حوار القاتل والمقتول ومن هو الرابح في مؤتمر جنيف2

  عادل خوش *

ان مؤتمر الجنيف2 جاء بعد توافق المصالح الدولية. وقد توصلوا الى موقف مشترك لعقد هذا المؤتمر بعد ان اقنعهم القاتل بان الارهاب هو القضية الهامة في هذا المؤتمر وجعل الشعب السوري طاولة يعقدوا عليها مصالحهم ويتقاسموا عليها مناطق نفوذهم ويبقى الحوار بين القاتل والمقتول هو الاهمية للمؤتمر وانجاحه وهذه الخطوة معروفة وان وجهات النظر جميعا تشير الى اتفاق امريكي وروسيي وهم يقدمون مقترحات وخاصة طلب الدولتين حضور سعودي من قبل الامريكيين وايراني من قبل روسيا وكأن هذه الدول هي صاحبة القرار تاركين الشعب المقتول والمغتصب بكل مايملك. وان الجماعات الارهابية في سوريا هي التي ستبقى تعمل في القتل وقطع الرؤوس لان الساحة سوف تكون لهم وهم لن يلقوا السلاح وهذه المعضلة ستبقى بدون حل لان هذه الجماعات الارهابية لن تحضر جنيف2
والمفارقة في كل ماحدث ويحدث ان المصالح عندما تجتمع حتى القاتل ممكن ان يحاور المقتول والرابح واضح للعيان والخاسر ايضا واضح للعيان وفي كل الحروب الشعب هو الذي يدفع فاتورة الحروب. وهنا دفع الشعب السوري فاتورة الدول صاحبة المصالح.و ان الحل في سوريا هو ان يذهب النظام مع كل اجهزته ولكن نشاهد ان الحوار يتم فقط على رأس النظام وحتى رأس النظام قابل ان يبقى ام لا والا لماذا الحوار مع بقائه ام لا هكذا بدأ الشعب السوري وانتهى قضيته في الاخير بين المصالح فإذا لم يتم التوافق بين روسيا وامريكا والدول الاقليمية الاخرى لن يقف نزيف الشعب السوري بعربه وكرده وأقلياته الاخرى وقد تبين في الاونة الاخيرة بان موقف تركيا هي اقلها حدة في الفترة الاخيرة وعبر عن ذلك كثير من المحللين السياسيين بل ان المعارضة ذاتها اختلفت فيما بينها لعدم توافقها في رؤيا مشتركة وما الذي يحدث الان الا دليلا على ذلك وبرهنت الدول التي توصلت الى حل فيما بينها ووضعت الحل وكتبت الوثيقة الاساسية هي وثيقة المصالح المشتركة في جنيف اولا وتطبيقها في برنامج تصالحي بين الاطراف المتناحرة وخروج معنى الحرية من هذه الوثائق ليحل محلها الاتفاق كما ان الجماعات الارهابية تنامت وقوت هياكلها في سوريا.و هي ليست ضمن الحل تاركين الشعب السوري ينقض عليه هذه الجماعات الدموية كالكلاب المسعورة وكأنها ستقوم بعمليات التوازن في المصالح في هذه المنطقة وهذا برأيي منأى خطير لكونها تدخل معادلة عديمة الحل ويبقى الشعب السوري في خوف وزعر من انتقام تللك الجماعات باية حجة لهذا فان جنيف2 جاءت لبقاء الظلم والطغيان والرابح هو النظام وان تنحى بشار الاسد لان حاشيته وجميع نظامه سيكون موجودا فأين تضحيات الشعب السوري ناهيك ان الكرد عانوا عصورا غابرة في ظل هذا النظام القاتل محرومون من ابسط الحقوق الانسانية والقومية كما هي الاقليات والاديان الاخرى الموجودة في سوريا محرومة من جميع حقوقها وإن وجود الجماعات الارهابية بدون حل يعرض هذه الاديان والقوميات الى خطر الابادة الجماعية وبإعتقادي ان الشعب السوري لن يخرج الى الحرية ما دام هذه الجماعات موجودة وان امريكا وروسيا يتفقون بالحفاظ على المصالح وليس على الشعوب وسوف تبدأ حرب ارهابية مفتوحه لا يعرف احد حدودها ونهايتها والشعب هو الضحية دائما وان النظام بشار الاسد القاتل استطاع ان يلعب بالاوراق في هذا الحرب وعلى الارض كما استطاع كسب امريكا في اقناعها بوجود الجماعات الارهابية وان هذه الجماعات تعمل لصالح النظام الدموي لانها من صنيعته وهما وجهان لعملة واحدةوقد اتى بهم بطرق مباشرة او غير مباشرة لتبرير قتله للشعب السوري المطالب بالحرية والديقراطية وان اختلاف المعارضة جعل موقف النظام اقوى من الماضي في حين وصل عدد اللاجئين السوريين اكثر من ثلاثة ملايين شخص وعدد القتلى اكثر من 126الف شهيد ما بين طفل وامرأة ورجل ومآساة عدا الحدود الانسانية والعالم يتفرج دون انقاذ هذا الشعب الذي يعاني الويلات وجاء مؤتمر جنيف2 لاضعاف الكل ووضعهم امام امر واقع لان حدود القتل عدا كل شيء بحيث نسي الشعب السوري كلمة الحرية واصبحوا يتمنون الامان ولقمة العيش وبالرغم من اننا واثقون بان جنيف2هي تنفيذ لاداة خارجية نتمنى ان يخرجو بشيء للشعب السوري اجمع من عرب وكرد واقليات اخرى وغد افضل لاطفالنا وحياة حرة كريمة بدون حروب .
* ناشط سياسي واعلامي

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين من المعلوم انتهى بي المطاف في العاصمة اللبنانية بيروت منذ عام ١٩٧١ ( وكنت قبل ذلك زرتها ( بطرق مختلفة قانونية وغير قانو نية ) لمرات عدة في مهام تنظيمية وسياسية ) وذلك كخيار اضطراري لسببين الأول ملاحقات وقمع نظام حافظ الأسد الدكتاتوري من جهة ، وإمكانية استمرار نضالنا في بلد مجاور لبلادنا وببيئة ديموقراطية مؤاتية ، واحتضان…

كفاح محمود مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. ونتذكر جميعا منذ أن فشلت…

خوشناف سليمان في قراءتي لمقال الأستاذ ميخائيل عوض الموسوم بـ ( صاروخ يمني يكشف الأوهام الأكاذيب ) لا يمكنني تجاهل النبرة التي لا تزال مشبعة بثقافة المعسكر الاشتراكي القديم و تحديدًا تلك المدرسة التي خلطت الشعارات الحماسية بإهمال الواقع الموضوعي وتحوّلات العالم البنيوية. المقال رغم ما فيه من تعبير عن الغضب النبيل يُعيد إنتاج مفردات تجاوزها الزمن بل و يستحضر…

فرحان مرعي هل القضية الكردية قضية إنسانية عاطفية أم قضية سياسية؟ بعد أن (تنورز) العالم في نوروز هذا َالعام ٢٠٢٥م والذي كان بحقّ عاماً كردياً بامتياز. جميل أن نورد هنا أن نوروز قد أضيف إلى قائمة التراث الإنساني من قبل منظمة اليونسكو عام ٢٠١٠- مما يوحي تسويقه سياحياً – عالمياً فأصبح العالم يتكلم كوردي، كما أصبح الكرد ظاهرة عالمية وموضوع…