كاسي يوسف
المزيد من الأسئلة حول الذي يجري في سوريا, عموما والمناطق الكوردية خصوصا, حول الغموض والضبابية, وعدم الوضوح, جراء الفوضى التي حلت بالدولة السورية. وارتباط كل ذلك بالحالة النفسية والجسدية, لشريحة مهمة من المجتمع.
الأطفال, الذين ولدوا في أجواء السلم , ثم تحولت حياتهم وأحاديث الكبار من حولهم الى مواضيع عن القتل والخطف والذبح بالسيوف والسكاكين, على أيدي الجماعات الارهابية, القادمة الى المناطق الكوردية في سوريا, عبر الضخ المحلي للنظام , المتمرس في اختراع وتهجين وابتكار هكذا جماعات ارهابية, أو القادمون من خارج سوريا, والذين يحاولون بث المزيد من الخوف في نفوس الناس, وبالتالي خلق أجواء من الرعب, وعدم الاستقرار, والشعور بالقلق, لدى الناس.
الأطفال بصفتهم آباء وأمهات الغد, وبالتالي المربون والمسؤولون عن مصير الأجيال القادمة, هم أطفال المرحلة الراهنة, فالحرب التي تستعر في عموم الدولة السورية , ستفرز نتائج غاية في التعقيد, على صعيد التربية النفسية لدى الاطفال الذين سيحتفظون بالذكريات المليئة بالرعب, والدماء, وصور القتل والدمار, والمجازر الجماعية, عوضا عن مشاهدة المناظر الجميلة, فتنسف الحرب الضحكة الجميلة عند الاطفال, وتزرع فيهم عدم الثقة والعدائية , فتجدهم فاقدي البراءة الطبيعية عند الاطفال, فيبقى الالم الناجم عن الحرب والصراعات الدموية ملازما للأطفال المعاصرين لها حتى اللخظات الاخيرة من حياتهم, و يصابون بالتشوه كأي كائن آخر عند تعرضه لصدمة ما أيا كانت ويسود اللون الداكن على لوحة الخيال البريئة عوضا عن البهجة, والتهديد بإبادة العنصر الكوردي, من قبل الجماعات الارهابية, سيكون له ابلغ الاثر على السيرة الذاتية للجيل القادم والاجيال التي تليه من الأطفال الكورد.
والمجتمع الكوردي الذي ظل أسير قوانين استثنائية في الدولة السورية منذ أن تأسست, كان لقمة سائغة للمزيد من الأعداء, واستباح القاصى والداني, البقية الباقية من التواجد الكوردي المهلهل في المناطق الكوردية داخل سوريا.
فطبيعة النطام القائم في سوريا , لا تخفى على أحد من المتابعين للشأن السوري أنها ذات بنية شوفينية, وعنصرية, تجاه المكون الكوردي خصوصا, وخير دليل على ذلك العشرات من القوانين الاستثنائية المطبقة بحق الكورد, وللمفارقة حتى الآن, والنظام في أضعف مراحله وأكثرها قربا للزوال لا يتراجع عن حقده وكرهه للمكون الكوردي, على الرغم من أن الكورد لم يتدخلوا في الصراع الطائفي الدامي في سوريا عسكريا , بل ظلوا مطالبين بحقوقهم سلميا.
فالسياسة التي طبقها النظام على مدى ما يقارب النصف قرن , كانت شاملة, تستهدف البنية الفكرية والاقتصادية في الجغرافيا الكوردية داخل سوريا, وعانى الشعب الكوردي الكثير جراء تلك السياسات الهدامة, ولكن الثلاث سنوات المنصرمة كانت ناسفة وفتاكة للبنية الاجتماعية من ناحية والديمغرافية من ناحية اخرى, لتلازم الحالة الامنية مع البعد الاقتصادي وما لهما من تأثير على الوجود البشري.
والمجتمع الكوردي الذي ظل أسير قوانين استثنائية في الدولة السورية منذ أن تأسست, كان لقمة سائغة للمزيد من الأعداء, واستباح القاصى والداني, البقية الباقية من التواجد الكوردي المهلهل في المناطق الكوردية داخل سوريا.
فطبيعة النطام القائم في سوريا , لا تخفى على أحد من المتابعين للشأن السوري أنها ذات بنية شوفينية, وعنصرية, تجاه المكون الكوردي خصوصا, وخير دليل على ذلك العشرات من القوانين الاستثنائية المطبقة بحق الكورد, وللمفارقة حتى الآن, والنظام في أضعف مراحله وأكثرها قربا للزوال لا يتراجع عن حقده وكرهه للمكون الكوردي, على الرغم من أن الكورد لم يتدخلوا في الصراع الطائفي الدامي في سوريا عسكريا , بل ظلوا مطالبين بحقوقهم سلميا.
فالسياسة التي طبقها النظام على مدى ما يقارب النصف قرن , كانت شاملة, تستهدف البنية الفكرية والاقتصادية في الجغرافيا الكوردية داخل سوريا, وعانى الشعب الكوردي الكثير جراء تلك السياسات الهدامة, ولكن الثلاث سنوات المنصرمة كانت ناسفة وفتاكة للبنية الاجتماعية من ناحية والديمغرافية من ناحية اخرى, لتلازم الحالة الامنية مع البعد الاقتصادي وما لهما من تأثير على الوجود البشري.
وكل ذلك برأيي يؤدي لمزيد من عدم التوازن في التربية النفسية للأطفال, لأن الأسر بدأت تفقد الآباء المعيلين, ونتيجة الحرب هرب الكثير للدول المجاورة , وتركوا منازلهم, وفقد الأطفال الكثير نتيجة لذلك, ومن ناحية أخرى تتلبد سماء كوردستان سوريا بالغيوم السوداء , لاقتراب المجاميع الارهابية من القرى والمدن الكوردية, بتوافق وتواطئ من النظام الفاشي, والحالة هذه كفيلة بمزيد من التعقيد والكوارث والانتهاكات المتزايدة بحقوق الاطفال الكورد, الذين لم يستطعموا الحرية أبدا في حياتهم كآبائهم وأمهاتهم, الخوف كل الخوف أن ينتقل هذا الواقع لأبنائهم.