وصلت الرسالة , تمت الصفقة , وُفرت الأموال , سُلمت
المهام , وُزعت الأدوار , هُيئ الأتباع بالأفكار والجنود بالعتاد والسلاح , شُكلت الخلايا
لإدارة الأزمات , سُخرت الشاشات والحناجر والصحف والكتب والأقلام , إنفتحت
القرائح , زُرعت الشكوك والعداوات ,
إكتملت الظروف للهيمنة والتسلط , رُسخت الشروط وعوامل وقوى الإستبداد , بدأت الإتهامات
بالعمالة والتخوين , عُزز التهديد والوعيد بالتنفيذ , شُىرد المخالف وهُجر المعترض
, فُرضت الضرائب والأتوات , ضُرب وإختطف وقتل المعترض المشاكس الجرئ , دُهمت
المكاتب والمقرات و البيوت , نكست الأعلام والرموز , دوت المسامع آيات وإبداعات
وسياسات القائد الضرورة .
خلت الساحات من أهلها , بدأت مسيرة الكانتونات , نُظمت الكانتونات بعقدها
الإجتماعي , رُسم هدف أمةُ الديمقراط , صُدقت الأحوال بالإدارة والقيادة , سُنت
الفرمانات والقوانين .
والتوسل للقادة أولياء الأمر المعصومين , وإلا غضب السماء والملاحقة والإعتقال
والخطف والسجن وأشياء إخرى .
والبعث والخلق والديمومة ونزولاً لمطالب أبناء المسيرة الأتباع ونتيدجة ترجيهم
وتوسلهم للقائد والقادة لإعلان فرمانات وقوانين جديدة تدير حال كانتوناتهم للحماية
من العدى حيث :
التقيد بأفكار ونظريات وإبداعات القائد مع شرط التهليل والتطبيل وتحريم النقد مع ملئ الشوارع والصدور بصور وعبارات
القائد المُنزلة مع عبارات ذم وتخوين الخارجين عن الطاعة , وإلا الملاحقة والتشرد
والنفي وأشياء أخرى .
في واحة الكانتونات الذكر المتكرر في كل زفرة ونفرة وتنفيسة لصروح وأمجاد القائد
وأتباعه , وإلا الخنق وسد الأنفاس بالحرمان من نعمة الهواء وأشياء أخرى .
والتحمد مع كل لقمة أكل ورشفة ماء لنعمة القائد والقيادة , وإلا العطش والجوع مصير
اللامبالين وأشياء أخرى .
المسبق للتحرك من أولياء نعمة أمة الديمقراط , وإلا سيكون حكم المشبوه والعميل
والخائن وأشياء أخرى.
باسم القائد وقراءة آية (بالروح بالدم نفديك ياقائدنا , وبدون القائد لاتكون
الحياة ) في إذني الوليد الجديد , مع تسجيله المُسبق في صفوف طلائع أمة
الديمقراط , ليُحضر لشبيبة أمة
الديمقراط , ومن ثم ينال شرف الإنتماء
لأمة الديمقراط , وإلا سلب الوليد من أهله وتبنيه من قبل أمة الديمقراط وأشياء أخرى.
والركوع .
الحقيقي ( ؟؟؟؟؟ ) ولايهم كلفته من الضحايا , وإن لم يتحقق الوصول لأمة الديمقراط
( كما حدث للكثير من الاهداف الكبيرة وضحاياها بعشرات الآلاف ) فلابأس , فإن
إبداعات القائد ونظرياته الجديدة ستكون جاهزة لتجربة جديدة وضحايا جدد إلى يوم
الإنقراض , حيث تصبح المهمة الحقيقية للقائد وتجاربه قد نفذت وإكتملت , ليسجل
المستقبل تجربة شعب عاش سيرورته تحت نيرالقهر و الظلم والإضطهاد من الأعداء , ولكن
قائداً خرق القاعدة وأبدع في تطبيق نظرية كيف يأكل الشعب ذاته وينقرض , وحمى وبرئ
الأعداء من إتهامات إبادة شعب .
الشعوب ( إلا العبيد) إنما الشعوب الحرة
هي من تصنع القادة لتخدمها , وأن الأرض لاتُنبت الحرية والسماءلاتُمطر الحقوق
والزمان لايكفل البقاء , وأن الحرية والحقوق والبقاء تكون للشعوب الحية والتي
تستحقها , وأن الذل والعبودية والفناء للشعوب الطرشى الخرسى العمياء والتي لا تقرأ
تجارب إخفاقات ونجاحات وآمال ذاتها والآخرين ماضياً وحاضراً ومستقبلاً , ولاحياة
للشعوب الراضخة الخانعة الراكعة .