لقاء خاص مع المهندسة بيريفان يوسف القيادية في منظمة روناك

  (ولاتي مه) خاص
1- حبّذا لو تكرمت للقراء بنبذة عن منظمة روناك: الفكرة والأهداف
. (RONAK) منظمة تفاعلية تكاملية بين مجموعة من المؤسسات التخصصية: ثقافية اجتماعية خدمية اقتصادية سياسية، تتجاوز النمط التقليدي في بناء المنظمات من خلال اعتمادها مفهوم (النسق البنيوي) بمعنى أنها تقوم على تأسيس نظام متناسق لجملة من المتعددات والمتغيرات التي تتعالق لتشكل بنية واحدة متآلفة، وهي تشبه الاوركسترا حيث تجتمع جملة من الآلات المختلفة لتعزف في النهاية لحنا موحداً، والفكرة التي تعتمد عليها روناك بسيطة؛ إذ نعتقد أن الفرد يبقى حياديا ما لم يدخل النسق، حيث تظهر وظيفته ودوره في المجتمع من خلال علاقاته مع الآخرين وتفاعله معهم،
وهنا يكتسب قيمته الحقيقية عبر أدائه لوظيفة محددة سواء كانت فكرية أو تجريبية، والغاية هنا هي تحقيق كينونة الفرد وإثبات وجوده بناءً على مشاركته وفعاليته في المجتمع، فإذا أدّى كل منا دوره المنوط به حينئذ يمكننا أن نتوقع أن تحقيق الأهداف المنشودة تصبح قريبة المنال، وهدفنا هو حقوق الشعب الكردي كاملة دون نقصان

. 2-
ماذا تقصدون بالتفاعلية والتكاملية، هل روناك هي مجموعة من المتناقضات التي يجمعها هدف واحد ؟
 ليس تماماً، بل يعني ذاك أن المنظمة قد تلتقي فيها عناصر متباينة ولكنها غير متناقضة، تجمعها دينامية داخلية وخارجية توفر لها التواصل والتلاقح والتضامن مع بعضها، ومع محيطها الخارجي، ولا يأتي ذلك إلا عبر التناغم أو الانسجام المبني على ثقافة الحوار والتواصل والتفاهم، وتقبّل الآخر، وفق استراتيجية تتمتع بالمرونة والحركية والقدرة على الانتقال من حقل إلى آخر عبر علاقة تبادلية، ومنظمة (RONAK) تطرح رؤية تمتلك مقومات التعبير عن الواقع، وتقدم علاقة فاعلة بين البنى الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، في محاولتها معالجة أزمات وقضايا الإنسان الكردي بجرأة وشفافية، وذلك من خلال أدوات إجرائية أهمها: خطاب منظم ومتناغم، ومركز لتحليل المعلومات والمعطيات، والاشتغال على الأبحاث والدراسات، ومجموعات عمل ميدانية لبناء علاقات فاعلة مع المجتمع، هذه التكاملية المنظمة تسمح بتبني رؤية مستنيرة واضحة إزاء الواقع الراهن وأحداثه ومجرياته، بعيداً عن الطرح الإيديولوجي الاستبدادي والمنفعي الضيق

. 3-
ما هي المقولة المفصلية التي تتخذها منظمة روناك شعارا لها ؟
شعارنا الذي تأسست منظمة (RONAK) عليه هو : تحقيق كينونة الإنسان الكردي السوري المبنية على الاستقلالية التامة، ورفض التبعية، وعدم قبول تبني أجندات وأفكار وممارسات مستوردة

. 4-
هل من شروط محددة للانتساب إلى منظمة روناك ؟
الشرط الأساسي هو الاعتقاد الجازم بخصوصية الشخصية الكردية السورية، والعمل من أجل الحصول على حقوق الكورد كاملة على أساس أنهم شعب يعيش على أرضه التاريخية، والإيمان بمبدأ العمل كفريق، حيث يختار العضو الراغب في الانتساب إلى المنظمة المكان والمجال الذي يراه مناسبا له ليبدع فيه، سواء كان ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو حقوقيا وغير ذلك

… 5-
ما هي مصادر التمويل والدعم في روناك ، وهل الاشتراكات كافية لتغطية النفقات المترتبة ودعم المشاريع ؟
 نعتمد في التمويل على اشتراكات الأعضاء، ولكن ليس كما هو في المفهوم التقليدي للاشتراك، حيث يتبرع بعض الأعضاء ممن يملكون الإمكانات المادية برأسمال يتم توظيفه في مشاريع يعود ريعها على المنظمة، وبذلك نحاول خلق التمويل المستمر من خلال الاستثمار الاقتصادي، وهو نوع من التمويل الذاتي الذي يبعدنا عن الاستجداء بما يحمله من التبعية واستلاب القرار وانتهاك الاستقلالية، وفي الوقت نفسه لا نرفض التبرعات والهبات النظيفة التي تكون غايتها خدمة القضية الكوردية ولا تحمل أجندات خاصة

. 6-
حسب نظامكم الداخلي فإن منظمة روناك تستبعد مفردة ( منصب ) وتثبت بدلا عنها مفردة ( وظيفة ) ما الغاية من ذلك ؟ وهل من ثورة منتظرة في هذا المجال؟
منظمة (RONAK) تعتمد على القيادة الجماعية، هناك مجلس المنظمة الذي يشكل المرجعية التشريعية بين مؤتمرين، ثم يأتي المكتب التنفيذي الذي يشكل القيادة التنفيذية للمنظمة، والقرارات تتخذ بشكل جماعي، ومادام العمل قائم على مفهوم الفريق، لذلك لا يبقى للمنصب أي مبرر، ونرى ذلك هو الحل الناجع لإقصاء أي نزوع فردي نحو التسلق والأنانية، فالأفراد مهما كانت مراتبهم في منظمة (RONAK) هم عناصر تؤدي وظائف محددة، ولا تتمتع بأي امتياز أو منصب استئثاري. وتتحدد مكانة العنصر داخل منظمة (RONAK) حسب الوظيفة التي يؤديها ضمن النسق، ولا تعد الوظيفة حكراً على أشخاص بعينهم وإنما حسب قدراتهم في الأداء الخلاق المبدع، فإن تأثر النسق بأدائه سلباً أو لم يتطور نحو الأفضل، يترك العنصر وظيفته طوعاً

. 7- قمتم قبل فترة بتوزيع مواد إغاثة طبية من أدوية وغيرها وتم توثيقها من قبل الإعلام، وكذلك وزعتم مواد إغاثة غذائية ، وفي هذه الأيام وزعتم ملابس على المحتاجين ، من أين أتت ؟ وكيف تم توزيعها ؟ وهل لديكم مشاريع إغاثة غيرها ؟
هذه المواد أتت من متبرعين في إقليم كردستان والجاليات الكوردية في المهجر، وكذلك شارك فيها بعض الموسرين من أهل الخير، وتم تسليمها لجمعيات خيرية في مناطق مختلفة لتقوم بتوزيعها حسب خبرتها في هذا المجال، وكل هذه المواد تم توثيقها من قبل لجان مختصة وعبر أوراق رسمية، ولدينا مؤسسة خيرية للخدمات الاجتماعية في منظمة (RONAK) هي المسؤولة عن هذا الجانب

. 8كان من المزمع عقد مؤتمركم التأسيسي في 7 /3 / 2014 وقد وزعتم بطاقات الدعوة وقمتم بجميع الترتيبات، ما الأسباب التي دفعتكم للتأجيل ؟
سبب التأجيل كان خللا في الجانب القانوني والإداري للتعامل مع الجهات الفاعلة على الأرض، وعدم توفر آلية قانونية واضحة بخصوص القيام بمثل هذه الفعاليات والتي تمنع حدوث إشكاليات قد تضر بالمصلحة الكوردية العامة

. 9- هل تعتبر روناك – من خلال رؤيتها المتميزة ومبادئها الجديدة- نفسها بديلة للحركة الكردية، وخاصة أن برامجها تشمل تقريبا معظم مجالات الحياة من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية، وتسعى إلى تغيير بنية المجتمع الكوردي في سوريا ؟
 لا، لسنا بديلا لأحد، ونرفض أن نكون كذلك، بل نحن قوة عصرية تسعى إلى خلق مفهوم جديد للاشتغال السياسي والثقافي، نعمل على الأرض برؤية جديدة، وأفكار تنويرية حداثوية، ونسعى إلى تغيير بنية المجتمع الكوردي من خلال التوعية ونشر الأفكار الخلاقة والتصورات الحداثوية ، ونعتقد أن الطريق لإحراز حقوق الشعب الكوردي تمر عبر تحقيق الشخصية الكوردية الواعية والفاعلة والمنتجة والتي ترفض الوصاية والتبعية التي تسلبها قرارها وخصوصيتها وتسلمها لقمة سائغة لقيادة الحزب مما يوفر المناخ الملائم لنمو مفهوم التصوف وبروز الشخصيات الانتهازية التي ترفع من شأن مصالحها الذاتية على حساب مصالح الحزب والشعب، وفي النتيجة إذا استطعنا زرع مفهوم الشخصية الفاعلة بين الشعب فإننا بذلك نضع اللبنة الأولى نحو كردستان حرة

. 10-
كثر اللغط عن امتلاك روناك لقوة عسكرية من النخبة، إذا كان ذلك صحيحا ، ما هي الجهة الممولة والتي تقدم الدعم اللوجستي والعسكري ؟
بالنسبة لي، أنا أتولى الجانب المتعلق بالمرأة في قيادة (RONAK) ، وليس لدي أي معلومات عن قوة عسكرية أو أي قوة مسلحة

. 11- من شروط الانتساب إلى منظمة روناك الإيمان المطلق بأهداف المنظمة وأداء القسم ، وكذلك تنعتون من يستقيل من المنظمة بالمرتد، ويشاع عنكم أنكم تهدرون دمه، ما مصداقية هذا الكلام ؟
 لدينا في المنظمة هيئة قضائية هي الحارس القانوني للمنظمة ، ويمكنها أن تستدعي للتحقيق حتى رئيس المنظمة إذا ظهرت أي إشارة يمكن الاستدلال بها على خرقه للنظام الداخلي، والجزاء من جنس العمل، و لا يمكن أن يكون هناك قرار بتنفيذ أي عقوبة من دون حكم صادر عن الهيئة القضائية ووفق النظام الداخلي

. 12- وصل مدّكم التنظيمي إلى الجالية الكردية في الخليج وبعض الدول الأوروبية ولبنان وغيرها ، هل لديكم مكاتب رسمية معتمدة في هذه الدول، وكيف تدار؟
لدينا مكاتب رسمية، ولكن ليس بالمعنى القانوني، بمعنى أننا لم نحصل على تراخيص من تلك الدول لممارسة العمل على أراضيها، وبعد الإعلان رسميا عن المنظمة، لدينا خطة لترخيص هذه المكاتب عبر الدوائر القانونية الرسمية.

في نهاية اللقاء تقبلوا منا كل الشكر والتقدير على رحابة صدركم في الإجابة عن تساؤلاتنا.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

زاكروس عثمان ما كاد الكورد ينتشون بهروب الرئيس السوري السابق بشار الاسد وسقوط نظام حكمه الدكتاتوري، حتى صدموا سريعا بمواقف و تصريحات مسؤولي مختلف اطراف ما كانت تسمى بالمعارضة السورية والتي غالبيتها بشكل او آخر تتبنى الموقف التركي من قضية كوردستان ڕۆژئاڤا و هو الرفض والانكار. السوريون من الدلف إلى المزراب: اذ بعد هيمنة هيئة تحرير الشام على…

شكري بكر لو أردنا أن نخوض نقاشًا مستفيضًا حول الواقع السياسي لحزب العمال الكوردستاني، يمكننا إعطاء صورة حقيقية لكل ما قام ويقوم به الحزب. سنجد أن الأمور معقدة للغاية، ومتورطة في مجموعة من الملفات الدولية والإقليمية والكوردستانية. يمكن تقريب الصورة عبر معركتي كوباني وشنكال، حيث يتضح أن “كل واحد يعمل بأصله”، دون الدخول في تفاصيل وقوع المعركة في مدينة كوباني…

في اللقاء الأول بعد سقوط الاستبداد ، والأخير للعام الجاري ، للجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، تم تناول التطورات السورية ، وماتوصلت اليها اللجان مع الأطراف المعنية حول المؤتمر الكردي السوري الجامع ، والواردة في الاستخلاصات التالية : أولا – تتقدم لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” بالتهاني القلبية الحارة…

بعد مرور إحدى وستِّين سنةً من استبداد نظام البعث والأسدَين: الأبِّ والابن، اجتمعت اليوم مجموعةٌ من المثقَّفين والنّشطاء وممثِّلي الفعاليات المدنيَّة الكرديَّة في مدينة «ڤوبرتال» الألمانيّة، لمناقشة واقع ومستقبل شعبنافي ظلِّ التغيُّرات السياسيّة الكُبرى التي تشهدها سوريا والمنطقة. لقد أكَّد الحاضرون أنَّ المرحلة الحاليَّة تتطلَّب توحيدالصّفوف وتعزيز العمل المشترك، بعيداً عن الخلافات الحزبية الضيِّقة. لقد توافق المجتمعون على ضرورة السّعي…