بير رستم
إن ما تقوم بها إدارة الكانتونات في المناطق الكوردية هو إعادة إنتاج الخطاب القمعي التخويني بحق الآخر المختلف فكرياً سياسياً؛ حيث نفس العقلية ونفس القوانين المجحفة بحق المجتمع والدولة المدنية وتجييش الشارع لصالح طرف سياسي، بل ونفس الإجراءات الجزائية والعقابية بحق كل النشطاء السياسيين الذين يختلفون في الرأي وقناعاتهم السياسية مع إدارة الكانتونات والطرف السياسي المتحكم بمفاصل الإدارة وذلك حتى على المستوى المجتمعي وإن ما ينتج في يومنا هذا داخل الشارع الكوردي من قيم أخلاقية وسياسية ليس إلا نتاج تلك العقلية الإلغائية المستبدة بحق الآخر وإن “البيان العائلي” الأخير والصادر من عائلة عربو المحترمين بحق أحد أبنائهم؛ الأخ (كاوا آزيزي) يذكرنا بالقرارات والبيانات والفرمانات التي كانت تصدر – وما زالت- في ظل الأنظمة الديكتاتورية
كالفرمان الذي صدر من عائلة المعارض السوري وحيد صقر وتبرئة الأبن من الأب وكذلك في قضية إعدام الطاغية صدام حسين لصهريه وذلك بعد عودتهم من الأردن؛ حيث كان القرار الرسمي بأن الرئيس والحكومة العراقية قد أصدرت العفو ولكن القبيلة هي التي قامت بمحاكمتهم وبالتالي كان القصاص منهم وقتلهم وتحججت يومها الحكومة العراقية وطاغيته صدام بأن لا سلطة للحكومة العراقية على قرارات وأحكام العشيرة مع العلم بأن في زمن الطاغية كان من غير الممكن إجراء عملية طهور من دون موافقة النظام الأمني القمعي _ودون علم الطاغية_ وليس إعدام شخصيتين قياديتين بل صهري الرئيس المفدى.