الملاذ الآمن:
بعيداً عن أزيز الرصاص، وإنعدام الأمان، وقلة الخدمات من ماء وكهرباء وخبز، وتحاشياً للتوبيخ والإهانة وتعصيب الأعين، أو الإعتقال أو إحراق المزيد من مكاتبهم من قِبل شركائهم في ما تسمى بالهيئة الكُردية العليا، فإن لقيادات الحركة الأشاوس والميامين إختياراتهم لأماكن إقاماتهم، فمنهم من يجد ضالته في الفنادق الفارهة، وآخرون يميلون للشقق المفروشة بالمزايا الترفيهية الحديثة، وبعضهم إعتاد على الريف والطبيعة الخلّابة، بعيداً عن الصخب وتعكير صفو مزاجهم.
أما عن الملذّات والأطباق الفاخرة والشحم واللحم، حكاية أخرى، فمنهم من هو متيّم بالكباب، كما تعلُّق الطفل بحليب أمه، وفي هذه الحالة سيختار حتماً مدينة السليمانية حيث الكباب السليماني الفاخر، وأما المدمنون على إلتهام الحلاوة كإدمان اليمنيين للقاط فمكانهم حتماً في العاصمة هولير ولا تستطيع قوة على وجه المعمورة زحزحتهم من هناك.
وبين التكنولوجيا والحاسة السادسة والكباب والحلاوة وأشياء أخرى، ما يزال شعبنا يذوق الأمرّين، الحرمان والفاقة والتشرد من جهة، وغياب القائد المفترض من جهة أخرى .
وإن كان هؤلاء القادة مرتاحون لوضعهم هذا فهي مصيبة، وإن كانو خائفون من العودة للقيادة عن قرب فتلك هي المصيبة الكبرى.
ميونخ كانون الثاني 2013