خالد جميل محمد
أولياءُ أمورِ الكُرد السوريين معذورون على عجزهم عن تحقيق ما يَطمح إليه شعبُهم من إقامةِ إقليمٍ خاصٍّ بهم أو تحرير مناطقهم من النظام الإرهابي الأسدي المدعوم دولياً وإقليمياً ومحلياً ومعذورون على انشغالهم عن قراءة الكتبِ والصحف رفيعةِ المستوى ومعذورون على كُرههم للثقافة والمعرفة والخطاب المُــتَّــزِن المتوازنِ المتماسكِ السليمِ لغةً وأسلوباً وتعبيراً. إلا أنَّ هؤلاءِ الأولياءَ ليسوا معذورين عن تقصيرهم في الإبقاء المزمن على الخلافات الشخصية -لا الفكرية- في ما بينهم. وليسوا معذورين في تجاهلهِم معاناةَ الناسِ وهم يأملون منهم دوراً فاعلاً زائداً عن إضاعة أوقاتهم في لقاءاتهم الجَوفاء التي لا تُغني عن واجباتٍ لا بدَّ أن يستثمروا فيها (تَفرُّغَهم!)،
حيث ينتظرهم الناسُ أن يــنصتوا إلى تأوّهاتهم في مطالبهم البسيطة التي قد لا تتعدى أحياناً حدود مساعدةٍ في تحصيلِ علبة دواء أو إعانة عائلة لا مُعِــيــلَ لها أو إيجاد حلول لمشكلات التعليم التي يترفَّع هؤلاءِ الأولياءُ عن الحديث فيها وإنْ على سبيل التعاطفِ المعنوي أيضاً. فإنْ كان هؤلاءِ الأولياءُ عاجزينَ عن حَـلِّ المسائل الصغيرة الداخلة في مجال إمكاناتهم في ما يتعلَّق بالمأكل، المشرب، المأوى، الإقامة، العمل، التعليم، المعالجة، التوعية والإعلامِ الحقيقي لا الزائفِ، فإنَّ مِن المُحالِ أنْ يكونوا قادرين على حلِّ القضايا الكبيرةِ الخارجةِ عن حدود تلك الإمكانات التي يَهدرونها في السِّجالات العبثية والنقاشات/ الدوَّامات والاجتماعات العقيمة التي تنتهي دائماً بأسوأ ممّا تبدأ به من حَـتّوتاتٍ تــنــتــهي بــ “تــيــتي تيتي متل ما رِحـتـ(ــي) جــيــ(ــتي)”.