محسن طاهر
إن المتابع لمسيرة الحركة السياسية الكردية في كوردستان الغربية, سيصل دون عناء إلى نتيجة مفادها, بأنها تزخر بالعديد من الانتكاسات والقليل من الانتصارات, والسبب عائد للانقسامات المتتالية في بنيانها السياسي والتنظيمي, على مدى أكثر من نصف قرن, هذا التشظي الذي تعدّى التخوم الفكرية والسياسية والأيديولوجية, مما خلق حالة من الاغتراب بين الحركة وجماهيرها, ولم يشفع عديد المحاولات والتجارب الوحدوية بين الأحزاب الكوردية في لملمة صفوفها, بسبب إخفاقها المبكر وعدم استمراريتها, فأمسىت الحركة الكوردية بعيدة عن ملامسة رغبات الشعب الكوردي, وتطلعاته القومية والوطنية المرجوة؛ وبقاء معظم قياداتها أسيرة قوقعة التنظير المتكلس والفوقية والاستعلاء الشخصي, بعيدة عن هموم الشعب الكردي وتفاصيل الشؤون والشجون اليومية للناس, وتالياً طابت لها البقاء مشتتة في بروج الوهم, والأنا المتورمة والمصالح الشخصية والحزبوية الضيقة.
إنّ الواقع الميداني الذي عاشته سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية, فرضت إيقاعات جديدة على معظم الأحزاب الكوردية وقادتها, حيث المحاولة وباستحياء اللحاق بركب الحراك السلمي الجماهيري من خلال المشاركات الخجولة في المظاهرات والاحتجاجات السلمية وإحياء الأنشطة والمناسبات الاجتماعية والثقافية هنا وهناك, والعمل على لمّ الشمل تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي في 26/10/2011 وبدلاً ان يغدو المجلس الموقر, عامل قوة وسبيلاً لوحدة الصف الكوردي, أصبح محل ضعف وتفرقة, ومرتعا خصبا لصراعات قديمة جديدة, فَرَقَدَ الجميع ضمن خانة العطالة المستحبة, وابتعدوا رويداً رويداً عن أداء مهامهم القومية وحيثيات الثورة السورية, وراح هذا السكون والتراخي تلقي بظلاله على جدلية العلاقة بين الثالوث الداخلي والإقليمي والدولي المتشابك, وتؤثر سلباً في المكون الكردي وقضيته المشروعة, وقد لا نذيع سراً, بأن التنوع غير المحمود والتركيبة السياسية غير المتجانسة بين أطراف المجلس الوطني الكردي, جعله نتاجاً كسيحاً مختلّ التوازن, يقوى الدوران حول الذات فحسب, مما أكسبه (الدوخة) المستدامة لا رجاء من شفائه, والسؤال المطروح برسم مكونات المؤتمر الثالث للمجلس, هل سيكون المؤتمر العتيد, المرتجى الوحيد والأخير لتقييم وتقويم وتصحيح مسار المجلس الوطني الكوردي, وتجاوز المعيقات التي تعترض طريق تفعيله وتطويره وتقدمه ….؟!
أما بشأن الاتحاد السياسي, فالبرغم من أنه جاء استجابة موضوعية لمتطلبات المرحلة, وردّاً مناسباً لظاهرة التشتت والانقسام في الحركة السياسية الكوردية, رغم التلكؤ والتباطؤ الذي رافقا العملية الوحدوية المنتظرة ولا يزال, لذا فأن الضرورة تقتضي سرعة إنجاز المنشود, والبحث عن سبل النجاح والديمومة, وبات لزاماً على الجميع, النأي عن التسويف والمماطلة والتأجيل, والسعي لانعقاد المؤتمر التوحيدي المنشود, وصولا إلى حزب جماهيري أكثر قوة وحداثة في كردستان الغربية؛ حزب يلتزم بالانضباط ويحترم القرار الجماعي, ويستمد صلابته من عزيمة الجماهير ونهج الكردايتي, حزب يحترم الآخر ويقدر آراءه؛ فالجماهير الكوردية ملّت الانتظار, ونفد صبرها من قدوم المولود المنتظر (الوحدة الاندماجية) بين أطراف الاتحاد وهو أحوج من أي وقت آخر لبناء هذا الصرح القومي المنشود, في كيان موحد وبحلة جديدة وبرؤية تغيرية وحداثوية تحاكي الواقع وتُجاري سيرورة التطور والتقدم على الدوام .
صحيح أنّ الطريق نحو المبتغى محفوف بالكثير من التحديات والصعاب, ولكن الصحيح أيضاً, أنه بإرادة مخلصة ونكران الذات, يمكن تحقيق المبتغى (الوحدة التنظيمية) حينها فقط سيغدو الحزب الجديد وأي كانت تسميته الحامل الأقوى لحقوق شعبنا, ومرتكزاً قوياً لنسج علاقات وطنية وإقليمية ودولية متينة, يعمل مع جميع القوى الوطنية والكوردية برؤية سياسية حداثوية, عمادها التوازن بعيداً عن سياسة المحاور أو التناحر, ويعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة, وصولاً إلى إرساء دعائم دولة الحق والقانون والمواطنة الحقة, دولة تلامس هموم الناس واحتياجاتهم الأساسية, دولة تتصف بلا مركزية سياسية وترتقي لطموح الشعب الكردي وتطلعاته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية.
إنَّ الوضع الاستثنائي الذي تمر بها البلاد, وبروز القضية الكوردية كأهم القضايا العالقة التي تنتظر حلولاً جوهرية عادلة في سوريا المستقبل, يتطلب الإسراع في تهيئة العامل الذاتي للحركة السياسية الكردية, وذلك عبر إنجاز تكتلات اتحادية متينة ومبنية على المصالح المشتركة والشراكة الحقيقية, إلى جانب بناء وحدات تنظيمية, وفي مقدمتها إنجاز مشروع الوحدة الاندماجية بين أطراف الاتحاد السياسي المرتقبة, بعيداً عن الـتأخير والتأجيل والتسويف.
أما بشأن الاتحاد السياسي, فالبرغم من أنه جاء استجابة موضوعية لمتطلبات المرحلة, وردّاً مناسباً لظاهرة التشتت والانقسام في الحركة السياسية الكوردية, رغم التلكؤ والتباطؤ الذي رافقا العملية الوحدوية المنتظرة ولا يزال, لذا فأن الضرورة تقتضي سرعة إنجاز المنشود, والبحث عن سبل النجاح والديمومة, وبات لزاماً على الجميع, النأي عن التسويف والمماطلة والتأجيل, والسعي لانعقاد المؤتمر التوحيدي المنشود, وصولا إلى حزب جماهيري أكثر قوة وحداثة في كردستان الغربية؛ حزب يلتزم بالانضباط ويحترم القرار الجماعي, ويستمد صلابته من عزيمة الجماهير ونهج الكردايتي, حزب يحترم الآخر ويقدر آراءه؛ فالجماهير الكوردية ملّت الانتظار, ونفد صبرها من قدوم المولود المنتظر (الوحدة الاندماجية) بين أطراف الاتحاد وهو أحوج من أي وقت آخر لبناء هذا الصرح القومي المنشود, في كيان موحد وبحلة جديدة وبرؤية تغيرية وحداثوية تحاكي الواقع وتُجاري سيرورة التطور والتقدم على الدوام .
صحيح أنّ الطريق نحو المبتغى محفوف بالكثير من التحديات والصعاب, ولكن الصحيح أيضاً, أنه بإرادة مخلصة ونكران الذات, يمكن تحقيق المبتغى (الوحدة التنظيمية) حينها فقط سيغدو الحزب الجديد وأي كانت تسميته الحامل الأقوى لحقوق شعبنا, ومرتكزاً قوياً لنسج علاقات وطنية وإقليمية ودولية متينة, يعمل مع جميع القوى الوطنية والكوردية برؤية سياسية حداثوية, عمادها التوازن بعيداً عن سياسة المحاور أو التناحر, ويعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة, وصولاً إلى إرساء دعائم دولة الحق والقانون والمواطنة الحقة, دولة تلامس هموم الناس واحتياجاتهم الأساسية, دولة تتصف بلا مركزية سياسية وترتقي لطموح الشعب الكردي وتطلعاته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية.
إنَّ الوضع الاستثنائي الذي تمر بها البلاد, وبروز القضية الكوردية كأهم القضايا العالقة التي تنتظر حلولاً جوهرية عادلة في سوريا المستقبل, يتطلب الإسراع في تهيئة العامل الذاتي للحركة السياسية الكردية, وذلك عبر إنجاز تكتلات اتحادية متينة ومبنية على المصالح المشتركة والشراكة الحقيقية, إلى جانب بناء وحدات تنظيمية, وفي مقدمتها إنجاز مشروع الوحدة الاندماجية بين أطراف الاتحاد السياسي المرتقبة, بعيداً عن الـتأخير والتأجيل والتسويف.
——–
المقال منشور في جريدة آزادي العدد (457)
المقال منشور في جريدة آزادي العدد (457)