رجم الذات – على تخوم الأمة الديمقراطية (عشوائيات الكوميديا الحزينة)

  كاسي يوسف

السياسة الجهنمية التي  يتم تطبيقها في كوردستان سورية تهدف الى اعطاء نتائج الأرض المحروقة عبر سلسلة القوانين والمراسيم والفوضى التتابعية ,في الاقليم الطريد الجريح منذ ما قبل حقبة الأسد الاول, وحتى هذه اللحظة التي  نعيشها, فالضوضاء التي رافقت انشاء ما تسمى ب وحدات الحماية الشعبية, والضبابية التي تحيط بما يسمى الأسايش وهي وحدات عسكرية مسلحة أيضا, والغموض المثير للريبة في علاقة ال ب ي د التراجيدية بالعلويين, منذ بداية الثورة السورية, كلها عوامل كانت تبدو واضحة لدى المتتبع الكوردي, والغزل الذي بدا فاضحا بين مرتزقة البعث أو ما يسمى الجيش الوطني من جهة وبين ال ي ب ك من جهة ثانية, والتفاف شريحة المتعاملين من الكورد مع الجهات الامنية منذ عهد الاسد الأب مع الب ي د و توابعه العسكرية,
 بشكل يعطي صورة صادقة وحقيقية لغريزة الوفاء, وفاء العبد لمالكه, أو الكلب لصاحبه, كانت كلها امور واضحة أيضا, ولكن ما غاب عن بال الكثيرين , هو أن الهيكلية المذكورة ستقوم بالدور الامني المرتجى من السلطة (العلويبعثية) القديمة والتي كوت الكوردي بقوانينها الاستثتائية على ما يقارب النصف قرن من الزمان , على الرغم من عدم قدرة الحزب المذكور من أن يكون حزبا جماهيريا خلال الثلاث سنوات المنصرمة والتي حظي خلالها المنتمي لتلك الفئة بالامتيازات والمزايا ,من صنوف عوامل الترغيب المتوافرة لدى السلطات الأمنية, وعلى الرغم من أن هذه الهيكلية اعتمدت على  شعارات وأنغام حزب العمال الكوردستاني, إلا أن أعدادا كبيرة من العوائل المرتبطة مشاعرها بالحزب المذكور هربت الى كوردستان العراق, أو الى تركيا أو أنهم هربوا أولادهم الذكور لتلك المناطق, وهم بذلك أمنوا حياة أبنائهم من خطر الموت في معارك الوهم , التي سُعرت نيرانها على تخوم كوردستان سوريا, وجيء بالنار والخوف, والجوع , والقتل  لداخل المنطقة الكوردية, لتشكيل مناخ جديد, وخلق معادلة سياسية جديدة يكون فيهما ال ب ي د هو العامل الأساسي والرئيسي, والبطل في الرواية, والأول في السباق, والغالب في المضمار.

ولأن الحركة الكوردية المنضوية في اطار المجلس الوطني الكوردي, تعرف مسبقا ما ستقوم به السلطة الحاكمة بحكم التجربة الطويلة لها مع سياسات النظام, لم تنخدع بتلك السياسات, بل ان مصلحة الشعب الكوردي دائما كانت البوصلة التي تمشي ورائها تلك المجموعة من الاحزاب المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكوردي, على الرغم من وجود بعض التقصير هنا وهناك وبعض السلبيات التي لا بد من أن تحصل نتيجة القدرات المتواضعة لتلك الاحزاب ولاعتمادها على الذات, فاجهضت ما كانت ترمي اليه كل الخطة المشبوهة للنظام من وراء عملية عسكرة الجغرافيا الكوردية, ولذلك صعد النظام من سياسته عبر اوامره لإدارة الكانتون التي تعمل بشيفرة الغمز, باستصدار قانون لتشكيل الاحزاب, فقام الروبوت بتنفيذ الأوامر واستصدر قانونا عصريا لتشكيل الاحزاب, حدد بموجبه شروط تأسيس الاحزاب وكانت تلك الشروط بمثابة أمر حل الاحزاب الكوردية التي عمرها أكبر من عمر مشرعي القانون, و من نتيجة ذلك أيضا ان الروبوت بدأ يصدر قوانينا للنفي وأخرى للسجن, واخرى لمنع العودة, ولكن فقط بحق النشطاء الكورد وبحق القيادات الكوردية, وها هو النظام وعبر برامج التوليف الالكترونية يمهد للروبوت شرعنة اجراء الانتخابات الرئاسية لبشار الاسد في المناطق ذات “الغالبية من الضحايا الكورد” لأن المنطقة ليست كوردية, حسب ال ب ي د بل هي بالتساوي بين السريان و العرب والكورد من حيث أعداد المقاعد, لكل مكون عشر مقاعد (البند 24) ولأن الاخوة السريان متعاطفون مع الاخوة العرب لأسباب نعرفها حميعا, والمقاعد موزعة حسب شرائع الاسود , فإن الفريقين المتقاربين فكريا وعقائديا يحق لهما التحالف و تأليف حكومة, وال ب ي د يقدم الشهداء ككتلة معارضة, لحمايتهم, وحماية الكانتون , ومصالح العلويين, والعملية بمجملها قوانين و مراسيم و فرمانات من صميم الادارة الذاتية الديمقراطية , وتطوير المرأة , وقوننة المجتمع الجزراوي, والعين عربي و العفريني,……..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
  أما مصطلح روزآفا فإنه موجه لعاطفة الكوردي, وجنوحه للحرية, وهو من الاصطلاحات الاستهلاكية, لجذب الشبان والشابات لساحة المصير, وهو مصطلح مخصص للأخبار باللغة الكوردية, على قناة روناهي, أما الاخبار باللغة العربية فان اصطلاحاتها تتغير اوتوماتيكيا, مراعاة للأمة الديمقراطية, ولمشاعر أبناءها من القوميات والطوائف الاخرى, داخل حدود تلك العشوائيات السوريالية.
انه اللعب على ذقن الكوردي من جديد, كما فعل العثمانيون والفرس منذ أن حكموا كوردستان.
وللنظام القدرة على المناورة في الساحة الكوردية نتيجة لتوافر االأدوات المتطورة الخاصة لهكذا استخدام.
اللعبة القذرة التي يقوم بها النظام السوري في المناطق الكوردية اليوم لن تكون ذات أهمية بمجرد سقوط النظام, لأن الشعب الكوردي والذي يعيش في هذه الارض منذ أن رست سفينة نوح على الجودي يعرف تقلبات الفصول, ولقد مرت كثير من الحروب والجيوش من هنا ممن هم أقوى من الفرس والترك والعرب وبقي الشعب الكوردي, وليس لتلك الجيوش الا اسماء في كتب التاريخ, أما الذي يعيش هنا على هذه الارض فهو الكوردي وليس غيره.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…