إبراهيم محمود
أهي الفرصة التاريخية الأخيرة أمام حكومة إقليم كردستان، في أن تعلِم ممثلي كل الأحزاب الكردية” البارتي والـ : آزادي الاثنان، والكردستاني ” ، ممن يلتقون ويجتمعون ويتناوشون على ” أرضها ” وأمام ” سمعها وبصرها ” وربما وسط سخط ونفور ” جمهورها الإقليمي الكردي في أن السيل بلغ الزبى، وهي تقول دون مقدمات، لها وللأحزاب الأخرى ممن تعرفها جيداً طبعاً: ارجعي إلى ” أرضك ” بمشاكلك وقلاقلك، فأنت محكومة ومعتبَرة هناك في ” روجآفا “، ببلاغة ” أرضك ” وحكمة ” جمهورك ” و” أناسك ” حتى لو أن كل ذلك لا يرضيك ؟
لا أظن أن الحكمة السياسية، وما فيها من نباهة تنقص حكومة الإقليم في أربيل تجاه الجاري وعبر الزيارات ” اللازيارات عملياً ” المكوكية التي تقوم بها هذه الأحزاب، وآخرها ما كان مرئياً ومسموعاً في 4 نيسان 2014، وجمهرة الزيارات السابقة لهذه الأحزاب وغيرها، وفي كل زيارة أو ” استقدام ” تتكرر المشاكل، لأنها تأتي مع من يأتون وتذهب مع من يرجعون إلى ذات الجهة وبنوع من الإثراء القاعدي السلبي، ولعلها تتجدد وتتفاقم، حكمة أن ما يجري، وهو مكلّف لحكومة الإقليم بكل المقاييس، وأن هذه الكلَف المدفوعة بإمكانها أن تفيد ” الكرد الغلابة ” هناك، وهناك يكون الرهان ومدى قدرة هذه الأحزاب وغيرها وهي مضاعفة بكثير على مواجهة نفسها في مرآة الجاري وفيما بينها وتقبل التحديات ودونها فلتحزم أمرها ؟!
إن ما تابعته مع غيري مما يثار من ذرائع في اليوم المذكور، وبهذا العدد الضخم” بالمئات “، وما كان يتردد على ألسنة الذين احتجوا وأسمعوهم ” إذا كانوا يسمعون ؟!” أصواتهم في أن الذي يحدث من قبل هذه الأحزاب وغيرها” في حدود الإقليم كاملاً ” منفّر ويهين الكرد عموماً، ومن هم ” مكتوون ” بنار خلافاتهم، وما يسمعونه من الآخرين محلياً، لتتضاعف أصناف ” الإهانات ” التي باتت معروفة كثيراً من نوع ” إلى متى سنتحملكم ، أليس لديكم أرض تقيمون عليها، ولسان تتحدثون به، ومبادرة في التحاور أو المناقشة خارج نطاق الإقليم من قبلكم ؟ ” .
هذا لا يقتصر على ما تردد على ألسنة بعض المحتجين، إنما على لقاءات جانبية مع معنيين بالحدث وسواه وضمن المسار نفسه، وتقييم أداء هذا الأحزاب العجْزي أمام الجاري، وتخييرها بين أن تمضي بأسمائها، أو تعلن ” نعيها ” النهائي بنوع من الاعتراف بخواء الحاصل، لأنها ليست في وضعية موات فحسب، وإنما تهدد كردي الإقليم و” روجآفا ” بالذات، وذلك جرّاء هذا ” الورم ” التحزبي وخروج ريحه، ولا بد أن مسئولي الإقليم يتابعون كل حركة وعبارة بنوع من الاهتمام وارتباط كل ذلك بالمستجدات في سوريا وانعكاساته على الوضع الداخلي والخارجي، نظراً لكونه لا ينفصل عن متحولات الوضع في المحيط الخارجي وأبعد منه .
من جهة أخرى، وما قبلها، لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير الذي تقوم به حكومة الإقليم وعموم الإقليم ” في المدينتين المتقابلتين : أربيل والسليمانية هذه المرة لأسباب معروفة أيضاً على المستوى الحزبي والسياسي وما يخص إدارة ” الأزمات داخلاً وخارجاً بالمقابل “، وهو دور مثقل بالمسئولية وباهظ الثمن بأكثر من معنى، واستمرار هذا الوضع، كما يمكن أن يعرَف، يزيد في كلفة التحديات، وهذه المرة بالنسبة لحكومة الإقليم بالذات و” شركائها “، وأسمّي هنا المعنيين بالحزبين المعروفين: الـ حدك والـ أوك، لأن كمية ما يخصص من أموال تخص نفقات الذهاب والإياب والإقامة وما يدفع لكل قادم وذاهب هنا وهناك، لا بد أنها تخرج من ” ميزانية ” الإقليم، وأن الذين يهتمون بكل هذه الصولات والجولات يحسبونها في الحال، ولا أظنها دون مقابل، وهذا يعمّق الهوة الخلافية بين أولي أمر ” الداخل ” و” الخارج “.
في السياق نفسه، لا أحد يتجاهل دور الإقليم” ما يتجاوز الحكومة الرسمية بحاملي اسمها هذه المرة ” في بقاء هذه الأحزاب وهي تتحرك وتقول ما تقول وتظهر متلفزة بعشرات أسماء الناطقين باسمائها وسكرتارييها، على صعيد الخلافات وتنمية الخلافات والتباعد وليس التقارب فيما بينها، في ضوء ما يجري، طالما أن الإقليم لديه كل هذه الإمكانات ومحفّزات التحريك والتوجيه والمتابعة، وكل شيء بحساب وبعلامة اعتبارية، وتجارية سياسياً، وهي إمكانات تسمّي النفوذ السياسي المباشر للمعنيين بالحراك ” الاشتباكي ” لهذه الأحزاب، بقدر ما تترجم على أرض الإقليم جانب الخلاف والاختلاف الأكثر من المواقف بين الحزبيين سابقي الذكر، والتأثير السلبي المتنامي على الداخل والخارج، إنما هي إمكانات أخرى ورئيسة تكاشف في الإقليم عما يضعه في خانة المساءلة التاريخية تجاه هذا التأزم وتفعيله، وضمناً، لا أعتقد أن ممثلي حكومة الإقليم والمثابرين على استمرار هذا ” الوجع ” بحاجة إلى كيل المديح من الناطقين بأسماء الأحزاب الكردية ” السورية ” مجتمعة، تلك التي لا تكف عن غسل” كلاها ” السياسية على السرير الإقليمي، نظراً لفداحة النتائج، ولا أظن ذلك بمفيد واقعاً لأي كردي هنا .
إلى جانب أن وضعاً من هذا النوع، وتحديداً إثر تفاقم الأحداث في سوريا، وفي الرقعة الكردية وبالاسم الذي يتكرر باستمرار حديثاً ” روجآفا ” يستجد في طرح السؤال الذي لا ينفك يتكرر بصداه المؤلم والمخيّب للمزيد من الآمال:
ألا يتحمل الإقليم تبعات الجاري، كما لو أنه الطرف المؤثر في هذه التبعات، وأن ثمة خلافات تُسمى في العمق تعني الإقليم أكثر ما تعني الأحزاب المذكورة وسواها كردستانياً ؟ وهو السؤال الذي لا أظن أيضاً أنه لا يؤرق أهله أو من هم معايشون للحدث الكردي عموماً، ومأساة كرد روجآفا، ومن يعمّق في جراحاتهم ويوترهم فيما بينهم وداخلهم، وما ينطوي عليه كل هذا التوجه الانحداري من وعي انقسامي يترك بصمته على تاريخ معاصر كردي المقام، ولكنه افتئاتي وجهوي وما دونه، من خلال الأقدر على معرفة ” الأزمة ” من لحظة ولادتها، وتغذيتها بصيغ مختلفة حتى اللحظة .
تكون أو لا تكون ! ذلك هو التحدي الأكبر الذي يجب أن تعيه الأحزاب هذه وغيرها في أمكنة أخرى” روجآفاوية “، أي أن تؤكد أنها أحزاب ولها فضاؤها الاجتماعي والسياسي والحراك الحزبي حيث كانت نشأتها ولون خلافاتها، ودون ذلك لن تكون لها قائمة ولا حتى علامة فارقة سوى المتعمق بدورها السلبي المريع في تاريخ الكرد كشعب لقي من أولي أمره من المصائب وعانى منهم من عانى حيثما كانوا وتحركوا، أكثر ممن لاقوه وعانوه من أعدائه، إن اعتبرنا أن ما يأتي من الأعداء وبسببهم لا لوم فيه ولا تثريب، لأنهم ” أعداء ” بسهولة، أما من يشار إليهم بأهل ” القضية ” وهم منذ عقودهم الزمنية المديدة يثبتون أنهم الأجدر في تمزيق مفهوم الكردي بالجملة والمفرّق، فهذا يقودنا إلى هاوية التاريخ، والحديث مجدداً عن مغزى ” كردستان ” والوعي الكردستاني، وما يعنيه أمر كردستان تاريخاً وجغرافيا.
نعم، مؤلم جداً أن تمارس حقيقة ما في استنزاف المتبقي من قوانا، ولكنه مؤلم أكثر أن نستمر في النزف ” الجغرافي والتاريخي ” ككرد، ونعتبر أن نزفاً كهذا ضرورة كردية بامتياز ؟!
إن ما تابعته مع غيري مما يثار من ذرائع في اليوم المذكور، وبهذا العدد الضخم” بالمئات “، وما كان يتردد على ألسنة الذين احتجوا وأسمعوهم ” إذا كانوا يسمعون ؟!” أصواتهم في أن الذي يحدث من قبل هذه الأحزاب وغيرها” في حدود الإقليم كاملاً ” منفّر ويهين الكرد عموماً، ومن هم ” مكتوون ” بنار خلافاتهم، وما يسمعونه من الآخرين محلياً، لتتضاعف أصناف ” الإهانات ” التي باتت معروفة كثيراً من نوع ” إلى متى سنتحملكم ، أليس لديكم أرض تقيمون عليها، ولسان تتحدثون به، ومبادرة في التحاور أو المناقشة خارج نطاق الإقليم من قبلكم ؟ ” .
هذا لا يقتصر على ما تردد على ألسنة بعض المحتجين، إنما على لقاءات جانبية مع معنيين بالحدث وسواه وضمن المسار نفسه، وتقييم أداء هذا الأحزاب العجْزي أمام الجاري، وتخييرها بين أن تمضي بأسمائها، أو تعلن ” نعيها ” النهائي بنوع من الاعتراف بخواء الحاصل، لأنها ليست في وضعية موات فحسب، وإنما تهدد كردي الإقليم و” روجآفا ” بالذات، وذلك جرّاء هذا ” الورم ” التحزبي وخروج ريحه، ولا بد أن مسئولي الإقليم يتابعون كل حركة وعبارة بنوع من الاهتمام وارتباط كل ذلك بالمستجدات في سوريا وانعكاساته على الوضع الداخلي والخارجي، نظراً لكونه لا ينفصل عن متحولات الوضع في المحيط الخارجي وأبعد منه .
من جهة أخرى، وما قبلها، لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير الذي تقوم به حكومة الإقليم وعموم الإقليم ” في المدينتين المتقابلتين : أربيل والسليمانية هذه المرة لأسباب معروفة أيضاً على المستوى الحزبي والسياسي وما يخص إدارة ” الأزمات داخلاً وخارجاً بالمقابل “، وهو دور مثقل بالمسئولية وباهظ الثمن بأكثر من معنى، واستمرار هذا الوضع، كما يمكن أن يعرَف، يزيد في كلفة التحديات، وهذه المرة بالنسبة لحكومة الإقليم بالذات و” شركائها “، وأسمّي هنا المعنيين بالحزبين المعروفين: الـ حدك والـ أوك، لأن كمية ما يخصص من أموال تخص نفقات الذهاب والإياب والإقامة وما يدفع لكل قادم وذاهب هنا وهناك، لا بد أنها تخرج من ” ميزانية ” الإقليم، وأن الذين يهتمون بكل هذه الصولات والجولات يحسبونها في الحال، ولا أظنها دون مقابل، وهذا يعمّق الهوة الخلافية بين أولي أمر ” الداخل ” و” الخارج “.
في السياق نفسه، لا أحد يتجاهل دور الإقليم” ما يتجاوز الحكومة الرسمية بحاملي اسمها هذه المرة ” في بقاء هذه الأحزاب وهي تتحرك وتقول ما تقول وتظهر متلفزة بعشرات أسماء الناطقين باسمائها وسكرتارييها، على صعيد الخلافات وتنمية الخلافات والتباعد وليس التقارب فيما بينها، في ضوء ما يجري، طالما أن الإقليم لديه كل هذه الإمكانات ومحفّزات التحريك والتوجيه والمتابعة، وكل شيء بحساب وبعلامة اعتبارية، وتجارية سياسياً، وهي إمكانات تسمّي النفوذ السياسي المباشر للمعنيين بالحراك ” الاشتباكي ” لهذه الأحزاب، بقدر ما تترجم على أرض الإقليم جانب الخلاف والاختلاف الأكثر من المواقف بين الحزبيين سابقي الذكر، والتأثير السلبي المتنامي على الداخل والخارج، إنما هي إمكانات أخرى ورئيسة تكاشف في الإقليم عما يضعه في خانة المساءلة التاريخية تجاه هذا التأزم وتفعيله، وضمناً، لا أعتقد أن ممثلي حكومة الإقليم والمثابرين على استمرار هذا ” الوجع ” بحاجة إلى كيل المديح من الناطقين بأسماء الأحزاب الكردية ” السورية ” مجتمعة، تلك التي لا تكف عن غسل” كلاها ” السياسية على السرير الإقليمي، نظراً لفداحة النتائج، ولا أظن ذلك بمفيد واقعاً لأي كردي هنا .
إلى جانب أن وضعاً من هذا النوع، وتحديداً إثر تفاقم الأحداث في سوريا، وفي الرقعة الكردية وبالاسم الذي يتكرر باستمرار حديثاً ” روجآفا ” يستجد في طرح السؤال الذي لا ينفك يتكرر بصداه المؤلم والمخيّب للمزيد من الآمال:
ألا يتحمل الإقليم تبعات الجاري، كما لو أنه الطرف المؤثر في هذه التبعات، وأن ثمة خلافات تُسمى في العمق تعني الإقليم أكثر ما تعني الأحزاب المذكورة وسواها كردستانياً ؟ وهو السؤال الذي لا أظن أيضاً أنه لا يؤرق أهله أو من هم معايشون للحدث الكردي عموماً، ومأساة كرد روجآفا، ومن يعمّق في جراحاتهم ويوترهم فيما بينهم وداخلهم، وما ينطوي عليه كل هذا التوجه الانحداري من وعي انقسامي يترك بصمته على تاريخ معاصر كردي المقام، ولكنه افتئاتي وجهوي وما دونه، من خلال الأقدر على معرفة ” الأزمة ” من لحظة ولادتها، وتغذيتها بصيغ مختلفة حتى اللحظة .
تكون أو لا تكون ! ذلك هو التحدي الأكبر الذي يجب أن تعيه الأحزاب هذه وغيرها في أمكنة أخرى” روجآفاوية “، أي أن تؤكد أنها أحزاب ولها فضاؤها الاجتماعي والسياسي والحراك الحزبي حيث كانت نشأتها ولون خلافاتها، ودون ذلك لن تكون لها قائمة ولا حتى علامة فارقة سوى المتعمق بدورها السلبي المريع في تاريخ الكرد كشعب لقي من أولي أمره من المصائب وعانى منهم من عانى حيثما كانوا وتحركوا، أكثر ممن لاقوه وعانوه من أعدائه، إن اعتبرنا أن ما يأتي من الأعداء وبسببهم لا لوم فيه ولا تثريب، لأنهم ” أعداء ” بسهولة، أما من يشار إليهم بأهل ” القضية ” وهم منذ عقودهم الزمنية المديدة يثبتون أنهم الأجدر في تمزيق مفهوم الكردي بالجملة والمفرّق، فهذا يقودنا إلى هاوية التاريخ، والحديث مجدداً عن مغزى ” كردستان ” والوعي الكردستاني، وما يعنيه أمر كردستان تاريخاً وجغرافيا.
نعم، مؤلم جداً أن تمارس حقيقة ما في استنزاف المتبقي من قوانا، ولكنه مؤلم أكثر أن نستمر في النزف ” الجغرافي والتاريخي ” ككرد، ونعتبر أن نزفاً كهذا ضرورة كردية بامتياز ؟!
دهوك