قراءة في بيان المبادئ للمعارضة السورية في جنيف 2

   كاوا ازيزي

يأتي هذا البيان على اسس قانونية و شرعية سابقة . كقرارات الامم متحدة  .2043,2042.  لعام 2012 وكذلك  القرار 2118  لعام 2013 والالتزام بقرار جنيف 1 .
لن يعتمد المعارضة لتنفيذ هذا البيان فقط على نتائج التفاوض بين المعارضة والنظام .  بل باللاعتماد ايضا على مساعدة المجتمع الدولي .

جنيف2 وحواراتها تدور على  نقطين اساسيتين . المعارضة تصر على   البدء بنقطة تاسيس هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحية اما النظام يصر عاى  نقطة مكافحة الارهاب .
امريكا وحلفائها يصرون  باللجوء الى مجلس الامن لاستصدار قرارات تجبر النظام السوري للرضوخ للمجتمع الدولي. بينما روسيا تصر و ترفض هذه الجهود متحججتا بان المعارضة و من يقف معها يريدون  من وراء الاستصدار لتلك  القرارات باسقاط النظام السوري (وهذا النقطة بالنسبة الى روسية خط احمر) .
برغم من الجولة الاولى والثانية لم يتم التوصل الى نتيجة حتى الان . لكن بالرغم  من كل شيء فاننا الان امام واقع الاعتراف المتبادل بين المعارضة و النظام و الاستعداد من قبل الطرفين للحل السياسي .
المعارضة قدم بيان مبادئ عبر عن روئيتها للحل السياسي للازمة السورية . ان بيان المبادئ هذه تتضمن 24 فقرة . ومن قراءة هذه الفقرات نرى بانها بمثابة اعلان دستوي مؤقت للدولة السورية .من خلال تاسيس هيئة حكم انتقالي بالتوافق بين المعارضة و النظام و التي ستشرف على كامل الادارة العسكرية و المدنية و الاقتصادية و السياسية  للبلاد خلال المرحلة الانتقالية  .
و تنص تلك المبادىء على انسحاب كافة المجاميع المسلحة الاجنبية من البلاد و تصفية كافة المجموعات الارهابية المسلحة ذوي الميول الايديولوجية و الدينية و الطائفية .
و ستمثل هذه الهيئة سيادة الدولة السورية خلال المرحلة الانتقالية . و ستلتزم بكافة المواثيق و المعاهدات الدولية الموقعة من قبل  الدولة السورية .
و سيكون من المهام الرئيسية لهيئة الحكم الانتقالي خلق بيئة سياسية لانتقال سلمي للسلطة الى الشعب حسب ما جاء في المادتين 16 و 17 من قرار المجلس الامن الدولي رقم 2118 لعام 2013 .
و يعول البيان الى وقف العنف و حماية المدنين السورين و تحقيق الاستقرار في البلاد بوجود مراقبين دولين من قبل الامم المتحدة . و تطالب البيان كل مكونات الشعب السوري بالتعاون مع هيئة الحكم الانتقالي لتأمين الامن و الاستقرار و نزع سلاح المجاميع المسلحة . و تعطي ضمانات بمشاركة العرب و الكرد و السريان و باقي المكونات بالمشاركة الفعالة في العملية الانتقالية من اجل اعادة بناء الثقة بين المكونات و ضمان حقوقها و حرياتها و يشير البيان الى الوثيقة الموقعة بين المجلس الوطني الكوردي في سورية   و الائتلاف السوري لقوى  المعارضة و الثورة  كاساس للمصالحة الوطنية و حل كافة المشاكل العالقة .
و تعول بيان المبادئ الى حماية و بقاء المؤسسات الوطنية كمؤسسة الجيش و الامن و الشرطة و اعادة تاهيلها و ان تخضع هذه المؤسسة لهيئة الحكم الانتقالي بشكل  كامل .
ستكون الهيئة ضمانة لتبني سياسة اقتصادية .اجتماعية .سياسية .قضائية و عسكرية متكاملة لانهاء العنف في المجتمع بجميع اشكاله الايد يولوجية و الدينية و الطائفية و الجنائية .
و تتبنى الهيئة بالاشراف الكامل على ايصال المساعدات الانسانية الى كل المناطق السورية من خلال المنظمات الانسانية الدولية . كذلك اعادة النازحين الى ديارهم .
و ستقوم الهيئة من خلال الدعم الدولي القوي القيام بمحاسبة كل من تلطخ يده بالدم السوري  وذلك لتحقيق العدالة الانتقالية . و سيضمن بمشاركة كافة المكونات السورية بمختلف مشاربها القومية و الدينية و الطائفية بالمشاركة الكاملة في اخذ القرارت و تنفيذها .
و ستقوم الهيئة بوضع الاسس و المبادئ الرئيسية لضمان حقوق الجميع على اسس ديمقراطية و قانونية.
وسترعى الهيئة احترام حرية الرأي و التعددية السياسية وبناء الجمعيات و تاسيس الاحزاب و حرية الاعلام و ستضمن الحقوق الكاملة للمراة السورية .
و ستضمن الهيئة حقوق المواطن الكاملة من دون تميز على اساس الجنس او القومية او الدين او الطائفة او العرق او التوجه السياسي او المستوى الاجتماعي .
و ستقوم الهيئة بخطوات تودي الى وضع مسودة دستور جديد توافقي تشاركى  يساهم في كتابتها كافة المكونات السورية . وذلك من خلال انتخاب جمعية تأسيسية مهمتها وضع دستور جديد للبلاد يحترم حقوق و حريات جميع المكونات السورية . 
و ستضمن هيئة الحكم الانتقالي بعرض مسودة الدستور للاستتفتاء الشعبي العام . و سينتهي عمل الجمعية التاسيسة بعد بدء البرلمان المنتخب الجديد عمله مباشرة .
سوف تعمل هيئة الحكم الانتقالي بالتنسيق الكامل مع مجلس الامن الدولي لتنفيذ هذه الاتفاقية وفق المادتين 16 و 17 من قرار مجلس الامن الدولي  رقم 2118 لعام 2013 .

وفي حال عدم امتثال النظام لهذه الاتفاقية سيتم اخذ تدابير على اساس المادة 21 للقرار 2118 لعام 2013 و الصادر من مجلس الامن الدولي وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

فرحان مرعي هل القضية الكردية قضية إنسانية عاطفية أم قضية سياسية؟ بعد أن (تنورز) العالم في نوروز هذا َالعام ٢٠٢٥م والذي كان بحقّ عاماً كردياً بامتياز. جميل أن نورد هنا أن نوروز قد أضيف إلى قائمة التراث الإنساني من قبل منظمة اليونسكو عام ٢٠١٠- مما يوحي تسويقه سياحياً – عالمياً فأصبح العالم يتكلم كوردي، كما أصبح الكرد ظاهرة عالمية وموضوع…

شيركوه كنعان عكيد تتميز سوريا كما يعرف الجميع بتنوعها القومي والديني وكذلك الطائفي، هذا التنوع الذي استطاعت السلطة البائدة أن تبقيه تحت السيطرة والتحكم لعقود طويلة في ظل سياسة طائفية غير معلنة، ورغم أن علاقة الدين بالدولة بقيت متشابكة، إلا أنها لم تصل إلى حد هيمنة العقلية الدينية أو الطائفية على مؤسسات الدولة بصورة صريحة. أدى ذلك الوضع تدريجيًا إلى…

علي جزيري نشرت جريدة قاسيون، في الخميس المصادف في 17 نيسان 2025 مقالاً تحت عنوان: “لماذا نحن ضد الفيدرالية؟” انتهج القائمون عليها سياسة الكيل بمكيالين البائسة بغية تسويق حجتهم تلك، فراحوا يبرّرون تارة الفيدرالية في بلدان تحت زعم اتساع مساحتها، ويستثنون سوريا لصغر مساحتها…! وتارة أخرى يدّعون أن سويسرا ذات (أنموذج تركيبي)، يليق بها ثوب الفيدرالية، أما سوريا فلا تناسبها…

صلاح عمر منذ أن خُطّت أولى مبادئ القانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، ترسخ في الوعي الإنساني أن الشعوب لا تُقاس بعددها ولا بحدودها، بل بكرامتها وحقها في تقرير مصيرها. ومنذ ذلك الحين، أُقرّ أن لكل شعب الحق في أن يختار شكله السياسي، وأن ينظّم حياته وفق هويته وتاريخه وثقافته. هذا المبدأ لم يُولد من رحم القوة، بل من عمق…