بحلول التاسع والعشرين من هذا الشهر يدخل مشروع تيار المستقبل الكوردي في سوريا عامه العاشر ، بهدف تأسيس مدرسة جديدة للفكر الكوردي الديمقراطي النهضوي، كمشروع ثقافي وسياسي , يستنهض الطاقات الشبابية الكوردية ويعيد تأطيرها، ويفعل دورها المجتمعي، عبر احترام ثقافة الاختلاف و قبول الآخر، والتعايش معه، حيث قدم وثائق فكرية وسياسية متماسكة تصلح لأن تكون ركيزة متينة لمؤسسة سياسيّة مدنية تستطيع ان تعيد للهويّة الوطنيّة الكوردية بريقها . لقد شكلت تلك الوثائق قطيعة فعليّة مع ماضي الإيدولوجيات الابوية المغلقة التي غلفت العمل السياسي الكوردي في كوردستان سورية لعقود طويلة من الزمن
حيث انطلق التيار في رسم سياساته من التحليل الملموس للواقع الملموس ودراسة موازين القوى الفعلية ,ومن المنجز المعرفي والإنساني الذي وصلت اليه البشرية لرسم مبادئ وأهداف عملية ممكنة لحل القضية الكوردية في سوريا بما يتناسب مع العهود والمواثيق الدولية ذات الصلة ،عبر ممارسة أساليب النضال المختلفة لشحن المجتمع الكوردي وكسر حاجز الخوف ، بعد أن فشلت الابويات الحزبية الكلاسيكية في استنهاض طاقة المجتمع وأبقتها اسيرة لهوامش السلطة ومزاجياتها ، وبذلك افرغت المجتمع الكوردي من الفاعلية السياسية لمدة تزيد عن خمسين عاماً, ظهرت آثارها السلبية خلال السنوات الماضية من عمر الثورة, مبرزة حجم الخواء السياسي والتنظيمي داخل المجتمع الكوردي بفعل احتكار هذه الأبويات للعمل القومي المنظم وانسجامها مع نظام الإستبداد, حتى غدت كلمة حزب تثير الاشمئزاز لدى شرائح كبيرة من المجتمع الكوردي وخاصة النخبة ، لما تركته ممارسات هذه الأحزاب في ذاكرة الكورد من ذل وخنوع واستسلام، وبذلك اصبحت تشبه كل شيء ، إلا أن تكون حزباً سياسياً منتجا حيث كانت ضحية للإستبداد العام من جهة, ولاستبدادها الداخلي الذي حكم بنيتها التنظيمية من جهة أخرى.
طرح التيار نفسه حالة معارضة لنظام الاستبداد ، بهدف كسر احتكار واستئثار حزب البعث الفاشي بالدولة والثروة والمجتمع ، فنظم مظاهرة للكشف عن مصير الشيخ معشوق الخزنوي المختطف من قبل نظام الأسد وهو قيد التأسيس مع حزب يكيتيولاحقا عبر لجنة التنسيق الكوردية مع حزبي يكيتي وازادي ، والمجلس السياسي الكوردي (تسعة احزاب) الذي قام بمظاهرة في دمشق من اجل اسقاط المرسوم 49 ، ثم شارك في الثورة السورية العظيمة منذ انطلاقتها وعندما أحجمت كل القوى الكوردية بدون استثناء عن مشاركتها في الثورة، اعلن انحيازه الى الشباب الكوردي الثائر وعلق عضويته في احزاب الحركة الوطنية الكوردية.
واليوم بعد ثلاث سنوات ونيف من الثورة ، يمكن تلخيص المشهد السوري بجملة من التطوّرات والأحداث أهمها وصول الأوضاع إلى حالة مزمنة من الاستعصاء أصبح فيها الحسم العسكري مستحيلاً دون دعم دولي حقيقي ، مع تصاعد أعمال العنف المزدوج والقتل والخراب والدمار الذي طال المدنيين العزل من نساء واطفال وشيوخ ، فالخراب والدمار اللذان حدثا في سوريا حتى الان تقدر خساراته على البنية التحتية بمئات المليارات من الدولارات ، ناهيك عن استشهاد اكثر من 200الف شهيد ، وتشريد ونزوح حوالي تسعة ملايين سوري ، كما ازداد تذمّر المواطنين السوريين من ممارسات الفصائل التكفيرية والإرهابية (داعش وجبهة النصرة وغيرهما ) الأمر استفاد منه النظام السوري عسكريّاً وسياسيّاً مع استقدام عناصر حزب الله ، وكتائب أبوالفضل العبّاس العراقية والباسيج الايراني ومرتزقة شيشانين باتوا يحاربون إلى جانب قوات النظام الاسدي في خضمّ حربه المجنونة الدائرة ضد مواطنيه ، وما نجم عن ذلك من مضاعفات وانعكاسات داخليّاً وعربيّاً وإقليميّاً ودولياً وتعميقا للشرخ الطائفي والمذهبي ، مع تصاعد الدور الإيراني في سورية عسكريّاً واقتصادياً وسياسيّاً وبروز دور إسرائيلي من خلال قصف أهداف محددة في سورية ، ودعم لبعض المجموعات التي تعمل على الشريط المحاذي للجولان المحتلّ .ومع تعنّت النظام ومحاولاته المحمومة الالتفاف على بيان جنيف 1 لمنع تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بحجة محاربته للارهابين من جهة ، وعدم جديّة وحزم راعيي المؤتمر من جهة ثانية، وصلت مفاوضات جنيف ٢ إلى طريق مسدود ، وقد أصبحت استعادة المفاوضات صعبة للغاية في المستقبل القريب بسبب الأزمة الأوكرانية وما خلقتها من تنافر بين روسيا والغرب ما أعطى للنظام الفرصة والوقت المناسبين لتصعيد حربه المجنونة والاستمرار في سحق وتدمير سورية ، ورغبته في تحقيق نصر موهوم ، خاصة بعد استلام قوّات النظام زمام المبادرة في أكثر من منطقة ورجحان كفّته فيها ، وتحقيق ( مصالحات ) في العديد من بلدات ريف دمشق وفك الحصار عن حمص القديمة بخروج المقاتلين منها .
وعلى ضوء هذه الوقائع والمستجدّات فإنّ تيار المستقبل الكوردي في سوريا يرى أن سوريا بحاجّة لمرحلة انتقالية تقودها حكومة انتقالية وفق ما جاء في بيان جنيف 1 ،على أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة ، للعمل على وقف العنف من كافة الأطراف ، وإطلاق كافّة الموقوفين سياسياً ، والعمل على تحرير المختطفين ، وإغاثة المناطق المنكوبة وفكّ الحصار عن أبنائها ، وتسهيل عودة النازحين داخل وخارج سوريا إلى قراهم ومدنهم وتقديم العون لهم لممارسة نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي وتعليق العمل بالدستور الحالي ، وبقوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات ، والاسراع لوضع بدائل عنها وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرّة ونزيهة وتحت إشراف دولي تضمن حريّة اختيار الشعب لممثّليه في كل المستويات والاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي كمكون اصيل قائم على ارضه التاريخيه وحل قضيته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية والدعوة بالتزامن مع ذلك لعقد مؤتمر حوار يحضره كل السوريين من أجل التوصّل إلى عهد وطني جديد ملزم للجميع.
وفيما يخص ترشيح بشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة فإننا نعتبر هذه الانتخابات إن جرت بمثابة المسمار الأخير في نعش العملية التفاوضية التي بدأت في جنيف بين النظام والمعارضة ،وهي مسرحية هزلية قل نظيرها بالتاريخ الحديث لذا ندعو الشارع الكوردي في كل مكان بمقاطعة هذه الانتخابات الغير شرعية ان تمت بشكل واضح وصريح .
أما المشهد الكوردي فيشهد إرهابا منظماً لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD تصاعدت حدته مؤخراً مع تأكيد حقيقة تحالفه مع نظام القتل والإجرام الأسدي وما تمارسه شبيحته يوميا من قتل وخطف واعتقال وتعذيب ، وحصار للمدن الكوردية بحجج واهية ، وحرق وتخريب مكاتب الأحزاب وبيوت المواطنين ، ونفي عوائل الناشطين والإعلاميين والسياسين، ومنع عودة الكورد إلى وطنهم ، وزج الالاف من الشباب والشابات القاصرات في ميادين القتال تحت حج وذرائع شتى ، واستصدار مراسيم وأحكام هزلية جائرة، بغية خلق صراع كوردي كوردي لانهاء الحياة السياسية في المناطق الكوردية على غرار ما جرى في كوردستان تركيا ،
بالإضافة إلى إعلان PYD عن إدارته الذاتية الغير شرعية ،( بينا موقفنا من هذ الادارة في حينه ببان تفصيلي ) كونها معلنة في ظل نظام قمعي استبدادي لاشرعي اولا ولان هذه الادارة لا تلبي الطموح القومي الكودي ثانيا ولم تنتخب من قبل الشعب ثالثا وبالتالي ما يصدر عنها من قرارات ومراسيم لا يمثل الشعب الكوردي في سوريا ولا تنتمي اليه لأن هذا الشعب حسم خياره من الثورة ومن سلطة الاستبداد.
وفي ظل ضعف أداء الاحزاب الكوردية الاخرى عموما والمجلس الكوردي على وجه الخصوص الذي احتكر العمل السياسي ومارس سياسة الإقصاء والتهميش بحق عدد من القوى والاحزاب الراغبة بالانضمام اليه معتمدا على دعم ومساندة قيادة إقليم كوردستان العراق له ماديا واعلاميا وسياسيا,إلا أن افتقار المجلس الى قيادة حقيقية والى عمل منظم و ممنهج وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واتباع سياسة المحاصصة المتساوية وغياب إرادة النضال جعل المجلس في غرفة الانعاش والعناية المركزة ، الامر الذي ادى الى استفراد PYD بالساحة واستئثاره للموارد المادية والبشرية واعادة انتاج سياسة وممارسات البعث الفاشي.
إننا ندعو شعبنا الكوردي في كل مكان بالوقوف ضد ممارسات حزب ال PYD الاستبدادية من مظاهرات، واعتصامات””””وإضرابات عن الطعام واصدار بيانات شجب وتنديد والادعاء في المحاكم الدولية والاقليمية ، كي لا يتغول ويبطش بالمجتمع أكثر وأكثر ، على الجميع توثيق كل افعالهم .وخاصة أسماء المنفذين والمخططين والمحرضين والمشتركين وحتى اسماء الشهود والضحايا ومكان وزمان وقوع الجريمة .. الخ لان ملف النظام وشبيحته سيقدم الى محكمة الجنايات الدولية عاجلا ام آجلا.
لقد عاهد تيار المستقبل الكوردي منذ اليوم الأول جماهير شعبنا على قول الحقيقة كما يراها، فقد أكد بوضوح أن معركته الأساسية مع نظام الاستبداد ، وهي قد تكون طويلة ، لكن الانتصار سيكون حليفا لشعبنا، وسيستعيد حقوقه القومية والديمقراطية مهما تجبر ومهما بلغت قوته، لأنها النهاية المنطقية لأي نضال وطني قومي مؤسس على الحق وعدالة القضية.
في هذا اليوم، ونحن نضئ الشمعة التاسعة ، يؤكد تيار المستقبل بأنه سيظل وفيا لجماهيره ولشعبه ولشهدائه أنور حفتارو ، مصطفى خليل والناطق الرسمي مشعل التمو وكل الأمهات الثكالى والمعذبين من شعبنا. وفياً للمبادئ والقيم التي جسدها المؤسسون الأوائل ، كما يؤكد حرصه على إجراء حوار وطني شامل لبلورة برنامج إجماع وطني يستند إلى مجموعة من التوافقات التي يتوحد على أساسها الجميع، لإعادة بناء وترتيب البيت الداخلي الكوردي، وتحقيق أهدافه وإخراجه من دائرة الاستخدام المؤقت ، حتى نصل إلى ما تريده وتتوقعه جماهير شعبنا بتحويل تعدديتنا السياسية إلى عامل توحد وإغناء لمسيرة شعبنا ونضاله من أجل تحقيق أهدافه الوطنية.
لقد سقطت رهانات الكثيرين ممن كانوا يعتقدون أن تيار المستقبل سينتهي ، لذلك حاولوا عزل التيار وإضعافه سياسيا وتنظيميا وفي المقدمة منهم السلطة وبعض الأحزاب الكوردية ومن في يدور في فلكها ، وحاولوا ضرب التيار من الداخل عبر شراء بعض الذمم وإظهار الأمر على أنه خلاف بين الداخل والخارج لكنهم فشلوا بكل المعايير ، فتيار المستقبل لا يزال يحافظ على تماسكه التنظيمي والسياسي وهذه الأصوات التي تظهر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بين الفينة والاخرى هي إما عناصر مستقيلة لأسباب تخصها وحدها ، أو مستبعدة من التنظيم لأسباب تتعلق بالاستقامة والنزاهة والتواصل مع بعض القوى التي تعمل تحت مظلة النظام ، ونقول لهؤلاء إذا لم تكفوا عن إساءاتكم للتيار وإن لم تتوفقوا عن انتحال صفته التنظيمية سنقوم بنشر أسمائكم وخروقاتكم التنظيمية التي ارتكبتموها من وراء على ضوء مالدينا من وثائق ، وقد أثبت الواقع لهؤلاء المراهنين ولغيرهم قوة وصلابة تيار المستقبل وتمسكه بالخط السياسي والنضالي الذي رسمه المؤسسون الأوائل، عبر سعيه الدائم إلى بلورة واستخدام وسائل مدنية لا حزبية , مستندا على قيم انتفاضة آذار وما خلفته من إرادة مقاومة ومواجهة ، معبرة عن التضحيات التي قدمها الشباب الكورد في سعيهم للحرية والديمقراطية ، وهي الإرادة التي كانت السبب في تأسيسه كحالة شبابية ثورية معارضة للاستبداد, ومتمسكة بالهوية القومية الكوردية كانتماء ثقافي وسياسي ، وبسوريا كوطن حقيقي, ليكون هذا الانتماء تعبير حقيقي عن رؤية الشعب الكوردي السياسية ، وتطلعه نحو انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية, في دولة وطنية حديثة .
عاشت الذكرى العاشرة لتأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا
عاشت سورية حرة أبية
المجد للشهداء وفي مقدمتهم عميد الشهداء وسنديانة الثورة القائد مشعل التمو
الحرية للمعتقلين والنصر للثورة
26/5/2014
تيار المستقبل الكوردي في سوريا
مكتب العلاقات العامة
طرح التيار نفسه حالة معارضة لنظام الاستبداد ، بهدف كسر احتكار واستئثار حزب البعث الفاشي بالدولة والثروة والمجتمع ، فنظم مظاهرة للكشف عن مصير الشيخ معشوق الخزنوي المختطف من قبل نظام الأسد وهو قيد التأسيس مع حزب يكيتيولاحقا عبر لجنة التنسيق الكوردية مع حزبي يكيتي وازادي ، والمجلس السياسي الكوردي (تسعة احزاب) الذي قام بمظاهرة في دمشق من اجل اسقاط المرسوم 49 ، ثم شارك في الثورة السورية العظيمة منذ انطلاقتها وعندما أحجمت كل القوى الكوردية بدون استثناء عن مشاركتها في الثورة، اعلن انحيازه الى الشباب الكوردي الثائر وعلق عضويته في احزاب الحركة الوطنية الكوردية.
واليوم بعد ثلاث سنوات ونيف من الثورة ، يمكن تلخيص المشهد السوري بجملة من التطوّرات والأحداث أهمها وصول الأوضاع إلى حالة مزمنة من الاستعصاء أصبح فيها الحسم العسكري مستحيلاً دون دعم دولي حقيقي ، مع تصاعد أعمال العنف المزدوج والقتل والخراب والدمار الذي طال المدنيين العزل من نساء واطفال وشيوخ ، فالخراب والدمار اللذان حدثا في سوريا حتى الان تقدر خساراته على البنية التحتية بمئات المليارات من الدولارات ، ناهيك عن استشهاد اكثر من 200الف شهيد ، وتشريد ونزوح حوالي تسعة ملايين سوري ، كما ازداد تذمّر المواطنين السوريين من ممارسات الفصائل التكفيرية والإرهابية (داعش وجبهة النصرة وغيرهما ) الأمر استفاد منه النظام السوري عسكريّاً وسياسيّاً مع استقدام عناصر حزب الله ، وكتائب أبوالفضل العبّاس العراقية والباسيج الايراني ومرتزقة شيشانين باتوا يحاربون إلى جانب قوات النظام الاسدي في خضمّ حربه المجنونة الدائرة ضد مواطنيه ، وما نجم عن ذلك من مضاعفات وانعكاسات داخليّاً وعربيّاً وإقليميّاً ودولياً وتعميقا للشرخ الطائفي والمذهبي ، مع تصاعد الدور الإيراني في سورية عسكريّاً واقتصادياً وسياسيّاً وبروز دور إسرائيلي من خلال قصف أهداف محددة في سورية ، ودعم لبعض المجموعات التي تعمل على الشريط المحاذي للجولان المحتلّ .ومع تعنّت النظام ومحاولاته المحمومة الالتفاف على بيان جنيف 1 لمنع تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بحجة محاربته للارهابين من جهة ، وعدم جديّة وحزم راعيي المؤتمر من جهة ثانية، وصلت مفاوضات جنيف ٢ إلى طريق مسدود ، وقد أصبحت استعادة المفاوضات صعبة للغاية في المستقبل القريب بسبب الأزمة الأوكرانية وما خلقتها من تنافر بين روسيا والغرب ما أعطى للنظام الفرصة والوقت المناسبين لتصعيد حربه المجنونة والاستمرار في سحق وتدمير سورية ، ورغبته في تحقيق نصر موهوم ، خاصة بعد استلام قوّات النظام زمام المبادرة في أكثر من منطقة ورجحان كفّته فيها ، وتحقيق ( مصالحات ) في العديد من بلدات ريف دمشق وفك الحصار عن حمص القديمة بخروج المقاتلين منها .
وعلى ضوء هذه الوقائع والمستجدّات فإنّ تيار المستقبل الكوردي في سوريا يرى أن سوريا بحاجّة لمرحلة انتقالية تقودها حكومة انتقالية وفق ما جاء في بيان جنيف 1 ،على أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة ، للعمل على وقف العنف من كافة الأطراف ، وإطلاق كافّة الموقوفين سياسياً ، والعمل على تحرير المختطفين ، وإغاثة المناطق المنكوبة وفكّ الحصار عن أبنائها ، وتسهيل عودة النازحين داخل وخارج سوريا إلى قراهم ومدنهم وتقديم العون لهم لممارسة نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي وتعليق العمل بالدستور الحالي ، وبقوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات ، والاسراع لوضع بدائل عنها وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرّة ونزيهة وتحت إشراف دولي تضمن حريّة اختيار الشعب لممثّليه في كل المستويات والاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي كمكون اصيل قائم على ارضه التاريخيه وحل قضيته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية والدعوة بالتزامن مع ذلك لعقد مؤتمر حوار يحضره كل السوريين من أجل التوصّل إلى عهد وطني جديد ملزم للجميع.
وفيما يخص ترشيح بشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة فإننا نعتبر هذه الانتخابات إن جرت بمثابة المسمار الأخير في نعش العملية التفاوضية التي بدأت في جنيف بين النظام والمعارضة ،وهي مسرحية هزلية قل نظيرها بالتاريخ الحديث لذا ندعو الشارع الكوردي في كل مكان بمقاطعة هذه الانتخابات الغير شرعية ان تمت بشكل واضح وصريح .
أما المشهد الكوردي فيشهد إرهابا منظماً لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD تصاعدت حدته مؤخراً مع تأكيد حقيقة تحالفه مع نظام القتل والإجرام الأسدي وما تمارسه شبيحته يوميا من قتل وخطف واعتقال وتعذيب ، وحصار للمدن الكوردية بحجج واهية ، وحرق وتخريب مكاتب الأحزاب وبيوت المواطنين ، ونفي عوائل الناشطين والإعلاميين والسياسين، ومنع عودة الكورد إلى وطنهم ، وزج الالاف من الشباب والشابات القاصرات في ميادين القتال تحت حج وذرائع شتى ، واستصدار مراسيم وأحكام هزلية جائرة، بغية خلق صراع كوردي كوردي لانهاء الحياة السياسية في المناطق الكوردية على غرار ما جرى في كوردستان تركيا ،
بالإضافة إلى إعلان PYD عن إدارته الذاتية الغير شرعية ،( بينا موقفنا من هذ الادارة في حينه ببان تفصيلي ) كونها معلنة في ظل نظام قمعي استبدادي لاشرعي اولا ولان هذه الادارة لا تلبي الطموح القومي الكودي ثانيا ولم تنتخب من قبل الشعب ثالثا وبالتالي ما يصدر عنها من قرارات ومراسيم لا يمثل الشعب الكوردي في سوريا ولا تنتمي اليه لأن هذا الشعب حسم خياره من الثورة ومن سلطة الاستبداد.
وفي ظل ضعف أداء الاحزاب الكوردية الاخرى عموما والمجلس الكوردي على وجه الخصوص الذي احتكر العمل السياسي ومارس سياسة الإقصاء والتهميش بحق عدد من القوى والاحزاب الراغبة بالانضمام اليه معتمدا على دعم ومساندة قيادة إقليم كوردستان العراق له ماديا واعلاميا وسياسيا,إلا أن افتقار المجلس الى قيادة حقيقية والى عمل منظم و ممنهج وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واتباع سياسة المحاصصة المتساوية وغياب إرادة النضال جعل المجلس في غرفة الانعاش والعناية المركزة ، الامر الذي ادى الى استفراد PYD بالساحة واستئثاره للموارد المادية والبشرية واعادة انتاج سياسة وممارسات البعث الفاشي.
إننا ندعو شعبنا الكوردي في كل مكان بالوقوف ضد ممارسات حزب ال PYD الاستبدادية من مظاهرات، واعتصامات””””وإضرابات عن الطعام واصدار بيانات شجب وتنديد والادعاء في المحاكم الدولية والاقليمية ، كي لا يتغول ويبطش بالمجتمع أكثر وأكثر ، على الجميع توثيق كل افعالهم .وخاصة أسماء المنفذين والمخططين والمحرضين والمشتركين وحتى اسماء الشهود والضحايا ومكان وزمان وقوع الجريمة .. الخ لان ملف النظام وشبيحته سيقدم الى محكمة الجنايات الدولية عاجلا ام آجلا.
لقد عاهد تيار المستقبل الكوردي منذ اليوم الأول جماهير شعبنا على قول الحقيقة كما يراها، فقد أكد بوضوح أن معركته الأساسية مع نظام الاستبداد ، وهي قد تكون طويلة ، لكن الانتصار سيكون حليفا لشعبنا، وسيستعيد حقوقه القومية والديمقراطية مهما تجبر ومهما بلغت قوته، لأنها النهاية المنطقية لأي نضال وطني قومي مؤسس على الحق وعدالة القضية.
في هذا اليوم، ونحن نضئ الشمعة التاسعة ، يؤكد تيار المستقبل بأنه سيظل وفيا لجماهيره ولشعبه ولشهدائه أنور حفتارو ، مصطفى خليل والناطق الرسمي مشعل التمو وكل الأمهات الثكالى والمعذبين من شعبنا. وفياً للمبادئ والقيم التي جسدها المؤسسون الأوائل ، كما يؤكد حرصه على إجراء حوار وطني شامل لبلورة برنامج إجماع وطني يستند إلى مجموعة من التوافقات التي يتوحد على أساسها الجميع، لإعادة بناء وترتيب البيت الداخلي الكوردي، وتحقيق أهدافه وإخراجه من دائرة الاستخدام المؤقت ، حتى نصل إلى ما تريده وتتوقعه جماهير شعبنا بتحويل تعدديتنا السياسية إلى عامل توحد وإغناء لمسيرة شعبنا ونضاله من أجل تحقيق أهدافه الوطنية.
لقد سقطت رهانات الكثيرين ممن كانوا يعتقدون أن تيار المستقبل سينتهي ، لذلك حاولوا عزل التيار وإضعافه سياسيا وتنظيميا وفي المقدمة منهم السلطة وبعض الأحزاب الكوردية ومن في يدور في فلكها ، وحاولوا ضرب التيار من الداخل عبر شراء بعض الذمم وإظهار الأمر على أنه خلاف بين الداخل والخارج لكنهم فشلوا بكل المعايير ، فتيار المستقبل لا يزال يحافظ على تماسكه التنظيمي والسياسي وهذه الأصوات التي تظهر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بين الفينة والاخرى هي إما عناصر مستقيلة لأسباب تخصها وحدها ، أو مستبعدة من التنظيم لأسباب تتعلق بالاستقامة والنزاهة والتواصل مع بعض القوى التي تعمل تحت مظلة النظام ، ونقول لهؤلاء إذا لم تكفوا عن إساءاتكم للتيار وإن لم تتوفقوا عن انتحال صفته التنظيمية سنقوم بنشر أسمائكم وخروقاتكم التنظيمية التي ارتكبتموها من وراء على ضوء مالدينا من وثائق ، وقد أثبت الواقع لهؤلاء المراهنين ولغيرهم قوة وصلابة تيار المستقبل وتمسكه بالخط السياسي والنضالي الذي رسمه المؤسسون الأوائل، عبر سعيه الدائم إلى بلورة واستخدام وسائل مدنية لا حزبية , مستندا على قيم انتفاضة آذار وما خلفته من إرادة مقاومة ومواجهة ، معبرة عن التضحيات التي قدمها الشباب الكورد في سعيهم للحرية والديمقراطية ، وهي الإرادة التي كانت السبب في تأسيسه كحالة شبابية ثورية معارضة للاستبداد, ومتمسكة بالهوية القومية الكوردية كانتماء ثقافي وسياسي ، وبسوريا كوطن حقيقي, ليكون هذا الانتماء تعبير حقيقي عن رؤية الشعب الكوردي السياسية ، وتطلعه نحو انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية, في دولة وطنية حديثة .
عاشت الذكرى العاشرة لتأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا
عاشت سورية حرة أبية
المجد للشهداء وفي مقدمتهم عميد الشهداء وسنديانة الثورة القائد مشعل التمو
الحرية للمعتقلين والنصر للثورة
26/5/2014
تيار المستقبل الكوردي في سوريا
مكتب العلاقات العامة