وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم قد أعلن بالتزامن مع انطلاق مؤتمر جنيف2 عن تشكيل إدارة ذاتية مؤقتة (حكومة) في منطقة الجزيرة السورية تتكون من رئيس ونائبين وعشرين رئيس هيئة (وزير)، بعد أن تم إبعاده عن المشاركة في مؤتمر جنيف2 هو وهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي التي يتحالف معها، وحصر تمثيل المعارضة السورية بائتلاف قوى الثورة والمعارضة
وعن سبب وجود أعضاء من أحزاب كردية تنتمي للمجلس الوطني الكردي المنضوي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بهذه الحكومة قال تمو “من جهة أخرى فإن صالة تم استئجارها في القامشلي، والإعلان منها عن أسماء بعضها عامل لدى الفروع الأمنية لا يمكن تسميتها إدارة ذاتية، فهي لا تتعدى كونها مسرحية سمجة من مسرحيات (ب ي د) مل منها الشارع الكردي، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الأسماء والهياكل السياسية الكردية المتقاعدة التي رممها النظام وأعاد إنتاجها في بداية الثورة السورية ودسها بين صفوف المجلس الوطني الكردي، وتجدها دائماً في كافة مسميات حزب العمال الكردستاني الجناح السوري وهياكله الطوباوية، لإضفاء الشرعية والإيهام بالإجماع الوهمي على ممارسات هذا الحزب وإباحة قمعه للشارع الكردي” حسب قوله
وأضاف “كما أن كافة المخططات المخابراتية في المناطق الكردية ابتداء بمهزلة التحرير المنشود، وانتهاء بمسرحية الإدارة الذاتية، لن تجلب سوى المزيد من الإساءة للقضية القومية الكردية العادلة في سورية، والمزيد من الاحتقان الوطني بحق شعبنا الكردي” على حد تقديره
وفيما إن كان أكراد سورية سيرفضون كلا المرجعيتين باتجاه إفراز قوى ثورية وسياسية تمثلهم، قال تمو الذي تتبع لمجلسه قوات عسكرية مقاتلة معارضة للنظام “بداية، المرجعيتين لم يخترهم الشارع الكردي السوري بل تم فرضهما عليه نتيجة عدة عوامل وتأثيرات سياسية داخلية وإقليمية، أولاً النظام فرض حزب العمال الكردستاني بتسمياته المتعددة، وجميعها تستمد قوتها وسرعة انتشارها من التواجد الأمني والعسكري الكثيف للنظام في المناطق الكردية، وهي سلطة أمر واقع وقوة سلاح كردي منتمي لنظام الأسد، أما المجلس الوطني الكردي فهو ائتلاف بين مجموعة أحزاب كلاسيكية، أي هي مرجعية حزبية لا تمتلك القدرة على تحرير نفسها من بيروقراطية العمل الحزبي الذي انتهجته منذ عقود، ولا هي قادرة على إعادة إنتاج وتطوير خطابها السياسي بما يلائم تطلعات الشعب الكردي خاصة والسوري عامة من مطلب الحرية المنشودة التي ثار عموم الشعب السوري لأجلها” وفق ذكره
وتابع “من الطبيعي أن يفرز الشارع الكردي القوى الثورية والسياسية التي ستمثله في المستقبل القريب والبعيد، فالثورة تنتج رموزها وأبطالها وممثليها، فالكرد واكبوا الثورة السورية منذ يومها الأول إلى جانب كافة المكونات السورية، وقاد الشارع الكردي أبطال ورموز، سياسيون وثوريون، تمت تصفيتهم وتشتيت صفوفهم بالاعتقال والاغتيال المنظم، ورغم ذلك لن يتوقف الشارع الكردي عن إنتاج أبطاله ورموزه وقادته. ولن يُسلب عنفوان الشباب الكرد ونضالاتهم لمصلحة الغير، ولابد من قدوم اليوم الجديد وبداية الربيع الكردي ـ نوروز، خاصة وأن هناك مشاعل نور أوقدها شهدائنا الكرد في الثورة السورية ستنير لنا درب الخلاص والتحرر من الأسد وأدواته الكردية الهرمة، ولابد من الإشارة هنا إلى أن المعارضة السورية أيضاً لم تكن واضحة بشأن تعاطيها مع القضية الكردية في سورية وأقصت الحراك الثوري الكردي على حساب تعاملها مع الأطر الحزبية الكردية الأمر الذي ساهم بخيبة أمل التيارات الثورية الكردية وابتعادها عن الأطر المعارضة الحالية” حسب قوله
وحول مؤتمر جنيف2، قال “إن مؤتمر جنيف هو جزء من العمل السياسي، ومساحة من المناورة السياسية التي من المفترض أن تقوم بها المعارضة السياسية السورية لتحقيق مطلب الشعب السوري الثائر، وهذه المناورة السياسية لا تضع المعارضة في أي خانة، مع أو ضد، طالما أن القرار النهائي هو ملك الشارع السوري الثائر ولا نعتقد بأن هناك قوة على الأرض تستطيع الاستيلاء على هذا القرار، أو تغيير مطلب الشعب السوري بالحرية وبناء سورية الجديدة لكل السوريين، على الرغم من بعض التضليل والتشويش على أهداف الثورة وإيهام الرأي العام بأنها ثورة أجندات وإيديولوجيات، إلا أن إرادة الحرية السورية أقوى من كافة مخططات الأسد وحلفائه” وفق ذكره
وأضاف “من جهة أخرى فإن مؤتمر جنيف هو حبل الخلاص للموقف الدولي الضعيف والمتضارب بشان الوضع السوري، ولجوئه للدبلوماسية والبحث عن مخارج وحلول سياسية دليل فشل المجتمع الدولي في التدخل لإنقاذ الشعب السوري من المأساة الإنسانية التي يعانيها نتيجة أسوأ أنواع الإرهاب الذي يمارسه الأسد ونظامه بحق هذا الشعب الأعزل، ومؤتمر جنيف لن يؤدي سوى إلى سلسلة طويلة ومعقدة من مؤتمرات جنيف المرقمة، التي لن تحقق أي تقدم في المساعي الدولية لتحويل الملف السوري إلى طاولة مفاوضات طويلة الأمد بين معارضة ونظام، بكل بساطة لأن المعادلة السورية ليست تضارب بين أجندات سياسية، ولا وجود لخصوم سياسيين، بل هي ثورة شعبية بامتياز على مافيا حاكمة لا تفقه سوى لغة الترهيب والقتل والتدمير، وتكوينها السلطوي غير قابل للتغيير أو التفاوض أو التنازل لأنه تكوين سلطة الفرد الديكتاتور، ولا يملك سوى أحد الخيارين إما البقاء كما هو الحاكم الأوحد لمافيا سلطوية بكامل الصلاحيات، أو ينهار هو وعائلته الحاكمة بالكامل تحت أقدام الشعب السوري وهدير مطلبه بالحرية” على حد تعبيره
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء