نعيد ونكرر لأصحاب الذاكرة الضعيفة أن كل – المعارضات – السياسية بالداخل والخارج ظهر بعد اندلاع الانتفاضة الثورية ( هيئة التنسيق بعد حوالي خمسة أشهر والمجلس الوطني السوري بعد ستة أشهر والمجلسان الكردييان بعد ثمانية أشهر ) ولم ينل أي طرف شرف تنظيم واعلان الثورة أو التحضير لها أو توفير مستلزمات تعزيزها وتطويرها وانتصارها بل بالعكس من ذلك فقد أجمع الكل على سرقة الثورة والتسلط عليها وضيق الخناق على التنسيقيات الشبابية الأداة الفاعلة في حماية الثورة واستمراريتها والاستفادة الذاتية منها وتفريق صفوفها وفرض الشروط عليها والقيام بدور وكلاء جهات وأحزاب خارجية مانحة وداعمة وقام البعض بمقايضتها في ابرام الصفقات مع النظام ورفع السلاح في مواجهة الجيش الحر في أكثر منطقة أو تنفيذ سياسات النظام في محاصرتها باسم النأي بالنفس والحياد وتجنب العنف وسلامة الأهالي كما سهل البعض الآخر عملية استحضار المجموعات الاسلامية الارهابية ومن بينها جماعات القاعدة وموجات متتالية من الغرباء مع كامل أسلحتهم ومخططاتهم المرسومة بدراسة واتقان وللأمانة التاريخية أقول أن كل ذلك كان يتم بدون ارادة الثوار وعلمهم وموافقتهم .
خرج – الائتلاف – مؤخرا بعملية ( قيطرية ! ) من صلب – المجلس السوري – اللاشرعي المهزوم الذي كان قد قام بدوره بمبادرة – اخوانية – صرفة كجزء من مخطط أخونة ثورات الربيع وقد انفرد الاخوان في بناء مشروعهم في تحد واضح لارادة كل الوطنيين السوريين وتغييب مدروس ومقصود لمئات وآلاف المناضلين المجربين في ساحات النضال المعارض منذ عقود من مختلف المكونات الوطنية والتيارات السياسية وكمحاولة لفرض أمر واقع على قوى الثورة وابتزازها بالمال القطري والجغرافيا التركية وسكوت وضعف عناصر ليبرالية ويسارية وطارئة باتت معروفة بالاسم رضخت للمغريات وفضلتها على المبادىء ولم تكن مصادفة أن يتم كل ذلك باشراف مباشر من النظام العربي الرسمي بغية اجهاض الثورة الوطنية الديموقراطية السورية وتهيئة الظروف الميدانية – العسكرية العامة ( تسليح جيش النظام واستحضار الميليشيات المذهبية وصفقة الكيمياوي وحرمان الجيش الحر من الدعم وتضخيم صورة الارهابيين داخل مناطق الثورة ) والقيادية الذاتية المطواعة الخاصة بالائتلاف ( تغييرات بالرئاسة تشبه الانقلابات وشراء الضمائر والأصوات واستحضار لاعبين مخضرمين ماهرين بالصنعة لاخراج اللعبة باتقان ) امعانا لارتهان القضية السورية بما هي ثورة شعب لأسوأ الصفقات والحلول الكفيلة بالابقاء على القواعد والركائز الأساسية للنظام المستبد ولم يكن خافيا على الوطنيين الثوار في يوم من الأيام أن – المعارضات وخاصة الائتلاف – لم تؤمن للحظة بضرورة اسقاط النظام مؤسسات ورموزا وتفكيك سلطته ولم تعمل أبدا من أجل توفير شروط تحقيق هذا الهدف وهذا هو جوهر الخلاف الاستراتيجي العميق الذي يتستر عليه الكثيرون بين الثورة من جهة والمعارضات من الجهة الأخرى .
كما أرى لن يأبه السورييون كثيرا وخاصة وطنييوهم وثوارهم وعوائل شهدائهم ومعتقليهم ونازحوهم ومشردوهم بمن سيذهب الى جنيف2 ومن سيترأس – الائتلاف – ومن ينسحب ومن يعود ولن يفتخر الكرد بموقف البعض من أبناء جلدتهم المتخاذلة من أعضاء – المجلس الكردي – في اجتماعات الائتلاف ولا بأشلاء الضحايا من الصبايا والشباب الكرد الذين دفعتهم قوى الأمر الواقع من جماعات – ب ك ك – للنحر والانتحار دفاعا عن نظام الاستبداد انهم ينتظرون تحقيق الهدف الأساسي : اسقاط النظام وتفكيك سلطته وتقديم مجرميه الى المحاكم وتحقيق سلام الثورة والعودة مرفوعي الرؤوس الى الوطن لاعادة بنائه من جديد دولة ديموقراطية تعددية حديثة لكل مواطنيها ومكوناتها .
كلمة أخيرة أقولها كوطني ديموقراطي ثوري كردي سوري :أسقطوا المعارضات من حساباتكم باسلامييها وعلمانييها وبين بينها عودوا الى ثورتكم الأصيلة كممثل شرعي وحيد وهي باستطاعتها افراز من يمثلها سياسيا ومن يخدمها لاتراهنوا على أي عضو بالائتلاف متمسكا بالكرسي أو منسحبا مواليا أو معارضا شاتما أو ساكتا عربيا أو كرديا أو تركمانيا مسلما سنيا أو مسيحيا أو درزيا أو علويا أو أو أو فالكل سواسية موقفا وخلقا وتاريخا ماضيا وحاضرا وواقعا بالدليل والبرهان ” والمؤمن بالثورة لايلدغ من معارضة مرتين ” .