shivan46@gmail.com في واقع الحال لا نملك سوى الانتظار وعقد الأمل على مجريات مؤتمراً أرهقنا جميعاً وأستنزف كل طموحاتنا وآمالنا.
أو الاستمرار في التواصل مع رتم الماضي والعمل على الإيغال بضراوة وشراسة أكثر كي يتم تفسيخ ما لم يٌفسخ بعد من الوجدان الحزبي الذي لابد له من الاستمرار في حالة التوازن السوسيولوجي للأعضاء أولاً, وثانياً ضرورة حماية هذا الوجدان عبر خلق متتاليات سياسية هدفها خلق حالة حقيقية للقطيعة مع الحطام الحزبي السابق.
هذا المثقف الذي لم يُسمح له أن يُفجر ويحقق القطيعة, بل بقي أسير عقلية التزلف والتزلم, هذا المثقف النهضوي تأثر بقوة البلاغة في الوعود والخطابة التبريرية, هذا المثقف وهو يحمل هاجسه أراد أن يستعير من القيادات الكوردية قوتها في البقاء حيثما وأينما يرغبون, فقط كي يكون نداً لهم, ويستطيع مواجهتم, وبالتالي فالمثقف واعٍ لخطر هذا الوعي بالنسبة لمن يتحكمون بمصائر الأحزاب الكوردية لذلك لم يُترك بحريته وقوته وهاجسه التثقيفي والنهضوي, ولم تتركه العقليات التقليدية والكلاسيكية أن يُحقق هذه النقلة النوعية, فالمثقف النهضوي لم يتصور أن يقع فريسة للآخر. هذا المثقف النهضوي وهو يستعير من القيادات قوتها عانى الكثير: عانى كيف يُحافظ على ذاتيته, وكيف يحافظ على وجوده الذاتي, وهذه الصورة موجودة إلى الآن, وهذه المشكلة قائمة لحد هذه الساعة
لذا لا بديل لنا سوى التأمل بالمؤتمر خيراً, ولا بديل لنا سوى الانتظار نحو تطبيق ولو الحد الأدنى من تطلعات الشعب الكوردي في سوريا
عموماً لندرك جميعاً إن الآمال الكبرى والتوقعات العظيمة غير معقودة على مقدمات المؤتمر, لكننا ننتظر من المؤتمرين وإن لم يكن الكل مشمولاً بالأمل, أن يكونوا مفتاح التغيير نحو بناء حزب سياسي مؤسساتي جماهيري قولاً وفعلا
ولنكن واقعيين في منحى طلبنا لخلق حالة حزبية مؤسساتية جديدة, لابد لنا من الانتقال من العام إلى الخاص في مجال الحديث عن حزب مؤسساتي ضخم وكبير. نحن إذاً متفقون على ضرورة وجود حزب جماهيري مؤسساتي ضخم وذلك انطلاقا من موقفين اثنين: الأول هو موقف عمومي ينطلق من رغبة الشعب الكوردي في سوريا في تقليل عدد الأحزاب الكوردية والتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يُقدم لهم ما يستحقونه نتيجة صبرهم وتفانيهم وتضحياتهم في سبيل القضية الكوردية, والأخر موقف خصوصي يكمن في لم شمل كل من يجد في نفسه السير على نهج البرزاني, وإن كانت بعض الأحزاب الغير منضوية تحت لواء الاتحاد السياسي كان وجودها سيعطي زخما اكبر وأقوى, مع ذلك فإن خصوصية هذا الاتحاد يكمن في تثبيت الأقدام ميدانيا والعمل بشكل جماعي وفق منظومة عقلية متفقة في نسق جماعي واحد, وإن كانت نتائج هذا النسق ستظهر لاحقاً وبدقيق الكلمة في المؤتمر الذي سيلي المؤتمر المزمع عقده.
لكن السؤال الأبرز يكمن في كيفية تجلي الخصوصية الحزبية في عمومية القضية الكوردية؟
نجد أن هذا التجلي يكمن في حوامل ثلاث:
1 – الحامل الاجتماعي كاملاً وفق ضرورة تقسيم العمل من حيث أن أي حزب جديد لابد أن يفصح عن آلياته وبنيته, والإفصاح عن الإمكانيات التي يمكن أن تبرز في تطور لاحق منها
2- الحامل الثقافي المتمثل في بنية المجتمع الفكرية عموماً سواء ثقافية دينية أو فكرية, وضرورة وجود فكر فلسفي نقدي تحليلي لخلق مجتمع مبني على قيم واضحة المعالم, شريطة الإقرار بان هذا الحزب الوليد ليس وحده حامل الخصوصية القومية والثقافية والفكرية
3- الثقافة الفلسفية
لكن حتى هذه اللحظة فإن انطلاقتنا من التأسيس لمجموعة الأفكار المنطقية التي تضبط فهمنا للمسألة, من العالم إلى الخاص, ومن الخاص إلى الأكثر خصوصية, لا تزال ناقصة ومبتورة وهي بحاجة إلى مجموعة من الشروط
1 الشرط الأول ويعود إلى التاريخ, وهو تقسيم العمل
2وجود مؤسسة ينتج من خلالها السياسي
3 التفرغ من أجل الإبداع الفكري والثقافي