زيارة الرئيس بارزاني لآمد ووضع الآبوجيين

  الدكتور جوان حقي
ترجمة: جان كورد

قام رئيس كوردستان مسعود البارزاني بزيارة تاريخية إلى أعظم مدينةٍ في شمال كوردستان، آمد.

أريد الكتابة عن هدف هذه الزيارة.

في البداية، لماذا جاء الرئيس البارزاني الآن إلى آمد؟  ولماذا لم يأتِ إليها قبل سنتين أو ثلاثة؟

فلنقل بأن الوضع لم يكن هكذا قبل 10 سنوات، حيث لم يكن بمقدوره المجيء آنذاك إلى آمد
هذا سؤال.
والسؤال الثاني هو:
لماذا لم يدعو رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان الرئيس بارزاني قبل سنوات إلى تركيا؟
سيقول المرء:

لم يكن بمقدوره ذلك.

ولم يكن الطريق أمامه واضحاً.

كانت هناك عراقيل وعداوات ضده.

هذا صحيح تماماً.

ولكن برأيي ليس هذا كل الحقيقة.

فإذا ما نظرنا إلى المسألة عن كثب، فسنرى أن هناك وضعاً جديداً قد حدث في سوريا،

هناك يدوم صراع داخلي عنيف.

وقامت معارضة غير متفقة فيما بينها.

وأيادي العديد من الدول تعبث بهذه المعارضة.

إيران وروسيا تساعدان وتدعمان نظام بشار الأسد هناك.

عراق المالكي أيضاً يساعد الأسد بشتى أنواع الدعم.

وبدهي أن حزب الله حاضر كعصا في أيدي بشار الأسد.

و”الآبوجيون” متموضعون بأيادي إيران وسوريا في غرب كوردستان.

ولقد وضعت كلمة (الآبوجيين) بين قوسين عن علم.

فحسب رأيي ليس هناك حزب العمال الكوردستاني وإنما “آبوجي” فقط.

 وحزب العمال الكوردستاني ليس الآبوجيين .

بمعنى أن PKK عائد لإيران، وهو الآن برأسين:

رئاسة جناح الPKKللآبوجيين يقودها عبد الله أوجلان
والتي لPKKغير الآبوجية هي إيران.

وقد جعلت إيران جميل بايق متنفذاً لحزبها الPKK

ولنأتي إلى حال سوريا الآن:
لقد وضع آبوجيو إيران بأيادي إيران وبشار الأسد كل غرب كوردستان تحت ظلمهم وتأثيرهم.
بى يى دى  يعمل هناك كتابع 100% لجناح PKK الإيراني.
ياترى من هم المتنفذون السريون لPKK؟
إنهم جميعاً من شمال كوردستان
ولكن من يعلم من هم هؤلاء؟
نعم، من هم ومن أين؟
هل هم أتراك؟
أرمن؟
أو أنهم شراكسة؟

أو فاشست الترك؟

أو أنهم من ال”ميت” الأرغنكوني لتركيا؟
لا أحد يعلم من أين “دهن أذن أبيهم”، هؤلاء المتنفذون السريون لPYD من أي بلدٍ  ومن أي منطقة.
إلا أن الشعب الكوردي في ذلك الجزء من كوردستان يعلم جيداً أنهم يقادون من قبل أناس سريين، مجهولين.
هناك ظلم خطير لهؤلاء “الأشخاص” مستمر على الشعب الكوردي، مثل ظلم نظام بول بوت.
إنهم يعتقلون من يريدون اعتقاله ويعذبونه ويدخلونه السجون.
والذين يريدون اختطافهم يختطفونهم، ويجعلونهم منالمفقودين.
كما يقتلون من يريدون قتله…
هناك آلاف الأمثلة عن هذه الأفعال غير الإنسانية، الوحشية والفاشية من قبلهم.
ولنأتِ الآن إلى حال الPKK الأوجلانية.

أي PKK الآبوجية.

هذه الPKK في تركيا هي التي تصدر الأصوات عن نفسها أكثر من الأخرى.
نصف حزب الBDP في أياديها
ولكنها في الأساس هي الأضعف شأناً
وتضعف مع الأيام من ذي قبل

وتخسر هيبتها بين الشعب أكثر وأكثر

فليس لها أي قوة عسكرية قوية
و”قنديل” قد خرج من أياديها.
لقد تم انتزاع سلطة هذا الجناح في قنديل من أيادي مراد قه ره يلان
ويقوى جميل بايق في مكانه على الدوام.
ومع الأيام سنرى أن جميل بايق لن يطيع أوامر أوجلان.
وإذا ما تطرقنا للحديث عن منطقة الشرق الأوسط عامةً، وبخاصة عن كوردستان، حيث يتواجد هو، وفكرنا في الأمر، فيستطيع المرء القول هكذا:
لإيران تأثير قوي على العراق وعلى متنفذيه الحاكمين الآن.
وتعمل إيران على أن يكون نفوذها قوياً في جتوب كوردستان أيضاً.
لهذا السبب.

لقد شدت إيران من عزم شخصٍ كجميل بايق ضمن الPKK

وتمكن هذا من وضع قنديل كلياً تحت يديه.

وخنقت إيران صوت مراد قه ره يلان وأبعدته عن الPKK

لقد وضعت إيران كل غرب كوردستان تحت تأثير حزب PYD التابع لها عن طريق بشار الأسد.
وهذا هو باختصار مخطط إيران البعيد والطويل الأمد:
أن تضع سلطة جنوب كوردستان تحت سيطرة حزبها الPKK العائد لها.
بعد هذه الخطة:هناك روسيا، سوريا وعراق المالكي.
حتى أن إدارة أوباما تغمض عينيها عن هذه الخطة.
إذ حسب المستشارين الأمريكيين، فإن الإدارة الأوباماوية، قد أخذت وعداً من إيران مقابل “إغماض عينيها” بأن لاتسمح عن طريق استخدام الPKK، أي PYDلتنظيم “القاعدة” وسواها من المنظمات السلفية الإسلامية أن تقوى في سوريا.

وأوباما  راضٍ عن وضع السلطة في أيادي تنظيم “الإخوان المسلمين” هناك.كما أن إدارة أوباما متفقة على ذلك مع بوتين روسيا.

           

ولكن مع ذلك فإن هذا سيصبح خطراً كبيراً على إسرائيل، حسب رأي أولئك المستشارين الأمريكيين.


إسرائيل لا تريد أن تقوى إلى جوارها “ولاية” إيرانية (المقصود سوريا).
حسب الإسرائيليين، لا فرق ما بين المسلمين المتشددين  والناعمين كالإخوان المسلمين وسواهم، فوجودهم خطر على دولة إسرائيل.
ومن أجل ذلك، يقولون بأن ما يخططه لأنفسهما بوتين وأوباما غير مهم لهم.فإن إسرائيل لن تسمح بنجاح هذا المخطط.
ياترى ما دور الرئيس مسعود بارزاني، أو هل له دور في هذا؟
وهل هناك دور لرئيس وزراء تركيا أردوغان؟
حسبما أعتقده وأراه، فإن كلاً من الرئيس بارزاني ورئيس الوزراء أردوغان يجدون هذا جيداً.
حيث ترك أوباما وبوتين كلاً منهما (البارزاني وأردوغان) خارج مخططهما.
وبمخططهما هذا أضعفا وعزلا الرئيس البارزاني ورئيس الوزراء أردوغان.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإن حزبهما PYD يزداد قوة.
بدون شك، فإن هذا خطر على كل كوردستان.
وهو كذلك خطر على سلطة أردوغان.
وإذا ما ربط المرء بين جميع هذه النقاط، فإنه سيصل إلى هذه القناعة:
إن على الرئيس بارزاني ورئيس الوزراء أردوغان أن يتحركا لسد الطريق أمام هذه الخطة الخطيرة لأوباما- بوتبن- المالكي- الأسد، وعدم السماح بإنجاح مشروعهم هذا.


من أجل هذا، جاء الرئيس بارزاني إلى شمال كوردستان،
ويعمل مع رئيس الوزراء أردوغان على تقوية الPKK  العائدة لأوجلان.
إنهما يأملان أن يصبح إنشقاق الPKKعلنياً وظاهراً وواضحاً.
ولكي يصبح الPYD في سوريا ضعيفاً،
وأن لا يصبح الPYD بديلاً لسلطة جنوب كوردستان (في غرب كوردستان – المترجم)، لأن الرئيس بارزاني على علمٍ بخروج غرب كوردستان من يديه.
ولأنه يعلم بالخطر على كل كوردستان في حال إزدياد الPKK الإيرانية قوةً.
ويريد أردوغان أيضاً أن يسد الطريق في وجه تعاظم قوى إيران في المنطقة.
كما يريد أن يكون له ثقل في سوريا المستقبل أيضاً.
حسب رأيي:
لذا فإن الرئيس بارزاني ورئيس الوزراء أردوغان قد حققا نجاحاً بزيارة الرئيس بارزاني وبرفقته المغني الوطني للشعب الكوردي، وبحضورالمغني الشهير إبراهيم طاطلي سز، من أجل خطتهم، إلى حدٍ ما.
ولذا، فإن مسار الموضوع مرتبط بالإجابة عن الأسئلة التالية:
إلى أي حدٍ سيتجرأ جناح أوجلان (المتحالف في الوقت ذاته مع أردوغان) على إعلاء صوته في  وجه حزبPKK إيران.
فهل يعلم عبد الله أوجلان أنه لا يستطيع السيطرة على كل حزب الPKK؟
فذلك حسب اعتقادي لن يكون ممكناً على الإطلاق.
فإن حزب الPKK الذي يقوده جميل بايق، مرتبط تماماً بإيران.
وإن جميل بايق ليس إلا “ريموت كونترول – جهاز تحكم عن بعد” لها.
اليوم جميل، غداً رسول، سلطان… رستم…
أو فلان  وفلان.
بمعنى أن الجانب الأهم الآن الذي يقوى هو أن (الحزب) قد خرج من سيطرة أوجلان.
وهل يعلم أن الPYD يين والقيادة في قنديل لم تعد تعادله بقرش مثقوب؟
إلا أنهم لايعلنون عن هذا ولايستطيعون قوله في الوقت الحاضر.
عندما تقول إيران لهم قولوا ذلك فسيقولون.
لذا،
هل يعلم أوجلان بأن من الأفضل له أن يسيطر على الجناح العائد له؟
ومن ذلك، عليه تأييد الرئيس البارزاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.
ولكن هذا الأمر غير ظاهر، لأن الأشخاص من أمثال عبد الله أوجلان لايستطيعون التخلي بسرعة عن سلطتهم القديمة وقبول ما هو جديد.

إنهم لايستطيعون أن يصبحوا شركاء في سلطة ما.
يجب أن تكون السلطة بكاملها لهم وتحت سيطرتهم، أو لا…
فإذا ما دعم عبد الله اوجلان جانب الرئيس بارزاني ورئيس الوزراء أردوغان، فإنه سيقوي ضعاف  رفاقه، سواءً في حزب DBP  أو بين PKK المتواجدين في ذرى الجبال أو بين الPYD.
فهم سيتمكنون من رفع أصواتهم، ولكن ليس بمستبعدٍ أن يقف أوجلان (لو كان خارج السجن أو خارج تركيا) مع المخطط الإيراني، وذلك بسبب معاداته الشخصية للكوردايه تي.
إلا أنه في “سجنه الترفيهي” لتركيا ويرى أن الPKKتضيع من يده، يمكن أن يفكر بالوقوف ضد المخطط الثلاثي، روسيا- أمريكا-سوريا.


وهذا مناسب له.
ولكن عبد الله أوجلان يبقى أوجلاناً.

والمرء لايستطيع طلب عمل فيه خير من هذا الرجل.

فهو سيفعل حسب ما يشاء.
وليس بمستبعدٍ، بسبب ما يريده من انتزاع مزيدٍ من المصالح الشخصية لنفسه من رئيس وزراء تركيا أردوغان، فإنه سيربط تأييدهبشروطٍ يستخدمها ضد أردوغان ذاته.
والآن، كيف يفكر الإسرائيليون في هذه المسألة؟
المستشارون والمحللون الأمريكيون والإسرائيليون يقول أيضاً:
فليقرع حزب الPYDطبول الإرهاب الإيراني إلى ما يشاء،
وهكذا،ليصم الرئيس أوباما أذنيه عن سماع قرع طبول وصوت سماع الإرهاب الإيراني أيضاً,فهذا لايهمنا البتة،
لأن طبل الPYD سيتمزق في المستقبل الذي أمامنا،
ولن يبقى سوى عصا الطبل عارياً في يدهم،
وسيصبح ذلك العصا بلاءً على رؤوسهم،
وعندها لن يعلموا أين يخفون عصاهم.
وبالنسبة للرئيس أوباما،فإنهم يفكرون:إنه أضعف رئيسٍ أمريكي على الاطلاق.
فلا أحد في أمريكا يؤيده لتأييده إرهاب السلطة الإيرانية،وبطبيعة الحال، لم تبق لإدارته أي قيمة.
لذا، فإن عمر قرع طبلهم جميعاً بات قصيراً.
والأهم من كل شيء هو أننا لن نسمح بنجاح خطة أوباما وبوتين،
لأن هذا المخطط ضد وجود دولة إسرائيل.
فعلى الكورد أن لايقلقوا،فنحن سنؤيد كل الأكراد الذين هم خارج هذا المخطط.

وسنعمل معاً مع إدارةٍ أمريكية جديدة، تكون فعلاً صديقةً للكورد، والشرق الأوسط، وبخاصة من أجل بناء سوريا جديدة.وسننتصر معاً،والسلام

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…