للقيام بفعالية في برلين- عاصمة البلد الذي توجد فيه أعلى نسبة من أهلنا الكرد، بمناسبة 12 آذار إلا أن عدد المشاركين كان فقط 82 شخصاً ، وهؤلاء هم من كانوا ينادوننا : dakevin kolanan، وهم أكثر غيرةً وشجاعةً منّي ، لكن التراخي أصابنا جميعاً، فأنا شخصياً، لم أكتب في الذّكرى الثالثة كما كتبت في الذكرى الثانية ، وما كتبته في الذكرى الأولى كان كثيراً ، وإن كان سيقلّ عن كتابة يوميات الانتفاضة ، آنذاك ، كنت أستطيع أثناء الالتصاق والاكتواء بلحظة الحدث أن أتحدث لساعات عن الانتفاضة، دون الاستعانة بذاكرة ورقية ، وها أنا الآن لا أتمكن من متابعة إقامة ندوة دون الانطلاق من نص مكتوب، وهو حرفياً ما قلته في أحد ندواتي في الذكرى الثالثة للانتفاضة مؤخراً..!
أجل ، إن ما دعوت إليه أعمق، وهو ألا نعيش في – سعادة النسيان- نيتشوياً ( أجل بحسب نيتشه الألماني) بل أن نمزج بلغته بين التاريخانية واللاتاريخانية، كي تتجدّد الانتفاضة، وهو ما يجب أن نعمل عليه لتعميقه، نتيجة حاجتنا إليه…….!.

قامشلو

19-3-2007

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…