جان كورد – السليمانية / 01 آذار 2014
يعلم بشار الأسد قبل المعارضة وقبل الخبراء الأجانب أن حربه على شعبه قد استنزفت طاقات البلاد المالية والاقتصادية، وهما دعامتان للجيش الذي يزحف على بطونه كما قال نابليون أو أحد سواه من الذين قادوا الجيوش ويعلمون كم تكلف الحروب وكم هو صعب الحصول على الموارد عندما يجف الينبوع الكبير، نتيجة العطاء المستمر، رغماُ عنه، هذا الينبوع الذي هو الشعب المرهق.
كما يعلم الأسد تماماً أن كل من سبقه في التاريخ من ملوكٍ ورؤساءٍ وقفوا على الضد من إرادة شعوبهم أو إرادة الين احتلوا بلادهم وأخضغوهم بالقوة، قد خسروا المعارك ضد الشعوب، وتمت هزيمتهم رغم طول عهدهم بالطغيان والاستبداد. وقد يربح نظام من الأنظمة معركة ضد شعبه، إلا أنه سيزول شاء أم أبى… ولا حاجة لنا بفتح كتب التاريخ أو الحديث فهذا يعلمه حتى طلاب المدارس المتوسطة في شتى الأنحاء.
نظام الأسد يخوض حربه الأخيرة، وقد يجد نفسه منتصراً في مكانٍ دون آخر، إلا أن طاقاته المختلفة، البشرية والمالية والعسكرية والتموينية والنفسية على وشك النفاذـ، لأن الشعب السوري في وضعه المأساوي الحالي غير قادر على تمويل هذه الحرب، والأسد لايستطيع الاتيان بشعبٍ آخرٍ يحل محل الشعب السوري في تشغيل المعامل وزرع المزارع وبناء الجسور وتربية الماشية وامداد الجيش الأسدي بالطعام والشراب والكساء، وبدفع الشباب إلى ساحات القتال ليموتوا من أجل العائلة الأسدية وأباء وأمهات هؤلاء الشباب يموت تحت قصف البراميل المتفجرة أو يتضورون جوعاً، بل إن أعداداً لاتحصى من الشباب الذين في سن الخدمة الإلزامية قد هربوا إلى ما وراء الحدود في كل الاتجاهات.
ويعلم الأسد جيداً أن أقرب الحلفاء إليه، سيكفون عن دعمه عندما يلاحظون أنه غير قادر على الاستمرار في القتال، بل إن أبناء وبنات طائفته أيضاً سيتخلون عنه عندما تضعف قبضته الفولاذية عليهم ويرون أن الأسد سيؤدي بهم إلى الهلاك، ومنهم يقول الآن:” لم تعد نساؤنا تنجب الأولاد… إنهن غير مستعداتٍ لإنجاب أطفال يساقون إلى الموت في سبيل عائلةٍ لاتتخلى عن قصورها…” فالظالمون لا أنصار لهم… وهل نسي الأسد أين وجدوا “حارس البوابة الشرقية للأمة العربية!” وأين قتلوا ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي الذي كان يسخر من ملوك العرب وينسى نفسه في تقديم النصيحة لهم بأنهم سيلقون مصير صدام حسين، وبأن كل واحدٍ منهم ينتظر دوره.
الأسد يعلم أنه قاد سفينة نظامه في اتجاه الظلمات وسط أمواجٍ عاتية لن تحطم السفينة فحسب، بل ستقضي عليه، رغم كل براعته في اختلاق الأعذار لابحاره السيء هذا، ورغم كل الأحلام الوردية في مساعدة المجتمع الدولي له مهما ارتكب أنصاره من فظائع وجرائم ضد الإنسانية، فإنه بدأ يتلمس ضعف التجديف لدى مقاتليه والشقوق التي تصيب جسم السفينة وقوة الماء المتدفق إلى داخلها… فهي تغرق… نعم سفينة الأسد تغرق.
لذلك فإن الأسد قَبِلَ بحضور وفده إلى مؤتمر جنيف 2 بهدف كسب مزيدٍ من الوقت أولاً، وفي محاولةٍ أخيرة لاظهار حربه على شعبه وكأنها حرب على الإرهاب وحده ثانياً، وعلى أمل إحداث انشقاقات في صف المعارضة الوطنية والديموقراطية السورية ثالثاً. إلا أن وفده لم يتمكن من اقناع أحد بأنه يحارب الإرهاب، بل شرعت الأوساط الدبلوماسية تشك في ذلك بعد جنيف 2 بشكل أوضح وأقوى، والمعارضة متحدة اليوم أكثر مما كانت قبل المؤتمر وأثناءه، والوقت لصالح الشعب ولايمكن أن يقضي دكتاتور على شعبه، ففي التاريخ لم يحدث ذلك وإنما قضت الشعوب على الدكتاتوريات مهما عظمت.
والأسد يعلم أنه صار دمية بأيادي الإيرانيين الذين يقاتلون إلى جانبه لأسباب طائفية بحتة، وخوفاً من تنتقل عدوى الثورة السورية إلى مناطق نفوذها في كلٍ من لبنان والعراق، بل وفي إيران ذاتها، حيث هناك معارضة قوية للنظام، وفي أيادي الروس الذين يبدو أنهم مستعدون للتخلي عن كل العالم العربي إلا أنهم لن يتخلوا عن الأسد بسهولة، إلا عندما توافق المعارضة السورية على مطالبهم وتعد بصون مصالحهم في سوريا… ولكن في النهاية سيتخلى الإيرانيون والروس عنه بمجرد أن يختل التوازن العسكري على الأرض، بدعم أمريكي – عربي فعال للمعارضة مثلاً.
لذلك يلجأ الأسد في ظل السماح للمنظمات الإنسانية بدخول بعض المناطق في سوريا، وذلك لديمومة مراوغته واحتياله على المجتمع الدولي، بعملين يعتقد أنه سيستفيد منهما، إلا أن ذلك أيضاً لن ينفعه إذ لم يعد أحد يصدقه… أي أنه فقد المصداقية، داخلياً وخارجياً. وأول الأعمال التي يقوم بها الأ سد بعد جنيف 2 هو القصف الوحشي لسائر مراكز المقاومة المسلحة وللحواضن السكانية، مع السير قدماً في محاولة خداع الرأي العام العالمي الداعي إلى إيجاد حل سياسي عوضاً عن استخدام العصا ضد هذا النظام، والعمل الآخر هو تقسيم المعارضة، ومن ذلك محاولة اقناع قيادات الشعب الكردي التي تتردد على عاصمة إقليم جنوب كوردستان بأنه أفضل لهم من حيث العنف والقسر والاضطهاد من “داعش” المشكوك في أمرهم، الذين أحلوا دم الكرد وقطعوا رؤوس بعضهم أيضاً، وذلك لعدة أهداف:
-الأسد بحاجة إلى شباب الكرد ليتبرعوا لجنوده بدمائهم وليقاتلوا في سبيله ويحرسوا مراكزه وعوائل ضباطه وليزرعوا ويعملوا من أجل الإبقاء على حدٍ أدنى من الإنتاج في البلاد بعد كل التدهور الحاصل جراء الحرب، وهنا يقتدي بأبيه الذي استخدم العساكر الكرد لنفس الغايات أثناء حربه الشرسة على الإخوان المسلمين.
-الأسد يريد باستدراج البيشمركه الكوردستانيين إلى الداخل السوري بحجة “الحق في حماية الشعب الكردي” للايقاع بهم في فخ “محاربة القاعدة!” وفي الحقيقة هو يريد مساعدة حكومة المالكي في السيطرة على إقليم جنوب كوردستان، أو اعطاءه ذريعة لرفض دفع رواتب البيشمركه (الذين دورهم العراقي حسب الدستور يكمن في حراسة حدود العراق من جهة كوردستان، وليس التورط في حرب خارجية)، وهذه الرواتب غير المدفوعة من قبل الحكومة المركزية متراكمة منذ عام 2007. كما يريد بذلك تبرير دخول قوات إيرانية إضافية و(شيعية من شتى الأنحاء) إلى سوريا، لتصبح الحرب “دولية!”، أو “إقليمية واسعة” كحرب لبنان، واضطرار المجتمع الدولي لايجاد “توافق” ينقذ نظامه إلى إشعار آخر.
-الأسد يريد تمزيق المعارضة السورية وإظهار الشعب الكردي (والأقليات بشكل عام) بأنه مع النظام ويخرج المجلس الوطني الكردي من الإئتلاف، بذريعة أن الأسد عازم على منح الكرد حقوقاً قومية أشمل وأوسع مما منحه حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي/ الكردستاني!!!) لهم. وبخاصة فإن تململ الحراك السياسي – الثقافي الكردي مما أعلنه هذا الحزب ومارسه في المنطقة الشمالية من البلاد قد أضر به كلياً، والأسد سيكون فرحاً فيما إذا رجع المجلس الوطني الكردي من عند السيد أحمد الجربا بخفي حنين ومن المولد بلا حمص كما قال معمر القذافي يوماً.
هذه الأسباب والأهداف وسواها ستدفع بالأسد إلى التخلي عن حلفائه وأتباعه ومواليه ضمن “الثورة السورية”، من ذوي الشوارب الغليظة والذقون الكثيفة أيضاً، الذين ساعدون عسكرياً ولكنهم انفضحوا شعبياً وفشلوا في القضاء على معارضيه سياسياً، وسيعلن عن موافقته على إعطاء منديل رأس الدبكة إلى المجلس الوطني الكردي، إلا أنه غير مستعد لإظهار “حسن النية” باطلاق مرسوم تشريعي موقع من قبله بصدد استعداده لمنح الشعب الكردي حقوقه التي يطالب بها. على الرغم من تأكيدات بعض عملائه الكبار على “جدية” هذا الاستعداد الأسدي في وسائل الإعلام الكردستانية والسورية.
حال الأسد وهذه الحيل والمراوغات لن تجدي نفعاً، تشبه كمن أوشك على الغرق ويمسك بكل قشة تصل إليها يداه، فالحركة السياسية الكردية التي تحمل مسؤولية تاريخية على عاتقها، تعلم تماماً أن موقعها الحقيقي والأصيل هو ضمن الثورة السورية المؤمنة بمبادىء الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية لكل السوريين دون استثناء، كما تعلم أن حكم البعث والعائلة الأسدية لم يمنح الكرد أي حقٍ من حقوقه العادلة، خلال النصف قرن الماضي. وبالتأكيد، إن حزب الاتحاد الديموقراطي سيجد نفسه خارج السرب الوطني السوري، وإلى جانب (داعش وحالش) فيما إذا ظل على سياسته الحالية، سياسة “الخط الثالث!!!” غير الموجودة أصلاً. كما أن قيادة جنوب كوردستان الحكيمة لن تقع في الفخ السوري الذي تحاول بعض القوى الإقليمية توريطها فيه عن طريق الأسد الذي يحرك عملاءه في أزياء الدبلوماسيين، فيظهرون على شاشات التلفزيون وكأنهم أبطال تحرير وطني كردي بتاريخٍ مجيد ويحملون مسؤولية وطنية كبرى تجاه سوريا، ويسكتون عن إبادة أكثر من مائتي ألف مواطن سوري، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، من قبل قوات وشبيحة وحلفاء ومرتزقة ما يسمونه ب”الدكتور بشار الأسد، ويغدقون عليه بشتى أوصاف المدح والثناء، لايخافون الله ولا يخجلون أمام أنظار الملايين من السوريين المشردين في شتى أنحاء العالم.
ويعلم الأسد جيداً أن أقرب الحلفاء إليه، سيكفون عن دعمه عندما يلاحظون أنه غير قادر على الاستمرار في القتال، بل إن أبناء وبنات طائفته أيضاً سيتخلون عنه عندما تضعف قبضته الفولاذية عليهم ويرون أن الأسد سيؤدي بهم إلى الهلاك، ومنهم يقول الآن:” لم تعد نساؤنا تنجب الأولاد… إنهن غير مستعداتٍ لإنجاب أطفال يساقون إلى الموت في سبيل عائلةٍ لاتتخلى عن قصورها…” فالظالمون لا أنصار لهم… وهل نسي الأسد أين وجدوا “حارس البوابة الشرقية للأمة العربية!” وأين قتلوا ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي الذي كان يسخر من ملوك العرب وينسى نفسه في تقديم النصيحة لهم بأنهم سيلقون مصير صدام حسين، وبأن كل واحدٍ منهم ينتظر دوره.
الأسد يعلم أنه قاد سفينة نظامه في اتجاه الظلمات وسط أمواجٍ عاتية لن تحطم السفينة فحسب، بل ستقضي عليه، رغم كل براعته في اختلاق الأعذار لابحاره السيء هذا، ورغم كل الأحلام الوردية في مساعدة المجتمع الدولي له مهما ارتكب أنصاره من فظائع وجرائم ضد الإنسانية، فإنه بدأ يتلمس ضعف التجديف لدى مقاتليه والشقوق التي تصيب جسم السفينة وقوة الماء المتدفق إلى داخلها… فهي تغرق… نعم سفينة الأسد تغرق.
لذلك فإن الأسد قَبِلَ بحضور وفده إلى مؤتمر جنيف 2 بهدف كسب مزيدٍ من الوقت أولاً، وفي محاولةٍ أخيرة لاظهار حربه على شعبه وكأنها حرب على الإرهاب وحده ثانياً، وعلى أمل إحداث انشقاقات في صف المعارضة الوطنية والديموقراطية السورية ثالثاً. إلا أن وفده لم يتمكن من اقناع أحد بأنه يحارب الإرهاب، بل شرعت الأوساط الدبلوماسية تشك في ذلك بعد جنيف 2 بشكل أوضح وأقوى، والمعارضة متحدة اليوم أكثر مما كانت قبل المؤتمر وأثناءه، والوقت لصالح الشعب ولايمكن أن يقضي دكتاتور على شعبه، ففي التاريخ لم يحدث ذلك وإنما قضت الشعوب على الدكتاتوريات مهما عظمت.
والأسد يعلم أنه صار دمية بأيادي الإيرانيين الذين يقاتلون إلى جانبه لأسباب طائفية بحتة، وخوفاً من تنتقل عدوى الثورة السورية إلى مناطق نفوذها في كلٍ من لبنان والعراق، بل وفي إيران ذاتها، حيث هناك معارضة قوية للنظام، وفي أيادي الروس الذين يبدو أنهم مستعدون للتخلي عن كل العالم العربي إلا أنهم لن يتخلوا عن الأسد بسهولة، إلا عندما توافق المعارضة السورية على مطالبهم وتعد بصون مصالحهم في سوريا… ولكن في النهاية سيتخلى الإيرانيون والروس عنه بمجرد أن يختل التوازن العسكري على الأرض، بدعم أمريكي – عربي فعال للمعارضة مثلاً.
لذلك يلجأ الأسد في ظل السماح للمنظمات الإنسانية بدخول بعض المناطق في سوريا، وذلك لديمومة مراوغته واحتياله على المجتمع الدولي، بعملين يعتقد أنه سيستفيد منهما، إلا أن ذلك أيضاً لن ينفعه إذ لم يعد أحد يصدقه… أي أنه فقد المصداقية، داخلياً وخارجياً. وأول الأعمال التي يقوم بها الأ سد بعد جنيف 2 هو القصف الوحشي لسائر مراكز المقاومة المسلحة وللحواضن السكانية، مع السير قدماً في محاولة خداع الرأي العام العالمي الداعي إلى إيجاد حل سياسي عوضاً عن استخدام العصا ضد هذا النظام، والعمل الآخر هو تقسيم المعارضة، ومن ذلك محاولة اقناع قيادات الشعب الكردي التي تتردد على عاصمة إقليم جنوب كوردستان بأنه أفضل لهم من حيث العنف والقسر والاضطهاد من “داعش” المشكوك في أمرهم، الذين أحلوا دم الكرد وقطعوا رؤوس بعضهم أيضاً، وذلك لعدة أهداف:
-الأسد بحاجة إلى شباب الكرد ليتبرعوا لجنوده بدمائهم وليقاتلوا في سبيله ويحرسوا مراكزه وعوائل ضباطه وليزرعوا ويعملوا من أجل الإبقاء على حدٍ أدنى من الإنتاج في البلاد بعد كل التدهور الحاصل جراء الحرب، وهنا يقتدي بأبيه الذي استخدم العساكر الكرد لنفس الغايات أثناء حربه الشرسة على الإخوان المسلمين.
-الأسد يريد باستدراج البيشمركه الكوردستانيين إلى الداخل السوري بحجة “الحق في حماية الشعب الكردي” للايقاع بهم في فخ “محاربة القاعدة!” وفي الحقيقة هو يريد مساعدة حكومة المالكي في السيطرة على إقليم جنوب كوردستان، أو اعطاءه ذريعة لرفض دفع رواتب البيشمركه (الذين دورهم العراقي حسب الدستور يكمن في حراسة حدود العراق من جهة كوردستان، وليس التورط في حرب خارجية)، وهذه الرواتب غير المدفوعة من قبل الحكومة المركزية متراكمة منذ عام 2007. كما يريد بذلك تبرير دخول قوات إيرانية إضافية و(شيعية من شتى الأنحاء) إلى سوريا، لتصبح الحرب “دولية!”، أو “إقليمية واسعة” كحرب لبنان، واضطرار المجتمع الدولي لايجاد “توافق” ينقذ نظامه إلى إشعار آخر.
-الأسد يريد تمزيق المعارضة السورية وإظهار الشعب الكردي (والأقليات بشكل عام) بأنه مع النظام ويخرج المجلس الوطني الكردي من الإئتلاف، بذريعة أن الأسد عازم على منح الكرد حقوقاً قومية أشمل وأوسع مما منحه حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي/ الكردستاني!!!) لهم. وبخاصة فإن تململ الحراك السياسي – الثقافي الكردي مما أعلنه هذا الحزب ومارسه في المنطقة الشمالية من البلاد قد أضر به كلياً، والأسد سيكون فرحاً فيما إذا رجع المجلس الوطني الكردي من عند السيد أحمد الجربا بخفي حنين ومن المولد بلا حمص كما قال معمر القذافي يوماً.
هذه الأسباب والأهداف وسواها ستدفع بالأسد إلى التخلي عن حلفائه وأتباعه ومواليه ضمن “الثورة السورية”، من ذوي الشوارب الغليظة والذقون الكثيفة أيضاً، الذين ساعدون عسكرياً ولكنهم انفضحوا شعبياً وفشلوا في القضاء على معارضيه سياسياً، وسيعلن عن موافقته على إعطاء منديل رأس الدبكة إلى المجلس الوطني الكردي، إلا أنه غير مستعد لإظهار “حسن النية” باطلاق مرسوم تشريعي موقع من قبله بصدد استعداده لمنح الشعب الكردي حقوقه التي يطالب بها. على الرغم من تأكيدات بعض عملائه الكبار على “جدية” هذا الاستعداد الأسدي في وسائل الإعلام الكردستانية والسورية.
حال الأسد وهذه الحيل والمراوغات لن تجدي نفعاً، تشبه كمن أوشك على الغرق ويمسك بكل قشة تصل إليها يداه، فالحركة السياسية الكردية التي تحمل مسؤولية تاريخية على عاتقها، تعلم تماماً أن موقعها الحقيقي والأصيل هو ضمن الثورة السورية المؤمنة بمبادىء الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية لكل السوريين دون استثناء، كما تعلم أن حكم البعث والعائلة الأسدية لم يمنح الكرد أي حقٍ من حقوقه العادلة، خلال النصف قرن الماضي. وبالتأكيد، إن حزب الاتحاد الديموقراطي سيجد نفسه خارج السرب الوطني السوري، وإلى جانب (داعش وحالش) فيما إذا ظل على سياسته الحالية، سياسة “الخط الثالث!!!” غير الموجودة أصلاً. كما أن قيادة جنوب كوردستان الحكيمة لن تقع في الفخ السوري الذي تحاول بعض القوى الإقليمية توريطها فيه عن طريق الأسد الذي يحرك عملاءه في أزياء الدبلوماسيين، فيظهرون على شاشات التلفزيون وكأنهم أبطال تحرير وطني كردي بتاريخٍ مجيد ويحملون مسؤولية وطنية كبرى تجاه سوريا، ويسكتون عن إبادة أكثر من مائتي ألف مواطن سوري، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، من قبل قوات وشبيحة وحلفاء ومرتزقة ما يسمونه ب”الدكتور بشار الأسد، ويغدقون عليه بشتى أوصاف المدح والثناء، لايخافون الله ولا يخجلون أمام أنظار الملايين من السوريين المشردين في شتى أنحاء العالم.