الكاتب والسياسي الكردي «صلاح بدرالدين»: المناطق الكردية محررة من الثورة والثوار وليس من النظام

اسطنبول – ولاتي مه : زار الكاتب والسياسي الكردي «صلاح بدرالدين» مدينة اسطنبول لمتابعة موضوع ترجمة وطبع كتابه الأخير «مذكراتي». استغل موقع (ولاتي مه) وبالتنسيق مع شبكة نوروز الاعلامية, هذه الفرصة وأجرى معه حواراً ساخناً حول مجمل القضايا المرتبطة بالثورة السورية والشأن الكردي في سوريا.

وفيما يلي نص الحوار الذي اجراه الزميلين عبدو خليل وشفيق جانكير:

– انت في اسطنبول هل هي زيارة خاصة ام زيارة عمل ؟

 

* زيارة مقتصرة على أمرين, الأول هو أنني أصدرت كتاب مذكراتي باللغة العربية وترجم الى اللغة التركية, جئت لمتابعة طباعة الكتاب والأمر الآخر للقاء بعض الأصدقاء من الثوار والمهتمين بالثورة السورية .

 

– هل ستلتقي مع شخصيات من المعارضة السورية ؟

 

* مع القوى الثورية فقط أما المعارضة لا أعتبرها جزء من الثورة لذا لا أجد لزوما للجلوس معها , فقط سألتقي مع القوى الفاعلة والعاملة في الثورة.

– كتابك ترجم للغة التركية. هل يعني هذا أن علاقاتك طيبة مع الحكومة التركية ؟

* لا لكن في تركيا نوع من حرية الصحافة والأعلام وهناك مساحة للكتب الكردية حتى ان كتاب السيد مسعود البارزاني ترجم للتركية السنة الماضية ونشر منه عشرة آلاف نسخة , والمكتبة التركية حافلة بالكتب الكردية.

– نصف قرن من العمل السياسي والحزبي. مذاكراتك بالتأكيد ستكون حافلة. على ماذا انصب اهتمامك ؟

* المذكرات هي مزيج من التاريخ والسيرة الذاتية. الغالبية العظمى هي تاريخ الحركة القومية الكردية السورية حتى بداية الثورة السورية, وأعكف حالياً على مرحلة الثورة حول علاقة الأكراد بالثورة. الكتاب أو المذكرات هي بانوراما للصراعات والتحديات وكل ما يتعلق بالحركة الكردية السورية, محاولة ليطلع الجيل الجديد وليتعرف على الخارطة السياسية الكردية.

– المذكرات هي سرد فقط أم تتضمن رؤية نقدية وتحليلية ؟

* حاولت أن لا يكون أسلوبي هو مجرد سرد للأحداث , بل تقييمها أيضاً برؤية نقدية. هذا أسلوبي في الكتابة بشكل عام, وأعتقد كنت واقعياً في السرد والتقييم ووعدت كل المعنيين وكل من جاءت المذكرات على ذكرهم أن يرد على ما كتبت وأنا على استعداد لنشر كل الردود في كتاب خاص.

 

– في مقالة سابقة لك كتبت ان جنيف2 اهم من سايكس بيكو. ألهذه الدرجة جنيف مهمة ؟

* نعم جنيف 2 أكبر من سايكس بيكو, بمثابة المؤتمرات التي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية مثل مؤتمر طهران ويالطا وبوتسدام. بعد الحرب العالمية, الشرق والغرب أخذوا يحلون مشاكلهم على ضوء نتائج هذه الحرب من حيث المنتصر والمهزوم ومن حيث  النفوذ توزعت الادوار على هذا الأساس جرت الامور, والآن بعد الحرب الباردة وبعد مجيء أوباما يبدو ان هناك رغبة من الطرفين امريكا وروسيا للعودة الى حالة الوفاق , وأمريكا فهمت أن العالم لن ينقاد من خلال قوة واحدة, أمريكا قبلت بهذا الواقع وبتعدد مصادر القوى . لذا الموضوع السوري أصبح وسيلة لحل المشاكل العالمية ويمكن حل كل المشاكل . يعني العلاقة الأمريكية الروسية والأسلحة الاستراتيجية والاقتصاد , وحتى هيكلة مجلس الأمن والنووي الايراني واسرائيل وفلسطين. كل هذه المواضيع دخلت طريق الحل, لذا جنيف 2 ساحة لإيجاد حلول لهذه المشاكل العالقة, وحدها القضية السورية لن تحل, وعلينا أن لا ننسى أن مواضيع سايكس بيكو كانت محدودة ضمن منطقة معروفة أما جنيف 2 مساحتها أشمل وأوسع من سايكس بيكو. يشمل كل العالم.

– من سينتصر في جنيف 2 على ضوء هذه المعطيات التي تحدثت عنها ؟

* كل الأطراف سينالون جزءاً من الانتصار, أمريكا, روسيا, ايران, اسرائيل, فلسطين, حتى أوربا التي تعاني من توترات الشرق مثل الهجرة وما الى ذلك, عدا الشعب السوري, حتى النظام لن يخسر كثيراً, لأن النظام لا يتعلق بشخص الأسد لوحده, بل كتلة من المؤسسات واجهزة المخابرات وغيرها . ويمكن القول تماماً مثلما كان النبي (ص) خاتم الأنبياء, الثورة السورية ستكون خاتمة ثورات الربيع العربي. الثورة السورية ستجهض.

– ما رأيك بأداء المعارضة السورية خلال الثلاث سنوات الماضية ؟

* الثورة بدأت من على أكتاف الشباب السوري ثم دخل الجيش الحر الذي أنشق عن جيش النظام . بعدها بستة أشهر ظهرت المعارضة, أي المعارضة ليست أصيلة كجزء من الثورة أو انها هي التي خلقت الثورة. هذه حقيقة تاريخية. المعارضات ظهرت على هامش الثورة, وقسم كبير من هذه المعارضة جاءت من الأحزاب التقليدية, دينية أم ليبرالية وقسم جديد هو خليط من رجال الأمن والنظام وحتى رجال الأعمال ممن يبحثون عن مصالحهم, كل هؤلاء سيطروا على المعارضة, وتحالفوا فيما بينهم خاصة التيار الاسلامي الاخواني, وتشكل المجلس الوطني السوري على أسس غير سليمة لا تمت للديمقراطية بصلة, أي أن المجلس لا علاقة له بالثورة وجاء نتيجة تفاهم قطري تركي من اجل تعزيز اخونة الشرق  الاوسط حتى الليبراليين وغيرهم انضموا الى مشروع الاخوان والائتلاف خرج من صلب المجلس بعملية قيصرية في الدوحة, أما هيئة التنسيق جزء من منظومة النظام . لذا فشلت المعارضات وتدرجت شعاراتها من اسقاط النظام لانها بالأصل لا تمتلك مشروعا ثوريا لذا هي غير مجبرة على الالتزام بمبادئ الثورة لذا الان يحصل فرز جديد حتى داخل الثورة ، والثورة الفرنسية استمرت 200 عام .

– هناك من يقول ان الثورة انتهت خاصة بعد سيطرة التيارات الإسلامية على مفاصل هذه الثورة ؟

* الثورة هي حلم وبرنامج وعمل, واعتقد ان الثورات لا تنتهي في اي بلد من العالم ، الحلم سيبقى وهو موجود فعليا على الارض . هناك مؤامرة دولية وقوى اقليمية تشترك في اجهاض هذه الثورة اليتيمة. مشكلة الثورة السورية بدأت عندما ورطت المعارضات الثورة في انتظار المساعدات من الخارج . لذا ظهر لدينا امراء في الثورة وفي الحرب ، لدينا الان اغنياء جدد استفادوا من اموال الخليج . مع ذلك روح الثورة باقية والمسألة مسألة وقت لان شعارات الثورة راسخة في الحرية والكرامة ودحر الاستبداد ، الثورة اليوم تواجه هجوم دولي واقليمي بالإضافة للنظام مع ذلك مستمرة . اما موضوع الاسلام والاخوان يجب معالجة الامر بروية مع حق الكل ان يرفع شعاراته دينية كانت ام غير ذلك ، المهم ان يكون تحت علم الثورة . والنظام وحلفاءه ادخلوا التكفيريين على خط الثورة لتشويهها .
وعلينا ان نقر ان شعبنا مؤمن ومسلم وعلينا عدم الخلط بين الاسلام السياسي او الاسلام التكفيري المتطرف . بالنهاية ليست هناك مشكلة بين ان يطلق ثائر طلقة رصاص وينادي الله اكبر هذا صار جزءا من فلكلور الثورة .

– يعني هذا ليس لديك مخاوف من سيطرة التيارات الجهادية على الجغرافيا السورية ؟

* لا لان الشعب السوري شعب متسامح فيما بينه وسوريا مجتمع تعددي ، كلنا تعودنا على العيش المشترك ، الكردي والدرزي والعلوي والعربي والمسلم والمسيحي, لست خائفا على سوريا من هذه الناحية, من المستحيل ان تسيطر القاعدة وغيرها على المجتمع السوري . سوريا خمسون بالمئة قوميات واثنيات من غير العرب. قد تسيطر هذه الجماعات التكفيرية بقوة السلاح على منطقة ما, هذه حالات استثنائية. الناس حاليا يتجنبون مواجهة هؤلاء لكن اذا وصلت الامور لدرجة التحدي لا يمكن لهؤلاء ان يستمروا على الارض السوري.

– لكن القاعدة الان تسيطر على مناطق مثل الرقة وريف ادلب وحلب ؟

* هي لا تسيطر لكن لا يوجد هناك حاليا من يقاومها من الجيش الحر الذي  قرر عدم المواجهة في هذه المرحلة لان النظام هو العدو الرئيسي وهذا منطق سليم ، واذا ما قرر الشعب السوري مقاومة هؤلاء ستجدهم يهربون مثل الجرذان, هذه حقيقة .

– تجري الان في اربيل على قدم وساق اجتماعات المجلسين . الوطني والغربي هل تتابع الموضوع او تنظر اليه بحماس ؟

* نعم هي تجري على قدم وساق مكسورتين . قبل ان أجاوب يجب ان نسأل من هؤلاء المجتمعين من احزاب وشخصيات.  بكل بساطة هؤلاء لا يمثلون الشعب الكردي السوري ليس لديهم لا قاعدة سياسية ولا اجتماعية . قاموا بدور ايجابي في بعض المراحل السابقة الان دروهم انتهى, كل شيء له اوانه, النظم الحزبية سقطت منذ عقدين من الزمن وجاءت احداث 2004 ، وانا اسميها هبة لانها لم تمتلك مقومات الانتفاضة, هي هبة وانطفئت ، هذه الهبة كانت تجربة فذة في تاريخ كرد سوريا الا ان الاحزاب الكردية اجهضتها.
هؤلاء الذين يجتمعون الان في اربيل اجتمعوا يوما ما في القامشلي في بيت زعيم اليمين الكردي مع على مملوك ومحمد منصورة واجهضوا تلك الهبة وقالوا انها فتنة على خلفية مباراة كرة قدم ويجب القضاء عليها . لذا هؤلاء لا يمثلون الوعي ولا الارادة الكردية ولا يمتون للثورة السورية بصلة ،على العكس هؤلاء مسؤولون عن ظهور جماعات متطرفة كردية مسلحة لا تقبل بالاخر المختلف، وهذه الاجتماعات الحالية كلها تبحث عن القضايا الهامشية ، لانه ليس هناك خلاف حقيقي بينهم حول الثورة او النظام او مطالب الكورد ، خلافاتهم على المناصب والحصص والمعابر لذا هؤلاء لا يمثلوني ولا يمثلون شعبي , الشعب الكردي الصامت هم الأغلبية, وكردة فعل على الاحزاب تنحى الشعب الكردي عن تعاطي السياسة ، حتى الشباب الثائر قمع اليوم. كان يخرج من جامع قاسمو بالقامشلي 30 الف متظاهر هؤلاء كانوا يمثلون الشعب الكردي. شعاراتهم الحرية واسقاط النظام وواحد واحد الشعب السوري واحد .

– اذا ما هي طبيعية اللقاءات ؟

* حتى الآن لم يصدر توضيح رسمي شامل ومقنع لا من الأطراف المعنية ولا من الوسطاء ولا من الطرف المضيف حول كيف سيتم اللقاء وبأي هدف وحول أي جدول عمل ولكن واستنادا الى التسريبات الإعلامية علمنا أن رئاسة الإقليم دعت كل من مجلس غرب والمجلس الوطني وكان في أربيل وفد من دياربكر للتوسط بينه السيدة ليلى زانا وعثمان بايدمر رئيس بلدية ديار بكر المقربان من ب ك ك كما أعلن ناطق قيادي في – قنديل – أيضا أن مباحثات جرت بالأيام الماضية بين وفدين من كل من (ح د ك وب ك ك) وتم فيها الاتفاق حول أربعة بنود حول مسألة كرد سوريا وهو أمر ان صح يحتاج الى مزيد من التوضيح لأن مصير كرد سوريا يتقرر لديهم وليس في أي مكان آخر .

– هل من أمل في نجاح أربيل 2 ؟

* من أجل نجاح أربيل 2 يجب العودة الى تنفيذ بنود اربيل1 وكما يبدو فان الطرف المسؤول عن عدم تنفيذه وهو ب ي د قد استفاد من الوقت لينشىء أمر واقع جديد على الأرض من الصعب تبديله .
من الأساس قام أربيل1 أو ” الهيئة العليا 16 + 1 ” على أساس خاطئ باعتبار أن الأحزاب تمثل إرادة شعب غرب كردستان وتجاهل الشعب بغالبيته الصامتة ومستقليه وحراكه الثوري الشبابي بتنسيقياته وتجمعاته ومنظمات المجتمع المدني .

– برأيك ما هو جوهر الخلاف بين المجلسين وكيف تنظر الى مشروعهما ؟

* كما يظهر فان خلافات أحزاب المجلسين ليست سياسية ولاخلاف يذكر حول النظام والثورة بل تتركز على الحصص وتقاسم النفوذ والمصالح الذاتية .
من جهة مجلس غرب كردستان يواجه الطريق المسدود بافتقاره الى الشرعية الشعبية والقومية والعزلة الوطنية السورية وتورطه بالتعاون مع أجهزة النظام وعجزه عن تنفيذ وعوده حول مختلف القضايا الأمنية والمعيشية ومن جهة تعجز أحزاب المجلس الوطني عن التواجد في المناطق الكردية وفقدان الصدقية وهذا يعني أن الطرفين في مأزق وأن مشروعهما على طريق الفشل .
والخلاف هو حول الإجابة على التساؤل التالي : هل هذه الأحزاب المجتمعة تعتبر الممثل الشرعي لكرد سوريا ؟ وهل تعبر مواقفها السياسية عن مصالح الشعب الكردي السوري المرتبطة بالثورة وبحركة التغيير الوطني الديموقراطي ؟

– لكنهم يجتمعون في اربيل وتحت رعاية الرئيس مسعود البرزاني ، تقصد هل البارزاني ينفخ في قربة مثقوبة ؟

* يجب ان لا نخلط الامور السيد البارزاني قائد قومي كبير حقق انجازات هو وحزبه وحكومته ومن عائلة لها تاريخ مشرف ونحن نفتخر بهذه الانجازات ، لكن ما يجري الان من اجتماعات في اربيل البارزاني ليس مسؤولا عنها . فهو يستقبل 250 الف لاجئ كردي سوري ويرعاهم و فتح الابواب امام الحركة الكردية في سوريا بكل الوانها وهو ليس مسؤول عن قراراتهم وما يدور بينهم . هم في الحقيقة اقصد الحركة الكردية يتهربون من الاستحقاقات التاريخية ويضعون اللوم على السيد مسعود البارزاني .
اشقاءنا في كردستان العراق ليسوا مسؤولين عن اخطاءنا وعن انحراف احزابنا.

– بالإضافة الى دور رئيس الاقليم في الوساطة هذه المرة هناك دور لـ (ب ك ك) ايضا كيف تنظر الى ذلك ؟

* وساطة السيد رئيس إقليم كردستان بحكم موقعه ودوره التاريخي وموقفه السياسي المتعاطف مع الشعب السوري وضمنه الكرد مقبولة أما محاولات ب ك ك الزج بنفسه فليس مقبولا لأنه طرف في النزاع يقف في صف النظام السوري وسبب المشكلة ولن يصلح ليكون جزء من الحل وعلى رئاسة الإقليم التنبه لهذا الأمر والحيلولة دون تمرير أي دور ل ب ك ك في هذا المجال حتى لايصبح ذلك سابقة في تاريخ شعبنا .
الخلاف هو بين الشعب الكردي السوري من جهة وجماعات ب ك ك من جهة أخرى  حول دور كرد سوريا في الثورة السورية ومدى عطائهم ومساهمتهم فيها حيث تقف تلك الجماعات مع النظام وضد الثورة لذلك الخلاف سياسي عميق ويجب قبل أي موضوع آخر إيجاد حل لهذه المسألة .

 

– ما الحل برأيك للوضع الكردي في سوريا ؟

* الحل كما أرى يكمن في : تجاوز كل ماسبق من المجالس والهيئات ومظاهر الأمر الواقع وإزالة كل الآثار الناتجة عن تفرد طرف واحد بعينه والبدء من جديد بإعادة بناء جسم أو كيان شرعي وعبر مؤتمر وطني كردي عام بشرط توفر أسباب أمنه وسلامته في أجواء الحرية تتوفر فيه شروط التمثيل الشرعي قاعدته الأساسية من المستقلين والأكثرية الوطنية الصامتة والحراك الشبابي الثوري وتشكل فيه الأحزاب نسبة لاتتعدى الربع على ضوء برنامج سياسي يشكل جزءا من مشروع الثورة السورية ويتضمن أهدافها وشعاراتها في اسقاط نظام الاستبداد كأولوية مع التمسك بالحقوق الكردية المشروعة .

– حزب الاتحاد الديمقراطي يقول ان المناطق الكردية السوري محررة ما رأيك انت ؟

* نعم هي مناطق محررة من الثورة والثوار . جميع اجهزة الامن موجودة فيها حتى ان النظام اخذ يعزز مواقعه في عفرين وكوباني وديرك . تعلم ان وزير الدفاع وصل للقامشلي ووزير النفط لرميلان .
الكل يعلم والكل بات يعرف عندما جاء ال ب ك ك صارت عملية تسليم واستلام وتنسيق لدرجة ان المسافة بين حاجز الامن وال ب ك ك لا يتعدى العشرين متر ويكفيهم كذبا على الشعب, الناس ملت من هذه الأكاذيب والفبركات .

– كيف يمكن لهذه المناطق الكردية ان تتحرر بشكل فعلي ؟

* لن تتحرر المناطق الكردية الا بإسقاط نظام الاستبداد ، لا يعني هذا انني ادعوا الى اقتتال كردي كردي ولا لمواجهة ال ب ك ك بالقوة المسلحة لانهم اي ال ب ك ك يريدون جر الأكراد إلى اقتتال داخلي وإشراك المسيحيين والعرب في هذه الحرب، لكن شعبنا أوعى عندما أدرك اللعبة, بالنهاية سينهزم ال ب ك ك , سياسيا هم الان قلقون اذا ليس بإمكانهم الاستمرار بقوة السلاح ، وهم غير مقبولين من قبل الشعب الكردي السوري. قيم الكرد السوريين قيم نضالية سلمية وحوارية رغم كل الصراعات بيننا كيمين ويسار كردي لم تصل لدرجة المواجهات ليست من تقاليدنا ان نصفي الاخر المختلف ، ال ب ك ك يتبع سياسة ان لم تكن معي فانت خائن ، هذه الثقافة غير مقبولة في المجتمع السوري لذا ليس لهؤلاء مستقبل بيننا

– من اين جاءت هذا الثقافة الرافضة لقبول الاخر ؟

* من الانظمة الغاصبة لكردستان ، النظام التركي والسوري والايراني والعراقي اشتركت هذه الانظمة في تعزيز هكذا ثقافات بين صفوفنا .

– كيف وجدت زيارة الرئيس مسعود البرزاني الى ديار بكر ؟

* الزيارة كانت ايجابية ، الاشقاء في الاقليم كانوا ومازالوا وسطاء بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني ، هم مع الحل السلمي منذ البداية والزيارة كانت لدعم هذا الاتجاه بالاضافة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين اقليم كردستان وتركيا،  ورغم احتجاجات جماعة قنديل الا انها كانت ناجحة وعززت فرص الحل السلمي ،السيد البرزاني لا يفرض نفسه كوصي على اكراد تركيا ، انما يلعب دورا سلميا بكل احترام ،وهو رجل سلام على عكس حزب العمال الذي يعتبر نفسه وصيا رغم انف الجميع .

– البعض من المثقفين الكرد يقولون ان رعاية اربيل لعملية السلام بين تركيا وحزب العمال أضرت بمصالح الكرد السوريين كيف ترى انت هذه المعادلة ؟

* قد يجوز ان تكون شروط ال ب ك ك مؤذية للكرد السوريين ،ولكن الوسيط ليس لديه شروط . لكن اجندات حزب العمال هي في الحقيقة تؤذي الشعب الكردي السوري نتيجة عقلية السيطرة بالتحالف مع نظام الاسد لابعاد الكرد عن خط الثورة هذا مشروعهم .

– بعد نصف قرن من العمل الحزبي والسياسي تقدمت باستقالتك ما الذي دفعك لاتخاذ هكذا خطوة ؟

* السبب الاساسي هو ضعف قناعتي بالعمل الحزبي ، النظم الحزبية لم تعد تنفع القضية الكردية يجب ان نتحول لحركة واسعة من دون  العقلية الحزبية.  وايضا شعرت انني اخذت وقتا طويلا في قيادة الحزب ،وكنت في الخارج .لذا قررت افساح المجال لدماء جديدة ولجيل جديد . ولأول مرة اقول ، الاشقاء في كردستان العراق لم يشجعوا وحدة الاحزاب الكردية في سوريا ، كان لدينا مشروع مع البارتي للدمج فيما بيننا مع المرحوم كمال احمد . شعرت انه ليس هناك تشجيع على هذه الخطوة . هذه الاسباب جعلتني ابتعد عن العمل الحزبي بالرغم ان رفاقي لم يرغبوا بذلك، واكن لهم الان كل الاحترام والتقدير. نعم خرجت من العمل الحزبي لكني لم اخرج يوما من الكردياتي ولا العمل الثقافي ولا السياسي تابعت مع رابطة كاوا وبعد الثورة السورية اعتبرت نفسي ناشط سياسي وثقافي لخدمة الثورة

– هناك من يقول لو التفت الاستاذ صلاح لتفعيل رابطة كاوا الثقافية ربما كانت اجدى فعلا من عمل الكثير من الأحزاب الكردية ؟

* صحيح لكن مع بدء الثورة انشغلت عن الرابطة بحكم سفري الدائم ولم يعد هناك مساحة للترف الثقافي ان جاز التعبير رغم ذلك العمل مستمر بالرابطة

– ما رأيك بأداء المثقف الكردي السوري بعيد الثورة السورية ؟

* حتى هذه اللحظة لم تتبلور الشخصية الثقافية الكردية السورية ، هناك إرهاصات ومحاولات اجمالا هناك عتب على هؤلاء المثقفين لانهم اسرى عند الاحزاب الكردية

– مثقف السلطة يحصل على المال والهدايا والعطايا على ماذا يحصل مثقف الحركة الكردية كي يبقى أسيرا لديها ؟

* يكسب رضا الاحزاب وبعض هذه الاحزاب لديها سلطة ومكاسب هذه حقيقة انما السبب الاخير هو ان المثقف الكردي جزء من الواقع ومن الحركة الكردية ومن الوضع العام لذا لا اريد ان اضع عليه لوما كبيرا ، لكن يجب ان يكون لديه دور اكبر من باقي الطبقات او الفئات الاجتماعية.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…