حسين جلبي
أزعم بأنني قدمتُ للحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا “البارتي” شئ ما، كانت لي مساهمة لا بأس بها خلال بعض المنعطفات الصعبة التي مر بها الحزب، لكنني لم انتظر يوماً شكراً و لم أسعى عليه، كنتُ أعتقدُ دائماً، و نظراً الى الكثير من الشخصيات المحترمة التي عرفتها في الحزب، أنهُ يُمكن أن يكون ممثلاً جيداً للقضية الكُردية و مدافعاً قوياً عنها، لقد تعاملتُ مع جميع رفاقه حتى الذين لم أعرفهم على هذا الأساس، افترضتُ دائماً فيهم روح الكُردايتي و التضحية، و لذلك حاولت مجاراتهم في انكار الذات.
و إذا كان الدفاع عن قضية الشعب واجباً لا يحتاج حتى الى التنويه إليه، إلا أنهُ لا بأس من ذلك إذا الدفاع عن حزبٍ ما خاصةً إذا كان كُردياً، لأن الكيان الذي قد تدافع عنهُ هنا يتكون أساساً من أشخاص قد لا يكونون جميعاً على السوية ذاتها، بحيثُ أن الدفاع عن الحزب قد لا يستحقه جميع أعضائهُ، و لكنه يشملهم جميعاً، بكل أسف، هذا ناهيك عن الثمن الذي قد تدفعهُ، و الحسد و العداوات التي قد يسببها لك موقفك ذاك حتى بين هؤلاء، و التي يمكنك تجنب بعضها في حال صمتت ـ و لم تحشر نفسك ـ في الأمر، و هو ليس ضروري حقاً، دائماً.
كان ظهوري القوي مدافعاً عن البارتي، أو عن بعض شخصياته إذا شئت، خلال عملية الانشقاق التي أصابتهُ إبان المؤتمر الذي عُقد قبل حوالي سبع سنوات في القامشلي، لقد كتبت مئات المقالات بأسم “ديــار سـليمان” خصصت قسم كبير منها للدفاع عن البارتي و نقد المنشقين المفترضين، لن أتناول هنا دوافع الكتابة تحت ذلك الأسم، و لكن بالإمكان اعطاء أسم “ديـــار سايمان” لمن لم يعرفهُ بعد لمحرك البحث “غوغل” لمعرفة الشراسة التي أبديتها في دفاعي و ردود الأفعال التي كان جانبها الأكبر ينالني شخصياً بسبب ذلك، يمكنني بالمناسبة فتح بريدي و اختيار ما يشير بوضوح الى التهديدات ـ حتى بالتصفية ـ التي كانت تصلني و كذلك الشتائم المهولة التي كنت اتلقاها بسبب مواقفي تلك، و لا أنسى بالطبع التواصل الكريم من كبار الشخصيات الثقافية و الوطنية و القومية ـ لم يكن من بيهما رفاق البارتي ـ الذين كانوا يظنون أنهم حزب الله المختار و ان لله سخرك لخدمتهم، رغم شهادة البعض في مجالسهم بأنني ساهمت، ان لم أكن من عوامل وقوف البارتي على قدميه، خلال أزماته تلك.
كُنتُ رفيقاً مُفترضاً للبارتي و صديقاً مُقرباً لرفاقه، صغارهم و كبارهم، هكذا عاملتُ نفسي و هكذا عاملني الناس و عاملني الحزب، لم أطلب يوماً مُكافأةً أو مُقابلاً لما فعلت، على العكس من ذلك، فقد شعرتُ دوماً بانني مدينٌ للحزب الذي صقلت تجربتي به شخصيات كبيرة عرفتها فيه، لذلك حاولت أن أكون جزءاً من تنظيمه، كان ذلك في مناسبات عديدة من خلال حضور النشاطات التي قام بها الحزب و منها كونفرانساتهُ في ألمانيا، لكن الأمر كان على الشكل التالي: يبدأ الكونفرانس بقيامك بدفع الإشتراك و ينتهي به، بعد ذلك تدخل المنظمة في سُباتها العميق و لا تعود تسمع عنها الى الكونفرانس القادم، حيثُ استجيب للدعوة مرةً أُخرى رغبةً في مجاملة البعض بسبب الإحراج الذي تفرضهُ الصداقة، و على أمل أن يكون شئ ما قد تغير، إلا أن التجربة ذاتها كانت تُعاد، لكنني رغم ذلك لم أنقطع عن حمل وزر الدفاع عن البارتي.
حدث قبل سنين أن عُقد مؤتمر هولير للجاليات الكُردية في الخارج، كُنتُ أعتقد أنني سأكون مدعواً للحضور ليس بسبب قربي من البارتي بل باعتبار مساهماتي في الشأن الكُردي العام التي ترشحني للتواجد في مثل ذلك المكان و لأنني أعتقدت أن الثورة السورية قد كرست الشعور بالمسؤولية لدى الجميع و بأن المسألة مصيرية و سيتم اختيار من هو جدير بتحمل المسؤولية دون أن أُضطر مثل ثلاثة أرباع من ذهب للتواصل مع هذا أو ذاك و توسيطه و ترجيه، لكن البارتي كان أول من خذلني و استدعى من لم يكن من رفاقه و استكمل نصابه بمن لم يكن لهُ وجود على خارطة العمل، و رغم ذلك لم أخذلهُ، و تابعت تحمل نتائج مواقفي.
سيعقد في هذه الآونة مؤتمر الإتحاد السياسي الكُردي في هولير، قلت مُمازحاً عندما بدأت قصة الإتحاد السياسي بأنني سأنضم للحزب الوليد إذا كان الأمر جدياً و انعقد مؤتمرهُ خلال فترة كذا..
في الواقع لستُ عضواً في البارتي لأنهُ و ببساطة لا توجدُ منظمة للحزب في ألمانيا كما هو واضح و لأنني اخترتُ منذُ مدة طويلة أن أكون مستقلاً، فالعمل التنظيمي ضمن صفوف الأحزاب الكُردية مجلبة للعلل، لكنني كُنتُ قد حاولتُ مع آخرين المساعدة في بناء منظمة للحزب قبل حوالي سنة، اتفقتُ مع آخرين على أسس واضحة للعمل و وضعنا خارطة طريق للعملية، و لكن من بيده “ختم” الحزب عرقلها و وضعها في أدراج النسيان بسبب استفادته من سفرة هنا و رحلة هناك و لقاء مع هذا المسؤول و مكالمة تلفونية مع آخر، و هكذا انتهى الحزب بالنسبة لي، لقد اقتنعت تماماً بالنظرية التي تقول بأن “لا أحد يريدك في حزبه إذا كنت أفضل منهُ، لأنك قد تشكل خطراً على ما يعتقده امتيازاته، و ان هناك رغبة دائمة في ضم الإمعات و الأزلام التي ترتضي لنفسها بدور المصفق، و انهُ اذا أردت أن تكون حزبياً فعليك أن تلغي نفسك”.
مؤخراً بدأت أحزاب الإتحاد السياسي تدعو رفاقها للمؤتمر التوحيدي، و بصراحة تُعتبر مسألة مُغرية للكثيرين زيارة مجانية الى هولير في هذا الربيع و الألتقاء بالكثير من المعارف و الأصحاب هناك، بالنسبة للبارتي جرت عملية اختيار رفاقه للمؤتمر في ثلاثة من منظماتهُ على الأقل من خلال مؤامرات صغيرة تتناسب مع عقول من يقف خلفها، و هكذا في ألمانيا على سبيل المثال، اجتمع عدد من الأشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة و في غفلة عن الجميع في مكانٍ ما بصورة سرية و اختاروا خلال ذلك اثنين للذهاب الى المؤتمر بعد لعبة استبعدوا بنتيجتها الشخص الوحيد الذي يرفع راية المنظمة، الشخصان الذاهبان الى هولير باسم البارتي ليسا عضوين في الحزب، الأول شارك في سفرة حزبية هوليرية قبل أكثر من سنة بأسم حزب آخر، في حين أن الآخر كانت عضويته مجمدة لأسبابٍ ليس وقت ذكرها و هو لم يحضر قبل ذلك بأسم الحزب حتى المناسبات الاجتماعية التي جرت في ألمانيا، أي أنهُ ألغى الحزب حتى من على الخارطة الاجتماعية، إلا أن هذان اتفقا مع الشخص “المسؤول” الذي سيأخذهما الى هولير على أن يصوتوا لهُ في أي مستوى سيرشح نفسهُ لهُ، و هذا الأخير تم فرضه بدوره على منظمة أوربا للحزب مع العلم بأنهُ لم يحضر كونفرانسها الذي جرى قبل حوالي عامين.
لن أُقارن نفسي بمثل هؤلاء أو حتى بعرابهم الى هولير، و في الواقع لو كنتُ موجوداً في المكان و حدثت تلك المؤامرة لتركت الحزب كما فعلت عندما نجحت في انتخابات المجلس الوطني الكُردي من خلال الاقتراع المباشر لكن عندما جرت انتخابات داخلية لأختيار ممثلي المجلس تدخلت الآحزاب ـ و منها البارتي ـ بمؤامرة استبعدتني و رفعت من هم على شاكلتها، و قد شرحت الأمر وقتها بالتفصيل، و لكنني أقول للجميع: تعالوا لنقارن بين ما قدمتموه جميعاً للكُردايتي و للحزب و بين ما قدمتهُ أنا و أخرون سيغيبون و لنضعهُ في كفتي ميزان، سنرى بالنتيجة بأننا ندفع منذُ عقود ثمن مثل هذه المؤامرات و الاقصاءات و المحسوبيات، و يبدو بأن الوقت مُبكرٌ جداً للقول بان الاستنزاف سيتوقف، فالمولود الجديد المقبل على الولادة يحملكم، و أنتم لستم سوى بذور فنائهُ.
كان ظهوري القوي مدافعاً عن البارتي، أو عن بعض شخصياته إذا شئت، خلال عملية الانشقاق التي أصابتهُ إبان المؤتمر الذي عُقد قبل حوالي سبع سنوات في القامشلي، لقد كتبت مئات المقالات بأسم “ديــار سـليمان” خصصت قسم كبير منها للدفاع عن البارتي و نقد المنشقين المفترضين، لن أتناول هنا دوافع الكتابة تحت ذلك الأسم، و لكن بالإمكان اعطاء أسم “ديـــار سايمان” لمن لم يعرفهُ بعد لمحرك البحث “غوغل” لمعرفة الشراسة التي أبديتها في دفاعي و ردود الأفعال التي كان جانبها الأكبر ينالني شخصياً بسبب ذلك، يمكنني بالمناسبة فتح بريدي و اختيار ما يشير بوضوح الى التهديدات ـ حتى بالتصفية ـ التي كانت تصلني و كذلك الشتائم المهولة التي كنت اتلقاها بسبب مواقفي تلك، و لا أنسى بالطبع التواصل الكريم من كبار الشخصيات الثقافية و الوطنية و القومية ـ لم يكن من بيهما رفاق البارتي ـ الذين كانوا يظنون أنهم حزب الله المختار و ان لله سخرك لخدمتهم، رغم شهادة البعض في مجالسهم بأنني ساهمت، ان لم أكن من عوامل وقوف البارتي على قدميه، خلال أزماته تلك.
كُنتُ رفيقاً مُفترضاً للبارتي و صديقاً مُقرباً لرفاقه، صغارهم و كبارهم، هكذا عاملتُ نفسي و هكذا عاملني الناس و عاملني الحزب، لم أطلب يوماً مُكافأةً أو مُقابلاً لما فعلت، على العكس من ذلك، فقد شعرتُ دوماً بانني مدينٌ للحزب الذي صقلت تجربتي به شخصيات كبيرة عرفتها فيه، لذلك حاولت أن أكون جزءاً من تنظيمه، كان ذلك في مناسبات عديدة من خلال حضور النشاطات التي قام بها الحزب و منها كونفرانساتهُ في ألمانيا، لكن الأمر كان على الشكل التالي: يبدأ الكونفرانس بقيامك بدفع الإشتراك و ينتهي به، بعد ذلك تدخل المنظمة في سُباتها العميق و لا تعود تسمع عنها الى الكونفرانس القادم، حيثُ استجيب للدعوة مرةً أُخرى رغبةً في مجاملة البعض بسبب الإحراج الذي تفرضهُ الصداقة، و على أمل أن يكون شئ ما قد تغير، إلا أن التجربة ذاتها كانت تُعاد، لكنني رغم ذلك لم أنقطع عن حمل وزر الدفاع عن البارتي.
حدث قبل سنين أن عُقد مؤتمر هولير للجاليات الكُردية في الخارج، كُنتُ أعتقد أنني سأكون مدعواً للحضور ليس بسبب قربي من البارتي بل باعتبار مساهماتي في الشأن الكُردي العام التي ترشحني للتواجد في مثل ذلك المكان و لأنني أعتقدت أن الثورة السورية قد كرست الشعور بالمسؤولية لدى الجميع و بأن المسألة مصيرية و سيتم اختيار من هو جدير بتحمل المسؤولية دون أن أُضطر مثل ثلاثة أرباع من ذهب للتواصل مع هذا أو ذاك و توسيطه و ترجيه، لكن البارتي كان أول من خذلني و استدعى من لم يكن من رفاقه و استكمل نصابه بمن لم يكن لهُ وجود على خارطة العمل، و رغم ذلك لم أخذلهُ، و تابعت تحمل نتائج مواقفي.
سيعقد في هذه الآونة مؤتمر الإتحاد السياسي الكُردي في هولير، قلت مُمازحاً عندما بدأت قصة الإتحاد السياسي بأنني سأنضم للحزب الوليد إذا كان الأمر جدياً و انعقد مؤتمرهُ خلال فترة كذا..
في الواقع لستُ عضواً في البارتي لأنهُ و ببساطة لا توجدُ منظمة للحزب في ألمانيا كما هو واضح و لأنني اخترتُ منذُ مدة طويلة أن أكون مستقلاً، فالعمل التنظيمي ضمن صفوف الأحزاب الكُردية مجلبة للعلل، لكنني كُنتُ قد حاولتُ مع آخرين المساعدة في بناء منظمة للحزب قبل حوالي سنة، اتفقتُ مع آخرين على أسس واضحة للعمل و وضعنا خارطة طريق للعملية، و لكن من بيده “ختم” الحزب عرقلها و وضعها في أدراج النسيان بسبب استفادته من سفرة هنا و رحلة هناك و لقاء مع هذا المسؤول و مكالمة تلفونية مع آخر، و هكذا انتهى الحزب بالنسبة لي، لقد اقتنعت تماماً بالنظرية التي تقول بأن “لا أحد يريدك في حزبه إذا كنت أفضل منهُ، لأنك قد تشكل خطراً على ما يعتقده امتيازاته، و ان هناك رغبة دائمة في ضم الإمعات و الأزلام التي ترتضي لنفسها بدور المصفق، و انهُ اذا أردت أن تكون حزبياً فعليك أن تلغي نفسك”.
مؤخراً بدأت أحزاب الإتحاد السياسي تدعو رفاقها للمؤتمر التوحيدي، و بصراحة تُعتبر مسألة مُغرية للكثيرين زيارة مجانية الى هولير في هذا الربيع و الألتقاء بالكثير من المعارف و الأصحاب هناك، بالنسبة للبارتي جرت عملية اختيار رفاقه للمؤتمر في ثلاثة من منظماتهُ على الأقل من خلال مؤامرات صغيرة تتناسب مع عقول من يقف خلفها، و هكذا في ألمانيا على سبيل المثال، اجتمع عدد من الأشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة و في غفلة عن الجميع في مكانٍ ما بصورة سرية و اختاروا خلال ذلك اثنين للذهاب الى المؤتمر بعد لعبة استبعدوا بنتيجتها الشخص الوحيد الذي يرفع راية المنظمة، الشخصان الذاهبان الى هولير باسم البارتي ليسا عضوين في الحزب، الأول شارك في سفرة حزبية هوليرية قبل أكثر من سنة بأسم حزب آخر، في حين أن الآخر كانت عضويته مجمدة لأسبابٍ ليس وقت ذكرها و هو لم يحضر قبل ذلك بأسم الحزب حتى المناسبات الاجتماعية التي جرت في ألمانيا، أي أنهُ ألغى الحزب حتى من على الخارطة الاجتماعية، إلا أن هذان اتفقا مع الشخص “المسؤول” الذي سيأخذهما الى هولير على أن يصوتوا لهُ في أي مستوى سيرشح نفسهُ لهُ، و هذا الأخير تم فرضه بدوره على منظمة أوربا للحزب مع العلم بأنهُ لم يحضر كونفرانسها الذي جرى قبل حوالي عامين.
لن أُقارن نفسي بمثل هؤلاء أو حتى بعرابهم الى هولير، و في الواقع لو كنتُ موجوداً في المكان و حدثت تلك المؤامرة لتركت الحزب كما فعلت عندما نجحت في انتخابات المجلس الوطني الكُردي من خلال الاقتراع المباشر لكن عندما جرت انتخابات داخلية لأختيار ممثلي المجلس تدخلت الآحزاب ـ و منها البارتي ـ بمؤامرة استبعدتني و رفعت من هم على شاكلتها، و قد شرحت الأمر وقتها بالتفصيل، و لكنني أقول للجميع: تعالوا لنقارن بين ما قدمتموه جميعاً للكُردايتي و للحزب و بين ما قدمتهُ أنا و أخرون سيغيبون و لنضعهُ في كفتي ميزان، سنرى بالنتيجة بأننا ندفع منذُ عقود ثمن مثل هذه المؤامرات و الاقصاءات و المحسوبيات، و يبدو بأن الوقت مُبكرٌ جداً للقول بان الاستنزاف سيتوقف، فالمولود الجديد المقبل على الولادة يحملكم، و أنتم لستم سوى بذور فنائهُ.